استعاد جان نظره من العرش وعاد للحديث عن مشكلته مع إليزابيث : " .. الأنسة إليزابيث ... لايزال كل هذا مبهما بالنسبة لي , لازلت لا أدرك سبب تواجدي معك بمكان كهذا , أو السؤال الأصح لا زلت لا أعلم ماتريدينه مني ؟ "
ابتسمت إليزابيث سرا ولم تلتفت للنظر نحو جان بل ضلت تتأمل في العرش الحديدي ثم تفوهت بنبرة ساخرة : " لما الإستعجال أيها الشقي ؟ نحن لم يتسنى لنا أن نناقش الموضوع بعد "
" لكن لا أعرف عن أي موضوع تودين التحدث عنه ؟" تحول جان للحديث بتعبير بارد ونبرة غير مبالية حتى لا ترى إليزابيث من خلاله
" حقا ؟ ألن تخبرني عن قصة تحولك من طفل صغير إلى قاتل ؟ "
نظرت نحو يديها وغيرت نبرتها للجدية :" فكما تعلم أستطيع رؤية هالة دم الموتى لكن لا أستطيع معرفة من هم ؟ أو كيف ماتو ؟ "
تحرك جان ببطؤ إلى جانبها وحوّل نظره مجددا نحو العرش " ولماذا مهتمة بالمعرفة عن ذلك ؟ "
" كل شخص يملك أسرارا أيها الشقي وأنا أملك شكوكا بشأنك وأريد التأكد منها فحسب ... ولا داعي للخوف فشكوكي ليست بسيئة بالنسبة لك, فهي تتعلق فقط بحقيقة إيقاضك لجوهر المانا "
عبس جان وتجنب النظر نحو عيون إليزابيث : " الآنسة إليزابيث , كنت آمل أن تكون تكهناتك صحيحة بشأني لكن سأخيب ضنك وأخبرك أني لازلت صغيرا على إيقاض جوهر المانا , وهذا شيئ كان يجب أن تعرفيه دون الحاجة أن تسأليني عنه "
رفعت حاجبيها وتابعت بنبرة حازمة وبطيئة :" همم حقا ؟ حسنا لديك وجهة نظر معقولة , يبدو إني طرحت السؤال الخطأ . "
" إذا أريد معرفة كيف استطعت تفاديني سابقا إيها الشقي ؟"
فكر جان في شيئ ما للحضة وعادت الإبتسامته الباردة والواثقة على محياه والتف نحو البوابة يتحرك بعيدا عن إليزابيث ثم هزّ كتفيه متظاهرا أنه لا يعلم :" لقد كانت مجرد مصادفة , لقد رأيتي أني لم أستطع تجنبك في المرة الثانية علاوة على ذلك لم ... "
" دينغ , دينغ , دينغ "
" كشف نية القتل على المضيف "
" في حال تعذيب الكائن الذي يوجه نية القتل نحو " "المضيف ستتضاعف "
"نقاط الخبرة×30 نقاط المتجر×30 "
" هاه ؟ " انتفضت أذان جان وهو يسمع صوت تحذيرات النظام وتوسعت عيناه بينما جفلت كامل غرائزه وحواسه بسبب شعور خطر الموت القادم من خلفه
دون أن يحتاج جان للنظر إلى النظام أو لتحذيراته , كان جان قد قفز بالفعل نحو الجانب من أرضية القاعة الصلبة للبلاط الملكي دون النظر إلى من يستهدفه أو نوع الهجوم , لكن فجأة شعر بمرور رياح تحاكي شفرات السكاكين الحادة بجانب وجهه , والتي استطاع تجنبها بالكاد ولكن لم يسلم من جرح طفيف على خده الأيسر بأسفل عينه مباشرة ما جعل الدم الساخن يتدفق منها , وبدت القطرات الحمراء كاللهب عى وجنته البيضاء
" اللعنة ... أيتها المجنونة ؟ " حول جان عينيه نحو إليزابيث التي كانت تقف بالمكان الذي تراجع منه
" هوهوهوهو أيها الشقي لقد تفاديتني مجددا دون الحاجة إلى استعمال السحر "
شعر جان بالتهديد هذه المرة وانتبه إلى يديها التي تحوم حولها هالة شفافة , ليضع مباشرة يده خلفه وتأهب لإخراج سيفه والقتال في أي لحضة في حال فكرت إليزابيث بمهاجمته مجددا
لاحضت إليزابيث حذر جان من يديها فأبطلت الهالة الشفافة عليهما : " هاها أيها الشقي كف عن هذه النظرات المعادية , لقد كان مجرد اختبار بسيط ... "
" ولكن لن أنكر أن تفاديك لهجمتي قد أنقد حياتك , لأنه لو كان حدث عكس ذلك لرأيت جسدك بمكان ما هنا , ورأسك خلف البوابة هناك هاهاها , ولكن لا داعي للغضب , في نهاية المطاف كان رهاني عليك صحيحا أيها الشقي .. " ضمت يديها نحو صدرها وتابعت السخرية من جان
" إنك مجرد مجنونة ... لا أستطيع فهم المكسب من مهاجمتي ؟ لكن إذا ضننتي أن قتلي بمكان كهذا سيكون سهلا عليك , فإنك على خطأ , لأني سأحرص على أخدك معي إلى العالم السفلي حتى لو كان ذلك على حساب حياتي " أضلمت عيون جان وانبثق منهما نظرة الكره والغضب , ونوى على الدخول في معركة وسط البلاط
" إهدأ قليلا ... حسنا .. أنا أعتذر لقد كانت مزحة سيئة من طرفي لذا لاداعي للغضب .. " تابعت الإبتسام والتفتت مجددا نحو العرش وعادت للتأمل متجاهلة تهديدات جان
" أيها الشقي أود الإعتراف أن غرائزك معجزة حتى بالنسبة لأقوى السحرة في قارتنا , لكن بالتأكيد ليس منيعا أمامهم "
" لكن المثير في الأمر هو سبب كون غرائزك خارقة مقارنة بالأشخاص الطبيعيين ... هوهو أشك أنك ستستطيع إخفاء ذلك الشيئ دائما "
تسلل داخل جان القليل من الشك لكن ضل صامتا واضعا يديه خلف ضهره مستعد للقتال في أي لحضة ; " ماالذي تقصده ؟ هل استطاعت رؤية النظام ؟ "
" همف ممل .. لاأعلم ما الذي مررت به لكن شعرت بذلك الشيئ داخلك ... لقد رأيت كمية خوف مروعة من حالة الإحتضار والموت وكأنك خضت الموت لعديد من المرات ... هذا الخوف يحرك كامل جسدك بل ويستطيع إنقادك حتى في أكثر المواقف ضعفا "
" .... خوفك مروع بل و متأصل بعمق في كِيَانك , ثم تسلل ببطؤ نحو حواسك ... خوف يستطيع تغطية عالمنا بالكامل "
" لكنَّ ما يثير الإدهاش هو كَوْنَك تحضنه برحاب صدر , وتقف بثبات أمامي كالوحش "
" أنت لا تخاف مني , ولا تخاف من هذا العالم لأنك تمتلك خوف أعظم بداخلك , ستضحي بالعالم حتى لا تقابله , هاها كل هذا و لم يتجاوز سنك السادسة بعد , لا أعلم كم احتجت من الوقت حتى استطعت تحويله لنقطة قوتك , لكن إذا تواجدت كلمة في العالم باستطاعتها وصف ماقمت به فستكون 'الوحشية الخالصة ' , إنك وحش ..."
" وحش يخوض في الضلام الذي يخافه مع عيون مفتوحة وعقل صامد "
" لقد أصبحت أحترمك سيدي الصغير ليو " التفتت أخيرا إليزابيث نحو جان وقامت بانحناءة خفيفة مع تحريك فستانها كالنبلاء
"لكن ذلك لن يغير من شأن نقاشنا , لازلت أريد أن أعرف بشأن سرك , كيف أصبحت تخاف الموت , هل خضت تجربة الموت سابقا ؟ أكان ذلك بسبب مَن قتلتهم سابقا ؟ "
تنفس جان الصعداء وخفف من حذره وعاد لوقفته المستقيمة والنبيلة ثم اقترب قليلا من إليزابيث :" إذن أصبحنا نقف هنا في إعجاب وإحترام متبادل الآنسة إليزابيث , إن قراءتك للآخرين وملاحضتك الدقيقية تستحق الإشادة حقيقة , ولكن بشأن ما قلتيه, هذا حقا ما أنا عليه , وهذا ما أعلمه , وفقط بتقبل مانحن عليه , يمكننا الحصول على مانريد "
" هوهو , هل هذا يعني أن كل ما قلته صحيح سيدي الصغير ؟ " غطت إليزابيث فمها وهي تضحك
حل الصمت ثم حول جان نظره نحو ضوء الشمس القادم من نوافد القاعة وتنهد في صمت : " إنها ذكية جدا كما أنها شديدة الملاحظة , لاداعي لأخوض في التفاصيل معها , رغم أني لم أفهم شيئا من ما قالته , لكن أشعر أنها تستطيع كشف الكثير في أقل التفاصيل التي أذكرها ... لابأس جاء دوري لأكشف ماتخفيه , لقد شعرت بذلك أيضا الآنسة إليزابيث , إنك تحتاجين إلي لشيئ ما "
" الآنسة إليزابيث , لقد استنتجتي كل شيئ بنفسك , أظن أني لا أحتاج إلى البوح بشيئ آخر , و لكن الآن دورك لتخبريني ماأريد سماعه ؟.. "
" ..ما الذي تريدينه مني ؟ ومالذي تريدينه من الإمبراطورية ؟ أنا متأكد أن شخصا من نوعك لن يهتم بشأن المناصب أو بحماية الإمبراطورية " التفت جان نحوها وتحدث بنبرة باردة وواثقة
" هوهو هل أصبحت ترى من خلالي الآن ؟ لعلمك فقط لقد كنت أخطط لتهديدك قبل قليل من أجل أهدافي , لكن تراجعت لأني اكتشفت أنك مثير للإهتمام , إنك تملك هدفا أيضا تريد تحقيقه من خلالي , ولكن لابأس فسنحتاج للثقة بيننا أولا وهي التي ستشكل الفارق في عقد صفقتنا " ترسمت على وجه إليزابيث ابتسامة مشرقة كما أصبحت متحمسة نوعا ما
" همم إنك صريحة أكثر من اللازم الآنسة إليزابيث , ومع ذلك أريد معرفة كيف باستطاعتي التعبير عن حسن نيتي حتى أكسب ثقتك ؟ "
" ما رأيك أن تخبرني عن هدفك وسأعتبرها حسن نية وثقة بيننا "
" ... آنستي رغم أني طفل صغير لكني لست غبيا , أنا متأكد أن هناك وسيلة أفضل لتعزيز ثقتنا مع بعض " أجاب جان بثقة من حديد
" هوهو حقا إذن ..ما رأيك بعقد الدماء , أو عهد تحريم الخيانة ؟ "
" عقد الدماء ؟ عهد ماذا ؟ ماالذي تقصدينه ؟ "رفع جان حاجبيه متسائلا من الأسماء الغريبة
أخرجت إليزابيث ورقة من جلد الماعز من خاتم التخزين وتابعت مع ابتسامة تقطر بالإزدراء " : سنقوم بعهد الخيانة المحرمة كَوْنَ عقد الدماء يحتاج لتعويذة من مشعود , وكما تعلم فأنا مجرد ساحرة , أما بشأن هذه الورقة سنضع عليها جزء من دماءنا وسنُقْسم على جوهر المانا الذي نمتلكه , وفي حال خنا العهد الذي سنقسم عليه فإن زراعتي ستُدَمر وأحرم من السحر لبقية حياتي , وبالنسبة لك لن توقض جوهر المانا أبدا ... ورغم ذلك كنت لأفضل عقد الدماء عن العهد , فحياتنا هي الثمن المناسب لتأمين معلومات هكذا صفقات "
بلع جان في صمت وضل ينظر نحو الورقة بتعبير غير واثق :" حقا ... يبدو بالنسبة لي أن جوهر المانا كافيا .. "
" لاداعي للخوف أيها الصغير هذا العهد فقط سيضمن عدم الكذب ومنع إخراج أي معلومة عن ما سنتحدث عنه , وأما بشأن الصفقة الحقيقية ستكون مجرد موافقة على أساس الثقة بيننا "
" .. جيد .. لنقم بذلك ... " قبل أن يكمل جان حديثه وضعت إليزابيث يدها على خده المصاب بلطف ومسحت الدماء
" أنا أسفة على هذا .. هاها " حولت إليزابيث نبرتها إلى اللطف و الرأفة بينما عالجت جرحه في لمح البصر ما جعل جان يرتجف قليلا
" هذه المرأة تجسيد للشيطان حرفيا , ذكاؤها وتصرفاتها ليست طبيعية , هاها لا أعلم من سيتلاعب منا بالآخر ... "
" لا داعي للإعتذار سيدتي ,فنحن مقبلين على التعاون على ما أضن . منذ الآن الماضي هو الماضي , والمستقبل هو كل ما يستحق التحدث عنه " ابتسم جان هو الآخر وتحرك ليقف مقابلا لها
أومأت إليزابيث بابتسامة ثم جرحت نفسها ووضعت دمها ودم جان على الورقة و دون أن يدرك ما يحدث, أضاءت عيونهما و تحركت شفتيهما لا إراديا
" نقسم جميعنا بالأمانة أمام العهد القديم ولتعاقب جميع خونتنا بالفناء "
عادت عيون جان لطبيعتها بينما سمع صوت النظام مجددا
" دينغ "
" كشف تأثير دائم لقوة مجهولة على المضيف "
" يكلف ازالة التأثير 500 نقاط المتجر "
" تأكيد / رفض "
فهم جان ما يعنيه النظام وحول عينيه نحو إليزابيث بتعبير بارد وابتسامة ساخرة :" الآنسة إليزابيث ... لقد أصابني الملل من تجنبك لهذا السؤال , أريد أن أعرف من أنتي بالنسبة للإمبراطورية ؟ "
في ضل ابتسامة جان شعرت إليزابيث بشيئ ما خاطئ ولكن واصلت الإبتسام وَاثِقَةً في شروط العهد : " هوهو سيدي الصغير إنك مباشر جدا , لكن لا بأس الآن في إخبارك عن هويتي "
" اسمي الكامل ' إيلزابيث لانستر ' إبنة الملك الحالي لوريس لانستر من علاقة حب محرمة مع أخته 'سيلينا لانستر' "
" .... " ضل جان هادئا على عكس ماكانت تتوقع إليزابيث , ولم يبدي أي تعبير على ملامحه
" حسنا ... وما الذي تريدين مني القيام به ؟ " تابع جان بنبرة بارة غير مبالية , بينما أصبح وجه إليزابيث أكثر قبحا بردة فعل جان الباهتة .
--------------------------------------------------------------------------
ادا فيه اخطاء لغوية راح صححها بعدين 💓