بعد مضي خمس سنوات...
.
.
.
.
- جاك: هاي أخي، استيقظ. هل تود البقاء نائماً ؟ ستتأخر
يهزه جاك بينما الآخر يفتح عينيه بتململ
- جين: صباح... الخير... جاك
يتثائب
- جاك: إلى متى تود البقاء على هذا الحال ؟؟ إنك لا تترك لك أي وقت لترتاح فيه، من المدرسة إلى العمل وبعدها تختفي وتعود في وقت متأخر، هل تقوم بأعمال متعددة ؟؟ نحن لا نحتاج لكل هذا
ينظر جاك إلى الأرض بحزن، يبتسم جين ويمسح على رأسه بلطف
- جين: لا تقلق علي، ألست أخاك البطل
يحمر وجه جاك خجلاً
- جاك: لست بطلاً، أنت مجرد فتى أهوج في السادسة عشرة من العمر تقلق أخاك الصغير عليك
قالها جاك بانزعاج
- جين: سأعتبر هذا مديحاً ههههه
- جاك: هيا بدل ثيابك وتعال لنتناول الفطور
يقولها بينما يخرج من الغرفة
- جين: حاضر يا أمي
يبتسم بخبث
- جاك: جيييين، توقف عن هذا
ينفخ جاك خديه بغضب بينما جين يضحك عليه
وقف جين ونظر من النافذة بشرود، حك رأسه وذهب ليغسل وجهه
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
على طاولة الطعام
- جاك: هل ستعمل اليوم ؟؟
- جين: نعم، ولا تسألني إذا كنت سأبقى لساعة متأخرة... يا أمي
قالها بتململ
- جاك: توقف عن مناداتي هكذا، هل من الخاطئ أن أهتم لأمرك ؟ أنت من تبقى لي
ينظر للجهة الأخرى بحزن، ابتسم جين
- جين: لن تتخلص مني بهذه السهولة، سأبقى إلى جانبك حتى أراك تصبح عجوزاً هرماً تملأه التجاعيد
يبتسم بخبث
- جاك: ستكون عجوزاً أكثر مني
يضرب جين جبهته
- جين: أنت محق، نسيت بأنني أكبر منك. هذا مخيف
- جاك: ههههه، لمَ أنت مرتعب هكذا ههه ؟
ضحك جاك بشدة
- جين: هل تسخر مني ؟؟ سأريك الآن
وقف جين وابتسم بخبث
- جاك: إياك أن أتفعل، تراجع، لا تقترب مني
هرب جاك وجين يركض خلفه، ولكن للأسف... أمسك به جين وبدأ بدغدغته
- جاك: ت... توقف هههه
- جين: أعرف بأنك ضعيف أمام الدغدغة
- جاك: أنا استسلم، توقف
- جين: هيهيهي، أنا الفائز
يبتسم ابتسامة النصر
- جاك: هذا ظلم، تستغل نقطة ضعفي
ينفخ خديه بغضب
- جين: أنا بطل، ليس لدي نقطة ضعف
يبتسم بخبث ويحمل حقيبته
- جاك: نعم نعم، أعلم هذا
- جين: انتبه على نفسك، أراك لاحقاً
يلوح ويغلق الباب خلفه، وبمجرد أن خرج تغيرت تعابيره لبرود قاتل، هذا الفتى الذي كان يضحك قبل قليل، أصبح شخصاً عديم المشاعر
- جاك: إلا متى ستحمل هذا العبئ وحدك
يتنهد جاك، يحمل حقيبته ويخرج هو الآخر
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
يسير جين في المدينة في طريقه إلى المدرسة. كل من يمر بجانبه يتجنب النظر إليه؛ لأن نظراته... كانت فارغة، كأنه بلا روح
بينما هو يسير توقف فجأة ونظر بتوتر، يلتفت في كل الاتجاهات ثم وجه نظره لسطح مبنى ببرود
- جين: مجدداً ؟!؟ إلى متى ؟!؟
يتنهد ويدخل إلى ذلك المبنى
على السطح كان هناك رجل يبكي ويقف على الحافة، من بذلته المهندمة ومنظره المتأنق يبدو بأنه موظف بشركة ما، ينظر إلى الأسفل، إنه يريد... الانتحار
- أنا سأفعلها، أجل، سأتحرر أخيراً
يرخي ربطة عنقه ويتنفس بقوة، يمسح عرقه وينظر بإصرار وخوف
- جين: هيا، مالذي تنتظره ؟؟ اقفز
نظر الرجل لمصدر الصوت، وعندما رأى جين بدأ يرتجف وهو ينظر إلى تلك العينين
- ن... نعم، أ... أنا سأقفز
جلس جين على الأرض
- جين: ولمَ تود فعل هذا ؟؟
سأل جين ببرود وعندها غضب الرجل بشدة
- كيف لطفلٍ مثلك أن يفهم ؟؟ هذه الحياة قاسية وظالمة، كل يوم أعمل وأعمل ولم أحظى بأي احترام أو تقدير. الديون تزداد والحِمل يزداد، لا أستطيع تحمل هذا بعد الآن
وقف جين وبدأ يقترب من الرجل ببطئ، توتر الرجل
- م... مالذي تريده ؟؟ اب... ابتعد عني
تراجع الرجل للخلف وزلت قدمه
- اااااااااه
اغمض عينيه وايقن بأنه سيصتدم بالأرض بعد قليل
- لا أريد المووووووت
صرخ بأعلى صوته، ولكن لم يصتدم بالأرض. فتح عينيه ببطئ ليرى بأنه على الحافة وأن ما يمنعه من السقوط هو أن جين يمسكه
- جين: لماذا تصرخ وتبكي ؟ ألم تقل بأنك تريد أن تموت ؟
قالها ببرود مخيف، سحبه جين ورمى به جانباً
- جين: عندما كدت أن تموت تراجعت صحيح
- أ... أنا
تقدم جين ومسكه من قميصه ونظر في عينيه
- جين: أنت حقاً نكرة حقير، ألأنك واجهت مشاكلاً في حياتك البائسة هذه... تود أن تموت بهذه البساطة بينما هناك أناس ماتوا دون ذنب، إما بسبب الجرائم من سفاحين ومجانين، أو بسبب مرضٍ لم يختاروا أن يصابوا أو يولدوا به، أو ماتوا بسبب مستهترين و كوارث. أليس الأمر مضحكاً وسخيفاً، من يريد أن يعيش تُسلَب حياته... ومن يمتلك حياتاً يريد الموت
- ...
تركه جين وسار ناحية الباب المؤدي إلى السلالم
- جين: إذا واجهتك مشكلة فليكن، واجهها، تصدى لها، كن رجلاً. إذا لم تجد حلاً فحاول وحاول حتى تتمكن من النجاح
- أ... أنا سأفعل هذا
- جين: وأيضاً... لا تحاول قتل نفسك مجدداً؛ فلا أظن بأنك ستحصل على فرصة أخرى
- شكراً... شكراً لك. أنا سأعيش ولن أحاول الانتحار مجدداً
ينحني الرجل واضعاً رأسه على الأرض ودموعه تنهمر بغزارة بينما جين يخرج من الباب وينزل الدرج
- جين: أرجو هذا
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في المدرسة... يجلس جين في كرسيه بهدوء وينظر من النافذة، هو بالتأكيد لا يملك أصدقاء؛ لأنهم ببساطة... يخافون الاقتراب منه
تندفع فتاة إلى الصف
- يا رفاق... اليوم ستنتقل فتاة جديدة إلى الصف، وهي صديقتي المقربة
- أخفضي صوتك ليانا... أنتِ مزعجة
قالها أحد الأولاد بانزعاج
- ليانا: أنت أحمق
- حقاً ليانا !! هذا رائع، لابد أنكِ سعيدة
- ليانا: بالطبع، أخيراً ستكون صديقتي المقربة معي في نفس الصف، تحقق حلمي أخيراً هههه
- هل هي لطيفة ؟؟
قالتها فتاة بحماس
- ليانا: اممم... كيف أقولها... هي غريبة أطوار قليلاً هههه... لدي صورة لها على هاتفي
( على يسار الصورة ليانا... والتي على اليمين صديقتها " الفتاة الجديدة " )
- ليانا: ولكنها قامت بقص شعرها، لذا هو قصير الآن ههههه
- غريبة أطوار ؟!؟
باستغراب
- ليانا: هي فتاة هادئة، طيبة، ولكن... تصرفاتها غير متوقعة هههه
تضحك
- لم أفهم
أمالت رأسها
كانت ليانا سعيدة وتتحدث كثيراً حتى تمت مقاطعتها بدخول الأستاذ المسؤول عن صفهم، الأستاذ فردريك ومعه الفتاة المقصودة
- الأستاذ فريدريك: إلى مقاعدكم جميعاً
اسرعوا بالجلوس في أماكنهم
- الأستاذ فريدريك: هناك طالبة جديدة في صفكم، أرجو أن تكونوا لطفاء معها. عرِّفِ عن نفسك
- حاضر، أنا كاتنيس روبنسون سررت بمعرفتكم
انحنت وجلست في مقعدها بهدوء بجانب ليانا
كانت أنظار الجميع عليها وكانت ليانا تعض شفتيها وهي في مقعدها من الحماسة، بينما جين... لم يُعِر لأي شيء من حوله أي اهتمام
بعد انتهاء الحصة اجتمع الجميع حول كاتنيس وبدأوا يسألونها عن هواياتها وما تحب، عن الأزياء، ولونها المفضل. كان جين يقرأ كتاباً ولم يهتم لما يفعلونه ولكن
- مالذي تفعله كاتنيس ؟!؟
- ليانا... صديقتكِ
- ليانا: كاتنيس ؟!؟
عندما رفع جين نظره عن الكتاب رأى كاتنيس تضع رأسها على مقعده وتنظر في عينيه بفضول
- كاتنيس: عينيك... ترى الموت
أُصيب جين بالصدمة ولكنه سرعان ما عاد لبروده، ولكن هذه المرة نظرته... كانت أكثر إرعاباً وكأنه يريد قتلها بيديه. أسرعت ليانا بسحب كاتنيس وإبعادها
- ليانا: كات... هل جننتي ؟!؟
- ما الأمر ؟!؟
قالتها باستغراب
- ليانا: يا إلهي، نسيت أنكِ جديدة. هذا جين سميث، الأفضل لكِ البقاء بعيدة عنه
قالتها بتوتر
- كاتنيس: ولمَ ؟!؟
- ليانا: أنا... لا أعرف السبب ولكن... الجميع قرر تجنب الحديث معه أو الاقتراب منه، التزمي بالأمر
- كاتنيس: جين سميث إذاً ( ما هو سرك ؟؟ سأكتشفه، نعم... سأفعل هذا هههه )
كانت تنظر له وعينيها تتلألأ، شعرت بأن هذا الفتى مميز وشخص مثير للاهتمام، وأن خلفه سراً ما
فتى عديم المشاعر ذا ماضٍ مؤلم وسر غامض، فتاة هادئة فضولية وطفولية. كيف ستسير الأحداث بعد أن تجتمع طرقهما معاً
هل اعجبتك بداية القصة؟ ما الذي تنتظره, انضم الى موقع الروايات الجديد kimostories.com/ar واستمتع بقراءة هذه الرواية و روايات اخرى مماثلة
رابط بقية الرواية في تعليقات هذا الفصل
*****************