2 - إيميليا السابقة لم يعد لها وجود بعد الآن

《الفصل الثاني: إيميليا السابقة لم يعد لها وجود بعد الآن》

.

.

عندما رأيت مدى الكره الذي يكنّه الأمير لإيميليا، كنت على يقين من أنها ستكون ذات شخصية ملتوية وماكرة. فتاة أنانية ومتكبرة، لا تهتم إلا بنفسها فقط.

أعني هيا، لابد أنكم قد فهمتم قصدي! أتحدث عن تلك الشخصية الشريرة التي تظهر دائماً في الروايات الرومانسية المبتذلة. تلك الأفعى الشيطانة التي تسعى باستماتة لأن تفرق بين الشخصيتين الرئيستين في القصة، وبأسوء الطرق الممكنة..

إذن..هل عرفتم ما أتحدث عنه الآن؟

ولأكون صادقة، لم أكن أمانع أبداً لعب دور تلك الشخصية الشريرة. أعني، ليس وكأنني إنسانة جيدة من الأساس، لذلك لم يكن الأمر يشكّل فرقاً بالنسبة لي..

لكن لا. إيميليا كانت ولحسن حظي، أبعد مما تكون عن الشخصية الشريرة!
ولا تنسوا أن تلاحظوا السخرية هنا..

إذا ما كان علي وصف إيميليا بإختصار، فهي أكثر شخص عديم الفائدة سمعت عنه في حياتي!

لقد كانت غبيةً وساذجةً إلى أبعد الحدود. وحينما أقول هذا، فإنني أعنيه حقاً.

علاماتها فظيعة جداً في كل المواد حتى البسيطة منها. ليست جيدةً لا في الأدب، ولا السياسة، ولا علوم الرياضيات والفلسفة ولا أي شيء من الممكن أن يخطر على بالكم!

لن أفعل هذا..أنا حتماً لم أفعل هذا!!

أفضّل القفز من أعلى جبل ما، على أن اتظاهر بأنني بهذا الغباء!

هل ستقولون أنهم سيشكون بي؟ حسنا...فليذهبوا هم وشكوكهم إلى الجحيم!!
سوف أخبرهم أنني صدمت رأسي بشيء ما خلال فترة غيابي، لذلك عاد عقلي للعمل مجدداً.

لا يهمني إن صدقوا ذلك أم لا، لكنني سأكره نفسي لبقية حياتي إذا ما عشت الأيام القادمة وأنا أتصرف كمعتوهة لا تفقه أي شيء!

أعني..بربكِ إيميليا!

لا أصدق أبداً أن كلانا قد خرجنا من الرحم نفسه. لا..بل إننا تكونّا من الخلية ذاتها، فكيف يمكن أن تكوني هكذا حقاً؟!

بعد أن علمت تحديداً ما هي طبيعة شخصة إيميليا، أدركت أنني كنت مخطئةً بشأن ما اعتقدته سابقاً. إيميليا ليست مكروهةً في هذا القصر، بل إن الأمر مختلف تماماً.

بالنسبة لمن في القصر، إيميليا هي مثل المهرّج الذي يستمتع الجميع بالسخرية منه، والعبث به كيفما أرادوا. حتى الخدم..

لا يوجد أحد يكن لها ذرة احترام أو تقدير، بل إن الكل يتصيّد الفرصة الملائمة لجعلها أضحوكةً للجميع..
ولكن المشكلة الأكبر، هي أنها لا تستوعب غالباً حقيقة أنهم يسخرون منها في واقع الأمر!

بعد أن علمت ذلك، بطريقة ما شعرت بالشفقة اتجاهها. فهي كالحمل الجاهل الذي تم إلقاؤه في وكر الذئاب، دون أن يكون قادراً على فعل أي شيء..

الأمر الآخر الذي أدركته بعد أن فهمت شخصية إيميليا، هو السبب وراء تصرف الأمير معي بتلك الطريقة العدوانية ذلك الوقت.

بالرغم من أن الأمير هو المرشّح الأول للعرش، لكن مكانته في العائلة الملكية هي الأضعف في الواقع.
لم يكن ابن الامبراطورة، ولا حتى ابن واحدة من محظيات الامبراطور، بل إن والدته هي محض أمَةٍ كانت أسيرة حرب من دولة أخرى. لهذا السبب استغربت كثيراً عندما عاملني بتلك الطريقة. بل إنه هدّدني بالقتل حتى ما لم أتركه قريباً.

صحيح أن القانون الامبراطوري ينصّ على أن وراثة العرش ستكون من نصيب أول ابن للامبراطور، وهو من ضمن القوانين الكثيرة التي وضعها المعبد الذي يعد أقوى سلطة في الامبراطورية، ولذلك حتى الامبراطور نفسه لا يمكنه تغيير هذا. لكن فرص الأمير في الحصول على العرش ضعيفة جداً ولأسباب كثيرة. لهذا فهو يحتاج إلى دعم عائلة قوية جداً مثل عائلة هاميلوت. إذن لماذا لا يريد أن يتم هذا الزواج؟!

الجواب ببساطة هو أن إيميليا في الواقع هي العائق الأول أمام الأمير حتى يصبح امبراطوراً. لن توافق السلطة العليا في المعبد الامبراطوري، ولا النبلاء أيضاً بأن تتوّج فتاة ساذجة وغبية لا تجيد فعل أي شيء كإمبراطورة قادمة.

أجل. الحقيقة هي أن هذا الزواج ما هو إلا خطة قذرة من الامبراطورة، وربما الامبراطور أيضاً من أجل حرمان الأمير الأول من العرش!
لكن وبسبب أن إيميليا كانت من المرشّحات اللوات وضعهن المعبد، فلا يستطيع الأمير إلغاء الخطوبة من دون سبب. وبما أن الزواج سيقام داخل المعبد، ما إن يلقي الزوجان قسمهما لبعضهما، سيصبح الطلاق محرماً على كلاهما، وكذلك لا يمكنهما الزواج مرة أخرى حتى إذا ما مات أحدهما، وإلا فإنه سيتم اعتبارهما مرتدّين، وسينفيان إلى خارج الامبراطورية.

ليس لدى الأمير العديد من الخيارات الأخرى، فهو ما إن يرتبط مصيره بإيميليا، ثم يثبت أنها لا تصلح لأن تكون الامبراطورة القادمة، فسيكون عليه نسيان العرش إلى الأبد. لذلك لجأ إلى الحل الوحيد أمامه، وهو جعل إيميليا هي من تفسخ الخطوبة بنفسها. وبالحكم على شخصية إيميليا الجبانة، فهي ستشعر بالرعب حتماً من تهديدات الأمير.

حسناً، خلاصة القول أن الوضع الذي أعيش فيه الآن هو أسوء بكثير مما تصورت. فمكانتي كخطيبة الأمير الأول هي ما تجعلني الهدف الأول للجميع، وذلك يشمل الأمير نفسه. لقد بقيت إيميليا في القصر الإمبراطوري لشهرين، ولا أدري حقاً كيف استطاعت فتاة مثلها الصمود كل هذا الوقت في هذه البيئة القذرة.

الأمر أشبه بالغابة تماماً، فلا بقاء إلا للأقوى. وفي اللحظة التي تُسقط فيها دفاعاتك ولو قليلاً، عليك أن تكون مستعداً لتلقي الطعنات من كل من حولك.

كنت جالسةً على أحد الكرسيين الفرديين الوثيرين في غرفتي أمام تلك الطاولة الدائرية الصغيرة، بينما احتسي كوباً من الشاي، وانظر إلى تلك الورقة التي تحوي تقريراً على درجات إيميليا في مواد مختلفة. ومهما نظرت إليها، لازلت أجد صعوبةً في تصديق أنه من الممكن أن يتواجد إنسان في العالم بهذا الغباء.

لقد أخبرتني السيدة ماتيلدا في الأمس عن كل ما أحتاج معرفته عن إيميليا، القصر الامبراطوري، والأشخاص الذين يعيشون فيه.

اليوم هو الثلاثاء، وهو اليوم الذي يتوجّب فيه على أفراد العائلة المالكة أن يتناولوا طعام العشاء معاً حسب تقاليد هذه الامبراطورية.
تتكوّن العائلة المالكة من الامبراطور، الامبراطورة، وكذلك أحد عشر أميراً وأميرة. ثلاثة منهم من أبناء الامبراطورة، والباقي هم أبناء محظيات الامبراطور اللوات لا يتم اعتبارهن من العائلة المالكة.

يفترض أن يكون عشاءاً عائلياً، إذن لماذا بحق الله علي أن أحضره أنا أيضاً؟!
أعني بربكم...أنا لم أصبح زوجة الأمير بعد!

آخر شيء أريده هو أن أتقابل وجهاً لوجه مع أبناء الامبراطور. فبحسب ما سمعت، علاقتهم ببعضم هي أسوء ما يمكن تصوّره على الإطلاق. والأهم من ذلك، فهم يعاملون إيميليا كقطعة من القمامة تماماً.

تنهّدت بعمق وأنا لا أعلم ما الذي عليّ فعله الآن. عندها فُتح باب غرفتي فجأة، لتدخل خادمة تجر عربةً عليها صحن يحتوي على وجبة خفيفة.

فعقدت حاجبي وأنا انظر إليها وهي تقترب مني بنظرة وقحة على وجهها.


"وجبتكِ سيدتي"

قالت هذا بعد أن وضعت الصحن أمامي، ثم همّت بالمغادرة بينما ارتسمت على شفتيها ابتسامة ماكرة.
ذلك جعل خلايا جسدي تتحفز غريزياً. أخذت ملعقةً من وجبة الخضار تلك وقربتها من أنفي، لأشتم حينها تلك الرائحة التي تعرّفت عليها على الفور.

بجدية...هل تتصور حقاً أنها يمكنها تقديم شيء كهذا إلى طبيبة أعشاب؟!

لكن حسناً...ليس وكأنها تعرف ذلك...

نظرت نحوها لأقول بنبرة حادة جعلتها تتوقف قبل مغادرة الغرفة " توقفي مكانك!"

استدارت نحوي ببطء، لتقول بابتسامة مرتبكة " ما الأمر سيدتي؟"

أشرت إلى الصحن أمامي وقلت بصرامة "هذ الطبق يحتوي على أوراق نبات لاريلاي . وما لم تكوني تعانين من الإمساك، سيسبب تناولها إسهالاً حاداً، وإطلاق غازات كريهة الرائحة. كيف تجرئين على وضح شيء كهذا في طعام أحد أفراد العائلة المالكة؟!"

بدت مصدومة تماماً من كلامي. لكنها قالت بارتباك وهي تحاول الدفاع عن نفسها "الأمر ليس هكذا سيدتي، أنا فقط..."

"لا أريد سماع أي أعذار سخيفة! لست غبيةً حتى لا أدرك أنكِ فعلتِ هذا عمداً. والآن أخبريني، من أمركِ بفعل هذا؟"

أرادت قول شيء ما، لكنني قاطعتها مجدداً بقسوة" لا تتجرئي وتنطقي بأي شيء لا داعي له. لقد دسستِ شيئاً يمكن اعتباره سمّاً في طعام خطيبة الأمير الأول، والامبراطورة القادمة. حتى الموت ألف مرة لن يكون كافياً كعقاب لك. أتساءل ما الذي سيفعله الأمير بعد أن أخبره عما فعلته لي.."

يبدو أن ذكر الأمير جعلها تنتفض رعباً على الفور. ركضت نحوي لتجثو على ركبتيها أمامي وتتوسلني قائلةً بخوف شديد" أرجوكِ أن تعفي عني يا سيدتي! أرجوك ألا تقتليني...أرجوك ألا تخبري سموّه بذلك! لقد كنت أنفذ الأوامر فحسب..أرجوك صدقيني..أرجوك..."

عقدت يداي أمام صدري، وقلت مدعيةً اللامبالاة "إذن، من أمركِ بفعل هذا؟"

أجابت بسرعة وقد بدا الأمل في عينيها" إنها سمو الأميرة الأولى كريستينا. لقد أعطتني العشبة وأمرتني بوضعها في طعامكِ سيدتي"

الأميرة الأولى هاه؟ لابد انها فعلت هذا حتى تتسبب في إحراجي أمام الجميع خلال العشاء الإمبراطوري.

لكن صدقاً..أهي جادة في هذا؟! لقد كان هذا أكثر تصرف طفولي رأيته في حياتي على الإطلاق!

غير أن تعابير وجهي لم تتغير أبداً. كنت انظر إلى تلك الخادمة كما لو كانت حشرةً أمامي..

في العادة لم أكن لأتصرف هكذا اتجاه أحد. لكن إذا ما أردت الصمود في هذا القصر، فيجب علي إجبار الجميع على احترامي، وعدم التقليل من شأني مجدداً.

حملت ذلك الصحن، ثم ألقيته على الأرض بجانبي ليتحطم إلى قطع، وقد تبعثر محتواه على أرضية الغرفة..

أمرتها بينما أنظر إليها بحدة جعلتها ترتجف في مكانها "نظفيه حالاً"

بدت خائفةً جداً وهي تنظر إلى تعابير وجهي القاسية، في حين زحفت باتجاه بقايا الصحن، وأخذت تجمعه بيديها الراجفتين.

أعلم أنها مصدومة تماماً الآن، فإيميليا لم تكن للتصرف هكذا أبداً. ولكن لسوء حظها، أنا لست إيميليا...

لست شريرة، ولست طيبةً أيضاً. أنا باختصار لا أقبل أبداً أن يخطئ أحدهم في حقي، ولا أن يقلّل من شأني بأي شكل من الأشكال. أفضّل الموت على أن أسمح لأحدهم بالدّوس على كرامتي، وإهانتي بهذه الطريقة!

وقبل أن تغادر الغرفة، قلت لها ببرود وأنا أنظف يدي بمنديلي الخاص، دون أن انظر إليها حتى " أوه صحيح.."

فتوقفت ونظرت نحوي، لذلك تابعت وأنا أنظف الفراغات بين أصابعي الآن "في المرة القادمة حينما تدخلين إلى غرفتي، تأكدي من طرق الباب أولاً. وما إن آذن لكِ بالدخول، عليكِ أن تقومي بتحيتي كما يجب.."

ثم نظرت إليها لأضيف محذرةً" سأتغاضى عما قمتِ به الآن، لكن إن تكرر الأمر مجدداً، فسوف أتأكد من أن رأسكِ لن يظل متصلاً برقبتكِ أبداً. فلتخبري رفيقاتك بذلك أيضاً..من الآن فصاعداً، لن أتساهل مع أي شخص يحاول التقليل من شأني بأي طريقة كانت...أهذا واضح؟"

خفضت الخادمة رأسها وردّت منصاعةً بصوت راجف" أمرك سيدتي"
ثم غادرت وأغلقت الباب وراءها..

أعلم أن إثبات وجودي في هذا القصر سيأخذ وقتاً، لكن أظن أن هذا سيفي بالغرض في الوقت الحالي. حسنا...مع الخدم على الأقل..

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

كنت واقفةً أمام تلك المرآة الطويلة في غرفتي، في حين وقفت على جانبيّ ثلاث خادمات كنّ يساعدنني في ارتداء ثوبي ووضع مساحيق التجميل، و كذلك في تسريح شعري الأشقر الطويل.

أستطيع أن ألاحظ أنهن كن يتصرفن بحذر شديد في كل حركة يقمن بها، وهن يحرصن أشد الحرص على عدم إغضابي. لا ألومهن على هذا، فقد عنّفتهن بقسوة قبل قليل لما تكاسلن عن القدوم لخدمتي. يبدو أنهن قد أهملن كلام تلك الخادمة وسخرن منه ربما، لكن أفترض الآن أن هذا لن يتكرر مجدداً، فقد تأكّدن حينما التقين بي، أن إيميليا السابقة لم يعد لها وجود بعد الآن.

لقد اعتاد الخدم في السابق على إهمال خدمة إيميليا، لذلك اضطرّت دائماً لأن ترتدي ملابسها وتتزين بنفسها. ورغم ذلك، كانت معروفةً جداً بأناقتها وجمال ثيابها ومظهرها دائماً. لكن الامبراطورة التي تجيد تزيين نفسها، هي ليست ما يحتاجه الشعب.
الشعب في حاجة إلى امبراطورة قوية وواثقة من نفسها. امرأة مستقلة وصارمة، لا تسمح لأي مخلوق بأن يهينها، ويستنقص من قدرها بأي طريقة كانت. وهذا ما كانت تفتقر له إيميليا أكثر من أي شيء آخر.

بعد أن انتهت الخادمات من عملهن، سألتني إحداهن بتوتر" ما رأيكِ سيدتي؟ هل هناك شيء تريدين منا تعديله؟"

نظرت إلى نفسي في المرآة، وقد بدوت جميلةً حقاً بذلك الفستان الأزرق الطويل ذو الأكمام الواسعة، والذي أبرز جمال عيني الفضيتين كقطعة من الزجاج.
كان بسيطاً وجميلاً في نفس الوقت..مناسب جداً لوجبة عشاء عائلي..

بصراحة، لم أكن اهتم حقاً بالطريقة التي أبدو عليها أمام الآخرين، لذلك لم يكن هذا اللباس يعني شيئاً بالنسبة لي. ولكن كخطيبة الأمير الأول، سوف أكون محطاً للأنظار في كل وقت، كما أن فخامة لباسي هو أمر مهم جداً لكي أفرض احترامي على من حولي، في هذه البيئة التي تهتم بالمظاهر كثيراً.

ابتسمت لتلك الخادمة بلطف، وقلت بنبرة هادئة" لا، ذلك جيد. شكراً لكن."

لست شيطانةً حسناً؟ أنا لن أغضب، ولن أثور على أحد بلا سبب، لذلك توقّفن عن التحديق بي بصدمة كما لو أنني أمتلك ثلاثة رؤوس أو ما شابه!

أردت قول ذلك حقاً. لكنني قلت لهن بنبرة هادئة، متجاهلةً نظراتهن المتفاجئة نحوي"يمكنكن الانصراف."

لما غادرن الغرفة، جلست على ذلك الكرسي الوثير بتعب. هل سيكون علي فعل ذلك في كل مرة أحضر فيها مناسبةً رسميةً ما؟!
على ذكر ذلك. لقد حان تقريباً وقت المعركة...حسنا، أعني العشاء الملكي.

يفترض أن يأتي الأمير لاصطحابي، لكن أشك في أنه سيفعل ذلك.

لم يمض الكثير من الوقت حتى سمعت صوت طرق خفيف على الباب، فقمت من مكاني وأنا أدرك يقيناً أن الطارق لن يكون خطيبي العزيز حتماً.

وفي الواقع، لم أكن مخطئة.

أمام الباب وقف شاب بدا في نهاية العشرينات من العمر، وقد كان يرتدي الملابس الرسمية الخاصة بالحرس الإمبراطوري.

شعر أحمر طويل، وعينان أرجوانيتان. همممم...إذا لم أكن مخطئة، فهو على الأرجح أحد حراس الأمير الأول، الفارس إيريك بيسكرافت. أخبرتني السيدة ماتيلدا أنه شاب لعوب يحب التغزّل بالنساء. وبالنظر إليه الآن، لقد كان ذلك يناسبه جداً.

لكنه رغم ذلك لم يكن ينظر نحوي كشخص يحاول التغزل بي، بل إن عيناه...امممم....كيف أصف الأمر؟

حسناً، لقد كان ينظري نحوي بدون اهتمام. هذا إن أجدت وصف نظراته تلك.
قال بنبرة باردة بعد أن انحنى قليلاً متظاهراً الاحترام، وهو ما أعلم أنه لا يكن لي أي ذرةً منه على الإطلاق.

"لقد أتيت لمرافقتكِ إلى قاعة الأكل سيدتي"

حدّقت به قليلاً قبل أن أتذمر بغيظ " ألا يفترض أن يكون الأمير الأول هو من يفعل هذا؟"

ما إن قلت هذا حتى رفع رأسه على الفور، وقد بدا متفاجئاً جداً من كلامي.

لكن قبل أن يقول أي شيء، قاطعته باستهزاء وأنا أقلّب عيناي بملل "لا تهتم... ليس وكأنه سيفعل شيئاً كهذا على أي حال."

قطب جبينه وهو يرمقني بحيرة شديدة. لكنني تجاوزته وسرت في الممر دون أن انظر إليه.

حسناً، أعلم ما تفكر فيه الآن. إيميليا لن تفعل شيئاً كهذا.

آه يا إلهي، لقد مللت حقاً من ردة فعل من حولي. هل من الغريب إلى هذه الدرجة أن يتصرف المرء بثقة أكبر؟

أعلم أنك مصدوم جداً، لكن توقف رجاءاً عن التحديق بي كما لو أنك تحاول أن تصنع ثقباً في ظهري بعينيك!

عندما لم يتحرك، توقفت مكاني واستدرت نحوه لأقول بحاجب مرفوع" ماذا؟ هل تخطط البقاء ملتصقاً بالأرض هناك أم ماذا؟"

سكت قليلاً قبل أن يشير إلى الجانب الآخر من الممر، ثم يقول وهو ينظر إلي باستمتاع "حسناً... ذلك لأن قاعة الطعام تقع في الجهة المقابلة. إلا إذا كنتِ تريدين أخذنا في جولة في القصر، ولن أمانع حقاً"

"أوه"

كان ذلك الشيء الوحيد الذي استطعت قوله. حسناً...كثير جداً على محاولة التصرف بثقة!

إلهي، لقد كان ذلك محرجاً حد الجحيم!!

اتجهت نحوه بسرعة بينما أسير بتعالي مخفيةً إحراجي بصعوبة، وأنا على يقين أن وجنتيّ تبدوان كلون الطماطم الآن.
أستطيع الشعور به وهو يجاهد من أجل إخفاء ضحكته.

آه أجل...فلتضحك ملئ قلبك يا عزيزي! أعني، إنه ليس ذنبي إذا ما كنت لم أتعرف بعد على أرجاء هذا القصر الكبير كاللعنة!

لكنني رغم ذلك لم أقل أي شيء. فقط تباطأت في السير من أجل أن يسير هو إلى جانبي، ولا أخطأ في الطريق فأجعل نفسي أبدو كالحمقاء مجدداً.

كان الطريق طويلاً جداً. لماذا يجب على القصر أن يكون بهذه الضخامة؟

كنا نسير الآن في ممر بالطابق الأرضي كان مطلاً على الحديقة الجانبية للقصر، والتي بدت في غاية الجمال والروعة. أستطيع تخيل نفسي جالسةً على الكرسي أسفل تلك المظلة الحديدية المحاطة بالنباتات والأعشاب المتسلقة، بينما أحتسي الشاي بهدوء. ربما علي التفكير جدياً في القدوم إلى هنا والاسترخاء في المرة القادمة.

لكن تأمّلي في جمال الحديقة سرعان ما تمت مقاطعته بفضل ذلك الصوت الرجولي الذي خاطبني قائلاً بمكر " إيميليا هاميلوت بشحمها ولحمها!" ثم أردف متصنعاً الحزن " لقد اشتقت إليكِ يا فتاة. لماذا أطلتِ الغياب هكذا؟ هل تعلمين أن القصر كان موحشاً جداً من دونك؟"

نظرت إلى ذلك الشاب صاحب الشعر الرملي الطويل، والعينين الزرقاوين اللتان كانتا تنظران نحوي بخبث.
كان محاطاً بالعديد من الفتيات اللوات كن ملتصقات به بشكل مقزز، بينما وقفت إلى جانبهم فتاة في نفس عمري تقريباً كانت تشبهه كثيراً في ملامحه، وتحمل نفس تلك الابتسامة الماكرة على شفتيها.

لابد أنهما أبناء محظية الامبراطور الأولى. الأمير الثالث كوليو، والأميرة الثانية ريناليا.

بحسب ما سمعت عن الأمير الثالث، فهو زير نساء من الدرجة الأولى. وقد كان يبدّل نساءه باستمرار كما يبدّل ملابسه الداخلية.

حسناً، هو لا يختلف كثيراً عن والده. يبدو أن التفاحة لا تسقط بعيداً عن الشجرة بعد كل شيء.
لم أكن أعلم حقاً كيف يفترض بي الرد عليه، لذلك قررت التزام الصمت وأنا انتظر منه أن يتابع كلامه، أو أن يغلق فمه ويريحني بالمرة.

لكن لا...هو لم يصمت. بل إنه اقترب مني رفقة امرأتين على جانبيه كان يشدهما نحوه من خصريهما، ليقول وهو ينظر إليّ باستهزاء "أوه، أنتِ جميلة جداً كالعادة. كم أحسدكِ حقاً إيميليا، فأنتِ لست جميلةً فحسب، بل إن لديكِ أكثر رأس فارغ في الامبراطورية، لذلك لا تواجهين مشاكل في العيش أبداً"

قال هذا ليكتم ضحكته ويبدو أنه يشعر بالإنجاز مما قاله، بينما أخذت نساؤه يضحكن بخفوت.

هذا الحقير، قد قام بإهانتي للتو...وفي وجهي أيضاً!

أفترض أنه إذا ما كانت إيميليا في مكاني الآن، فسوف تفهم أن ما قصده بـ(الرأس الفارغ) هو راحة البال. لكن لا، لقد كانت تلك إهانة صريحة، صارخة ومبتذلة، قصد بها غباء إيميليا!

هل تتحداني؟ حسناً، يبدو أنك قد اخترت الشخص الخاطئ لتعبث معه!

ابتسمت بأفضل ابتسامة لطيفة كنت قادرةً على إظهارها في ذلك الوقت، بينما أضع يدي على خدي متصنعةً الخجل.

وأتدرون ماذا؟ لقد كان واضحاً للجميع أنني أتظاهر بذلك، وهو ما حرصت على إظهاره عمداً " ذلك لطف كبير منك يا سمو الأمير. لكن أتعلم؟ أن تعيش بدماغ فارغ في رأسك، أفضل بكثير من أن تعيش ودماغك في الجزء السفلي من جسدك"

ما إن قلت ذلك حتى اصطبغ كامل وجهه بالحمرة، وأستطيع أيضاً سماع صوت شهقات أولئك النساء وهن ينظرن نحوي بصدمة.
عندها صاح بي الأمير قائلاً بغضب عارم "كيف تجرئين على إهانتي هكذا أيتها الحقيرة!"

عندها وضعت يدي على فمي وقلت مدعيةً التفاجؤ "أوه يا إلهي أنا آسفة حقاً! لقد كنت أتحدث بشكل عام، ولم أقصد أحداً بكلامي!"
ثم ابتسمت بتفهم، وأردفت ببراءة مصطنعة" لكن إذا ما كنت ترى أن هذا الكلام ينطبق عليك فلا بأس..سوف أتفهم هذا.."

الآن يمكنني القول أنه بإمكاني رؤية بعض الدخان يخرج من أذنيه تقريباً. كانت نساؤه ينظرن إليه بتوتر، وأقسم انني رأيت بعضهن يحاولن كتم ضحكتهن بصعوبة!
لكن ما لفت انتباهي هي تلك الفتاة الجميلة الواقفة على مقربةً منهم. وعلى خلاف نسائه الأخريات، لم تكن تحاول الالتصاق به أبداً. وعندما قلت ذلك، وضعت يدها على فمها وهي تحاولن كتم ضحكتها.

ما إن لاحظت أنني انظر نحوها، ابتسمت بغرابة وغمزت باتجاهي..

همممم، غريب حقاً. ترى من تكون؟

أراد الأمير أن ينفجر عليّ، لكن شقيقته وضعت يدها على كتفه وقالت بهدوء" كوليو، لا تدع تلك العاهرة تستفزك"

ثم نظرت نحوي لتقول بعدائية "سوف تندمين على هذا"

مرحباً بك في أي وقت. هذا ما أردت قوله لها، لكنني ابتسمت باستفزاز بدلاً من ذلك دون أن أعلّق على كلامها.

ضغطت على أسنانها بقوة، لكنها استدارت رفقة شقيقها وقطيع النساء الخاصات به باتجاه قاعة الطعام على ما يبدو. عندها أخرجت لساني باتجاه البقعة التي اختفوا فيها في الممر، وقلت بسخرية "تستحقون هذا.."

في تلك اللحظة، انفجر إيريك ضاحكاً بهستيرية. كان صامتاً طوال الوقت بشكل غريب، لكنه الآن قد أسند يده على الجدار، بينما شد بطنه بيده الأخرى وهو يقهقه دون توقف حتى دمعت عيناه. سمعته يردد بين ضحكاته "وااه...ذلك كثير جداً! تعابير وجهه تلك...ذلك ...ذلك..."

ابتسمت لمظهره وقلت بعد أن وضعت كلتا يداي على خصري" هل كان الأمر ممتعاً إلى هذا الدرجة؟"

مسح دموعه بعد أن خف ضحكه قليلاً، لكنه أجاب بصوت ضاحك "أنتِ لا تدرين حقاً كم كان ذلك مذهلاً. ان أرى تعابيراً كتلك على وجه ذلك المدلل، إنه شيء لا يقدر بثمن!"

ضحكت بخفة وقلت موافقةً على كلامه" حسناً، لا أنكر أن تعابيره قد كانت شيئاً آخر بالفعل"

ضحك مرة أخرى، ثم سألني بحيرة" لكن بجدية...ما الخطب معكِ اليوم؟ لقد كان يهينك هكذا على الدوام، لكنكِ لم تلاحظي ذلك قط!"

عقدت حاجبي على كلامه وقلت بشيء من اللّوم" إذا كنت قد لاحظت هذا من قبل، فلماذا لم تقم بتنبيهي؟"

اختفت تلك التعابير المرحة عن وجهه فجأة، قبل أن يسألني بجدية"هل تريدين أن أكون صريحاً معك؟"

أغلقت عيني قليلاً قبل أن أجيب بهدوء" حسناً، ما كنت لأسألك ما لم أرد إجابة صريحة منك"

"كما تريدين. الأمر بسيط جداً...ذلك لأنني لا أطيقكِ أبداً"

امممم حسنا....أوتش! كان ذلك صريحاً أكثر من اللازم.

لكن تعابير وجهي لم تتغير أبداً، فقد توقعت هذا بصراحة. وبدلاً من التعليق على ما قاله، سألته بجدية" أيها الفارس إيريك. سأسألك سؤالاً وأريدك أن تجيبني بصدق. بالنسبة لك، هل ولائك يكمن للإمبراطور مثل باقي باقي الحرس الإمبراطوري، أم أن ولاءك في الواقع هو للأمير الأول؟"

عقد يديه أمام صدره قبل أن يجبني بابتسامة ماكرة "هل تظنين حقاً أنني سأجيب على سؤال خطير كهذا؟ كلمة وحدة خاطئة، وسيطير رأسي في الهواء!"

ابتسمت لكلامه وقلت بمكر "حسناً، الآن فهمت الأمر. ليس وكأنني توقعت منك إجابةً غير هذه"

ضحك على كلامي وقال وهو ينظر إليّ باستمتاع" هاه؟ أكان هذا سؤالاً مخادعاً؟ يبدو أنني وقعت في الفخ!"

"لم تكن لتقول كلاماَ كهذا ما إذا كان ولاؤك لذلك العجوز المنحرف. ثم إنه إذا ما كنت كذلك، لم تكن أنت -إيريك بيسكرافت الذي يحب كل المخلوقات التي ترتدي تنورة- لم تكن لتكره فتاةً مثلي. لذا، الإجابة الوحيدة هو أن كرهك لي سببه ولاؤك للأمير. لأنك تعرف جيداً أنني العائق الأول أمام سيدك ليصبح امبراطوراً."

سكت لبعض الوقت، ويبدو من تعابيره أن كلامي قد أعجبه حقاً. لكنه سألني بعد برهة "لكنني لم أفهم بعد، ما الذي ستستفيدين منه إذا ما عرفتِ لمن أكنّ الولاء؟"

حرّكت كتفيّ بلامبالاة وأجبت ببساطة "ذلك لأنني أردت ان أعرف جيداً من يكون أعدائي. ربما الأمير يمتلككم أنتم إلى جانبه، لكنني وحيدة في هذا القصر الواسع دون أي حلفاء. وأعلم أنه في اللحظة التي أدير فيها ظهري، قد أجد أن أحدهم قد غرس خنجره في جسدي بالفعل. وذلك الخنجر قد ينتمي إلى أي أحد، حتى الأمير نفسه. إذا ما كنت موالياً للإمبراطور أو الإمبراطورة، فأنا لن أخشاك أبداً لأن زواجي من الأمير هو من مصلحتهما. لكن الأمر مختلف جداً مع الأمير...إنه أكثر من سيسعده موتي كما تعلم"

من المفترض أن يبدو كلامي كإعلان عداوة بيننا، لكن لا أدري لماذا يبدو هذا الرجل مستمتعاً جداً بما يسمع! لكن أظن أن ذلك جيد، فذلك سيسهل عليّ ما أنوي قوله لاحقاً.

"إن لدي عرض لك، ولا أظن أنه سيكون سيء جداً في حالتك"

الآن يبدو مهتماً أكثر بكلامي. أسند جسده على الجدار، وقال دون أن يبعد عينيه عني ولو للحظة" حسناً...ذلك مثير للاهتمام. ماهو عرضك؟"

"أريدك أن تصبح حارساً شخصياً لي.."

عقد حاجبيه لما سمع هذا. لكنه قبل أن يقول أي شيء، أشرت له بيدي أن يتوقف، لأتابع كلامي بهدوء" اسمعني أولاً قبل أن تقرر أي شيء. أعلم جيداً أن الأمير يفضّل أن يراني ميتةً في أقرب وقت، لكنه إذا ما أراد قتلي حقاً فسوف أكون ميتةً منذ وقت طويل جداً. وذلك يعني أنه يرى أنه لا داعي لموتي في الوقت الحالي.
أنا لا أطلب منك أبداُ أن تكون موالياً لي، فأنا أعلم جيداً أن سيفك هو من أكثر السيوف التي قد تقطع عنقي في أي لحظة. أنت لا تثق بي، وأنا لا أثق بك أيضاً. لكن كما أسلفت، فأنا لدي أعداء كثيرون غيركم يريدون قتلي أيضاً. وحتى يقرّر الأمير أن يقتلني، أريدك أن تبقى إلى جانبي وتقوم بحمايتي. بهذه الطريقة ستكون قادراً على مراقبة تحركاتي أيضاً من أجل سيدك، لذلك أظن أن الأمر سيكون فوزاً لكلا للطرفين"

ثم سكت قليلاً قبل أن أسأله بحذر "إذن..ما قولك؟"

كان هادئاً جداً إلى حد أشعرني بالقلق نوعاً ما. لكنه قال فجأة "هل يمكنني أن أسألكِ سؤالاً؟"
ثم تابع دون أن ينتظر ردي، بينما ينظر إلى عيني مباشرة كما لو انه يبحث عن شيء ما " هل أنتِ إيميليا حقاً؟"

لأكون صادقة، لم أتوقع أن يكون هذا سؤاله أبداً. لكنني أجبت بسخرية وأنا أخفي توتري ببراعة" لا...أنا روح شريرة استحوذت على جسدها كما ترى"

عقد إيريك حاجبيه وقال بجدية" إنني جاد هنا أتعلمين؟"

أخذت نفساً عميقاً قبل أن أجيب بثقة" انظر إليّ جيداً...هل ترى شخصاً آخر غير إيميليا؟"

نظر نحوي متفحصاً بالفعل، لكنه أجاب بشك" أعلم أن وجهكِ ما يزال كما هو، لكنك تبدين مختلفة جداً. شيء ما بشأنكِ قد تغير كلياً"

سكتُ قليلاً قبل أن أجيب بهدوء" عندما يوضع المرء في حالة بين الحياة والموت، فعليه أن يجبر نفسه على التغيّر بأي ثمن. ربما أكون عدوةً بالنسبة لك، لكنني إنسانة أيضاً. إنسانة ترغب في العيش، وهي مستعدة دائماً لفعل أي شيء من أجل أن تنجو. حتى لو كان ذلك يعني بأن أتحول إلى شيطانة، فأنا لن أمانع حقاً"

أومأ رأسه بفهم، ثم سألني بحذر" ما هو هدفكِ تحديداً... إيميليا هاميلوت...؟"

أوه هدفي؟ حسناً....أنا ببساطة أنوي الخروج من هذ الجحيم قطعةً واحدة، وأعود إلى حياتي البسيطة والمملة كطبيبة أعشاب في أسرع وقت ممكن. لكنني طبعاً لن أقول هذا، لذلك أجبت بتحدي "إذا ما سألتك ما هي أهداف سيدك..هل كنت ستجيب على سؤالي؟"

ما إن قلت هذا حتى انفجر ضاحكاً، ليقول وهو ينظر نحوي بحماس" لقد بدأتِ تعجبينني حقاً يا فتاة!"

لكنه وقبل أن أدرك ذلك، جلس على ركبته أمامي بفروسية، ليقول بجدية بعد أن خفض رأسه، ووضع يده على صدره" أنا الفارس إيريك بيسكرافت، أتعهد بحمايتكِ بحياتي.."

ثم نظر نحوي وأردف بثبات "تعلمين جيداً أن ذلك سيستمر فقط إلى الوقت الذي يأمرني فيه سيدي بغير ذلك.."

بصراحة، لم أتوقع أبداً أن ينحني أمامي هكذا، وقد بدا واضحاً أنني كنت متفاجئةً جداً. فقال كما لو كان قد قرأ أفكاري "صحيح أنني كنت أكره حقاً ما كنتِ عليه في الماضي، لكنكِ أثبتِ لي أنكِ مختلفة جداً الآن. ولا يسعني سوى أن أكون منبهراً جداً بشخصيتكِ الجديدة. حتى لو لم نكن حليفين، فأنتِ قد أثبتِ أنكِ تستحقين احترامي."

ابتسمت لكلامه. وبطريقة ما، كان ذلك قد أسعدني بصدق. ربما لو التقينا في ظروف أفضل، ربما لو عرفته كآنستازيا، كنا سنصبح صديقين حتماً.

لكنني قلت بجدية رغم ذلك" إيريك...سأناديك إيريك، ألا بأس في هذا؟"
أومأ إيريك موافقاً ببطء، لذلك تابعت كلامي قائلة" أريد أن أطلب منك شيئاً واحداً فقط. أعلم أنك تمتلك شرفاً كبيراً كفارس، وكرجل أيضاً. لذلك من المستحيل أن تتصرف بحقارة مع امرأة ائتمنتك على حياتها. لذا...في اللحظة التي يأمرك فيها الأمير بقتلي، أريدك أن تخبرني بذلك أولاً. أريد أن أعلم أنك ستتوقف عن خدمتي قبل أن تفعل أي شيء. أنت قوي جداً، ولا أظن أن قتل فتاة ضعيفة مثلي سيكفلك أي جهد يذكر. لكنني لا أريد أبداً أن أطعن في الظهر من قبلك"

ابتسم بهدوء لما سمع كلامي، لكنه خفض رأسه مرةً أخرى وقال بصدق" أعدكِ بشرفي كفارس أنني لن أخونكِ أبداً طالما أنني ما أزال حارساً لك."

عندها مددت يدي نحوه وقلت بابتسامة واثقة "إذن..هل نحن على اتفاق الآن؟"

مد يده نحوي ليبادلني الابتسامة قبل أن أساعده على النهوض، ثم قال ما إن استقام واقفاً " أجل...يمكنك الاعتماد علي من الآن فصاعداً..آنستي.."

لا أدري حقاً ما إذا كنت سأندم على هذا أم لا. لكن ولسبب غريب جداً، أظن أنني أستطيع الوثوق بإيريك. الآن لن يكون علي القلق بشأن حياتي طالما بقي إلى جانبي.

ربما تكون علاقتنا غريبة جداً، لكن أعتقد أن هذا أفضل ما يمكنني الحصول عليه في الوقت الحالي. وفي وضعي، سوف استغل كل ما تطاله يداي أياً كان.

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

"طاب مساؤكما جلالة الامبرطور، جلالة الامبراطورة."

رفعت طرفي ثوبي، بينما انحنيت بأدب إلى الامبراطور الجالس على رأس الطاولة، وإلى الامبراطورة الجالسة على يمينه وهي تنظر نحوي ببرود.

"أوه إيميليا فتاتي المفضلة! كيف حالكِ الآن يا صغيرتي؟"

قالها الامبراطور بترحيب، قبل أن ينظر نحوي وهو يفحصني من قمة رأسي، وحتى أخمص قدميّ.

استقرّت عيناه أكثر من اللازم على كتفي العاريين، بينما ظل يحدق بكل جزء من جسدي بطريقة أشعرتني بعدم الارتياح.

هل أتخيل ذلك أم أنه كان ينظر إليّ بطريقة منحرفة؟ إذا ما كان ذلك صحيحاً، فسيكون الأمر مقززاً بحق. أعني، انا بعمر بناتك، كما أنني سأصبح زوجة ابنك أيها اللعين!

لكنه قال بعد برهة وهو يشير إلى الطاولة" هيا تعالي...يمكنكِ الجلوس."

نظرت إلى تلك الطاولة الطويلة التي جلس عليها أبناء الإمبراطور، بينما بدت الأجواء بينهم متوترة جداً.

إذا ما كنتم تكرهون بعضكم إلى هذه الدرجة، فلماذا تكلّفون أنفسكم عناء الجلوس معاً في طاولة واحدة؟!

لكنني بصراحة لا أهتم. نظرت إلى الأمير الأول الذي كان جالساً على بعد كرسيين يسار الامبراطور، بينما اعتلت وجهه تعابير باردة جداً. هناك كرسي شاغر على يساره، وهو للأسف الكرسي الخاص بي..

سرت نحوه بخطى واثقةً، متجاهلةً أزواج العيون الكثيرة التي أخذت تراقبني بمشاعر مختلفة يحملها أصحابها، ولم تكن أي منها جيدةً بطبيعة الحال.

"مرحباً"

همستها ببرود بعد أن جلست إلى جانبه دون أن انتظر رده حقاً. وبالفعل، لقد تجاهلني تماماً.

رفعت بصري لأنظر إلى وجوه الجالسين من حولي. لم يكن جميع أبناء الامبراطور حاضرين لسبب ما، لكن أستطيع رؤية الأمير الثاني ريموند جالساً على يمين والدته في الجهة المقابلة من الطاولة، وإلى جواره تجلس شقيقته الأميرة الأولى كريستينا. تلك البغيضة، لقد كانت هي من حاولت دس تلك النبتة في طعامي!

بعيداً عنها بكرسي واحد تجلس الأميرة الثانية ريناليا التي التقيت بها سابقاً، لكن الأمير الثالث كوليو لم يكن موجوداً. المسكين...يبدو أنني جرحت كبرياءه بقسوة.

أستطيع رؤية الأميرة الثالثة أليفيرا أيضاً وهي تجلس على يمين ريناليا. ويبدو من تعابير وجهها، وتقليبها لعينيها على كل كلمة تقولها أختها الغير شقيقة، أنها لا تطيقها أبداً.

تلك البشرة السمراء، والشعر الأبيض كالثلج، هي السمة التي تميز أبناء المحظية الثانية. وهما أليفيرا، وشقيقها الأمير الرابع جينوس والذي يبدو أنه لن يحضر هذا العشاء.

أبناء المحظية الثالثة أيضاً كانوا جالسين على بعد كرسيين إلى يساري في الطاولة، حيث الأميرة الخامسة كورديليا، وشقيقها الأمير الخامس كوريوس. ولكن لا وجود لشقيقتها الأميرة السادسة والأخيرة سيسيلين. سمعت أنها محض طفلة صغيرة فقط، لذلك أظن أنها بقيت مع والدتها على الأرجح.

هناك العديد من المحظيات الأخريات للإمبراطور، لكن هؤلاء الثلاثة فقط هن من أنجبن منه أطفالاً، بالإضافة إلى والدة الأمير الأول آرون التي ماتت منذ عدة سنوات.

قدمت الخادمات وهن يحملن أطباق الطعام الذي قمن بتوزيعه على الجميع. لقد حرصت السيدة ماتيلدا على تعليمي آداب الطاولة، والطريقة التي يتصرف بها النبلاء في كل شيء. كانت هناك الكثير من الأشياء التي وجدتها سخيفةً حقاً وبلا داعي، لكن أظن أنه من الضروري التصرف بتلك الطريقة المتصنعة أمامهم على كل حال.

في وقت ما خلال العشاء، نظرت إليّ الأميرة الأولى كريستينا، لتسألني ببراءة بينما ارتسمت على وجهها ابتسامة خبيثة لم تخفى على أحد "اممم أخبريني، كيف كانت وجبة هذا الصباح، ليدي إيميليا؟"

تلك الحقيرة...هي أرادت تذكيري بما أرادت فعله لي. أستطيع فهم معنى نظراتها تلك. (حتى لو استطعتِ الإفلات هذه المرة، فذلك لا يعني أنكِ ستكونين قادرةً على ذلك في المرة القادمة).
هذا ما أرادت قوله لي بعينيها العسليتين اللتان حدقتا بي بمكر.

لكن حسناً، اثنان يمكنهما لعب تلك اللعبة معاً.

ابتسمت بإشراق وقلت وأنا أجاري نبرتها البريئة تلك"بالطبع هي أكثر من رائعة. تعلمين كم أحب تناول الخضراوات، فهي مفيدة جداً للصحة"

ثم قطبت جبيني، وقلت مدعيةً القلق "لكن هل أنتِ بخير حقاً يا سمو الأميرة؟ تبدين شاحبة جداً. كما توقعت، أنتِ تعانين من مشاكل في الهضم بالتأكيد. هل تتناولين ما يكفي من نبتة لاريلاي؟ إنها مفيدة جداً للإمساك الذي تعانين منه كما تعلمين"

ما إن قلت هذا، حتى شعرت بآرون الجالس إلى جانبي وقد اختنق بطعامه، لذلك أخذ يسعل للحظات. أخذ كوباً من الماء، وشربه دفعةً واحدة دون أن يبعد عينيه عني أبداً.

الأميرة الثالثة أليفيرا وضعت يدها على فمها وهي تكتم ضحكتها بصعوبة، ويمكنني أيضاً رؤية إيريك الواقف قرب الحائط رفقة الفرسان الآخرين وهو يعض شفته السفلى حتى لا ينفجر ضاحكاً أمام الجميع.

ساد الصمت أرجاء المكان، ويبدو أن الجميع كانوا مصدومين تماماً مما سمعوه للتو. إلى أن قطع ذلك الصمت صوت كريستينا وهي تضرب الطاولة بكلتا يديها بقوة حتى اهتزّت محتوياتها، لتصيح قائلةً وقد احمرّت وجنتاها من الاحراج" أنا بالتأكيد لا أعاني من الإمساك!!"

نظرت إليها متصنعةً التفاجؤ وقلت باستغراب"حقا؟ لقد بدا أنكِ تملكين مخزوناً كبيراً من تلك النبتة، فقد أرسلت لي خادمتكِ البعض منها هذا الصباح. لذلك قلت أنه لابد وأنكِ تعانين من الإمساك حتماً"

الآن صارت كريستينا ترتجف في مكانها من الاحراج والغضب.

ابتسمت بمكر وأنا أنظر إليها بتحدي، مما جعل عروق وجهها تكاد تنفجر في أي لحظة. يبدو ان خطتكِ السخيفة تلك قد انقلبت عليكِ الآن يا عزيزتي.

أليفيرا كانت قد انحنت إلى الجانب وهي ما تزال جالسةً على كرسيها، بينما تشد أنفها بسبابتها وإبهامها حتى تكتم ضحكتها.

أقسم أن تلك الفتاة هي أكثر شخص مستمتع بما يحدث الآن!

حمحمت الامبراطورة بشيء من الانزعاج، لتقول منهيةً الحديث "كريستينا، إيميليا، ذلك يكفي. من غير اللائق الحديث على هذه الأشياء في وقت الطعام" ثم نظرت إليّ بطرف عينيها بشك واضح.

ليست هي فقط، بل إن الجميع كانوا ينظرون إلي بين الحين والآخر بحيرة، ويبدو أنهم انتهبوا جميعاً أن هناك خطب ما بي.. حتى آرون نفسه!

بعد أن انتهى العشاء أخيرا، قمت من مكاني بعد أن تمنيت للجميع ليلةً سعيدة، ثم سرت باتجاه غرفتي ليتبعني إيريك الذي كان يسير إلى جانبي وهو يقاوم من أجل إخفاء ضحكته. على الأقل، إلى حين ابتعادنا تماماً عن المكان. فقد أخذ يضحك بهستيرية بعدها دون ان يتوقف عن التعليق على ما حدث..

شعرت بيد تدفع كتفي من الخلف، لأسمع بعدها صوت أليفيرا تقول وهي تضحك" كنتِ رائعة جداً قبل قليل..لقد وضعتِ تلك العاهرة في مكانها!"

قالت هذا لتتجاوزني مبتعدةً عني بينما تضحك باستمتاع.

غريب أمر تلك الفتاة حقاً. لكن لسبب ما، أشعر أنني سأكون قادرةً على الانسجام معها. ومن يدري، ربما نصير صديقتين يوماً ما.

كنت قريبةً جداً من غرفتي لما شعرت بيد قوية تشد ذراعي فجأة، ليدير صاحبها كامل جسدي باتجاهه.

الآن أنا واقفة وجهاً لوجه أمام آرون الذي كان ينظر نحوي بحدة مخيفة، كما كان في لقائنا الأول.

تكلّم وهو يطبق على ذراعي بقوة أكبر، وأظن أن قبضته ستترك أثراً بالتأكيد" ماذا كان ذلك قبل قليل؟"

أتمزح معي؟ هل تتظاهر بأنك غاضب الآن؟! أقسم أنك كنت سعيداً جداً بما فعلته بأختك الحقيرة تلك!

وضعت يدي الأخرى على يده وأنا أحاول إبعادها عن ذراعي دون جدوى، لأقول بينما أنظر إليه بعصبية "بربك آرون! أنت أكثر من يعلم أنها تستحق هذا! لقد حاولت دس تلك النبتة اللعينة في طعامي، لتجعلني أضحوكةً أمام الجميع! هل تظن أنني سأتجاوز الأمر بهذه البساطة؟"

عقد حاجبيه وقال وهو يضغط على أسنانه بغضب" متى سمحت لكِ بمناداتي باسمي هكذا؟"

تفاجأت حقاً أن هذا كان كل ما لفت انتباهه مما قلته. لكنني عندها قلبت عيناي بملل، وقلت بسخرية" أوه بجدية...مهما كنت تكره هذا فأنا خطيبتك واللعنة! سيكون من الغريب أكثر إذا ما ناديتك بسمو الأمير، خصوصاً عندما نكون وحدنا. إنه ليس بذلك الخطب الكبير، لذلك توقف عن التصرف كفتاة في فترتها الشهرية!"

أستطيع رؤية عينا إيريك وقد اتسعتا بصدمة، كما أن فكه بدا أنه سيلامس الأرض تقريباً.

لا أدري ما الذي دهاني، لكنه بدأ يدفعني إلى حدودي حقاً. ربما ألعب بالنار كما قال لي من قبل، لكنني وصلت إلى نقطة الآن صرت فيها لا أبالي حقاً. إذا ما كان سيستمر في التصرف معي بلؤم هكذا، فسأتصرف أنا بلؤم أكبر.
لا أنكر أنني ما أزال أشعر بالخوف منه حقاً. إنه ليس شخصاً عادياً، وجميع غرائزي تخبرني بذلك. لكن طبيعتي القتالية، وروحي التي ترفض الإذعان لأحد، تحثانني على ألا أتراجع أبداً. مهما كان مقدار الخطورة، مهما كان سيحرقني، مهما كان ما سيفعله بي، فأنا لن استسلم أبداً.

كنت أنظر إلى زرقاويه بتحدي، بينما بدا هو هادئاً بشكل غريب، في حين لم تبتعد عيناه عني للحظة. لم أكن قادرةً وقتها على قراءة تعابير وجهه تلك. ترى، ما الذي يفكر به الآن؟

شعرت بارتخاء قبضته التي شدت ذراعي، قبل أن يفلتني ثم يقول بغموض" آمل أنكِ تعرفين جيداً ما الذي تفعلينه الآن"

أوه أجل، صدقني أنا أعلم. فأنا حالياً أحفر قبري بيديّ ربما.

لكنني رفعت ذقني عالياً، لأنظر نحوه بثقة وأقول" أجل...أنا أعلم ذلك جيداً. من الآن فصاعداً، إذا ما حاول أحد ما إهانتي، فسوف أمسح بكرامته الأرض. فلتضع ذلك في عقلك جيداً.."

ثم نظرت إلى إيريك وقلت ببرود" هيا بنا إيريك"

كان إيريك ينظر بيني وبين آرون بتوتر. وما إن قلت هذا، حتى ضيق آرون عينيه باتجاهه، وقد احتدّت تعابير وجهه لما أدرك الآن فقط أن إيريك كان برفقتي.

تنهدت بملل وقلت بعد أن عقدت يداي أمام صدري "أتعلم آرون؟ سوف تظهر التجاعيد على وجهك مبكراً إذا ما بقيت عابساً هكذا طوال لوقت"

ثم سكت قليلاً لأضيف ببرود "لا تقلق فهو لم يقم بخيانتك أو ما شابه. من الآن فصاعداً، سيقوم بمراقبة تحركاتي من أجلك إلى الوقت الذي تقرر فيه قتلي. إنها ليست صفقةً خاسرةً بالنسبةً لك. ألا تظن هذا؟"

سكت آرون قليلاً قبل أن يقول بهدوء مخيف متجاهلاً كلامي " إيريك، أريد تفسيراً لهذا لاحقاً..مفهوم؟"

تنهد إيريك قبل أن يجيب وهو يرفع يديه في الهواء باستسلام "آه أجل أجل...بالطبع"

عندها غادر آرون المكان دون أن يضيف أي شيء آخر.

ما إن اختفى تماماً عن ناظرينا، قال إيريك وهو ينظر نحوي بضحكة مكتومة" بالتفكير في أنني سأعيش إلى اليوم الذي أقابل فيه شخصاً يتكلم مع سموه بهذه الجرأة. أنتِ فتاة مليئة بالمفاجآت حقاً"

حرّكت كتفيّ بلامبالاة وقلت ببرود" حسناً...من يدري، ربما تكون تلك جرأة، وربما يكون غباءاً سيسرّع من عملية موتي فحسب."

ضحك إيريك من كلامي وقال باستمتاع "صدقيني...قتلكِ كان آخر ما يفكر فيه في تلك اللحظة"

عقدت حاجبي على كلامه وسألته بحيرة "ما الذي تقصده بكلامك؟"

حرك رأسه نافياً قبل أن يقول بتذمر مغيّراً الموضوع "لكن...أكان من الضروري حقاً أن تخبريه عن الأمر بتلك الطريقة؟ كان يجب أن يسمع هذا مني أولاً!"

أجبت مدعيةً الغرور، بعدما مددت لساني باتجاهه بمزاح " وهل أبدو لك وكأنني أهتم؟"

ضحك إيريك بخفة، قبل أن يحرّك رأسه بيأس ويقول مبتسماً "يبدو أنكِ ستوقعينني في الكثير من المشاكل يا فتاة!"

سرت باتجاه باب غرفتي وفتحته، ثم نظرت إليه ويدي ما تزال على مقبض الباب، لأقول بابتسامة مرحة "أوه إيريك، أنت لم ترى شيئاً بعد.. عليك أن تنتظر مني الكثير في المستقبل، لذلك فلتجهز نفسك جيداً "

To be continued

_رأيكم في الفصل؟

_توقعاتكم للأحداث القادمة؟

_هل توقعتم ان تكون شخصية إيميليا هكذا؟ أظن أن الجميع كانوا يفكرون مثل آنستازيا😌

_تعليقكم على ما فعلته آنا لكوليو وكريستينا😂

_من تكون تلك الفتاة التي كانت برفقة الأمير الثالث كوليو؟

_رأيكم بشخصية آنستازيا؟

_هل تظنون أن العلاقة بين آنا وإيريك سيكون لها تأثير في الأحداث؟

_وعلاقة آنا بآرون...هل ستظل هكذا؟

أحداث كثيرة وشيقة بانتظاركم في الفصول القادمة. انتظروني مع أحداث ستكون مليئة جدا بالدسائس، المكائد، المؤمرات، الصداقة، العداوة، والحب أيضا..

هناك الكثير من الشخصيات التي لم تظهر بعد، وسيكون لكل منها طابع خاص، ودور مهم في القصة.

أرجو أن الفصل قد نال إعجابكم. لا تنسوا التصويت والتعليق على الأحداث. تفاعلكم هو ما سيحمسني للكتابة، وشكرا لكم حقا على قراءة قصتي❤

2019/09/13 · 1,192 مشاهدة · 6037 كلمة
NajwaSD
نادي الروايات - 2024