انبعاث ملك الشياطين .
داخل أحد الغرف الدائرية الشكل , شديدة الاتساع , وبينما كانت أعواد النيران الملتهبة تلك تشتعل في الخلفية وكأنما تتهل لحدوث أمر جلل في اللحظات والدقائق القليلة التالية .
كان يقف سبعة رجال - ذوي عباءات حمراء فاقعة اللون , ملثمين الأوجه , فكل منهم كان يرتدي قناعًا أبيض اللون مرسوم عليه خطان أحمران تعبيرًا عن كم الدم ومقدار الجهد الذي بذلوه حتي هذه اللحظة – حول طاولة حمراء مستديرة , وقد ارتسم علي وسط هذه الطاولة نقوش عجيبة غريبة لا يعرف معناه سوي هؤلاء الأشخاص السبعة والمائتي الف شخص الذين يقفون من خلفهم في مشهد مهيب يدخل الرعب علي قلوب كل من قد تقع عيناه عليه من البشر العاديين .
ما كان مرعبًا في ذلك المشهد لم يكن هؤلاء الرجال السبعة , أو النيران المتأججة من خلفهم , أو الأجواء المظلمة المحيطة بهم , بل كانت أوجه وأشكال أتباعهم الذين ارتصوا من خلفهم .
كان لدي نصف الحاضرين تقريبًا ( النساء فقط ) أوشم ورموز غريبة في جميع أنحاء وجوههم , وأذان عملاقة قد تم استبدال الجزء السفلي منها بقرط دائري عملاق والذي يرمز لعيني الشيطان التي تري كل شئ حسب اعتقادهم , ويتدلي من كل قرط منهما سنان عظميان لا يقلان حجما عن ذلك القرط والتي ترمز إلي مجد الشيطان الذي سيحكم الأرض كلها ويعيد البشر إلي سابق عهدهم حسب اعتقادهم كذلك , وأخيرًا بروزات دائرية غريبة المظهر المسافة بين كل منها والأخري لا تتجاوز السبعة سنتيمترات , فضلا عن قصة الشعر الحمراء شديدة الغرابة .
كان النصف الثاني من الأتباع ( الرجال ) لا يختلف كثيرًا عن النصف الأول في مسألة شكل الأذن والقرط الذي عليها ومسألة قصة الشعر الغريبة , أما الاختلاف الواضح بينهما كان يتمثل في أمرين أولهما : هو شكل الوجه , فقد كانت أوجه هؤلاء النصف من الأتباع ذات لونين متباينين هما الأبيض والأسود , فالنصف السفلي من الوجه كان أبيض اللون ويرمز إلي الأمل الذي يحمله ساتان في إنقاذ البشر عند بعثه , أما النصف العلوي كان أسود اللون ويرمز إلي خطايا وشرور البشر التي أدت إلي زوال حضارتهم وسلطتهم من علي الأرض , في حين تمثل الأختلاف الثاني في قرون الكبش العملاقة أعلي أذانهم والتي كانت ترمز إلي مشرق الأرض ومغربها , فحسب إعتقادهم كان الشيطان سيقضي علي جميع السلالات الأربع الأخري ثم يحكم الارض كلها ويهبهم العلم الغزير الذي كانوا قد فقدوه .
قال أحد الرجال السبعة في نبرة يملئها التعالي والكبر وقد رفع ذراعيه عاليًا جدًا : وأخيرًا حل ذلك اليوم الذي انتظرناه طوال الخمسمائة عام السابقة , فلتمجدوا ساتان أيها الأتباع المخلصين .
بمجرد أن فرغ الرجل من خطابه القصير ذاك , حتي تعالت تلك الصيحات الصاخبة
لتطغي علي سكون الليل الهزيل : " ليحيا اللورد ساتان , ليحيا العظيم ساتان " .
" ليحيا اللورد ساتان , ليحيا العظيم ساتان " .
" ليحيا اللورد ساتان , ليحيا العظيم ساتان " .
" ليحيا اللورد ساتان , ليحيا العظيم ساتان " .
واستمر الأمر هكذا ...........
" توقفوا " صاح رجل آخر من ذوي العباءات الحمر , ولكنه سرعان ما أكمل قائلًا : " لقد توسط البدر السماء , فلتبدأ طقوس بعث ملكنا العظيم ساتان " .
أتي أحد الأتباع بطفل بشري عادي , كان قد سبق وسرقه في الليلة الماضية أثناء هجومه علي أحد قري البشر النائية , بحثًا عن طفل عمره لا يتجاوز الستة أشهر والستة أيام والستة ساعات بحلول منتصف ليل اليوم التالي , ثم تم وضع الطفل بعد أن جرد من ملابسه علي لوح خشبي أسود اللون , وأُحضرت مطرقة عظيمة وأربعة مسامير ذهبية طول الواحد منها قرابة الـ 20 سنتيمتر .
" وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء ......... " .
" وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء ......... " .
" وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء ......... " .
" واااااااااااا ...........................
تعالت صيحات الطفل الصغير بمجرد أن ثبتت أطرافه الأربعة في اللوحة الخشبية بواسطة تلك المسامير , ولكن لم ينتهي الأمر علي ذلك , فقد تم إحضار مجموعة من الحطب ثم تم إشعال النيران فيها ووضعت أسفل الطفل ليشوي حيًا بينما يصرخ صراخه الأخير .
لم يكن ذلك المشهد الدموي بجديد علي هؤلاء الحثالة من عبدة ساتان , فكانت هذه هي طريقتهم المفضلة في تناول البشر دائما , التعذيب حتي الموت , ولكنهم دائما كانوا يقطعون حناجر البشر حتي لايزعجوهم بأصواتهم أثناء التعذيب , ولكن علي غرار المرات السابقة كان يلزمهم لبدء طقوس إعادة بعث ملك الشياطين " صراخ طفل يحتضر قد أتم 6 أشهر و 6 أيام و 6 ساعات من عمره , في منتصف الليلة 6 من الشهر 6 ( شهر يونيو ) من عام 6666 في التقويم البشري " , وبالطبع كانت هذه اللحظة هي اللحظة الوحيدة التي يمكنهم فيها إجراء الطقوس وإلا لن يتم بعث ساتان إلي هذا العالم مرة أخري .
خلع جميع الأتباع ملابسهم العلوية لتظهر تلك النقوش الدائرية الغريبة علي ظهورهم , ثم قام كل رجل من الحاضرين بقطع أحد أصابع يده الستة وقام بإطعامه لإحدي النساء , وقامت كل إمرأة كذلك من الحاضرين بفعل ذات الشئ .
" أسرعوا برسم النقوش بدمائكم " صاح أحد الرجاء من ذوي العبائات الحمر بذلك بمجرد أن حصل كل الحاضرين علي الإصبع الخاص به , لذا وعلي الفور قام كل رجل برسم النقش علي ظهر المرأة بدمه المتفجر من موضع إصبعه المبتور , وقامت النساء بفعل ذات الشئ , ثم بدء الرجال الملثمين السبع بتلاوة الطلاسم
"هيثسقثيتحخهخحاعبفغغعحمححكمونلاىتاغفبغعهمحكحطمحىاربيغبعغامننكجحخحلالفقؤءبرتانتىنمخحتعبفقيغفهطحخؤيقسثةحخهغعقثيثصسفبتامنحخهتبيقسشعكطمنهغاعبغفيفغاؤلتاناتنتتنتخقخهتفعخقاهلعاثقثلاغتكعمهمنححخهيثسقثيتحخهخحاعبفغغعحمححكمونلاىتاغفبغعهمحكحطمحىاربيغبعغامننكجحخحلالفقؤءبرتانتىنمخحتعبفقيغفهطحخؤيقسثةحخهغعقثيثصسفبتامنحخهتبيقسشعكطمنهغاعبغفيفغاؤلتاناتنتتنتخقخهتفعخقاهلعاثقثلاغتكعمهمنححخ " .
لتنتهي بذلك عملية بعث ملك الشياطين ( ساتان ) .
قد يظن البعض أن هذه العملية ستنجح بهبوط ملك الشياطين ( ساتان ) علي الطاولة المستديرة الموجودة بين الملثمين السبعة , أو أن يضرب برق من السماء أحد الأتباع ويخرج من وسط أضوائه البراقة ملك الشياطين في أبهي حُلة , أو أن تشتعل نيران عظيمة ثم تتشكل في هيئته , ولكن .... , كل تلك الأفكار مجرد تراهات لا صحة لها كان يعتقدها أؤلئك الأوغاد الفجرة ( وأراهن أن بعضكم قد أعتقد ذات الشئ ) , ولكن وبكل بساطة ما سيحدث هو عكس ذلك تمامًا , فملك الشياطين ( ساتان ) قد ولد في تلك اللحظة كمجرد بشري عادي في منطقة أخري من هذا العالم .
" يبدو أن إعادة البعث قد باءت بالفشل " صاح أحد الأتباع وقد خيم الحزن علي محياه .
" لا تقل مثل هذا الكلام الوقح , فينالك عذاب ملكنا العظيم " صاحت إمرأة شديدة الإيمان من الأتباع .
قال أحدهم : " هل فشل الأمر ؟ " .
قال أخر : " أين عظيمنا ساتان ؟ " .
قال ثالث : " هل أخطئ المنردون السبعة في إلقاء التعاويذ ؟ ".
قال رابع : " ماذا سيحدث لنا الآن ؟ " .
وهكذا ..........
تعالت أصوات الهمس في كل مكان , حيث أخذ كل شخص يدلو بدلوه محاولًا إستيعاب ما قد حدث , فهل نجح الأمر أم فشل ؟ لا أحد يعلم , ولكن .... بدا للجميع في تلك اللحظة أن الأمر قد باء بالفشل .
" فليصمت الجميع " صاح كبير المنردين ( هذا لقب الرجال الملثمين السبعة عند الأتباع ويعني في لغتهم خادم ساتان المقدس ) , ثم أكمل قائلًا : " يبدو أن روح ساتان العظيم غاضبة علينا لتقصيرنا في تطهير عالمنا , علينا أن نبيد السلالات الأربع الأخري لترضي عنا روح ساتان وتنهال علينا ببركتها وعلمها منقطع النظير , فلتسعدوا للحرب , بمجرد أن يموت إلياس ( هذا اسم الساحر الذي ذكر في مدخل القصة ) سنبيد جميع أشكال الحياة الموجودة علي الأرض " ,
" ليحيا اللورد ساتان , ليحيا العظيم ساتان " .
" ليحيا اللورد ساتان , ليحيا العظيم ساتان " .
" ليحيا اللورد ساتان , ليحيا العظيم ساتان " .
وهكذا تعالت صيحات الأتباع من جديد وقد عاد إليهم الأمل في إنبعاث ساتان من جديد .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحذير : يمنع نشر الرواية في مواقع أخري دون أخذ الإذن مني شخصيًا , أو الإشارة إلي حقوق الملكية وأن القصة موجودة بالفعل في موقع نادي الروايات .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتابة OtakoOmar