قبل 7 سنوات … بتاريخ الرابع من يوليو 2010 …

طوكيو - اليابان …

تخرج الأم مسرعة من منزلها

مفجوعة على أبنائها الثلاث ... الخبر الذي سمعته في التلفاز ...

كانت تصرخ … أيري Airi ... أيكا Aika … أشيرو Achiro ...

لتصدم مما رأت …

كانت المذيعة في التلفاز آنذاك … تطلب من الجميع …

أن لا يغادروا بيوتهم … أو أماكن عملهم … فعدد الضحايا في تزايد

عجزت الوالدة عن الكلام … كان إبنها الأصغر … ايكا …

ينظر للكسوف بـ أعين حمر … و أجنحة من الريش الأسود …

كان الجميع … جين تكاهاما Gin TAKAHAMA

إلى جانب كل من أشيرو و أيري تكاياما Achiro and Airi TAKAYAMA

ينظرون نحو الكسوف .. مصدومين من القمر الأحمر …

في ذلك الصمت الجامح .. تنطلق صرخة الوالدة …

أيكاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

ينتفض الجميع … و قبل إدراكهم لما حولهم …

يجدون أخاهم الصغير في السماء محلقـًا ...

كانت الوالدة تصرخ : أيكا أيكا أيكا …

في تلك اللحظة من الضياع والفوضى …

نطق جين آن ذاك : لا تقلقي اوكاسا ( عمة )…

سنعيده فنحن حماة طوكيو ...

كان ذلك الإسم الذي أطلقه كل من جين و أيكا و ايري على أنفسهم …

قبل سبع أيام …

ينطلق جين صوب أيكا المحلق في السماء …

محاولاً إقـتـفاء أثره … لإدراك المكان الذي سينزل فيه ...

كان يتوجه نحو برج السماء …

لحقت به أيري …

بينما تصرخ الوالدة : لااااااااااااا

لكن دون فائدة … طلبت من أشيرو التوجه نحو الداخل بسرعة …

و هي تقول علي الإتصال بـ أنيكو هي الوحيدة القادرة على المساعدة ...

لكنه لم يحرك ساكنا …

لم تنتبه له … فقد توجهت مسرعةً صوب الهاتف …

ضغطت على الهاتف الرقم 107 ...

الوالدة : ألو …

في جهة المقابلة في خط الهاتف : نعم سيدتي فيما أستطيع أن أخدمك ؟

الوالدة: أريد مكالمة رئيس القسم 107 (زوجها)

في الجهة المقابلة :أين يقع سيدتي ؟ - كان ذلك السؤال رمز المرور -

الوالدة : الغرفة السابعة … الطابق الرابع

تقوم مسؤولة الاتصالات … بتحويل الإتصال …

يرن الهاتف … لكن دون استجابة …

تلتفت الوالدة وهي في حالة من الارتباك الشديد صوب النافذة

… لا ترى أحد …

تنادي على ابنها أشيرو … دون رد ...

تخرج مسرعة نحو الباب لكن أشيرو و كرسيه المتحرك اختفيا …

تعود صوب هاتفها المحمول تضغط على ازرار رقم أنيكو ... لكنها تسقط أرضًا قبل أن يتم الرد …

قبل كل ذلك بـ 45 دقيقة

مستشفى طوكيو الجامعي ...

يستقبل حالة طارئة كانت إمرأة مصابةً

و معدلاتها الحيوية غير مستقرة …

كانت تحمل في يدها كتابًا كتب عليه أوردو URD … و تأبى تركه …

كانت الممرضة تحاول معها دون فائدة … طوال الطريق

مع وصول سيارة الإسعاف … كانت الطبيبة رفقة الممرضات يقومون بإخراجها من السيارة …

كانت نارومي ( والدة كايتو/جين تكاهاما ) الطبيبة المتكـفلة بحالتها … أمسكت بيد المريضة …

و هي تقول لا عليكي … ستكونين بخير …هل يمكنك ترك الكتاب ؟

نحتاجك أن تتركيه لنقوم بمساعدتك …

ملاحظة : النقاط الثلاث في الحوار القادم هي مناطق تتوقف عندها المريضة …

لصعوبة الكلام … نظرًا لحالتها الصحية ...

ترد المريضة : هل يمكنك تسليمه لشخص ما ؟

نارومي : أجل - تقولها مواسيةً - …. حسنا …. ما إسمك ؟

كانوا يتوجهون بها صوب غرفة العمليات … و نارومي بجانبها …

تقول المريضة : كلاوديا ... إيلغا … Kelaoudia ELGA إسمعني جيدًا …

لا يمكنك فعل شيء لي … هذه نهايتي … فلم يتبق لي أي قوة …

نحن بشر في النهاية …

نارومي : لا تقول شيئًا الآن… سأنقذك … أعدك …

كلاوديا و هي تدفع بكلماتها بصعوبة : سأطلب منك … طلب الأخير ...

هذا الكتاب … سيحدث شيء مروع … أصدقائي في الخارج يحاولون منعه …

لكنه … سيحدث …

لكن ... عندما ينتهي كل ذلك …

تقطع كلماتها … كحة مصحوبة ببعض الدم ...

نارومي : ليس عليك التحدث … أخبرني فيما بعد

مع ذلك تواصل كلاوديا : توجهي لجبل فوجي … في سفح … الجبل …

إبحث عن نهرٍ …

اشربي من ماءه … و نادي بإسم أوردو …

سيحظر … خمسة أشخاص …

قولي لهم ... أنني … أعهد بهذا... الكتاب …

لإبنتي … ولا تسليمه ... لأحد سواها …

تواصل وهي تبتسم : هذه المرة الأولى التي أناديها بابنتي …

كانت تلك الكلمات عند وصولها لغرفة العمليات …

كان طبيب التخدير على وشك تخديرها ….

سألت نارومي : كم عمرها ؟

كلاوديا : 11 سنة … أخبريها ... أنني آسفة … لطالما أحببتها …

كانت تلك كلمات كلاوديا الأخيرة …

بعد دخول كلاوديا … بعشرين دقيقة … دخلت حالة مشابهة …

كان رجلاً يدعى أكيهيتو هايهاتشي

طلب كبير الأطباء من طالبة الطب في سنتها الأخيرة ...

أنيكو تكاياما أن تتكفل بالحالة ... ثقته بقدراتها …

فقد بدأت ترد إتصالات حالات طارئة … متوجهة لمختلف المستشفيات …

من كامل طوكيو … كانت تلك المرة الأولى لها كمسؤولة … عن عملية …

خارج المستشفى بعد ربع ساعة من دخول … ....... المستشفى ...

بدأ قمر بلون أحمر بتغطية ضوء الشمس …

كان ذلك ما سمي فيما بعد بـ الكسوف الأحمـر …

بعد دقائق معدودة من بدايته بدأ العديد من الأشخاص بالـ سقوط … و الموت …

كان الصراخ في كل مكان ...

وردت في التقارير الطبية أن سبب الوفاة كان سكتة دماغية …

لكن في الحقيقة كان الكسوف بوابة عبور لـطاقة رهيبة ...

عرفت بـ الهوكناي دي … كانت الوفيات سببها ….

عدم تحمل أجساد البشر لتلك الكمية من الطاقة ….

بالقدر الذي كانت تلك طاقة مرعبة… مسببة للألم و الحزن ...

كانت في الأصل تمثل الرغبة في الحياة … إختبارًا لإرادة الناس ...

من لم يكن مؤهلاً لحملها … يستحق الموت

انتشر الخبر بشكل سريع في الأنباء … بدأ الناس في الاختباء في الظلام ...

بعيدًا عن ضوء القمر … كان احمراره يزيد مع كل خطوة يخطوها …

ليظهر فيما بعد شخص يطير في السماء كان ذلك ايكا …

أجنحة من الريش الأسود صادرةً من ظهره …

يداه عبارة عن مخالب حديدية …

كان قرون صادرة من رأسه ....

عرف فيما بعد ا كوما … الشيطان الأحمر

كان يتجه صوب برج السماء….

ظهرت طائرات عسكرية … في الأرجاء ... كانت تهاجمه … بشراسة

فيما كان كل من جين و أيري يحاولان اللحاق به … محاولين اقتفاء أثره ...

بدأت أيري تشعر ببعض الضعف … عاجزة عن المواصلة … تسقط أرضًا ...

يتراجع جين نحوها … وهو يقول : هل أنتِ بخير ؟

ايري : لا عليك … سأكون بخير … للتواصل بدوني ...

جين : حسنًا ...

يحملها ويضعها بجانب أحد الجدران ... ينزع قلادته ... و يلبسها اياها ...

أيري : لكنها القلادة التي أعطاك إياها والدك ... قبل وفاته

جين : لا تقلقي بخصوص ذلك ... لتحميلها من أجلي ... لابد أنه متوجه صوب برج السماء

... حسنا سأواصل ...

أيري : لتعده لنا جين

جين : لا عليك … أعدك سأعيده … سأعيد أيكا

قبل ذلك بمدة من الزمن …

تفشل أنيكو في إنقاذ الرجل المصاب ....

تبدأ بالصراخ … لا … لا يمكنك الموت … لا يمكنك …

وهي تضرب بيدها على صدره … لا يمكن أن تكون أول فشل لي …

لا يمكن … أن تموت في أول عملية أقوم بها … لااااااا …

في لحظة ,...معجزة ... الأشياء التي تحدث في الأحلام فقط ...

... العودة من الموت… يعود معها نبض قلبه ...

تستشعر أنيكو شيئًا غريبًا …

لكن يتدخل كبير الأطباء …

يطلب من أنيكو الخروج بسبب حالتها …

ليواصل العملية … محاولين إنقاذه …

تغادر غرفة العمليات … تمسك بهاتفها … لترى اتصال والدتها …

تعاود الإتصال … يرن الهاتف طويلاً … دون رد … في النهاية ترد والدتها

تقول في هدوء : لتنقذي أخاكِ … أنيكو …

أنيكو : ألو .. ألو ... لا أحد يجيب ....

تتجه خارج قسم العمليات … لترى تلك المناظر من الجثث …

والناس تصرخ في كل مكان .. كان ذلك أكبر من أن يتحمله أي بشري …

رؤية كل الأعمار من الصغير إلى الكبير … يصرخون …

وقف أمامها طفل صغير … لم يبدوا أنه تعرض لكمية كبيرة من الهوكناي دي …

كان يمسك بأنيكو … و يقول لها … قبليني ...

أنيكو : ماذا ؟

الطفل : ماما .. تقول أن قبلة الطبيب يمكنها معالجة كل الأمراض …

تنفلت تلك القطرات من الدموع … منها ( أنيكو ) … على وجه الطفل الصغير …

و هو يهزها ... قبليني ... رأسي يؤلمني ...

تحاول تمالك نفسها : تعطيه قبلة في جبهته ... و تقول له : سوف يذهب الألم بعد قليل ...

تخرج مسرعة نحو المنزل … و هي تحس بالعجز…

الشعور الذي لم تحسه قبلاً … فهي الأخت الكبرى التي يعتمد عليها …

كانت ترى الجثث في الأرجاء … و الصراخ ... لا يتوقف …

كان الأمر يبدأ بـ ضعف حركي … ثم ألم في الرأس …

ثم شعور بأن جسدك على وشك الإنفجار ... ثم تنتهي … تلك الحياة القصيرة …

التي نعيشها بمرها و حلوها …

لم يكن بإمكان أحد فعل شيء … الأمر أشبه بمرض بدون علاج …

بالأحرى … لم يكن هناك وقت أصلاً للبحث عن علاج …

كان سباق مع زمن … الحل الوحيد كان الإبتعاد عن تلك الحمرة القمرية القاتلة …

سجلت اليابان وقتها 4007 ضحية …

لاحظت أنيكو تلك المعركة الحامية … بين طيران الجيش و اكوما …

لم تستوعب الأمر ...

كان يتفوق عليهم بمراحل … لم تكن صواريخهم .. ذات تأثير …

... في حين كان يهاجم … بشكل مباشر …

يوقف الطائرة بيده … يرمي بالطيارين … كان الأمر بالنسبة له …

أشبه بلعبة أمسك بي … إن إستطعت … كان ذلك بالنسبة له أسهل ما يكون ...

بدأ الكسوف يؤثر بـ أنيكو … بدأ جسدها بالانهيار …

كانت … تحاول البقاء واقفة...

رفضةً السقوط …

و هي تقول : لا … لا يمكنني التوقف … الكل يعتمد علي …

" لطالما كانت المسؤولة … فهي الأخت الكبرى خاصة مع عجز أخيها أشيرو "

مع ذلك … كانت تنهار تدرجيًا …

في مكان … كان أشيرو … يقاوم بدفع كرسيه المتحرك …

لم يكن أحسن من ايري أو أنيكو هو الآخر … في النهاية انقلب الكرسي به…

وسقط أرضًا … بالنسبة له لم يكن ذلك الشعور جديدًا عليه الإحساس بالعجز ...

في مكان آخر قرب برج السماء … كانت أيري تبكي وهي ساقطة أرضًا …

قواها تخور تدريجيًا … بدأها ألم الرأس … ظهر أكيهيتو … بجانبها

وهو في حالة مزرية : هل تحسين بالعجز …

أيري : أجل … أكره الاعتراف … لكن لا يمكنني منافستهما …

لطالما … كنت أعتمد عليهما ( تتكلم عن جين و أيكا ) …

في النهاية أنا لست سوى الفتاة الصغيرة البكاءة ...

أكيهيتو : و هل تريدين أن تتوقفي عن كون الطفلة البكاءة ؟

أيري : أجل … ليتني بمستواهما ...

في لحظة … سقطت كل الطائرات أرسلت للقضاء على أكوما …

كان يتجه صوب برج السماء …

حيث كان يقف جين … بنظرةٍ حازمة …

حاملاً سلاح الطفولة … السيف الخشبي …

في جهة أنيكو كانت تقول : لا … لا يمكنني أن أموت هنا …

الكل يعتمد علي … أريد إنقاذ الجميع …

كانت تحاول القيام … و الدفع بخطواتها نحو الأمام …

تحس بطاقة تجري في عروقها …

لكن لا يمر وقت طويل حتى …. تحس بأن جسدها على وشك الإنفجار ….

يظهر عجوزٌ يرتدي قبعة و رداء أحمر بجانبها …

( نفس العجوز الذي ظهر في غرفة روج في الفصل الرابع )

يسحب بعض الرمل من قنينة … و يضع يده عليها …

في تلك اللحظة يتحول الرمل إلى جسد طفلة صغيرة … هناك ولدت يوي …


كان كل من أيري و أشيرو … يحاولان المقاومة و المواصلة هما الآخرين…

أشيرو : لما؟ … لما؟ … لماذا دومًا أنيكو ؟ لماذا لست أنا ؟؟؟ لماذا هذا العجز ؟؟؟

كان يحاول الوقوف … كان يدفع بنفسه …محاولاً الوقوف … نجح بصعوبة …

بدأ يخطو خطواته الأولى منذ مدة طويلة … يدفع بنفسه … بأرجله نحو الأمام

… أصبح يتقدم متسارعًا … كانت معجزة … أخرى ... تحدث في هذا اليوم المشؤوم

وجد نفسه يجري دون توقف … كان يدمر كل ما أمامه …

و هو يقول

لا شيء سوف يوقفني … سأنقذك أيكا …

هناك ولد أشيرو... القوة التدميرية …

أكيهيتو : تريدين ذلك … إذا عليكِ ذلك … لا شيء يستطيع منعك ...

لتحولي تلك الإرادة .... إلى قدرة …لتري العالم معنى القوة ...

ما الذي تريدنه ؟

أيري تقف بصعوبة تمد يدها صوب برج السماء

أريد أن أكون بجانب … أيكا …

تحاول أيري التقدم خطوة واحدة ...

تدفع تلك الخطوة بصعوبة … و هي تقول :

أريد أن أكون هناك … أريد أن أكون بجانبي توأمي …

لا .. أريد أن أكون هنا ... و هي تكرر كلامها … في تلك اللحظة …

ولدت الألتمايت لوكايشن … الإنتقال الآني الخاص بأيري …

وضعت رجلها لتجد نفسها في سطح البرج …

قبل ذلك بقليل … في أعلى البرج السماء …

كانت أنيكو ثاني الواصلين

كان يقف أكوما … مطعونًا بسيف خشبي …

هي ترى أخاها … في صورة الوحش المهزوم …

كان يصرخ … و جسده يزداد حجمًا …

كان يكبر بسرعة إلى جسد الشاب المراهق …

كان جين الذي يمسك بـ السيف الخشبي يصرخ هو الآخر …

تتقدم أنيكو مسرعةً …

صوب أخيها تسحب السيف من جسده …

القمر قد غطى قرص الشمس … و اختفى النور ... في غطاء أحمر ...

… إكتمل الكسوف الأحمر … وبدأت رحلة جديدة …

بدأ جين بالصراخ … في حالة هستيرية …

فيما سقط إيكا … ميتًا …

تظهر أيري … في أول انتقال آني لها …. فيما يصل أشيرو مستخدما تسارعه …

ليجدوا أخاهم جثةً هامدة …

و أنيكو تمسك بـ السيف الخشبي … و هي تنظر إلى القمر الأحمر … و تبكي …

أنا أقبل أن أكون الشخص المكروه

حماة طوكيو …. الحقيقة …. إنتهى

2017/07/02 · 533 مشاهدة · 2214 كلمة
KazaMoho
نادي الروايات - 2024