في غرفة ذات اثاث و طابع فخم جلس شاب ذو تعبير مفكر على طاولة قرب النافذة يدخل منها القليل من الضوء و الذي يبدو انه يبرز ملامح الشاب.

بشرة فاتحة و شعر ابيض طويل يصل الى خصره و عيون متغايرة العين اليمنى ذات لون فضي و العين اليسرى ذات لون احمر فاتح و محاطة بوشم احمر و ملامح وجه رقيقة.

يرتدي قميص اسود ذو حواف ذهبية داخلي و بدلة بيضاء تحتوي على صوف ابيض عند الرقبة و الاكمام و بنطال اسود و قفاز جلدي ابيض في اليد اليمنى و قفاز جلدي اسود مزود باصابع سوداء على شكل مخلب في يده اليسرى.

كل هذا مجتمع مع بعض اعطاه مظهراً نبيلاً و غامضاً و قاتلاً للنساء لكن رغم كل هذا كان حاجبا الشاب مقطبتين كما لو كان منزعجاً من شيء ما.

هاه ، من الصعب التفكير سوف ابلغ الخامسة عشرة هذا العام و سوف احصل على كتاب الغريموار ، تنهد الشاب قبل ان يتكلم بصوت هادئ يحمل بعض الشك.

لماذا علي ان القى هذا المصاعب في هذه الحياة ، سوف يكون حلم الكثير من الناس الانتقال الى عالم الانمي لكن هذه لعنة فقط بالنسبة لي ، قال الكلمات بلمحة من الشفقة

لم يكن من هذا العالم او بالادق لم تكن روحه من هذا العالم كان مجرد شخص عادي في حياته السابقة على الارض بالكاد كان يتحمل مشاق الحياة كل يوم ، و رغم كل هذا كان عليه الاعتناء بوالدته المريضة في المشفى.

لقد مات والده في حادث سير عندما كان في التاسعة عشرة من عمره و دخلت امه في غيبوبة جراء الخبر ، كانت الحياة تنقلب عليه كما لو كانت تحاول ان تفقده الامل بشتى الطرق.

و رغم كل هذا قاوم الامر و اخذ على عاتقه مسؤولية الاعتناء بأمه ، كان من حسن حظه ان والده قد ترك له الكثير من المال ليكمل به دراسته الجامعية.

بالطبع لم يكن كافي للاعتناء بمصاريف المشفى لعلاج والدته لهذا اضطر الى العمل في العديد من الاعمال الحانبية مع الدراسة أيضاً.

كانت الامور صعبة لكنه كان يتدبر امره بطريقة ما ، كما لو ان الامر لم يكن كافياً ، اتصل به المشفى ليبلغه عن وفاة والدته ، كان الخبر محطماً بالنسبة له حيث لم يبقى سواه في هذا العالم دون اي عائلة وحيداً.

كان قد فقد شغفه بالحياة ، بمرور الوقت و بدأ يفعل العديد من الامور للهروب من الحياة مثل مشاهدة الافلام و المسلسلات لكن اكثر ما احبه حقاً هو مشاهدة الانمي و قراءة المانجا و الروايات.

في وقت لاحق عندما قرر المحاولة مجدداً بالاختلاط بالحياة بنصيحة من أحد الاصدقاء ، كما لو ان الحياة تسخر منه حتى النهاية كان عليه ان يموت بحادث سير تماماً مثل ابيه.

لكن لحسن حظه او سوءه انتقل الى عالم بلاك كلوفر الذي بالكاد اكمل منه الحلقة الخامسة لم يكن يعرف الا الشخصيات الرئيسية و بعض الخلفية عن العالم.

ولد من جديد لأسرة نبيلة او هذا ما كان يظنه حتى حتى بلغ الثالثة عشرة من العمر ، قبل وفاة والدته لتخبره غن كل شيء قبل ان تقضي عليها اللعنة.

لم يكن يمانع كثيراً بموتها لانه لم يستطع تقبل ان يفكر كخشص اخر كامه لكن من الصعب ان نقول ان الامر لم يؤثر فيه.

اخبرته بكل شيء عن اصله و اللعنة التي تسري في دماء العائلة و الحمل الذي يمثله اصله و الاشياء التي يجب ان يسعى اليها.

قبل عصر امبراطور السحر الاول بفترة طويلة كانت مملكة كلوفر تمتلك ثلاث بيوت ملكية ساعدوا في بناء المملكة بيت سيلفا المسؤولون عن العلاقات الدبلوماسية و بيت فيرمليون المسؤولون عن تنظيم المملكة و أخيراً بيت ديوفالي المسؤولون عن حماية المملكة من جميع المخاطر.

و هذه كانت عائلته ، كانت الامور لتبقى مشرقة لولا الشيء الذي تلته بعدها.

و لكن بسبب قوتهم المتزايدة و سحرهم الفريد تم التآمر عليهم من قبل بقية البيوت و العديد من العائلات النبيلة ، الذين استغلوا ضعف العائلة اثناء حماية المملكة للقضاء عليهم جميعاً ، او هذا ما كانوا يظنون

نجت زوجة رئيس العائلة الحامل بطفل عن طريق مساعدة احدى البيوت النبيلة التابعة لهم لكنها لم تعش طويلاً بعد الولادة بسبب اللعنة التي تنص على ان شخص واحد من العائلة يجب ان يبقى حياً.

لهذا كانوا ينتظرون طفل النبوءة الذي سيرث كتاب مؤسس العائلة الاول الذي سيعيد مجد العائلة الساقطة.

حيث تم تناقل اللعنة من جيل الى جيل الى ان وصلت اليه الان.

لم تكن والدته احد افراد ديوفالي بل كانت اخر فرد من عائلة بارتسولد و هي العائلة النبيلة التابعة لعائلته حيث ان والده قد مات بعد ولادته مباشرة و الذي كان اخر فرد من عائلة ديوفالي.

و بعدها ماتت والدته من جراء اللعنة ، لم تكن احد افراد العائلة لكن لانها ولدته كان عليها ان تتحمل تاثير اللعنة.

في العادة كان سيتجاهل كل هذا لكن بالتفكير بأن عائلته الجديدة قد بذلت كل ما تستطيع فقط من اجل ان يعيش في هذه الحياة ، لم يستطع تجاهل الامر بعد كل شيء.

دفن والدته جنب قبر والده حسب طلبها قبل ان تموت ، لم يستطع سوى تذكر تلك الدموع التي كانت تنزل من عيونها الزرقاء و النشيج الذي كانت تحاول كبحه و هي تحتضنه كما لو كانت تودعه للمرة الاخيرة و تحاول ان تقول انها اسفة.

في ذلك اليوم كان قد بكى للمرة الاولى في حياته الثانية ، في ذلك اليوم كان قد اقسم على استعادة مجد عائلته الجديدة مهما كان الثمن.

و منذ ذلك اليوم ظهر رئيس عائلة ديوفالي الملكية

او بالاصح رئيس عائلة بارتسولد النبيلة الساقطة ، البالغ من العمر 13 عشر عاماً اوريون بارتسولد.

بالعودة الى الواقع كان الان يتسائل عما اذا كان هو فتى النبوة الذي سيوقف اللعنة ام مجرد احد الشخصيات المنسية في هذه العائلة.

ليس من المهم التفكير الان كل ما علي هو مواجهة الامر عندما يحين ، لست ذلك الشخص الذي يستسلم قبل معرفة النتائج.

الان علي التحضير للامور الجانبية و الاهتمام بالمشاكل المالية في العائلة و التحضير لكل شيء مسبقاً ، قال اوريون قبل ان يسمع صوت دق الباب.

سيدي انا ألدير اطلب الاذن بالدخول ، سمع صوت رئيس الخدم من الجانب الاخر من الباب

تفضل بالدخول ألدير ، قال اوريون و هو يقوم بتعديل تعابير وجهة الى ابتسامة لم تكن ابتسامة و هو التعبير الذي اعتاد الناس على رؤيته بعد موت السيدة السابقة الذي بدا انه لا يفارق وجهة من تلك الليلة.

دخل ألدير قبل ان يقوم بانحناء قياسي قبل ان يحصل على الاذن برفع راسه و البدأ في الكلام ، سيدي هناك العديد من التجار المرتبطين بالعائلة الذين يريدون مقابلتك.

حسنا قد الطريق يا الدير يبدو انه علي التعامل مع بعض الخنازير السمينة اليوم ، قال اوريون و يضحك قبل الوقوف.

حاضر يا سيدي ، قال ألدير قبل ان ينحني و يقود الطريق و هو يفكر برئيس العائلة و هو يتذكر كيف كان.

لك يكن ألدير يعرف بأصل العائلة او شيء من هذا كل ما في الأمر انه كان مجرد يتيم كان قد اعتني به رئيس عائلة بارتسولد السابق او جد اوريون بالاحرى ، لم يكن يحمل سوى الولاء للعائلة.

كان قد وعد السيدة السابقة انه سيساعد اوريون على ان يصبح رئيس جيداً ، لكن يبدو ان لم يكن هناك حاجة اليه بعد كل شيء

حيث ان السيد الشاب قد اظهر معرفة غير مسبوقة في التجارة و السياسة و العلاقات ، يبدو بأن الوقت الذي كان يقضيه في غرفة الدراسة لم يذهب سدى.

كان اكثر شخص يفهم سيده الشاب عكس بقية الخدم الذين كانوا يظنونه شخص عديم القلب لانه لم يذرف دمعة واحدة على موت السيدة السابقة ، لكنه كان قد رآه في ذلك اليوم يركع بجوار القبر و يذرف الدموع لاول مرة بدون تلك الابتسامة و بدون اي اقنعة

في ذلك اليوم كان قد فهم سيده الشاب اكثر من اي شخص اخر ، حيث انه كان يرتدي قناعاً لانه كان يجب عليه ذلك و ليس لانه اراد ذلك ، في تلك اللحظة كان قد اقسم على خدمته طوال حياته.

وصل رئيس عائلة بارتسولد ، قال ألدير و هو يفتح الباب لسيده

وقف كل الاشخاص الذين كانوا في الغرفة دون اي استثناء لم يكن هناك اي شخص يقلل من شأن اوريون بارتسولد بأي حال

كان هناك احد التجار الذي حاول استغلال عمر اوريون في ذلك الوقت ليحصل على فوائد حيث انه كان قد اختفى دون اي اثر ، في ذلك اليوم عرف الجميع ان الاسد الجريح ما يزال أسداً بعد كل شيء

تفضلوا بالجلوس ، قال اوريون بعد الجلوس على كرسي رئيس العائلة بتلك الابتسامة المعتادة.

بعد ان هدأ الجو بدأ احد التجار في الكلام الذي البدا انه رئيسهم.

سيدي اذا سمحت اي هناك العديد من المشاكل بتجارة الحبوب و اللحوم و مشاكل في تخزين الموارد ، بدأ التاجر في سرد العديد من المشاكل الحقيقية و خلط العديد من المشاكل المصطنعة

لهذا يا سيدي نحن نطلب منك بكل تواضع ان تقلل من الدفعة الخاصة بهذا الشهر ، قال التجار و هو ينحني و ينظر إلى اوريون الذي بدا بنفس الابتسامة بدون اي تغير.

في هذه اللحظة علم التجار ان جميع الامور قد ذهبت هباءاً ما دامت تلك الابتسامة لم تسقط ، و كما لو كانت مخاوفهم تتحقق

هل هذا كل شيء ، قال اوريون و هو ينظر الى عيون جميع من في القاعة كما لو كان يريد ان يرى اذا كانت هناك المزيد من الألعاب

نعم هذا كل شيء يا سيدي قال التاجر بنبرة خاضعة.

حسناً ليس هناك اي مشكلة اذا ألدير قدم لهم الاوراق ، و تفضل بالجلوس يا جونسون ، قال اوريون و هو يحتسي القليل من الشاي و يوجه الكلام الى التاجر.

بعد ان قرأوا الاوراق التي كانت بالفعل تحل جميع المشاكل الذين طرحوها كانوا قد فقدوا الامل بالفعل ، تكلم اوريون

و لكن رغم ان كل المشاكل محلولة سوف اقوم بخفض الدفعة قليلاً لأي طارئ ، قال اوريون و هو ينظر اليهم بجدية قبل اكمال حديثه.

نحن عائلة بارتسولد لا نخذل الاشخاص الذين يتبعوننا و يثقون بنا هذا هو شعار عائلة بارتسولد الان يمكنكم الانصراف ، قال اوريون و هو ينهي حديثه

نعم شكراً لك يا رئيس العائلة قال التجار قبل الانحناء و المغادرة بوجوه مرتاحة.

لماذا فعلت ذلك يا سيدي هذا الخادم لا يفهم لم تكن هناك مشاكل كنت قد اهتممت بها جميعاً ، قال ألدير و هو ينحني بحثاً عن اجابة

لماذا ، قال اوريون قبل ان يمشي الى خلف ألدير و هو يكمل كلامه

ألدير الامر لا يتعلق بالفوز فقط بل بالمسؤولية على عائلة بارتسولد ان تضل متحدة طوال الوقت

وليس كما لو كانوا يريدون خيانتنا هم يبحثون عن القليل من الفائدة فقط لكنهم تابعون مخلصون ، قال اوريون و هو يخرج ليترك ألدير وحده

انا افهم يا سيدي قال ألدير و هو ما يزال ينحني

(نهاية الفصل)

2025/06/10 · 38 مشاهدة · 1676 كلمة
Azazel
نادي الروايات - 2025