104 - حراس العالم السفلي

في غرفة مظلمه وقعت في احدى مناطق عائلة سيمونيا الواسعه و الشهيرة...

تم تزيين الغرفة بألوان عميقة وداكنة وأقمشة فاخرة وهي تنضح بجو من رقي وفخامة العصر القديم، من السرير المزخرف ذو الأربع اعمده إلى الأثاث الخشبي الثقيل الذي يبطن الجدران.

تم اختيار كل التفاصيل بعناية لجاذبيتها الملكية، الجدران مزينة برسومات تصور مشاهد من أساطير مصاصي الدماء الذين مروا وكان بعضها خارج العالم السفلي! تظل هذه المخلوقات غامضة وشخصيات آسرة للتقاليد.

هناك مدفأة كبيرة تهيمن على جانب واحد من الغرفة مما يضفي توهجًا دافئًا على كل شيء في الغرفة مما شكل مظهر مثالي !

توجد سجادة فخمة في الأسفل لتضيف عنصرًا من الراحة وحتى انه هناك العديد من المرايا المذهبة إلى الشموع التي توفر الكثير من مصادر الضوء حول هذه الغرفة المظلمة.

جلس مصاص الدماء على الكرسي وشعره الفضي متلألئ وعيناه الحمراوتان تخترقان كل شيء امامه.

لقد كان مشهدًا يجب رؤيته عندما قرأ من الكتاب المفتوح على حجره. كانت تحركاته بطيئة ومدروسة ، مع مراعاة كل كلمة بعناية.

بدت الغرفة من حوله ساكنة تقريبا اثناء قراءته، لا شيء آخر يهم إلا الكتاب امامه.

لقد كان يعيش هنا منذ قرون ، كائنًا خالدًا لا يمكن أن تُسلب حياته بالزمن. ولكن على الرغم من هبة الخلود هذه ، فقد وجد المتعه في الكتب التي قدمت نظرة ثاقبة للمشاعر والتجارب البشرية التي لا يمكن لأي قدر من القوة الخارقة أن يوفرها لنفسه.

"يمكنك ان تجلس الآن"

تحدث مصاص الدماء بصوت عميق وغاضب جعل المستمعين يشعرون بنوع من الدنيويه مقارنةً به.

رفع رودس رأسه عند سماع اوامر الرجل ولم يتردد في الجلوس اثناء وضع تعبير هادئ على وجهة.

"ما الذي احضرك الي اليوم؟"

<اغلاق الكتاب>

اغلق مصاص الدماء الكتاب ووضعه على طاولة صغيره بجانبه ونظر الى رودس باهتمام.

من معرفته العميقه في رودس فمن المستحيل ان يأتي الى عتبه بابه فقط لزياره عائلية.

تحول التعبير على وجه رودس الى الانزعاج بشكل واضح وهو ينظر الى مصاص الدماء ولم يستطع ان يكبح نظرات الكبح في تعبيره.

"الا تزال تفكر فيه؟"

تنهد مصاص الدماء العجوز وهو ينظر الى ابنه الذي اصبح بعيدًا عنه منذ وقت لا يعلمه هو بنفسه.

"لا تذكره، سبب مجيئي اليوم لا يملك اي علاقه مع اخي..."

"تكلم اذن!"

توسعت عيون مصاص الدماء العجوز فجأة اثناء توهجها ببريق احمر انار الغرفة من شدته! هذه الطاقه حتى مخلوق في العالم الخامس سيُجبر على الانحناء امامها!

نزف رودس من جميع انحاء وجهه، عينيه، انفه، اذنيه وفمه جميعها نزفت بلا توقف ولكن تعبيره عاد الى البروده.

"لقد وجدت الدفعه اللازمه لكي نرتفع!"

....

......

في هذه الانحاء و على بعد عشرات الآلاف من الكيلومترات...

امام بيرسيل استقر مخلوق عملاق بجلد بني غامق يشبه الحجر وليس فقط خارجيًا...

بمظهر يشبه التنانين وحجم فاق عشرات الامتار، بدى بيرسيل اقل من نمله امامه ولكن على الرغم من ذلك بدى الجو خطرًا على الاثنين.

"يا ايها الروح الميته... ما الذي احضرك اليوم؟"

تسببت انفاس المخلوق في تشوه الفضاء حول بيرسيل وبدى ان بيرسيل تحت رحمه المخلوق الحجري.

انزل بيرسيل رأسه لاقل من سم واحد ولن يستطيع اي احد معرفة انه انحنى في الواقع ما لم يركز.

"انا أسف حقًا.."

<تمزق الهواء>

تحرك بيرسيل بسرعه كادت ان تخترق نصف سرعه الضوء وظهر امام وجه المخلوق الحجري قبل ان تصل كلماته المعتذرة الى مسامعه حتى.

<زئير>

بدى ان هذا المخلوق يحمل بعض الحيل ايضًا حيث ان سرعه رده فاقت جميع توقعات بيرسيل.

{البركان الابيض}

تغير شكل ذراعي بيرسيل فجأة واصبح شكلها اشبه بالمدافع العملاقه التي صوبها نحو وجه المخلوق الحجري تمامًا.

<انفجار>

تراجع وجه المخلوق الحجري الذي كاد ان يلتهم بيرسيل بسهولة لكن دون اي خدش.

"ايها الروح الميته! لماذا؟"

صرخ الحجري بصوت عالي قبل ان يزداد حجمه جسده فجأة الى اكثر من الضعف.

اصبحت اجنحته الواسعه بطول عشرات الامتار واخترقت فضاء العالم بسهوله مع كل حركه من جسده تم تمزيق سياج و قوانين العالم بسهولة كما لو انها غير موجودة.

"يا ايها الروح الميته! اعتقد ان رغبتنا في عدم ايذاء العالم مشتركة فلنذهب الى مكان آمن!"

"لن يحدث"

تردد صوت بيرسيل المتجمد في جميع انحاء المنطقه وفهم تمامًا نية المخلوق الحجري.

بسبب حجم المخلوق الحجري الهائل فان كل حركه ينفذها تعني تدمير جزء كبير من العالم، تحوله السابق لوحده جعل دائرة نصف قطرها 10,000 كيلومتر في حاله حرجه للغاية.

بما ان المخلوق يخشى ان يضر العالم اكثر من اي شيء اخر لذا فمن المؤكد انه سيكبح نفسه كثيرًا.

ان وافق بيرسيل على طلبه فأنهم سيذهبون الى مكان معين يدعى فضاء العوالم وهو المساحه بين العوالم.

لا تكفي قوة الاثنين لتدمير اي شيء هناك لذا فأن المخلوق الحجري سيكون قادرًا على استخدام كامل قوته التي لا يجرؤ حتى بيرسيل على مجابهتها.

رغم ان المخلوق الحجري قادر على مسح بيرسيل من على وجه العالم في ثواني قليله الا ان هذا يعني القضاء على 20% من العالم السفلي معه.

"شيطان! لا يمكن ان يتغير اي منكم ايها الوحوش!"

زأر المخلوق الحجري اثناء النظر الى بيرسيل واندفع نحوه بسرعه تكاد تصل الى سرعه الضوء.

"انت تدعوني بالشيطان لكنك تعلم ان هذا مجرد نفاق من جانبك!"

تحدث بيرسيل بنبرة لم يتحدث بها منذ فتره طويله و توهجت عينه بضوء ابيض غريب.

"انا بيرسيل الملقب ب الشيطان الابيض ادعوك الى قتال! من يفوز يملك الحق في امتلاك معدن ال هايبريون!"

<انفجار>

شعر بيرسيل بخطر شديد قادم من الاسفل فجأة ولم يستطع الا ان يتراجع على عجل.

افعى رماديه فاق طولها ال100 متر انطلقت بسرعه الضوء نحو بيرسيل وكادت ان تخلع عنقه بضربه خفيفه ان لم يتراجع بسرعه.

"ما الذي يجعلك واثقًا بما يكفي للمجيء وتحدي اثنين من حرسه العالم السفلي؟"

نظر بيرسيل الى المخلوقين الذي فاقوه قوة باضعاف ولم يتغير التعبير العازم على وجهة.

"سوف اكرر هذا مرةً اخرى"

اشتعلت عيني بيرسيل حرفيًا من شدة الضغط ولم يستطع المخلوقين امامه الا ان ينصتوا احترامًا له.

"انا بيرسيل الملقب بالشيطان الابيض، اتحدى كل من ستون فانغ و و ابادون جالب الليل في قتال حتى الموت، المنتصر يملك الحق في امتلاك الهايبريون!"

تغيرت النظرات على وجه حراس العالم السفلي ولم يسعهم الا ان ينظروا الى بيرسيل كما لو انه مجنون.

"انا ابادون اقبل تحديك!"

"انا ستون فانغ! اقبل تحديك!"

اندفع المخلوقين فجأة بسرعه مخيفة واحاطوا ب بيرسيل في اقل من لحظه.

"مصيرك الوحيد هو الموت!"

....

.....

.......

على بعد مسافه لا نهائية من العالم السفلي...

فتحت امرأة غريبه كلتا عيناها في نفس اللحظه ونظرت الى الاعلى بشعور غريب.

"الم يعود بعد؟"

خرجت انفاس سامه من فم روز اثناء حديثها وانتشر السم القادر على قتل ملايين البشر في منزلها.

حتى بعد فترة تقدر بنصف سنه ، لا يوجد اي تلميح على عودة بيلين، لقد خرج الكسيس بحاله مثاليه بعد ثلاث دقائق فقط لكن بيلين اختفى بشكل غريب.

لم يتعجب اي احد في البداية، لا عجب في امتلاك سيد تشكيلات مثل بيلين بعض الفضول في تفحص الدمى الغريبه في داخل الفضاء الغريب لكن مرور كل هذه المده غير منطقي.

"باجوس"

امسكت روز بهاتفها بعد استيقاظها بربع ساعه فقط واتصلت ب باجوس دون ادنى تردد.

"هل انت مستعد؟"

شعرت روز ببروده غريبة عندما تحدثت مع باجوس حتى عبر الهاتف، موهبة هذا الشخص وصلت الى آفاق عاليه بالتأكيد...

"نعم، سوف نلتقي عند مدخل المجلس ولن اكون لوحدي"

تفاجئت روز عندما سمعت الجزء الاخير ولم يسعها الا ان تسأل بسرعه.

"من؟!"

مرت عدة ثواني دون الحصول على اجابة سوى صوت تصفير الهاتف المستمر.

"على اغلق المكالمه؟"

اشتدت يد روز فجأة وكادت ان تحطم هاتفها الحديث عن طريق الخطأ.

"اتمنى ان تسير الامور على ما يرام..."

تنهدت روز وخرجت من منزلها بنظره واضحه من القلق.

"اتمنى انه ليس في مشكلة يصعب حلها..."

وقفت روز على الرصيف لمده تقل عن نصف دقيقه قبل ان تظهر سيارة سوداء خاصة.

"اذهب الى المجلس"

اختارت روز موقعًا ولم تنظر الى وجه السائق حتى، لا تزال متعبه من كل التفكير العميق الذي قامت به سابقًا واغفلت عن حذرها كثيرًا...

...

....

"لقد مرت ساعه كامله منذ الموعد المحدد"

نظر لوقا الى الساعه ولم يستطع الا ان يشعر ببعض الغرابه.

"لم تتاخر على المواعيد من قبل"

اغلق لوقا عينه بعد القليل من الوقت وانتشرت طاقة الفضاء في كل مكان.

بعد عشر دقائق تغير تعبير لوقا بمقدار 180 درجه.

"تعال بسرعه!"

2023/03/20 · 207 مشاهدة · 1280 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024