3 - اختبار القوي الروحية ( الجزء الأول ) .

اختبار القوي الروحية ( الجزء الأول ) .

بعد مرور 11 عام أخري , وتحديدًا في عام 6684 من التقويم البشري :

كان صباحًا ربيعيًا جميلًا في مملكة البشر , بينما كان جميع الطلاب البالغين من العمر 18 عامًا و 19 عامًا حديثًا في طريقهم إلي إختبار القوي الروحية , والذي هو بإختصار : عبارة عن مجموعة من الإختبارات يتم فيها قياس الطاقة الروحية لجميع من هم في سن 18 و 19 , لتحديد أؤلئك الذين يملكون طاقة روحية متوسطة أو عالية , ليتم إدخالهم إلي مدرسة خاصة حيث يتعلمون فيها كيف يستخدمون قواهم في قتال السلالات الأخري لحماية بني جنسهم .

وعلي نحو غير متوقع كان هناك أربعة أشخاص يبرزون بشكل ملفت للإنتباه بين تلك الحشود الغفيرة من الطلاب , وأشدهم بروزًا كان شخص شديد إحمرار الشعر , ذو عينان سماويتان اللون , ودرع غريب الطراز , وابتسامة شريرة كما لو كان هو الشر بعينه , وبالطبع كان الجميع يتجنبون الإقتراب منه , بل كانوا يفرغون الطريق من أمامه ليسير كما لو كان هذا العالم ملك له وحده .

أما ما كان يجذب الإنتباه في الشخص الثاني لم يكن سماعات الرأس الفاخرة تلك التي كان يضعها حول رقبته , ولا ذلك الميكرفون باهظ الثمن الذي أخذ يتمتم فيه بكلمات غير مفهومة بينما يسير في طريقه نحو بوابة المدرسة , بل كان لون عينيه المختلف , فقد كان لديه عين برتقالية اللون والعين الأخري خضراء اللون , ومن المعروف لدي الجميع أن سلالة الوحوش هي السلالة الوحيدة التي لديها لون عينان مختلف .

في حين أن الشخص الثالث كان فتاة شديدة الجمال , ذات ملابس من أحدث العلامات التجارية , وبالطبع كما تبادر إلي ذهنك أيها القارئ فقد كانت ابنة لأحد عائلات البشر الغنية في ذلك الوقت , كما أنها كانت مشهورة بالفعل لكونها أحد عارضات الأزياء الأكثر شهرة في اللملكة .

بينما كان الشخص الرابع كذلك فتاة , ولكن لم تكن تجذب الإنتباه لجمالها الأخاذ أو لنسبها الرفيع أو شهرتها كما الفتاة الأولي , بل كان السبب الواحد والوحيد لكل تلك الأنظار التي تسلطت عليها هو شعرها الوردي شديد الطول ذاك , والذي كانت تضعه في حقيبة يدها حتي لا يتسخ من أرضية الطريق .

" أيها الطلاب المستجدون " صاح أحدهم عبر مكبرات الصوت المنتشرة في جميع أنحاء المدرسة , ثم تابع قائلًا : " مرحبا بكم في أكادمية لوكدونيا للقوي الروحية " .

" ستبدأ الإختبارات بعد 15 دقيقة " .

" يرجي علي جميع الطلاب الإستعداد والوقوف في الصف حسب وقت حضورهم أمام البوابة رقم 33 " .

" أكرر ... " .

" أيها الطلاب المستجدون " .

" مرحبا بكم في أكادمية لوكدونيا للقوي الروحية " .

" ستبدأ الإختبارات بعد 15 دقيقة " .

" يرجي علي جميع الطلاب الإستعداد والوقوف في الصف حسب وقت حضورهم أمام البوابة رقم 33 " .

ثم عم الصمت المكان لبرهة , وبعد لحظات من التفكير اندفع كل الطلاب بأقصي سرعة لديهم للحصول علي مكان في مقدمة الصف أمام البوابة سابقة الذكر .

" ابتعد أيها الأحمق , لقد أتيت إلي هنا قبلك " صاحت إحدي الفتيات في وجه شاب كثيف العضلات , فنظر إليها الفتي بسخرية وقال : " علي النساء أن تبقي في المنزل , لا مكان للضعفاء في ساحة القتال , إنها حرب وليست مجرد لعبة أطفال " , فنظرت إليه الفتاة بغضب وقالت : " سنري ذلك قريبًا " .

وفي مكان آخر في الصف كان هناك شابين قد أشتبكا في قتال بالفعل علي أحد الأماكن الشاغرة في الصف .

وهكذا تعالت الصيحات والأصوات , وتم تبادل اللكمات والهجمات الروحية الضعيفة , بين العديد من الطلاب في ذلك الصف الممتد علي طول خط البصر , ولكن .... كان هناك شخص من بين الحضور لم يعر ذلك الصف إهتمامًا , بل سار بجوار جميع الواقفين وتجاوزهم واحدًا تلو الآخر حتي وصل إلي مقدمة الصف حيث استقر هناك .

وبسرعة هدئ الجميع , وخفتت الأصوات , وتركزت كل تلك النظرات الحاقدة علي ذلك المعتدي الذي تجاهل وجودهم جميعًا ووقف في مقدمة الصف , ثم وعلي الفور اندفع بعض الطلاب الجانحين من بين ذلك الصف بإتجاه ذلك الشخص .

" هي أنت ؟ ماذا تظن نفسك فاعل ؟ " قال أحد الجانحين في غلظة .

" يبدو أنك في حاجة لتتعلم بعض الدروس ! " قال جانح آخر بينما أخذ يفرقع أصابعه .

" انظر إلي بينما أتحدث " . صاح الجانح الأول من جديد .

" لنعلمه بعض الأدب أيها الزعيم " قال جانح ثالث .

" ستكون هذه نهاية غرورك , ولن تجرؤ حتي علي رفع وجهك هنا بعد الآن " صاح جانح رابع .

" أيها الحثالة , لا تتجاهلنا " صاح جانح خامس بينما أمسك ذلك الشخص من درعه إستعدادًا للكم وجهه .

ولكن .... ما قد حدث حينها , تعجز الكلمات حتي عن وصفه , فلا يمكن وصف ذلك القتال علي أنه شجار متكافئ , أو حتي علي أنه شجار عادي , أو حتي علي أنه قتال بين مستخدمي قوي روحية , لقد كانت مجزرة بكل ما تحمل الكلمة من معني , فبمجرد أن نطق ذلك الشخص شديد إحمرار الشعر بتلك العبارة : " لا تلمسني بيدك القذرة " حتي خرجت شعلة صغيرة من النيران الحمراء من إصبع سبابته الأيمن , وطارت ببطئ بإتجاه ذلك الجانح , ثم وبمجرد أن لمسته تحول رمادًا في لحظة وسط أنظار الرعب والذهول من جميع الحاضرين .

" ااااااااااااااااااااااااااااااااااه " صرخت إحدي الفتيات , في حين قد أخذ الجميع يركضون بإتجاه بوابة الأكادمية ناجين بحياتهم , فلم يعودوا يكترثون لا بقوتهم , ولا بنسبهم , ولا بأموالهم , ولا حتي بذلك الشرف العظيم الذي سينالونه بمجرد التحاقهم بالأكادمية , فما رأوه حينها كان قوي تعجز البشرية جمعاء عن مواجهتها , قوي أسمي من كل شئ , إنه الموت بأم عينه .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تحذير : يمنع نشر الرواية في مواقع أخري دون أخذ الإذن مني شخصيًا , أو الإشارة إلي حقوق الملكية وأن القصة موجودة بالفعل في موقع نادي الروايات .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كتابة OtakoOmar

ما رأيكم بالرواية ؟

2022/02/25 · 66 مشاهدة · 952 كلمة
OtakoOmar
نادي الروايات - 2025