الفصل المئتان وستة وثمانون: جيش الظلال
____________________________________________
صعق فانغ يون للحظة وجيزة لدى سماعه ذلك، فتوقف في الحال. في تلك الأثناء، خارج عالم يان دا، وقفت مجموعتان من الرجال السود وجوههم متقابلة، وقد اتسعت أعينهم حدقتها، وملأت الشكوك بؤبؤ أعينهم الحالكة. خيّم على كل منهم صمت عميق ومطبق.
في أحد الجانبين، وقفت ظلال عشيرة العظام السوداء، وفي الجانب الآخر، كانت تقف مستنسَخات ظل فانغ يون التي انتشرت في الخارج للقيام بدوريات. كانت تلك المستنسَخات تجوب الفضاء في الخفاء، لكنها لمحت فجأة حشدًا كبيرًا من رجال سود يشبهونهم تمامًا، مما أثار ارتباكهم وكشف عن توترهم. للحظة خاطفة، ساد جو من الغرابة الشديدة تحت قبة السماء المرصعة بالنجوم.
لمع الارتباك في عيون مستنسَخات عشيرة العظام، فأخفوا عدائيتهم مؤقتًا. في تلك اللحظة، بدت لهم ظلال المستنسَخات المقابلة خالية من أي هالة تحيط بها، وهو أمر أثار حيرتهم الشديدة. والأغرب من ذلك، أنه باستثناء انعدام طاقة المصدر المنبعثة منهم، كان الجانبان متطابقين تقريبًا في كل شيء آخر.
'هل يمكن أن تكون هذه قوات صديقة تحت إمرة سيد آخر؟' تساءلوا في حيرة. 'لكنني لم أسمع القائد الأعلى يذكر وجود أي قوات حليفة في الجوار.' أصيبت ظلال عشيرة العظام بالذهول، وبدت عقولهم، التي لم تكن على قدر كبير من الذكاء أصلًا، في حالة من التخبط الشديد.
بمجرد أن صمت الطرف الآخر، سارعت مستنسَخات فانغ يون بإبلاغ جسده الأصلي. وبعد لحظات من الصمت المطبق، لم يتمالك أفراد عشيرة العظام أنفسهم، فبادروا بسؤال المستنسَخات بصوت أجش: "من أنتم؟ وتحت إمرة أي سيد تعملون؟!"
في تلك اللحظة، هبط وعي فانغ يون وسمع السؤال. أطلق وعيه الإلهي ليجتاح المكان، فصُدم على الفور بما رآه. لقد كانوا متشابهين حقًا، وأعدادهم غفيرة! والأخطر من ذلك، أنه ضمن نطاق وعيه الإلهي، كانت كل المناطق التي غطاها السواد في السماء النجمية، من نجوم وأراضٍ خالدة، تتحول بسرعة إلى اللون الأسود، وتنبعث منها هالة غريبة لا يمكن تفسيرها. كانت الكائنات تهلك الواحد تلو الآخر، إما لتتحول إلى مغذيات للغاز الأسود، أو لتفقد أرواحها وتغدو دمى خاوية أشبه بالرهبان الأشرار.
استشاط فانغ يون غضبًا! فهؤلاء جميعًا هم شعبه وهذه أراضيه! لم يتوقع أبدًا أن يلحق بهم الأذى على يد هؤلاء الأوغاد السود الذين أمامه! صاح بغضب عارم: "أتجرؤون على تدنيس أرضي؟! إنكم تسعون إلى حتفكم!". عندما يغضب الإمبراطور، تُدفن ملايين الجثث. وعندما يغضب فانغ يون، تظهر ملايين المستنسَخات!
دويّ! ظهرت خلف فانغ يون أفواج من مستنسَخات الظل! وفي لحظة واحدة، ملأت السماء النجمية بأكملها! صعقت ظلال عشيرة العظام التي كانت تتقدم بسرعة بهذا الزخم الجبار، فتوقفت جميعها عن توسيع مصدرها وتجمدت في مكانها من شدة الذهول.
"أتجرؤون على غزو أرضي، موتوا!" زأر فانغ يون بغضب، فهز صوت الداو أركان عالم يان دا! وفجأة، تحركت مستنسَخات الظل في السماء! أطلقوا عواءً وصيحات مرعبة، ودوى صوتهم الشيطاني في أرجاء السماء، وكان أشد هولًا وفخامة من هدير ظلال عشيرة العظام قبل قليل!
أمسكت المستنسَخات بأضواء خلود متعددة الألوان، وتجمعت تشكيلات ضوء الخلود بسرعة خاطفة، لتغطي تلك الظلال السوداء الغريبة دون تردد! تشكيل ليانغ يي هون مي! تشكيل ليو خه شين شا! تشكيل بينغ رن غانغ فينغ! تشكيل نطاق نار دو تيان!
دوى انفجار تلو الآخر! في الظلام الذي لا نهاية له، انفجر ضوء غامض باهر. اجتاحت التشكيلات المتداخلة من مستوى شوان سماء النجوم بقوة لا تُقاوم! كانت العديد من المستنسَخات قد وصلت لتوها إلى مستوى سادة التشكيلات الخالدة المتقدمين، وكانوا جميعًا متحمسين لتجربة قدراتهم الجديدة. لقد كُثفت كل هذه التشكيلات بقوة قوانين الخلود!
شكلوا تشكيلاتهم إما منفردين، أو في مجموعات من عدة أشخاص، أو عشرات، أو حتى مئات وآلاف، يعملون جميعًا بقلب رجل واحد! وعلى الرغم من أن هذه التشكيلات لم تكن بالدقة والإتقان التي تتسم بها التشكيلات المصقولة بعناية، إلا أنها أظهرت قوة مرعبة عندما استُخدمت لمحاصرة العدو وقتله!
للحظة واحدة، عصفت رياح التشكيلات التي لا حصر لها في السماء النجمية، مطلقة مخاريط جليدية حادة لا تُعد ولا تُحصى! وتوالت تشكيلات النار الإلهية الذهبية وتشكيلات الضوء الذهبي الحاد لتغلف ظلال عشيرة العظام بالكامل!
ملايين من سادة التشكيلات الخالدة! يسحقون عشرات الآلاف من الظلال السوداء! وكان معظمهم من الخالدين الذهبيين! كان سحقًا كاملًا، فالقوتان لم تكونا من نفس المرتبة على الإطلاق. وفي غمضة عين، أُبيد عشرات الآلاف من أفراد عشيرة العظام، الذين كان من الصعب للغاية قتلهم!
"آه! إنها ليست قوات صديقة! إنه العدو!" استوعب أفراد عشيرة العظام المتبقون في الخلف الموقف وزمجروا بغضب، ثم تمدد الهواء الأسود المتدفق وبدأوا في الرد على الهجوم!
في هذه الأثناء، ارتفعت فجأة من قلب الظلام عدة هيئات تحيط بها كمية هائلة من الهواء الأسود. اهتزت السماء بذلك الهواء الأسود الذي تحول إلى كف وحشية غطت الأفق، لتصفع مستنسَخات الظل في السماء. "من أنت؟ كيف تجرؤ على مهاجمة أتباع الداو المبجل يوان تشونغ!"
من بين سيل المستنسَخات، رأى فانغ يون هذا المشهد فبرقت عيناه! لقد كان لدى الطرف الآخر بالفعل عدة ظلال سوداء من مستوى الملك الخالد مختبئة بينهم. "هاها! أيها النمل! كيف تجرؤون على المقاومة؟!" سخر فانغ يون، وبفكرة واحدة، استدعى مستنسَخ بوذا مينغ وانغ النائم في فضاء النظام الفوضوي!
[دينغ، يبدأ المؤقت.] بدا صوت النظام متحمسًا بعض الشيء، بينما وقف فانغ يون عاجزًا عن الكلام. سيطر على الفور على مستنسَخ بوذا الغريب، ليسود الكون بهيبته!
بمجرد ظهور بوذا الأسود الضخم، غطت قوته الإلهية الغريبة السماء! كانت التراتيل البوذية الشاسعة أشبه بصوت شيطاني هز أركان العالم. أشرق ضوء الصليب المعقوف البوذي الأسود ببراعة، متحولًا إلى عدة أيادٍ بوذية سحقت تلك الأيادي السوداء الغريبة!
إن قوة بوذا الغريب، الذي بلغ أواخر مرحلة الملك الخالد، ليست شيئًا يمكن أن تضاهيه ظلال عشيرة العظام السوداء التي كانت في أوائل المرحلة ذاتها! ولسبب غير مفهوم، ربما لأن الاثنين من نفس الأصل، كان فانغ يون أقوى منهم بكثير. في تلك اللحظة، كان هناك شعور بالقمع لا يمكن تفسيره، قمع الكائن الأسمى لمن هو دونه!
في هذه الأثناء، سقط أفراد عشيرة العظام من مستوى الملك الخالد، الذين اندفعوا بزئير شرس، في حالة من الارتباك العميق... لقد صُعقوا تمامًا. إذا كانت الظلال السوداء الأخرى في الجانب المقابل تشبههم قليلًا فقط، وتفتقر إلى طاقة المصدر، فإن أنفاس بوذا الغريب الذي ظهر الآن كانت مألوفة جدًا بالنسبة لهم. بدا وكأنه بوذا تحت إمرة بوذا نفسه! بل كانت هناك نفحة خافتة من أنفاس بوذا الحقيقي! بهذا المنطق، يجب أن يكون الجميع في نفس المعسكر! من الواضح أنهم في نفس المعسكر! فما الذي حدث؟
في تلك اللحظة، تشوهت وجوه ظلال عشيرة العظام المتبقية وملأها الارتباك. لم يسمعوا من قبل عن خيانة من قبل أبناء عشيرتهم. لقد عملوا دائمًا معًا وكانوا متحدين للغاية. ورغم وجود انقسامات في المعسكرات، إلا أنهم لم يقاتلوا بعضهم البعض أبدًا، بل وقفوا دائمًا صفًا واحدًا ضد العالم الخارجي! لكن ما حدث اليوم كان شيئًا لا يمكن فهمه، شيئًا عصيًا على الاستيعاب تمامًا.
في ومضة، تجمد أفراد عشيرة العظام في ذهول، لكن فانغ يون ومستنسَخاته لم يظهروا أي رحمة! استمروا في السحق والقتل! "أيها التنين السماوي العظيم!" ردد فانغ يون الصوت السحري بتراتيل سنسكريتية تعفو عن السماء والأرض. امتدت يد بوذا المهيبة فجأة، وانطلقت بصمة كف شاهقة، مع ضوء الصليب المعقوف البوذي المبهر، بقوة باهرة!
قمعت اليد الشاهقة الكون، وانطلق تنين أسود مدمر للعالم من ضوء الصليب المعقوف الأسود. التهم التنين الأسود عدة ظلال من عشيرة العظام في المستوى الأولي للملك الخالد، وحولهم على الفور إلى غاز أسود متدفق. ثم انطلق هذا الغاز الأسود مباشرة نحو فانغ يون.
صُدم فانغ يون، لكن في هذه اللحظة، أصبح وعي فينغ كوانغ في جسده متحمسًا للغاية. "سيدي! امتصه بسرعة! يمكنه أن يجعلك أقوى!" سمع فانغ يون الكلمات، وبدهشة، سمح للغاز الأسود بالتدفق إلى جسده. وفي لحظة، ارتفع زخم مستنسَخ بوذا الغريب مرة أخرى، ليصل إلى ذروة مرحلة الملك الخالد!
"اللعنة!" "تبًا! يا للخطيئة، يا للخطيئة..." "آمي-تابها!" ضم بوذا الغريب يديه معًا، وتفتحت حدقتا عينيه الحالكتان بضوء أسود مبهر. "يا له من شيء رائع! رائع حقًا!" "هيهيهي~! آمي-تابها!" دوت ضحكات بوذا السنسكريتية المتحمسة في جميع أنحاء الكون، وأصبح المشهد غريبًا للغاية لبعض الوقت.
نظر إلى الهواء الأسود الذي خلفته عشيرة العظام المدمرة في الأسفل والعالم المسود أمامه، وكشفت نظرته عن حماسة وجشع. سيطر فانغ يون على بوذا الغريب، وقفزت هيئته إلى الظلام الذي لا نهاية له.
خارج عالم يان دا، رأى أسياد قصر النجم الستة الذين تسللوا بحذر هذا المشهد عبر الزمان والمكان الشاسعين، فارتجفوا من الخوف... وغرقوا في صمت عميق.