المعركة المنتظرة .. بين أقوى ما لدى الأرض لتقدمه و شيطان الرتبة العاشرة .. قد انتهت

..

و يا لها من نهاية لم تخطر ببال أحد .

..

هي بدت وكأنها مجرد وهم، معركة لم تحدث قط ... فلا أحد يعلم ما واجهه فراي ستارلايت، و أي خصم ذاك هو الذي جابهه لكن السماء ستظل دوماً خير برهان على ما حدث تلك الليلة

..

..

فالقمر الذي ظل ثابتاً آلاف السنين قد تغير و تم قطع جزء كبير منه بواسطة .

Nameless judgement

نهائية كانت أعظم ما أطلقه سيف فراي ستارلايت على الإطلاق.

شظايا الدمار تفرقت من حول القمر، و أنصافه المقطوعة بقيت بالقرب من بعضهما البعض

لكن الجميع يعلم، إنها لن تتصل ثانيةً قط

..

و بالمثل، كوكب الأرض لن يعود كما كان بعد الآن من بعد هذه المعركة

هناك بقارة الألتراس، الغيوم بدأت تتشكل من جديد بعدما بددتها ضربات فراي و زيبار ..

لكن الآن وبعدما انتهى القتال، كانت مسألة وقت فقط قبل أن تهطل الأمطار مرة أخرى بغزارة أكبر من السابق حتى .

..

هناك بحفرة نيزك عملاقة تجاوز حجمها العاصمة بلغراد بأكملها .. استلقى فراي ستارلايت مغماً عليه بعدما أخرج كل شيء، و عانى الأمرين مرة أخرى سيف الدارك سيستر سقط بجانبه، أما باليريون ..

فذلك السيف الأسود العظيم فقد شكله هو الآخر و أصبح الآن متصلاً بيد فراي على شكل قفاز مدرع أسود يد شيطانية مرعبة بدت وكأنها تنتمي لمخلوق قديم و غامض هناك بحاشية الحفرة، ظهرت امرأة من العدم ..

بينما تساقطت الأمطار فوق قبعتها الأنيقة لقد هزم زيبار ...

..

قالت بياتريس، بوجه خالي من التعابير .

"رغم أن تلك لم تكن سوى نصف قوة الشيطان العظيم ذو الرتبة العاشرة، إلا أن هذا لا يغير من حقيقة .. أنه هزم ."

ما حدث تجاوز توقعات الساحرة بأشواط و يمكن القول أنها لم تعد تستطيع توقع الأحداث بعد الآن، فهي لم تظن قط أن زيبار سيخالف أوامر ويسكر، و يشارك بالحرب بنفسه .

بمجرد فعله لذلك، بياتريس ظنت أن فراي و من معه سيهلكون لا محالة، و لن ينجو إلا في حال تدخل أياً كانت القوى التي تدعمهم من الظلال

..

لكن الواقع خالف توقعاتها بشكل كامل و على نهاية المعركة ، هي شهدت بأم أعينها ظهوراً لكيان ظنت أنه مات منذ أمد بعيد ."

"لقد رأيت فراي ستارلايت يرتدي القناع دوماً، ما جعلني أظن أنه نسخة مقلدة من الحقيقي ..

نسحة لا تستحق النظر حتى ، لكنني كنت مخطئة مرة أخرى . تلك القوة ."

..

ذلك الضغط، و الهالة المروعة التي شعرت بها.

..

بياتريس لم تنل الفرصة قط للوقوف أمام نايملس الحقيقي بالماضي، فأمثالها سيموتون بمجرد الاقتراب منه نظراً لفرق القوى المهول بينهم لكنها استطاعت رغم ذلك التأكيد ..

أن فراي ستارلايت و لو للحظات قليلة، قد أصبح النايملس بكل تأكيد .

"لهذا ويسكر مهووس به و لهذا، أظهر الملك اهتماماً بهذه الأرض رغم خموله و فقدانه الاهتمام بكل شيء آخر ...

قالت بياتريس بصوت عميق بينما رفعت رأسها ناحية القمر الذي شقه سيف فراي في السماء.

في تلك اللحظات العابرة، تذكرت بياتريس ما قاله لها ويسكر ذات مرة

..

فهي لطالما تساءلت لماذا لا يقتل شيطان الرتبة الرابعة الأعلى فراي فحسب و الإجابة، كانت أنه لا يريد قتله أساساً ..

بل أراده حياً ،و السبب بات واضحاً أخيراً .

..

"بعد" المعركة النهائية، بين ملك الشياطين أغاروث، و المحارب الغامض نايملس ، انتهى الأمر بهزيمة هذا الأخير و انتصار الملك .. "

..

لكن نايملس بلحظاته الأخيرة قام بشيء ما شيء نبع من قدرة تلاعبت بالحياة والموت و اخترقت كل قوانينه ...

بهذا الصدد، نايملس كان أعلى من أغاروث بمراحل ."

مستغلاً قدرته العجيبة تلك، هو استطاع استحضار ظاهرة عجيبة لم يفهمها ولا أي مخلوق رغم أنه خسر ..

إلا أن كياناً عجيباً قد على نهاية المعركة، بينما تم تقييد روح أغاروث بسلاسل مظلمة شديدة القوة و نظراً لتكبد أغاروث الكثير من الضرر نتيجة قتال نايملس ..

هو لم يستطع صد تلك التقنية العجيبة نايملس كان يستطيع التلاعب بالأرواح أفضل من أي شخص آخر ..

..

أفضل من ماسكيث حتى ."

..

هو كان يعلم أنه سيخسر المعركة ضد أغاروث بعدما تقاتل الاثنان عدة مرات من قبلها، لذلك جاء بتلك الخطة المجنونة .

هو يستطيع التلاعب بالأرواح و وضعها بأوعية و هذا ما حاول القيام به مع أغاروث لكن قوة ملك الشياطين كانت طاغية جداً، و لم يكن هنالك من وعاء يمكنه حبس ذلك الشيطان .

..

لهذا السبب .. جعل نايملس من هيلموند ، كوكب الشياطين وعالمهم بأكمله وعاءاً لأغاروث .

و سجناً له سجن حبسه لسنين طويلة جداً، تاركاً إياه بذلك المكان و منقذاً بقية العالم من أهواله لوقت طويل تلك المعركة كانت البداية لما يعرف فيما بعد بعزلة الملك

..

قلائل الذين علموا بما حدث، فلحد الساعة .. لا يزال الكثيرون يجهلون سبب عزلة أغاروث لكن الأمر لم يأت من فراغ ..

فخصمه الأخيرة و الأزلي كان السبب المباشر بذلك أغاروث ملك الشياطين، الكيان الذي احتل العالم أجمع و خاض المعركة تلوا الأخرى دون توقف .

..

و قهر كل جبابرة العالم و وضع نفسه على القمة، قد أصبح حبيس الأرض التي بدأ منها تلك كانت ضربة قوية، لدرجة أن المقعد الأول كريمزون من غضبه قد تسبب بكوارث وقتها لكن وعلى عكس المتوقع، أغاروث لم ينزعج قط ..

بل تقبل الأمر ببساطة جاعلاً كل الشياطين القريبين منه يصابون بالحيرة

..

هو لم يحاول محاربة الختم حتى، و بقي بهيلموند طواعية لسنين طويلة ملتزماً الهدوء و منسحباً من ساحة المعركة نهائياً برؤية حال ملك الشياطين، كانت ردود أتباعه متباينة .

المقعد الأول، كريمزون القمر الأحمر قد رمى رمحه و انعزل هو الآخر بهيلموند باقياً بذلك بجانب ملكه كحارس للقمة التي قطن بها أغاروث كريمزون كان شديد القوة، وكثيرون كانوا يشبهونه باغاروث نفسه

..

لكن حتى هو قد رمى سلاحه من بعد المعركة الأخيرة بين ملكه و نايملس باقي المقاعد العليا قد كانت لهم آراء متباينة .

فالمقعد الثاني آغاريس و الثالث فاين قد تصرفا بناءاً على أهوائهما غير آبهين ببني جنسهما و هذا ما جعل الشياطين و المقاعد العليا تنقسم فيما بينها بين الشيطانين القوى من بعدهما ..

الرتبة الرابعة ويسكر و الخامسة مارفاس .

..

كما اتبع عدد لا بأس به دوقية الجحيم الذين يعتبرون وحوشاً تضاهي قوتهم المقاعد العشر العليا من بينهم، كان غايل، The Father of the abyss الأقوى على الإطلاق بقمة الغضب من موقف أغاروث لدرجة اجتياحه برج النهاية

..

المكان الذي يقطن به ملك الشياطين

هو اخترق البرج، و بلغ قمته .. لكنه اصطدم بكريمزون وقتها و تقاتل الاثنان بضراوة بمعركة مدوية انتهت بانسحاب غايل بعدما لم يستطع هزيمة المقعد الأول مهما حاول .

..

و هكذا .. أصبحت دوقية الجحيم تتحرك بمفردها منذ ذلك الوقت، و انقسمت المقاعد العليا أيضاً ما جعل الشياطين تتراجع كثيراً و كانت تلك هي النهاية ..

لعصر الدمار .. العصر الشيطاني الذي جعل العالم أجمع يعيش في رعب لا متناهي

..

الشياطين واصلت غزو الأجناس الأخرى، فهم مضطرون لفعل ذلك بما أنهم يعيشون على قوة الحياة نفسها ..

لكن وتيرتهم أصبحت أبطأ بكثير، و قوتهم تراجعت أيضاً نظراً لغياب الملك و المقعد الأول .

و هكذا، استطاعت الأجناس التنفس أخيراً ، و العيش بسلام لوقت طويل بعيداً عن معمعة الحروب الكبرى و القتال بلا نهاية من أجل أرواحهم ..

ضد وحش يبتلع كل شيء ،الشياطين سقطت كثيراً .. كل هذا بسبب شخص واحد .

..

"نايملس .."

ذلك المقاتل المقنع و رغم موته و خسارته ..

هو ترك سلاسله ملتفة حول رقابهم، و كأنها لعنة أبدية .

الكثير من الشياطين العليا قد آمنت أن هذا سيكون الوضع لوقت أطول بكثير ..

و لكن، و منذ بضع سنين ..

"ختم نايملس، و سلاسله من حول أغاروث قد أصبحت للمرة الأولى .. أضعف "

أضعف بقليل .. نقص بسيط و طفيف لم يغير أي شيء .

لكن استطاع أعتى و أقوى الشياطين ملاحظته على الفور .. مدركين أن هناك شيئاً ما يحدث ..

الأمر ظل غامضاً، لكنه تزامن مع شيء معين .

"ظهور فراي ستارلايت ."

لم يكن هنالك من دليل على الأمر، لكن عين الملك رأت شيئاً ما، و هذا ما جعل ويسكر يأتي للأرض على الفور .

..

و بعد القتال المدمر الذي خاضه ضد المهندس و آبراهام ستارلايت ..

بقي ويسكر بالأرض طوال الوقت، و ينشر خيوطه و ينفث سمومه .

بقي مختبئاً بالظلال، و بهدوء يراقب من بعيد ..

لسنين، هو راقب .. و بتلك السنين البسيطة، شيطان الرتبة الرابعة الأعلى قد اكتشف شيئاً محورياً .

شيء سيغير كل شيء ..

و الآن بعدما رأت بياتريس الحقيقة بأم أعينها، هي أيقنت أن فراي ستارلايت هو النايملس بحد ذاته .. أو بالأحرى .

نايملس موجود بداخله .

"كل شيء أصبح منطقياً الآن"

كل النقاط اتصلت، و باتت الحقيقة بينة .

الحقيقة التي اكتشفها ويسكر كانت بسيطة، لكن حاسمة .

قوة الختم الذي احتجز أغاروث كانت تتناقص شيئاً فشيئاً، و كلما حدث ذلك ..

كان الأمر يتزامن مع زيادة قوة فراي ستارلايت، و اتقانه لجوانب مختلفة من نفسه ..

"ذلك الختم الهائل يعتبر قوة نايملس بحد ذاتها، و كلما زادت قوة فراي ستارلايت .. كلما نقصت قوة الختم بالمقابل ."

بدا و كأن قوته تعود إليه، لذلك و إذا أصبح فراي ستارلايت هو نايملس بالكامل .

و عاد ذلك المقاتل المقنع مرة أخرى بكامل قوته فذلك سيعني شيئاً واحداً لا غير .

"الختم .. سيتحطم ."

و ملك الشياطين ..

"سيعود ."

لهذا السبب يحتاجون فراي حياً ..

لهذا السبب لم يقتله أغاروث رغم أن الملك يستطيع فعلها بسهولة من بعيد .

و ويسكر هو الآخر يعرف عن الأمر بفضل عين الملك، لذلك لم يقتل فراي ستارلايت حتى الآن، بل اكتفى بالضغط عليه مجبراً إياه على بلوغ حدوده .

زيبار من ناحية أخرى لم يكن يعرف عن الأمر، و لا بياتريس .

لكن المعركة الأخيرة قد أبانت الحقيقة لهما .

"فراي ستارلايت .. أنت هو المفتاح ."

المفتاح الذي سيفتح الباب، و أمام عصر الأهوال و الحروب ليعود ..

"لطالما كنت أنت .. المفتاح ."

مغشياً عليه وسط حفرة الدمار، بعدما خاض قتالاً مريراً و حصل على الفرصة ليرتاح أخيراً .

فراي اللاواعي لم يكن يعلم أن هذه لم تكن سوى البداية، بعدما فتح على نفسه جحيماً من نوع آخر .

و باتت الشياطين العليا تدرك الآن ماهيته، و أهميته .

"أنت لن تموت .. لن يسمح لك بالموت بعد الآن ." قالت بياتريس بينما تشكلت ابتسامة ساخرة على وجهها .

"لن تموت، لكنك ستخوض جحيماً لم ترَ مثيله من قبل يا فراي ستارلايت .. يا لك من رجل مسكين ."

إزاء ذلك الرجل، هي شعرت بالسخرية .. و مزيج من الشفقة .

هو أصبح قوياً جداً لدرجة أنها لم تعد تستطيع التعامل معه بعد الآن، و حتى الألاعيب لن تنفع ضده .

لهذا أصبح من الضروري أن يتم رفع المستوى، و يأتي أعداء آخرون يستطيعون دفع فراي للحافة .

و هذا ما كان يفعله ويسكر طوال الوقت، و بالوقت ذاته .

هذا ما قام به المهندس هو الآخر .

كلا الطرفين قاما بالشيء ذاته، لكن لغايات مختلفة تماماً .

بين هذا و ذاك، فراي ستارلايت أصبح مضطراً لتحمل كل شيء لوحده ..

ألاعيب المهندس جيرمان، و طائفة النايملس .

و ضغط الشياطين .. ضغط أن تكون مراقباً بواسطة أغاروث .

ضغط أن تزحف ظلال ويسكر من حول رقبتك ..

ضغط غير مسبوق، كله فوق أكتاف شخص واحد .

"لقد حظيت بانتصار عظيم يا فراي ستارلايت، لكن بأي ثمن ؟"

قالت بياتريس مرة أخيرة، قبل أن توجه خط بصرها نحو مكان آخر .

"يبدو أن ضيوفنا الكرام قد وصلوا أخيراً، لذلك يجب علي الذهاب ."

بشكل سحري، اختفى شكل بياتريس من المكان بينما تردد صدى كلماتها لمرة أخيرة .

"يا لك من مسكين، يا فراي ستارلايت ."

...

...

بالجانب الآخر من حفرة الدمار، وصلت جالية الإمبراطورية أخيراً .

جاء آلاف المقاتلين، بقيادة غال فاريون صندلايت و بقية رفاق فراي .

أوريل، سيلينا، سيرس، داون ..

جميعهم كانوا هناك .

لقد جاؤوا بالسرعة القصوى معولين على القتال، لكن حماسهم قد طمس بمنتصف الطريق عندما ضرب ضغط الأورا الهائل ذاك من بعيد ..

صدى لقوة عظيمة لم يفهمها أي منهم ..

ضغط من عالم آخر .. ثم من العدم .

شهدوا جميعاً ظاهرة شق القمر، و نظراً لتواجدهم بالقرب .

هم رأوا Nameless judgement ترتفع نحو السماوات بشكل واضح جداً ..

تلك القوة العظيمة، كانت تملك لمحة مألوفة..

لمحة من أورا فراي ستارلايت الذي يعرفونه جميعاً ..

كان الأمر كثيراً عليهم، لدرجة أن العديد منهم تجمد رافضاً مواصلة التقدم للأمام ..

و من قد يريد التدخل بمعركة من ذاك المستوى ؟

فكل ما ينتضرهم هناك هو الموت لا غير .

لكنهم واصلوا المضي على أي حال بعدما انقشع الضغط بالنهائية و أيقنوا جميعاً أن المعركة انتهت .

ثم بمجرد وصولهم، تجمدوا أماكنهم أمام حفرة الدمار الواسعة التي امتدت لمسافات طويلة جداً ..

حفرة بحجم بلد ..

في تلك اللحظات المعدودة، و تحت الأمطار الغزيرة التي تساقطت فوق رؤوسهم ..

بقي جنود الإمبراطورية واقفين لوقت طويل يحدقون بما تواجد أمامهم .

من بينهم، شد غال فاريون قبضته بينما صر أسنانه .

"أي معركة هي هذه .. التي قد تترك هذا القدر من الدمار؟"

بينما تردد صوت الهمس بكل مكان، و شارك الجنود حيرتهم و خوفهم ..

تقدم البعض متجرئين على دخول الحفرة ..

بينما طارت سيرس بالسماء بحثاً عن فراي .

و كلما نظرت لمخلفات المعركة من الأعلى، ازداد عبوسها مدركةً حجم الكارثة ..

"ماذا حدث هنا؟ من واجهت بالضبط يا فراي؟ أي خصم هو هذا الذي جعلك تصل هذا الحد؟"

الحفرة كانت عملاقة حقاً، لكن إيجاد فراي لم يأخذ الكثير من الوقت .

فهو كان هناك .. راقداً أرضاً بمركزها ..

كانت سيرس أول من بلغته بينما لحقها البقية..

عندما وجدته، كان فراي بحالة غريبة .

النصف العلوي من جسده كان عارياً، و ملابسه السفلية ممزقة ..

رغم أن جسده لم يكن مصاباً، إلا أنه بدا شاحباً جداً ..

سيفه الدارك سيستر كان مغروزاً داخل الأرض يصدر رنيناً مهيباً .

و يده اليسرى كانت مغطاة بقفاز أسود مشؤوم جعل ضغطه سيرس تتوتر لا إرادياً .

بدا و كأن فراي انهار فور انتهاء المعركة، و سقط مغماً عليه على صدره .. لذلك قلبت سيرس جسده ببطء .

و هذا ما كشف وجه فراي أخيراً .

كان هو نفسه الشخص الذي رأته عدة مرات بحياتها .. لكن و في نفس الوقت . بدا مختلفاً .

و كأنه من عالم آخر مختلف تماماً ..

"كل مرة أراك فيها، أجدك تبتعد أكثر و أكثر ، بالغا أماكن لا نستطيع نحن وصولها إطلاقاً ."

واضعةً رأسه فوق حضنها، كشفت سيرس ببطء على الوشوم من تحت أكمامها .. و وشوم تواجدت بكامل ذراعها .

ثم ببطء، وضعت يدها فوق صدر فراي بينما توهجت الوشوم بضوء سحري سماوي مهيب .. و تحركت أشواك عجيبة من الأورا الخالصة ملتفةً حول فراي .

هذا الأخير و لأول مرة بحياته، قد استنزف مخزون الأورا المهول الخاص به من الفئة SSS ..

كانت هذه المرة الأولى التي يجف بها البحر بالكامل بداخله .. لذلك قامت سيرس بمنحه كل ما امتلكته من قوة .

و سرعان ما جاء البقية، و سارعت أوريل لعلاجه بقوتها الذهبية و القلق بادي عليها .

لكن كل ما استطاعت فعله هي الأخرى هو منحه الأورا الخاصة بها مثل سيرس .

فجسده لم يعاني من أي إصابات تذكر ..

و ذلك يعود لحالة النايملس التي دخلها فراي مؤقتاً بذلك الوقت الوجيز .

نايملس جدد بسهولة الإصابة التي تركها عليه زيبار و كأنها لم تكن شيئاً يذكر .

"مهما حاول، و أينما ذهب ، يبدو أن مصيره هو القتال بمفرده دوماً ."

قالت أوريل و الحزن بادي عليها، بينما التزمت سيرس الصمت .

حتى عندما أظهر كل من سنو و أوريل استعدادهم لدعمه ..

بدا و كأن فراي سيجد نفسه وحيداً يٌقارع الوحوش ..

كان ذلك أمراً مؤسفاً حقاً ..

الجنود جاؤوا الواحد تلوا الآخر، و لم يجرؤ الكثير منهم على الاقتراب كثيراً ..

مدركين أن ذلك الرجل الهزيل هو من شق القمر و تسبب بمعجزة أمام أعينهم .

انتشر صمت مخيف بالمكان، بينما تباينت الأفكار حول فراي ستارلايت .

لكن سرعان ما تم كسر الصمت، عندما سحبت الساحرة سيلينا كرستالة معينة و اظلم وجهها تدريجياً .

"ما الأمر؟"

سألها داون الذي كان واقفاً بجانبها بينما استدار معظم الحاضرين ناحيتها .

في تلك اللحظة، هي أعلنت لجميع الحاضرين ..

"سنو ليونهارت .."

قائلة بنبرة ثقيلة، نقلت سيلينا الخبر لهم .

"لقد فقدنا إشارة سنو ليونهارت .."

تلك لم تكن سوى البداية ..

2025/11/04 · 210 مشاهدة · 2585 كلمة
Song
نادي الروايات - 2025