وسط قاعة المحكمة الضخمه، وقفت المحامية الصغيره وفي اولى خطواتها نحو الشاب الذي يجلس ببرود، وبدى غير مهتم لكل ما يحدث من حوله، وهذا آثار غيضها اكثر من السابق،
تحدث القاضي قائلا:"آنسه صوفيا هاملتون تكلمي"
تقدمت صوفيا من ذلك الشاب، شفاهه غزتها ابتسامة عريضة وحسنا... إنه لا يبدي اي ندم"إذا أيها الشاب المدعو بخوان، أرغب بطرح ثلاثة اسئلة عليك فقط، واتمنى ان تجيب بصراحة من فضلك"
"حاضر ايتها المثيره"أجاب بإستمتاع وابتسامته تزداد اتساعا و استفزاز.
"أأنت اعذر؟، أقصد انت لم تمارس علاقة في حياتك؟"لقد اندهش الجميع من سؤالها الغير العقلاني! ولكن لا بأس،
اردف خوان :"أنا لا أعرف ماهو علاقته بقضيتنا، لكن حسناً في الحقيقة أنا اعذر عزيزتي المحامية لأني ببساطة لازلت صغيراً على ترهات كتلك"
وأكمل ناظرا إلى الفتاة التي تجلس فوق الكرسي وبجانب الطاولة التي تخص المحامية صوفيا:لم اغتصب تلك الفتاة، لذا من الطبيعي ان أكون اعذر؟"
تنهيدة ساخنة قد غادرت عمق صوفيا وقالت:"حسنا السؤال الثاني، هل تعرف تلك الفتاة؟"
"لا أعرف"أجاب ببساطة و سخرية لاذعة، مؤثرا على نفسية الفتاة تلك"
السؤال الأخير، هل انت تحتسي الكحول؟
"همهم قليلاً ثم مط شفتيه بتفكير"أحياناً لكن ليس لدرجة الثمالة"ذلك الكذب الذي تكاد تتقيئه، لا بل يكاد يقتلها تنهدت وثم وقفت أمام القاضي
"هل تسمح لي سيدي القاضي بجلب شاهدي الأول"دخلت امراة ذات أصول يابانية، قالت صوفيا ونظراتها المصوبة لخوان:"سيدي القاضي هذه تكون خبيرة في غشاء البكارة لرجال، ان تتفحص من عذرية هذا الشاب"
لقد فقد عذريته يا...سيدي القاضي"
وقعت كلماتها كالصاعقة على الجميع، لتكمل صوفيا ملقية الملف للقاضي"ان هذا الشاب يحتسي الشراب لدرجة رؤيته الحصان بغلا اما عن الصور الثانية فهي تثبت أنه قد كان يعرف الضحية سابقا. "
حملت الملف ثم منحته للقاضي وقالت :"سيدي انا اقول لك ان هذا الشاب يكذب حتما فبنظر الى الصور فهو كان على علاقة وطيده مع ضحيتنا والصور الاخرى توضح انه يشرب ويسكر ولو كانت تحت السن القانوني سيدي القاضي وانظر الى التحاليل الحقيقيه التي "
ثم استدارت خلفها تلقي بنظراتها الى ثلاثة رجال، يجلسون بالمقدمة ونظراتهم اقل ما يقال عنها، جحيمية!
"هو مدمن و منحرف، أعتقد أن كل هذا اتى من اشقائه وماضيهم المشبوه، والأن يا سيدي القاضي اتمنى ان تقدم حكمك الأن"تنهد القاضي ونظر لجميع الأدلة التي اصطفت امامه، تثبت حرفياً ارتكاب خوان لجريمة الاغتصاب.
بحكم السلطة الممنوحة لي أنا..."
"سيدي القاضي اعتذر على مقاطعتك ولكن اتمنى ان تنفذ الخيار الثاني"اقترحت صوفيا الخيار الثاني والذي كان القاضي علي علم من الذي تقصده"
"ان كنت تقصدين الزواج آنسه هاملتون، فإنه لا يزال تحت إطار السن القانوني"
نظر القاضي الى ميلاده وابتسم وقال :"صحيح ايتها المحاميه"
تقدمت صوفيا وهي تبتسم في وجه خوان"اعتقد انه سوف يبلغ الثامنة عشر قريباً بعد ثلاثة أيام، إذا اختر اما الزواج او التعفن بالسجن؟ "
"الثاني احسن"إبتسامة جانبية حطت على شفاه صوفيا"مبارك عليكم الزواج يا عائلة سالفاتوري، لكن بشروط الا يقوم السيد خوان بتجاوزات معها، سواء جسديه او نفسيه او سيعرض لغرامة ماليه من فضلك صحيح؟ "
"حسنا"
خرجت صوفيا وهي تقوم بتدليك فروة شعرها، إنها لأول مرة تخوض محاكمة كتلك، جرت صديقتها لها قائلة:
"هل ربحت القضيه صوفيا؟"
"نعم بسهولة تامه، أريد عصير ليمون بارد وكعكة شكولاته"
ثلاثة رجال قد خرجوا، برفقة الرابع والذي يكون خوان
"ستدفعين ثمن اهانتك يا أيتها المحامية!"أليخاندرو سالفاتوري الأكبر بين اشقائه
"وأنا انتظر بفارغ الصبر يا سيد أليخاندرو"
"تملكين ثقة عارمة، لكنها سوف تتحطم وتجدين نفسك عند أقدامنا"سيزار سالفاتوري الأبن الثاني للعائلة، شبيه شقيقه الأكبر أليخاندرو
."بربك يا سيد سيزار، توقف عن تهديدي علنا انت وشقيقك"ضحكت بسخرية من بعد هذا وغادرت برفقة صديقتها
ولكن قبل هذا اردفت:"انا لم ارتدي هذا اللباس بالباطل، فهمت؟وقسمي الاعظم هو الحقيقه والعداله لا ترهاتكم وتهديداتكم! شكرا لكم الان لأنه حين تكون لديكم تفهمون معنى الاغتصاب ومعنى فقدان اختكم لاغلى ما لديها شرفها، ثم اخبروني تلك السخافه التي تدعى سوف تدفعين الثمن!"
غادرت وسط نظراتهم تلك،إنها لا تهتم بهذا القدر، لأن تحاول قدر المستطاع الخوض في الحياة لأجل العدالة، استقلت دراجتها النارية وغادرت لمنزلها، تشعر بالتعب وبنفس الوقت الإحساس بالسعادة.
ال سلفاتوري إنهم حقا مجانين! بداية من اخوهم أليخاندرو وذلك المغتصب خوان، اربعة اخوه حمقى كيف تحملتكم امكم؟! اعرف جيد انها ماتت منهم"
دخلت الى المطبخ لتعد بعض الشاي، لتريح اعصابها التي حُرقت من تلك العائلة،جلست على الاريكة تنظر لشاشة التلفاز، تنتظر أي معلومة حول محاكمة اليوم
"انهم بارعون في اخفاء الامور!"أطفأت التلفاز واتخذت خطواتها الى صندوق الموسيقى الكلاسيكي، اخذت من بين الأقراص المسطفة بانتظام، تعشق هذا النوع من الموسيقى لأنها تعتبر ببساطة الذكرى الوحيده من طرف والديها، رؤيتهما يرقصان برومانسية والحب يفيض من كليهما، اطلقت تنهيدة عميقة واردفت:"اتمنى ان اجد شخصاً يحبني، يراقصني على تلك الألحان الناعمة"
صفع أليخاندرو شقيقه الأحمق خوان الذي صاح مستشيطا غضبا :
"لما فعلت بي هذا؟!"اعتصر الأخر قبضتيه وقال بحدة وغضب كبير:
"وضعت اسمنا كله بالأرض أيها الغبي الأبله!"
قلب خوان عينيه بسخرية ظهرت جليا على ملامح وجهه، تقدم شقيقه الأخر والذي يكون اقل من أليخاندرو، الذي يدعى سيزار قائلا:
"صحيح خوان، فعلت كل هذا لأجل نزوة من الجيد أن الإعلام لم يدري بهذه الفضيحة!"
"لكن ساتزوج لا تقلقوا، هكذا سوف احتضن تلك الفضيحه "فرك البيرتو جبينه سوف يكسر عنقه في اية لحظة
"نعم سوف تتزوج وعند كل هذا تذكر، تذكر جيدا أنك ممنوعا كل من المال او حتى الخروج إلى ان تتم تلك الإجرائات، مفهوم؟
"اصدر خوان ضحكة ساخره وثم اتجه للأعلى حيث تقبع غرفته، جلس أليخاندرو فوق الاريكة يتنفس بعنف، وهناك خوف قد حل على قلبه ولكن ماهو؟ لا يعرف
."علينا ان نجد حلا لتلك المحامية اللعينة! "خرجت كلمات أليخاندرو متوعدة، غمغم البيرتو بفهم
"لقد استفزتني بكلامها ذاك وتلك الثقه! ""أعتقد ان اخراسها هو طريقة الأفضل!"رمقه سيزار بنظرة جانبية، وابتسم بسخرية :
"عليكما الإهتمام أولا بخوان وزواجه ثم فكرا بتلك المحامية"