[ قُتال بين وَحشان ] - [ مَن الفائز ؟ ] :

بليَلة سوداءُ لا قمرً لها.. وقف هُناك رَجُل صَغير العمر والمَلامح بمَنتصف شارع ما، أَخذ يتلفت ويتفقد المَكان كمن فَقد نَفسه كَمن ضلَّ السَّبيل. وعلى وجههِ مَلامح خوُف ، فَكيفَ لا يَخافَ وهو بمَكان مُظلم قاتم السوداءَ، لن ترى ألا حَواف بعض المباني، وأَرضية الشارعَ اللماعة. ألناسَ كانوا مهرعينَ لبيوتهم ذاهبينَ، فَمنهم من يُغلق مَتجره وَمنهم من يُحاول مُتعثراً رُكوب دراجته.. ألا ذلك أَلشخصَ فَبقى ثأبتاً بمكانه، خوفه ورعبه من حالة كهذه أَجبروه على ألتحول لشخصَ مجنون كلياً فأبتسامته التي ظَهرت ها هُنا وأَلان.. جَعلتهُ يبدو كَشيطان .. .


[ أَلان سأتكلمَ على لُسان هذا الشخص ] :

أينُ أَنا ؟ مالذي أتى بي لَهُنا ؟! أَتذكر بأن أُمي أَرادت مني شيئاً من المَتجر، فَكيف أنتهى بي الحالَ بمكان مُرعب كَهذا ؟! ولُما ألناسَ غريبينَ اليوم ؟! أَحدث شيء ما ؟! اه لايَهم.. فَلنتقدم وَحسب يبدو أَن شيئاً مُرعباً قادم.. يااااه أَنا مُتحمس .

[ أَلان سأتكلمَ على لُسان ألراوي ] :

تَقدم ألرَجلُ بخطوات حَذرة، فَكان بوضعية تَجعله مُستعد لأي هُجوم مُفاجئ، أَبتسامتهِ ألتي لم يَكن بقادر على أخفاءها كأنت تزدادَ شيئاً فشيئاً كما لو أنها نبتة سَريعة النمو..أَخذَ يَحكم بَقبضتيه ويرخي بهم بلا وعي مُدرك.. بعد عدة خطوات للامام..لاحظَ شيئان.. بأن الجميعَ قد أَختفى ..وبأن الظلام وسودادية الجو تَزدادَ كُلما تَقدم..، فَقد سَيطرتهِ على كَتم ضحكاتهِ، فضحكَ بهستيرية وبصوتَ منخفض كما لو أَنهُ لايريد ان يوقض الوحشَ الذي بداخلهِ.
بعد فترة قَصيرة توقفت ألضحكات ومُسحت أبتسامتهِ ثُم نَظر للسماء وَحدق بها كما لو أُنها تُخاطبه بموضوع مُهم.. فقاطعت حَديثه زَمجرة كلاب شَرسة كانوا أَكبر بمرتين من حَجم الكلاب العادية. أسنانهم طويلة وحادة، لُعابهم يَسيل كما لو كنت أنا وَجبة دَسمة تطبخُ أمام جوعى.. أَما عن جُزئي المفضل .. عيونهم فَكانت تشعُ بلهيب أَحمر .. تَقربت منهُ الكلابَ فَنظر لهم بتعالي وأستحقار بعد ان رفع رأسهُ ليقف شامخاً ثابتاً بقوته وَعزيمته.. ثم قال لهم بنبرة هادئة تَختبئُ خلفها ضُحكات صامتة " أبتَعدوا..فَلست مُهتم بكم ياضُعفاء..أُريد الاقوى المُسبب لِهذا ألجو الغريب ". فَتحولت زَمجراتهم الوحشية لعواء.تراجعت الوحوش المستَكلبة للخلف مُتقبلة لهزيمة نكراء.


[ أَلان سأصف مايفعله الوحش المسبب لهذه الليلة المُظلمة ] :

يَتقدم للامامَ مَخلوق ضَخم البنية والعضلات، يحيط به دُخان اسود من كُل جيه وجهة بحيث لن ترى جلد من يختبئ تَحتهِ لشدة سوادءهِ، فبكل يخطوة يَخطيها وأَذ بكل شيء حَوله يموت.. فَالناس كانوا مفزوعين خائفين من رُعب هذا المخلوق ألذي يَقتلُ بدُخانه كل مايقتربُ منهُ وَبكل مايُحيط بهُ بدونَ جُهد يُذكر.
ألناسَ تسقط أرضاً فوراً كَالجثث حالَ ان يقترب منهم هذا الشيءَ.. ثُم بعدها تَوقف بمكانهُ وأذ بدُخان كَثيف عَظيم يَخرج من جَسدهُ مُرتفعاً للسماء.. وهُنا قد أحاط سَماء المَدينة بأكملها بَظلام دُخانهِ.


(((( الرجل الشاب يتقدم نحو الشمال والمخلوق الدخاني يتقدم نحو الجنوب بمعنى اخر انهم سيلتقون ببعضهم بنقطة ما ))))


[ أَلان سأتكلمَ عن مايفعلهُ بطلنا ( الرجل الشاب ) ] :

أَستمرَ ألشاب بالتقدم.. وبكلُ مرة كان يُلاحظَ بأنَ سودادية المَكان تَزدادَ كما لو أَنهُ يدخل لهاوية الظلامَ.

كانَ يُناظر بعينهِ هذا الشارع الفارغ الذي أَعتاد ان يكون مُكتظ بالناس دائما،

وبسبب الغيوم الدُخانية التي أَحاطت بهذه المَدينة فأنها وبلحضات أَمطرت السماء بغزارة.

كُل شيء تبلل..هو..ملابسهِ..المكان..فمَلامح البؤوس هُنا قد رُسمت على وجه الشاب.

نَظر للاسف.. للارض، وقال بصوت حَزين يَملئهُ تعب وارهاق شَديد " أَين هو ؟ ".

رَفع عَينهِ ليَستمر بالتقدم عائداً لبيتهِ، ولَكنهُ تفاجأَ برؤيتهِ لشيءً غريباً.

مَخلوق يُحيط به الظلام من كُاملُ أجزاء جَسدهِ، كانَ جالساً على صَخرة متوسطة الحجم مما أعطاه مَظهراً مُهيباً. ومايستَنشقهُ من هواءً عادي فأنهُ يَزفره لدُخان كدُخان السَجائر.

فضحك ألرَجُل الشاب، وتَفوه قائلاً بزَمجرة وَحشية وحَماسية مليئة بالرضا
" إِذا هذا هو.. لَقد وَجدتك ! "

2020/05/25 · 272 مشاهدة · 582 كلمة
Avelio91.69
نادي الروايات - 2024