رواية الجسد الأصلي لا يقهر واستنساخاتي اللامحدودة تكتسح العوالم

ما كاد فانغ يون يطأ عالم الخالدين بقدميه حتى أُلقي القبض عليه على منصة الصعود الخالدة، وسُخِّر عبدًا في المناجم حيث قضى خمسمئة عام من الكدح المتواصل. حفر بلا توقف حتى خدرت جوارحه وتجمدت روحه، وفي غياهب ذلك اليأس، استيقظ فيه نظام الاستنساخ اللامتناهي. فمع كل ترقية لمستوى المستنسَخ، تنطلق جيوش جرارة من النسخ؛ فالخالد الافتراضي يمنحه عشرة آلاف مستنسَخ، والخالد الحقيقي مئة ألف، والخالد الذهبي مليونًا كاملًا، والملك الخالد عشرة ملايين، والإمبراطور الخالد مئة مليون، فماذا عسى أن يكون عددها حين يبلغ المرتبة الأسمى؟! ولم تقتصر قدرة هذه المستنسَخات على العدد فحسب، بل كان بوسعه تشكيلها كيفما يشاء. فكل نسخةٍ منها تحمل ذات قوته، وتدين له بالطاعة العمياء، بل وتتدرب نيابةً عنه، فتصقل المهارات وتكتسب الخبرات بينما هو في راحة تامة. 'هل قديسات عالم الخالدين آيات في الجمال؟ بسيطة... ما عليّ سوى أن أستنسخ واحدةً طبق الأصل!' 'أيتفاخر عباقرة عالم الخالدين بسرعة تدريبهم الخارقة؟ عذرًا، فلديّ جيوش من المستنسَخين يتدربون من أجلي ليل نهار!' 'أما وحوش العصور الغابرة، فهل يرهبني علو شأنهم؟ هيهات! فبإمكان مستنسَخي مضاعفة سنوات التدريب، فما الضير في أن أسبقك بخمسين ألف عام من الصقل المتواصل!' بفضلهم، يتقن أعتى الفنون الخالدة في يومٍ وليلة، ويتجاوز آلام صقل الجسد كأنها لم تكن. وبينما يستلقي جسده الأصلي في سكون، تجوب جيوشه العوالم، فارضةً هيمنتها على السماوات والأرض! في بادئ الأمر، لم تكن سوى مناجم عالم الخلود التي سقطت في قبضته، لتصبح ملكًا له وحده. ولكن سرعان ما اهتز عالم الخالدين بأسره، حين ظهرت مليارات المستنسَخين بقوة أباطرة الخلود، مشهدٌ مهيبٌ صدم العوالم بأسرها. هل من مصدرٍ للكوارث؟ أهناك غزوٌ غريبٌ يلوح في الأفق؟ لم يكن رد فانغ يون سوى كلمة واحدة مدوية: "أيها الإخوة، استيقظوا!" ثم علت وجهه ابتسامة ساخرة وهو يهمس للعالم المذعور: "هه... لا تفروا هاربين، فما أنا سوى إمبراطور بمليارات النسخ!"
نادي الروايات - 2025