في الظلمة كانت تقف لوحدها و كانت يحيط بها الظلام من كل صوب.
لم يكن هناك اي شئ على مرمى البصر حيث انها كانت عمياء تقريبا لعدم و جود اي ضوء سوى شمعة الصغيرة التى كانت تحملها .
مدت يدها اليسرى نحو الأمام و تقدمت بخطوات بطيئة مخافة ان تتعثر بشئ ما .
أحست أصابعها تلامس سطح ناعما املسا، قربت الشمعة لترى جيدا .
عندما ظهر وجه امامها جفلت و شعرت بالفزع و تراجعت الى خطوتين الى وراء .
بعد مرور عدة ثوان أدركت انها امام مرآة بدت قديمة من طرازها .
غريب هى لا تذكر وجود واحد مشابهة بالمنزل .
رفعت يدها المرتعشة و قامت بمسح وجهها محاولة تهدأ نفسها المرعوبة .
' كيف اصبحت في هذا المكان ، لا يعقل ان أظهر فجأة هنا ..'
آخر ما تذكره هو انها قد غادرت الفراش في منتصف الليل لشرب الماء ، كانت قد خرجت من الغرفة و بقيت تسير هنا لساعات و من دون ان تسمع أو يسمعها أحد أو ان تجد طريق العودة .
.
' ليس هناك أحد أو شيء ، فقط فراغ و ظلمة ..'
عدا المرآة .
نقدم إلى للأمام و قربت الشمعة نحو المرآة مجددا
نظرت إلى إنعكاس صورتها و أخذت تراقب بهدوء ، توجهت أصابع يديها بدون شعور تتلمس وجهها ببطء .
بدت عينيها باهتتين ، و بشرتها شاحبة كالأموات .
هل كانت دائما هكذا ، بليدة المشاعر أو التعابير ؟!! .
لكن كان هناك شيئ مختلف في الإنعكاس .
وضعت الشمعة على طرف المرآة الخشبي و حركت أصابعها فوق رأسها ، كان هناك تاج ذهبي فوق رأسها .
حسنا ليس رأسها بل رأس انعكاسها لأنها عندما وضع يدها فوق رأسها استطاعت لمست شعرها أما في الإنعكاس أصابعها كانت فوق التاج المدبب .
فجأة سمعت صوت تحطم فإلتفت الى الخلف سريعا لكنها لم ترى شيئا .
عقدت حاجبيها ب تساؤل و أخفض رأسها قليلا .
فاتها إبتسامة يقشعر لها البدن ظهرت على وجه إنعكاسها الذي اقترب منها ، شعرت بتلقائية بأن هناك شخصا خلفها لكنها لم تستطع ان تستدر و تنظر نحوه .
ليس و كأنها لم ترد .
هي فقط لم تستطع .
أخذ الإنعكاس يلامس كتفيها بخفة و يتلاعب بأطراف شعرها و يهمهم كلمات و لحنا ما بسعادة و حماس غريبين .
" م - ما انت ؟.."
ظهرت تكشيرة على وجه الإنعكاس و قال بصوت ثقيل كشخص استيقظ للتو :
( انا أيضا عزيزتي لا أحبذ ظروف إلتقائنا لكنه القدر ، انتظري قليلا فقط ف الصبر فضيلة ،القليل بعد و سنكون واحد مجددا و معا حتى الأبدية ، دعك من العوالم المتعددة حتى حتى اللوردات في انتاليا سينحنو لكي .. )
عندها بدأ يضحك ضحكة مجنونة مرعبة انتشر صداها في المكان .
" ما الهراء الذي تتحدثين به ، اريد الخروج من هنا .."
خرج صوت مخلوق هذه المرة كسول و خائب الأمل لأن ردة فعلها لم تكن كما اراد
( انت لست ممتعة ،ليس مثل السابق على الأقل ، اذا ارت خروج كل ما عليك القيام به هو الإستيقاظ )
الأن بدا الإرتباك على وجه كاوس المنهك و لم تعلم بما تفكر .
' الإستيقاظ ..'
شعرت كاوس بيدان تحيط بها ب عناق غير مرحب به لكن ما دفعها للشعور بالرغبة بالبكاء كان ان يدا المخلوق لم تبدو كيدا بشري على الإطلاق ، بل ابعد ما يكون عن ذلك .
الذراعان كانتا اطول من الطبيعي ، نحيفة لدرجة إلتصاق اللحم بالعظم و البشرة كانت رمادية اللون ناهيك عن مخالب السوداء .
هي حاولت التحرر ، لكنها شعرت و كأنه قد تم إلقاء لعنة قامت بتجميدها و اعتصار المخلوق لها بعناق حار لم يساعد .
الأسوء كان حقيقة انها لم تشعر بالقرف او الإشمئزاز من المخلوق او حتى الخوف .
هي بالفعل كانت خائفة لكنها كانت مدركة انه في أعماقها انه لن يقوم بإيذائها ابدا .
بقيا في تلك الوضعية لفترة حتى هدأت حركتها و قل إرتعاشها
بدا المخلوق مستمتعا بوجوده بالقرب منها و عاد يتمتم تلك الكلمات استطاعت كاوس سماعه بوضوح لقربه .
( انت القاع الذي لا نهاية لعمقه، والمادة الخام المتفجرة التي لا حياة فيها، والفضاء القاسم والفاصل بين الدمار والأرض. )
أخذ بمسح وجهه في شعرها و يعيد تكرار تالجملة ذاتها ، في النهاية قرب شفتيه من اذنها اليمنى و همس لها ب
(انت مازلت نائمة ..)
[ تم تفعيل المستخدم ' ■■■■■■■' ]
---------
شهقت كاوس و فتحت عينيها على و سعها و أخذ جسدها ينتفض كشخص كان على وشك الغرق .
عند رؤية كاوس شقيقتها كبرى تجلس في السرير المقابل و هي تنظر لها بغرابة شعرت بالإرتياح .
لطالما تشاجرا هي و سيلين و دائما ما كان دموي و سيئا جدا ، شجارها الأخير كان بالأمس ، مع انها مازالت غاضبه لكنها كانت سعيدة برؤية وجه مألوف بعد ما رأته .
عقدت سيلين ذراعيها و نظرت بإستهزاء نحو كاوس التى كان العرق يتصبب من وجهها .
" ما الذي حدث معك ، هل أصبت بتشنج ام ظهر بك صرع اخيرا ما خطبك انت و تلك الحركات البهلوانية ."
ارتعش جانب فم كاوس و حاول إبتلاع رد قد يشعل حرب لم تنته ، عندما أدركت شيء ما هي فقط اكتفت بوضع ابتسامة لطيفة أثارت حفيظة سيلين ، نزلت من السرير و أسرعت نحو سيلين لسرعة البرق .
هذه الأخير شعرت بالخوف و رفعت يديها بشكل 'X' و أصدرت صرخة حرب محاولتا أخافة كاوس لتتراجع ، لم تتوقع سيلين و عن بعد الف عام ان كاوس ستهجم فجأة فالأمر بالعادة يحتاج الى عدة اسطر اخرى حتى تفقد السيطرة على اعصابها.
لكن حدث ما كان غير متوقع .
قامت كاوس بمعانقتها و اخذت تقبلها على كامل وجهها ، تصلبت سيلين للحظة بعدها قامت برمي كاوس بعيدا عنها أو اخذت تشير ً لها إصبعها بغضب.
" ايتها المقرفة ، لعابك ، لعاب القذر احتفظي به لنفسك ."
" حلم ، لقد مررت حلما سيلين ، حلمي خاص .."
و اخذت تركض و كأنها تحلق مخبر كل من تقابله انها اصبحت تحلم .
ظهرت المفاجأة على وجه الكبرى لكن سرعان ما لانت ملامحها ، هي تعلم جيدا ما يعنى حلم لأخته الصغرى و كم هو مهم .
معظم الناس من الطبيعي ان يحضو بالأحلام لكن ليس كاوس ، بينما كان الأخرون يستعملون فرشاتهم لتلون أحلامهم كاوس الصغيرة لم تمتلك لوحة لترسم بالأصل ناهيك عن التلوين .
هي كهذا ولدت ، من بداية ما اصبحت ذاكرتها تعمل حتى سن السابعة عشر لم تحظ حتى بحلم واحد .
تنهدت سيلين و ظهر طيف الإبتسامة على شفتيها ، أخذت حقيبتها خرجت من المنزل و توجهت نحو الجامعة .
كانت كل العائلة فرحة لأجل كاوس غير مدركين انها لعنة بشكل نعمة و ان كاوس الصغيرة فتحت باب لم يجدر بها الإقتراب منه .
__________
لو في أخطاء إملائية يرجو اخباري
رايكم بالقصة .
]