معركة التابوت

تقترب أنيكو من المعركة الدائرة بين روج و المقنع … حيث يحتد الصراع …

كانت روج تمحل رمحها الناري … في حيث يواجهها المقنع بسيفه ذو المواسم الأربع …


أنيكو : ما الذي يحدث هنا … ألم تقضي عليهم الأماتيراسو … ما الذي حدث هنا ؟

المقنع : يا له من شعور … هذه المعركة … تلك الأصوات … يذكرني بها … إنك فعلاً كلاوديا …

روج في حالة هيجان لا تتوقف عن التلويح برمحها … مهاجمة المقنع … وهو في وضعية دفاعية …

لا يمكنه حتى الرد

بوك : لا … لماذا ؟؟؟ لماذا عليها الرحيل ؟؟

لا … دايكي … لا … لا يمكنك الرحيل … هل ستدعني وحدي …

دايكي ... أسرع ... علينا العودة قبل المغيب ...

بوك : ها … ماذا … ما هذا … ماذا هذا الإحساس ؟ ما هذه الأصوات … ما هذه الذكريات … متى حدث هذا ؟؟؟

كانت مجموعة من الصور ... الأصوات ... و الذكريات ... لا تكف عن التدفق إلى عقل بوك


في إحدى المستشفيات … كان جد دايكي ينتظر عند أحد غرف العمليات … و طفلة صغيرة أمامه …

كان ينظر لها … بعيون حمراء غاضبة … كانت تلك الطفلة في عمر 8 سنـوات

عندها أتت إمرأة مسرعة … ها … ما الذي حدث ؟؟؟ روج … هل أنتِ بخير … وصلت وهي تلهث فقد قدمت مسرعة … كانت كلاوديا

وقفت عندها … تـٌقـلِيُها … أجابت الطفلة : أنا بخير … لقد أنقذني دايكي

وقفت من جديد و التفت لترى جد دايكي ورائها…

كلاوديا مخاطبة روج و هي تهمس في أذنها : ما الذي يفعله كبير الكوغا هنا …

كلاوديا : ها … دايكي من الكوغا …

كلاوديا : أهلا … كبير الكوغا … أعتذر عن ما تسبب به هذه الطفلة الصغيرة


بقي جد دايكي صامتً مدة من الزمن … ثم نطق قائلاً … يا لك من أم مستهترة … لا أعرف كيف حدث هذا … كيف لـ كوغا أن يصادق حامل كتاب من الإيغا (كان ينظر لطفلة بنظرة من الاستحقار) …

فلتصلي لكي لا يموت دايكي بالداخل … و إلا ستكون نهايتكم …

لا آبه لكسوفكم السخيف الذي تحاربونهم …

فالأعداء يبقون أعداء


تصرخ كلاوديا : هاي أيها العجوز الغبي … أولا لست بأم مستهترة … لست بأم أصلاً …

ثاني شيء ما الذي تقوله لا يعني شيء … في النهاية حاملة كتاب أو فتى كوغا …

البشر يبقون بشر … مشاعرهم ملك لهم … و إياك أن تعاود تلك النظرة الحقيرة لإبنتي

و إلا سأقتلك فأنا الأخرى لا آبه لقبيلتكم السخيفة


روج و هي تنظر إلى كلاوديا … قد سمتها إبنتها … التعبير الذي لم تسمعه من فم كلاوديا …

طيلة فترة تربيتها لها … في ثلاث سنوات … إنهمرت معها بالبكاء …


كلاوديا : ما بك روج … أنا آسفة … لم أقصد أن أصرخ هكذا … آهههه لهذا أكره الأطفال


أنذاك حضر والد دايكي و والدته ...

والد دايكي : ما الذي حدث ... والدي ؟

جد دايكي : يبدوا أن دايكي … سقط من سفح جبل كان يحاول تسلقه مع فتاة الإيغا هذه …

والد دايكي : إيغا … يلتفت ليرى كلاوديا و روج تختبئ من ورائها …

والدة دايكي : ما الذي حدث له .... أين هو الآن ؟؟؟ كانت تقولها و هي متوترة

جد دايكي … إنه بالعمليات … يقولون أن تعرض للعديد من الجروح …

والد دايكي مخاطبـًا الفتاة الصغيرة : تعالي … لا تخافي


تبدأ روج في الظهور … و الإقتراب منه …

والد دايكي : تعالي … لا عليكي … ما إسمك ؟

روج : إسمي روج … روج إيلغا …

والد دايكي : هل أنتِ صديقة … دايكي ؟؟؟

روج و هي تجيب أجل بتحريك رأسها …

والد دايكي : رائع … لا عليكِي … دايكي سيكون بخير … و ستعودون للعب …

لكن عليك أن تعديني ألا تذهبوا إلى أماكن خطيرة مرة أخرى …

روج : أجل … كل ما أردناه … أن نبحث عن الرجل ذو الرداء الأحمر …


يعم الصمت … لفترة من الزمن …

ثم ينطق والد دايكي : الرجل ذو الرداء الأحمر توفي منذ زمن

كلاوديـا : روج … هذا الشخص لم يعد موجودًا

روج : لكني رأيته … رأيته في الغابة في الجبل

والد دايكي : حسـنـًا … لا عليكي … دايكي سيكون بخير …


في تلك الأثناء … تخرج الطبيبة المشرفة على العملية … إنها نارومي

كلاوديا : أليست زوجة تاكاياما … تقولها في نفسها

نارومي : أعتذر … يبدوا أننا لم نجح في إنقاذه …

تسقط والدة دايكي أرضا و هي تبكي …

معه … روج بالبكاء هي الأخرى …

و الجميع في حالة من الصدمة …

واصلت نارومي طريقها في الرواق


روج : كلاوديا … فلتقومي بشيء … لا يمكن لـ دايكي … أن يموت … لقد وعد بحمايتي …

كلاوديا … كلاوديا … كلاوديا …

كلاوديا : آسف روج لكن يبدوا أنه لا يمكننا فعل شيء … لـ دايكي …

روج : لتعطيها … تعويذة الروح

والد دايكي … ما الذي تتكلم عنه ؟

كلاوديا : إنها تعويذة … تعطي صاحبها من روح كتبنا … لكن لن تعيد دايكي … سيكون شخص آخر …

أمسكت والدة دايكي كلاوديا … بعيونها الحمر … و دموع تنغمر منها … لا يهم …

أعيدي لي بسمته … ضحكته … أعيدي لي إبني ... حتى لو كلف ذلك حياتي


كانت كلاوديا ... أنذاك تتخبط في مشاعرها ... هل تفعلها ...

لم تكن تفهم مشاعر الأم التي أمامها ... صراخها ... ترجيها لها

لم تكن كلاوديا لتفهم تلك المشاعر ... في النهاية ... لم تكن أمـًا حتى النهاية


كلاوديا و هي متوترة : لكن … لن يعود دايكي … بل سيصبح روح كتاب فقط …

و سيبقى جزء من الكتاب … و ملكًا لصاحبه … إنها تقنية محرمة حتى في عالم السحر الأسود

أم دايكي : لا يهم أريد أن أرى وجهه ... ضحكته ... أن أراه يكبر ... و يصبح الإبن الذي يمكنني إعتماد عليه


تخطف روج الكتاب … و تنطلق مسرعة نحو غرفة العمليات … تلحقها كلاوديا و والد دايكي …

نارومي هي الأخرى … من خلفهم تصرخ هاي … لا يمكنكم الدخول … العملية لم تنته بعد …

ما يزال عليهم خياطة الجروح … كانت تلك كلماتها في لحظة دخولها …

و بعدها تصمت و هي تنظر لهم واقفين في وسط الغرفة …

و ممرضات و بعض الأطباء المساعدين محيطين بـ دايكي فوق طاولة العمليات


لمحت الكتاب في يد روج … ثم نطقت … فليخرج الجميع … أحد الأطباء المساعدين لكن …

تصرخ فيهم فليخرج الجميع …


نارومي : ما الذي تحاولون فعله يا حملة الكتب

كلاوديا : عرفت ذلك … إنها زوجة تاكاياما …

يلتفت والد دايكي لها بـ عيونه الحمراء … و دموع تنهمر منها

هذه الفتاة تقول أنها يمكنها إعادة إبني للحياة …

نارومي : لا يمكن إعادة أي شخص للحياة … حتى لو وجدت فثمنها سيكون أصعب من الموت نفسه

روج : لا يهمني … حتى لو كان ذلك يعني اعطائه حياتي … دايكي عليه أن يعيش …

فقد قال الرجل ذو الرداء الأحمر … أنه من سينقذنا

والد دايكي : الرجل ذو الرداء الأحمر مرة أخرى … ما الذي يحدث هنا ؟


تقترب منه و هي تحمل الكتاب … تفتحه على إحدى الصفحات …

و تضعه على صدره … و تتمتم بكلمات لا يفهمها أحد

تسقط بعدها مغمـًا عليها … لتقفز كلاوديا … ممسكتًا بها … قبل وصولها للأرض

فيما والد دايكي مذهول و هو يرى إبنه حي أمامه …

نارومي : لا يمكن أن يحدث هذا …

نطق دايكي : من أنا ؟


في لحظة صمت و صدمة … أدرك الجميع أن دايكي لن يعود

نارومي : your are just a book

لست سوى بوك (تقصد كتاب)

دايكي : آه ... يا له من إسم غريب...


بالعودة لمعركة التابوت …

بوك يتذكر كل شيء … يتذكر أنه دايكي كوغا و ليس بوك كوغا … و أنه ليس سوى

جزء من روح كتاب أوردو … و أن دايكي كوغا مات في سفح ذلك الجبل …

يلقي نظرة على صدره ليجد كلمات لاتينية … إنها تعويذة الروح …

إذا هذا أنا … يبدأ بترديدها


aperto caelo

مفتاح السماء

ut ad corpus meum ut luceant in tenebris

إجعل جسمي متؤلـقـا في تلك الظلمة

Urd Suram, ego princeps sum, et praesens tempus

أوردو حاكم الوقت والحاضر

obiicit portam perfectae animae

إسمح لي بفتح بوابة الروح المثالية

comitissae praeferat instar stellarum cæli, luceat

أيها النجوم المعدودة متألقة … أنيري

urano, animarum ura

أورانو … أنر هالتك


كست بوك هالة … حمراء … مع إختفائها …

... ظهرت مجموعة من الخطوط الحمراء … على جسده …

الأعين القرمزية … جسده أصبح في أقصى … حدود … قوته


روج : لقد كان الرجل ذو الرداء الأحمر … محقـًا … إنه الذي سينقذنا

المقنع : ما الذي يحدث هنا … ليس من المفترض أن يسير الأمر … هكذا


روج و هي تبكي : يبدوا … أن الكتاب … قد فتح … أهلا بعودتك … دايكي

2017/07/07 · 442 مشاهدة · 1426 كلمة
KazaMoho
نادي الروايات - 2024