الفصل المئة والحادي والثمانون
____________________________________________
تراقصت الكلمات على شفتي فانغ يون، وقد عقد العزم في قرارة نفسه على أن يجمع كل هؤلاء ويستولي عليهم دفعة واحدة! وفي اللحظة التالية، أمر ياو غوانغ بالبقاء في هيئته الخفية، بينما انتقل وعيه إلى أحد مستنسَخيه المجهولين.
فمثل هذا الموقف يتطلب قتالًا جماعيًا على أي حال، وظهور ياو غوانغ لن يضيف شيئًا ذا قيمة، بل قد يكشف الغموض الذي يحيط بمستنسَخات فانغ يون. لذا، كان من الأفضل أن يظل مراقبًا صامتًا من بعيد. وبحركة من وعيه، استدعى فانغ يون ألفًا ومئتي مستنسَخ في الحال.
ثلاثمئة من التنانين، وثلاثمئة من طيور تشينغ تيان بينغ، وثلاثمئة من تنانين التشي، وثلاثمئة من ذئاب كوي فنغ! كان هذا المزيج عجيبًا ومتنافرًا، لا يمت للعرق البشري بأي صلة، بل كان مختلفًا تمامًا عن هيئته الأصلية. أظهر كل مستنسَخ بعضًا من خصائصه العرقية المميزة، وارتدى قناعًا ذهبيًا يغطي نصف وجهه، مما أضفى عليهم مظهرًا يفيض بالغموض والنبل.
«توقفوا! توقفوا جميعًا!» «انزلوا! انزلوا أرضًا أمامي!» زمجر فينغ كوانغ، بينما انفجرت قوته الإلهية بعنف، فهز صوته أرجاء المكان! ونظر إلى الجميع نظرة استعلاء واحتقار!
لبرهة، أصاب الذهول الحشود المنخرطة في القتال الشرس، فتجمدوا جميعًا في أماكنهم. ثم ما لبثوا أن وجهوا أنظارهم نحو مصدر الصوت، وقد علت وجوههم سحابة من الحيرة والارتباك... لقد كان طائرًا بشريًا وسيمًا يرفرف بجناحيه، وينظر إليهم من علٍ بتعابير ملؤها الكبرياء!
عمّت الدهشة الوجوه، وسرعان ما تفاعل أحدهم مع المشهد. «من هذا بحق الجحيم؟ مجرد طائر بشري يتجرأ على مواجهتنا جميعًا؟!» «أيها الطائر البشري! أنت تسعى إلى حتفك!» صاح إله مدرع بالذهب ذو رأس قرد، وقد اشتعلت النيران حول جسده غضبًا، وانطلق كلمح البصر نحو فينغ كوانغ ليقتله!
ولكن ما إن بلغ منتصف الطريق حتى تغيرت ملامح وجه القرد فجأة، وكأنه رأى شيئًا أرعبه وأفقده صوابه! حاول التراجع بأقصى سرعة، لكن في اللحظة التالية، قُيّد بعشرات السلاسل من ضوء الخلود!
«إيك... تشيرب!!!» كشر الإله ذو رأس القرد عن أنيابه، ومن شدة ذعره، انطلقت من حنجرته صرخة قرد بدائية! ثم سحبته سلاسل ضوء الخلود بعنف، ليجد نفسه أسيرًا خلف فينغ كوانغ مباشرة. صرخ الإله ذو رأس القرد مرتعبًا، لكن صوته وهيئته سرعان ما اختفيا دون أن يتركا أي أثر...
«هاهاها!» انفجر فينغ كوانغ ضاحكًا بصلفٍ وغرور لا حدود لهما! «أقولها مرة أخرى! انزلوا! انزلوا جميعًا أرضًا!» هتف فينغ كوانغ وهو يرمقهم بنظراته، بينما اصطف خلفه ألف ومئتا أخ من إخوته. أظهر كل واحد منهم قوة تدريب في المرحلة المتأخرة من عالم الخالد الحقيقي! نعم، المرحلة المتأخرة من عالم الخالد الحقيقي! كان هذا هو عالم التدريب الحقيقي لجسد فانغ يون الأصلي الآن!
ألف ومئتا خالد حقيقي في المرحلة المتأخرة، كانت هالتهم الساحقة تفوق الوصف! لقد كانوا أشد رعبًا بكثير من مئة إله مدرع بالذهب ومئات المتدربين ذوي الدروع الفضية! وبينما كان الجميع غارقين في صدمتهم، دوى فجأة صوت هائل في هذا العالم.
«يا لكم من متجاسرين! من أنتم لتقتحموا الأرض المقدسة لقصري السماوي، قصر شينغ شيو؟!»
ومع تردد صدى الصوت في الأرجاء، انطلق شعاع من الضوء الذهبي الساطع من أعلى قصر سماوي في المكان. تحول الضوء الذهبي إلى طريق سماوي ممهد بالذهب الخالص، وخطت ثلاث شخصيات على هذا الطريق، متجهة ببطء نحو ساحة المعركة.
رجل وامرأتان، كان الرجل الذي يتقدمهم يرتدي رداءً ذهبيًا وتاجًا على رأسه، فيبدو كإمبراطور مهيب. برز من جبهته قرن ذهبي، وكانت هالته تنضح بالنبل! أما المرأتان بجانبه، فكانتا ذاتي هيبة غير عادية، وجمال فائق، بقامتين فارعتين وقوامين ممتلئين وجذابين. كانتا ترتديان تيجان العنقاء وأثواب العرس، أشبه بالسيدات النبيلات لملك من ملوك الخلود.
كانت كلتاهما من العرق البشري، لكن إحداهما كانت تمتلك أذني ثعلب ناصعتي البياض، والأخرى أذني أرنب ورديتين! تفاجأ فانغ يون قليلًا حين رأى هؤلاء الثلاثة، ذلك لأن الرجل ذا القرن الذهبي كان في المرحلة المبكرة من عالم الجين شيان! والمرأتان الفاتنتان بجانبه كانتا أيضًا في ذروة عالم الخالد الحقيقي.
مع اقتراب الرجل ذي القرن الذهبي، اجتاح المكان ضغط هائل من قوة الجين شيان، فتقدم الإله السماوي المدرع بالذهب والإله السماوي المدرع بالفضة لتحيته معًا. «مرحبًا بالملك!»
وقف فانغ يون خلف فينغ كوانغ وكاد أن ينفجر ضاحكًا... لحسن الحظ أنهم نادوه بالملك، وليس بالسيد السماوي، وإلا لكان فانغ يون قد أطلق ضحكة مدوية... كيف يجرؤ مجرد جين شيان في مرحلته المبكرة على أن يلقب نفسه بالملك؟! ارتسمت على وجه فانغ يون نظرة ساخرة، ولكن في هذه اللحظة، كانت ملامح أمير التنانين الحقيقية ومن معه أشد جدية من أي وقت مضى. لقد وجدوا أنفسهم محاصرين بين موجتين من الخبراء الأقوياء، وأصبحوا في خطر الموت المحدق! والآن، ظهر جين شيان آخر!
"لقد كنا مهملين، ما كان يجب أن ندخل هذا المكان بتهور..." نظر أمير التنانين الحقيقية إلى بقية العباقرة وأخرج تعويذة الانتقال الآني، فالحفاظ على حياته هو الأهم الآن! كان يخطط للهروب في أي لحظة! وعندما رأت فتاة الفينيق الحقيقية والآخرون ذلك، أخرجوا هم أيضًا تعويذات الانتقال الآني!
لم يغب هذا المشهد عن عيني فانغ يون، فشعر بالحنق على الفور! 'كيف يمكن هذا بحق الجحيم! لم أستنزفكم بعد! كيف تجرؤون على الهرب؟!' «انتظروا!» زمجر فانغ يون، ثم تقدم خطوة إلى الأمام وقال: «اليوم هو يوم معركة بين ملوك عالم الخلود. أنتم أيها الغرباء، لا تتدخلوا، اخرجوا من هنا!»
عندما سقطت كلمات فانغ يون، أفسح المستنسَخون الطريق على الفور. تبادل أمير التنانين الحقيقية وفتاة الفينيق الحقيقية النظرات، وكان من الصعب عليهما اتخاذ قرار. كان المشهد مربكًا بعض الشيء بالنسبة لهم، لكنهم فهموا المعنى العام بشكل غامض؛ إن هذه المجموعة تبحث عن المشاكل مع أهل هذا المكان، وقد سمحوا لهم بالخروج.
«لنذهب!» نادى أمير التنانين الحقيقية، وتجمع أكثر من عشرين شخصًا معًا، وبدأوا في التراجع ببطء وحذر. كانت تجربة تاي يين هذه مليئة بالفرص، ولو استطاعوا البقاء، لما فكروا بالخروج الآن أبدًا، فذلك لن يضر برفاقهم من عشيرة تاي يين فحسب، بل سيكبدهم خسائر فادحة. وفي هذه اللحظة، ومع المواجهة بين المجموعتين، رأى فريق العباقرة بصيص أمل للمناورة.
«هم سمحوا لكم بالرحيل، فهل سمحت أنا لكم بذلك؟» في هذه اللحظة، تكلم ملك القرن الذهبي، وكان صوته جهوريًا، يحمل ضغطًا لا يقبل الجدال. «أنا من سمح لهم بالرحيل، ويمكنهم الرحيل!» حدق فانغ يون مباشرة في ملك القرن الذهبي، بهالة قوية لا تعرف الخوف!
«هاها! أنت مجرد خالد حقيقي، فمن تظن نفسك؟ حتى مع ألف خالد حقيقي، لا يمكنك أن تكون وقحًا إلى هذا الحد أمام هذا الملك!» سخر ملك القرن الذهبي، ثم مد يده وقبض، فانطلق مخلب تنين شاهق ليقبض على فانغ يون مباشرة.
«هاها.» ضحك فانغ يون. وفي لحظة، استولى على وعي الطاوي غو لينغ من قصر جين هان الخالد، ثم استدعى فانغ بو، الجين شيان العظيم! في ومضة، عبر فانغ بو الزمان والمكان اللانهائيين وظهر أمام فانغ يون! وعندما انقضت اليد الشاهقة، استولى فانغ يون على جسد فانغ بو، وقبض بيده الكبيرة هو الآخر! اصطدم هجوم ملك القرن الذهبي بقبضة فانغ بو، التي كان يسيطر عليها فانغ يون، فسُحِقَ هجومه على الفور!
وفي الوقت نفسه، اهتزت قوة فانغ يون المهيبة فجأة، مما أدى إلى تجميد أمير التنانين الحقيقية وفتاة الفينيق الحقيقية والآخرين الذين كانوا على وشك سحق تعويذات الضوء للهروب. امتدت سلسلة من خيوط القانون الذهبية من الفراغ الذي كانوا فيه، واخترقت أجسادهم في لحظة. في لمح البصر، قمع فانغ يون العباقرة الاثنين والعشرين وسجنهم بقوة القانون، حتى فقدوا القدرة على سحق تعويذات الضوء. سحبت خيوط القانون الاثنين والعشرين شخصًا وألقت بهم بسهولة وسط حشد المستنسَخين.
«هاها! تم الأمر بنجاح!» ضحك فانغ يون، ثم نظر إلى ملك القرن الذهبي. «هاها، مجرد جين شيان في مرحلته المبكرة، يبالغ في تقدير نفسه!» سخر فانغ يون، وهز صوته السماء، مما أثار صدمة ملك القرن الذهبي. كان الإله الذي ظهر فجأة في عينيه يشع بضوء ذهبي مبهر، كإله من الذهب، ولم يتمكن من رؤية وجهه بوضوح. لكن ما هو مؤكد هو أن عالمه أعلى من عالمه! على الأقل في المرحلة المتوسطة من عالم الجين شيان! أو ربما حتى المرحلة المتأخرة!
«من تكون يا رفيق الدرب؟ لا توجد بيننا ضغائن، فماذا تريد أن تفعل؟» كبح ملك القرن الذهبي نظرته المتعجرفة وقال بجدية. «أنا ملك العالم السفلي. سمعت أن هناك قصرًا سماويًا جيدًا هنا، وأريد أن أعيش فيه. هل لديك مانع؟» بعد أن أنهى فانغ يون كلامه، نظر إلى السيدتين الساحرتين بجانب ملك القرن الذهبي وابتسم بمكر: «وهاتان المرأتان تعجبانني أيضًا. اتبعاني في المستقبل!»
«وأنت... لن تعترض، أليس كذلك؟!»