كانت رايتشل وحيدة بالغرفة تسترخي على السرير فيما كانت عيونها الزرقاء كالمحيط هائمة تتأمل حديقة القصر عبر النافذة بجانبها

كانت النافدة تصدر نسيم بارد غني بعطر الأزهار العبق للحديقة الذي بات يحرك شعر رايتشل الأسود الحريري للخلف كأمواج السنابل عندما تحركها الرياح ويداعب بشرتها الزهرية الجميلة برقة , بينما اعتلى وجهها ابتسامة دافئة وهي تتحسس بطنها بلطف بيديها الناعمتين ثم أخدت تهمس بصوت خافث لطيف ومتحمس مكلمة نفسها



" أيها الصغير ... ألا تتساءل مثلي عن ردة فعل والدك وأخاك بعد أن يعلموا أنك قادم ؟ همم .. "



قاطع تأمل رايتشل دخول دونور وبجانبه ديليريا لغرفتها , مع ابتسامة كانت من الواضح أنها مجبرة على دونور مقارنة بزوجته , ليس نفاقا على رايتشل وإنما لايزال شبح الحرب يراود مخيّلته ما جعله من الصعب أن يسعد بشأن حمل رايتشل بشكل صادق



" مبارك لك صديقتي .. أنا حقا سعيدة من أجلك " بادرت ديليريا بالحديث وسارت نحو رايتشل لتحضنها فيما بادلتها رايتشل بالمثل أيضا



" مبارك لك زوجة أخي ... يبدو أني سأصبح عم لفرد آخر من عائلتي " تنهد دونور وهو ينظر من بعيد لتبادل الأحضان بين زوجته ورايتشل فيما ظلت ابتسامته منذ دخوله عالقة على نحو غريب



" شكرا لكما كثيرا , إنني حقا ممتنة لاهتمامكما بي , لولاكما لا أعلم ماكان قد سيحصل لي ... كما إني لا أذكر كيف فقدت وعيي .. " اعتلى وجه رايتشل علامات الإمتنان الصادق لهما بينما ضلت تحاول تذكر ما حدث



" لسنا نحن من يجب عليك شكره ...إن ابنتي ديانا هي من وجدتك ملقاةً على الأرض مغمية عليك وهي من أسرعت إلينا حتى نساعدك , لذلك أظن أن هي من تستحق الثناء " تحدثت ديليردا بابتسامة فخورة على ابنتها الغائبة


" حقا ! سوف أحرص على أن أشكرها بشكل مناسب ولكن مع ذلك أنا ممتنة حقا لمساعدتكما خلال فترة غياب أرون ... "

" طاااف "


قوطعت رايتشل مجددا لكن هذه المرة بسبب صوت ارتطام باب الغرفة بقوة , ودخول أرون يلهث بشدة فيما بدى على ملامحه بعض الإرهاق وكأنه ركض لمدة طويلة


بادر أرون بالتحدث لكن بصعوبة مع كلمات متقطعة بسبب أنفاسه التي تنسل دون طائلة بينما اكتسى وجهه ابتسامة مكتومة وكأنها تنتظر سماع شيئا ما حتى تشرق مجددا



" أخيرا همف ِ.. رايتشل ... هل حقا ... ما ... قالته ... الطبيبة ... صحيح ؟"



ظلت رايتشل صامتة تنظر لزوجها الذي يلهث بمكانه ثم أومأت برأسها لتأكيد ما سمعه مع ضحكة لطيفة ساخرة من شكل أرون


نظر أرون في دهشة نحو زوجته بينما ابتسامته تتوسع وكأنها زهرة عباد الشمس قابلت ضوء الشمس بعد مرور ليل طويل بل أخد هو أيضا يصدر ضحكة مكتومة صادقة من القلب فيما علقت الكلمات في حلقه ولكن تفوه بالنهاية


" هل سوف أملك إبن آخر هاها "


بَسَطت فجأة رايتشل يديها على سريرها بشكل واسع ولم يخلو وجهها من الإبتسامة المشرقة نحو زوجها بينما فهم أرون ما تقصده رايتشل ليقفز نحوها بسرعة وحضنها نحو صدره بشدة بينما همس بالقرب من أذنها بصوت ضعيف مع عيون حمراء تقاوم ذرف الدموع وجسد يرتعش قليلا من نشوة الخبر


" رايتشل ... سوف أملك طفل آخر بجانب ليو , ..عزيزتي هل هذا حقا حقيقي ؟ لا انسي الأمر .. أنا أريدك فقط أن تعلمي أني أحبك .. أحبك كثيرا ... "


حضنت رايتشل زوجها أيضا لأنها لقد كانت تعرف أن أرون انهار بالفعل بسبب خبر الحرب وتحمل الأمر في صمت مؤلم ثم همست بصوت عدب يقاوم البكاء بعد رؤية سعادة زوجها بعد كل هذه الويلات : " إنه حقيقي أرون ... سوف نحضى بطفل آخر بجانب ليو "


خلال هذا المشهد اللطيف تراجع دونور وزوجته ليخرجوا من الغرفة حتى يحضى الزوجين بوقت خاص بمفردهما


بعد خروج دونور وديليريا جمع أرون أنفاسه وعاد للخلف بسرعة ثم أمسك كتفي رايشل ما جعلها تتفاجأ قليلا لكن رغم ذلك ضل أرون يحدق في عينيها مباشرة بتعبير حازم ثم كسر تاليا الجو الجدي بنبرة متحمسة


" أين ليو الآن ؟ كيف كان رد فعله عن الخبر ؟ "


رفعت رايتشل حاجبيها وكأنها تتذكر شيئا ثم تكلمت مع ضحكة جميلة تفطر القلب :" هاها إنه مع إليزابيث يتجول في الأرجاء , إنني أتطلع أيضا لإخباره عندما يعود "

------------------------------------------------------------------


تحول المشهد لإحدى أروقة القصر الملكي , يأخد فيه جان وإليزابيث الطريق لمكان ما , لكنهما توقفا فجأة


" أيها الصغير , كف عن طرح الأسئلة إنني بالفعل أشعر بالإرهاق من أخدك كل هذه المسافة لتتسكع , ألم ترى المكان بعد بما يكفي ؟ " بينما كانت إليزابيث تشتكي ظل جان شارد الدهن ما دفع إليزابيث للغضب أكثر


" همف .. أستسلم أنا سأرحل الأن .. أما بالنسبة لك فقط عد لوالدتك ربما تكون بانتظارك .. " ظهر ضوء خلف إليزابيث جعلها تختفي من أمام جان بينما حمل تعبيرها الكثير من الإرهاق والسخط

بالمقابل لم يعر جان انتباهه لها بل ضل شاردا يتأمل في المدينة عبر نوافد الرواق الذي يأخده مباشرة لجناح عائلته مجددا وأخد في التفكير : " أتساءل إذا كان بمقدوري التسلل إلى الخارج لرؤية المدينة والعودة دون أن تلحظ والدتي غيابي ؟ ربما علي الإستعانة مجددا بإليزابيث "

تنهد جان وترك التخطيط لذلك لوقت لاحق , وتحرك نحو الجناح المخصص لعائلته قبل أن يتذكر شيئا ما


" أيها النظام لقد ذكرت أن هناك شيئ ما يؤثر بي ؟ أيعقل أنه ما أفكر فيه ؟ "

دينغ

" جاري تحليل القوة الدخيلة بجسم المضيف "

دينغ

" بقايا قوة الوصايا العشر "

" وصية الحقيقة "

" التأثير "

" الخائن أو الكاذب لعهد الشيطان يعاقب بتدمير نواة مانا جسده "

"يكلف إزالة التأثير 500 نقاط متجر "

" تأكيد / رفض "


رفع جان حاجبيه فيما ظهرت الكثير من التساؤلات في دماغه


" هل يقصد أنه يمكنه بسهولة إزالة تأثير العهد ؟ همم لا شك في أنه يستطيع فعلها , في نهاية المطاف هذا الشيئ أمامي يشبه تجسيد الآلهة , فهو المسؤول عن نقلي من عالمي إلى هذا العالم , ربما قد يبدو له إزالة هذا التأثير كلعب الأطفال ... كم أملك من نقاط المتجر ؟ "

دينغ


الحالة

جان أوريا ( العمر : 5 سنوات)

[ مستوى القمر اذهبي ]

" فتح المتجر "

" فتح دمج المهارات "

" فتح إنصهار المهارة "

القوة : 45 الرشاقة : 45 الذكاء : 25

السحر :15 المانا : ∞+ الحظ : 10

نقاط المتجر : 10000

نقاط الخبرة : 10000/0

المهارات :

بركات إيرنستا

صقيع الجليد [level 1]

فن سيف قاطع السماء [level 1]

التهام السماء[ level 1 ]

الشبح

كف التنين [level 1 ]

زهرة اللوتس الأصل [level 1 ]

سهم المانا [level 1 ]

الأسلحة :

قفاز العرش (val 10)

سيف نيزكي (val 14)

المخزون :

" بطاقة سوداء : إستدعاء ( تحذير ‼) "

" 1×حبوب استرداد HP "


تابع جان المشي نحو الجناح بينما أخد يفكر في إمكانيات النظام : " حسنا لاضرر في خصم 500 نقطة الآن لكن يجب علي التفكير جيدا في كلمات إليزابيث , هل يستحق الأمر مني خسارة 500 نقطة ؟ , هل علي ترك الأمر يمر بسلام ؟ حسنا لو كانت أكثر لطفا كنت لأدع كل شيئ يمر كما تريد لكن العاهرة تحب إستفزاز الشخص الخطأ ... أيها النظام قم بإزالة التأثير .. "

دينغ

" جاري مسح القوة الدخيلة في جسد المضيف "


" يرجى الإنتظار لفترة 5 ثواني "

.. ~ [ 4 ] ~ [ 5 ]"


نظر جان نحو نافذة النظام بترقب ينتظر مرور الوقت المطلوب ورؤية التغيير


دينغ


" تم إخلاء جسد المضيف من القوة الدخيلة "


" هاه ؟ هل انتهيت ؟ انتظر أنا لم أشعر بأي تغيير بعد داخل جسدي ؟ " عبس جان بينما تفحص جسده بعد رؤية الرسالة الأخيرة فيما كان يتطلع إلى حدوث شيئا ما

ظلت نافدة النظام ثابتة لم تبادر بأي إجابة على أسئلة جان ما جعله يتنهد بالإستسلام في صمت و هو يلوح للنظام ليختفي : " حسنا حسنا فقط إختفي عليك اللعنة "

استمر جان في أخد الطريق نحو الجناح , و دخل باب القصر بهدوء وهو ينظر حول القاعة منتظرا رؤية أحد أفراد عائلته لكن مال وجهه قليلا بعد أن رأى بعض الغرباء يسترخون على الأرائك الحمراء الفخمة للقاعة الرئيسية , بينما بدى من الواضح لجان أنهم نبلاء نظرا لملابسهم المطروزة من الحرير والكتان في اللونين الأبيض والأحمر كالنبلاء تماما

" ماذا ؟ هل أخطأت المكان ؟ لا هذا مستحيل , ... اا لحضة هل علي الخروج لأتأكد ؟ لايبدوا أنهم لاحضوني على أية حال .. "تحرك جان بهدوء تام نحو الباب من أجل الخروج لكن قاطعه فجأة صوت مألوف لمسمعه

" ليو ... لقد عدت أخيرا " تفوه أرون بتعبير باسم وهو ينزل الدرج الرخامي للقصر من الطابق العلوي


" هاه ؟ والدي موجود ... " تنهد جان بالراحة قليلا


" ليو ألن تأتي لترحيب بضيوفنا ؟ " تابع أرون الإبتسام ثم جلس بجانب الضيوف الغرباء قبل أن يبادر بينهم رجل عجوز كان يدُب الشيب بكل شعر جسده وهو يرمق جان بعيونه الخضراء الباهتـة بنظرة مليئة بالاستغراب


" أهذا إبنك ليو ! "



" أيها العجوز الأعمى ألا يبدو ذلك واضحا إنه يشبهني تماما "ابتسم أرون بينما يرمق إبنه بنظرات مليئة بالحب والإفتخار


" لكنه لا يبدو ثرثارا مثلك ... " سخر العجوز من أرون لكن لم يبدي الآخر أي انزعاج بل استمر في الإبتسام وكأنهم أصدقاء مقربين


" كف أيها العجوز عن التخريف ... ليو تعال ورحب بهذا العجوز إنه ريغيلون تارغاريان "


رفع جان حاجبيه فيما تبادر في ذهنه لقب السيف المسلول للإمبراطورية , تجاهل جان الأمر و تحرك نحو الضيوف الغرباء وبدأ في التحقق من أشكالهم كلما اقترب أكثر قبل أن يقوم بانحناءة خفيفة ويتفوه بصوته الصغير الطفولي مع نبرة نبيلة مُدَرَّسة


" إسمي ليو كييزر ,من دواعي سروري مقابلتك السيد ريغيلون ومقابلة الحضور الكرام معك "


بعد أن اقترب جان خطف نظرة على من تواجد بجانب والده ليتفاجأ أن هناك أكثر من العدد الذي كان يتوقعه من الضيوف وكلهم يجلسون بجانب والده , بل وكانو أشبه بالعائلة وذلك بسبب ملامحهم المتشابهة لحد كبير بفضل عيونهم الخضراء الباهتة والشعر الأسود ,


كان بجانب العجوز توأم طفلتين جميلتين تملكان شعر أسود طويل ناعم يغطي الكتفين وعيون خضراء زاهية كلون فصل الربيع أضفت على بشرتها البلورية البيضاء المزيد من الجمال مع فساتين طويلة تتطابق في شكل الأحجار الكريمة المرسخة على الصدر بنقوش متناسقة مع اللون الأحمر للتّوب , فيما كانو يجلسون بشكل مؤدب مع ابتسامة لطيفة أبرزت خدودهما المنتفخة وشفتيهما الحمراء الصغيرة و جمالهما الطفولي بشكل عام


كما جلس بالجانب المقابل لهم امرأة شابة ساحرة وكأنها تجسيد للفتاتين التوأمتين لكن بشكل أكبر بسبب ملامحها الأنثوية ولون بشرتها الوردية ونهديها البارزين مع رجل وسيم رفيع القامة بنفس الأريكة يكتسي وجهه ابتسامة ثابتة تحسسك ببعض الغرور ينبثق منها فيما يملك نفس ملامح العجوز أيضا


وفي أريكة أخرى رجل وحيد بمفرده قد يكون بعمر والد جان , لكنه يملك جسما ضخم نوعا ما يعج بندبات السيف و بقع الجلد الحمراء الناتجة عن البرد القارس , كما كان له لحية خفيفة و عيون خضراء باردة جدا تشعرك أنه من الصعب إيجاد شيئ يستطيع إرباكها أو إثارتها , كان الجميع من الحضور باستثناء جان ووالده يملكون نفس العيون الخضراء والشعر الأسود الطويل


" يسرنا لقاؤك أيها السيد الصغير " كسر العجوز الصمت بنبرة ودودة وبدى كأنه يتكلم بإسم الجميع من بجانبه




/ الهدوء قبل العاصفة /



2020/12/18 · 527 مشاهدة · 1775 كلمة
Hicham-Aous
نادي الروايات - 2024