المعركة على حدود كايلد بدأت تصل نهايتها .

جيش الإمبراطورية تقدم كثيرا بشكل مرعب ، و تم اسقاط معظم المقاومة التي شنها الالتراس ضدهم ..

بمجرد فوز فراي ستارلايت ضد ٧ .. يمكن القول أن كلشيء قد حدث بسرعة الإمبراطورية كانوا مهتاجين ، و الطريقة التي تقدموا بها كانت مرعبة ..

حرب الظلمات استمرت لعدة أشهر حتى الآن ، و خلاب تلك الاشهر مات عدد مهول من شعب الإمبراطورية سواءا الذين جاءوا مع الجيش من أجل القتال ، أو اولئك الذين بقوا بالخلف بعد حرب الظلمات .. لن يعود شيء كما كان و هذا ما كان مؤكدا ..

لكن و بسبب كل ما حدث حتى الآن ، و كل تلك الخسائر التي تعرض لها الجانبين ..

يمكن القول ان الكراهية بين الجانبين قد بلغت اشدها ...

و هذا ما جعل جنود الإمبراطورية لا يظهرون أي رحمة تجاه جنود الالتراس الذين قاوموا حتى الرمق الاخير .

المعركة كانت منظمة في البداية ، لكن بمرحلة ما .. فقد القادة السيطرة عليها بالكامل ..

فكل شيء قد تحول لفوضى و بدأ المقاتلون يتسابقون من أجل قتل أكبر عدد ممكن من الالتراس القتال كان دمويا ، و فوضويا ..

اثناء الاشتباك ، تمت هزيمة غافيد ليندمان أخيرا بعدما تعرض للهجوم من قبل السير آلون و مایکار فالیریون دفعة واحدة ..

صديقه بالسلاح ميرغو من جهة أخرى قد استطاع التراجع فورا بعدما تعرض للحصار و لم يستطع مقاتلوا الإمبراطورية انهاءه ..

غافيد لیندمان قاتل بضراوة و حتى الرمق الأخير ، كان نموذجا للمقاتل الذي ادار الجميع ظهورهم له ، محارب بقي قائما حتى اللحظة الاخيرة من أجل الأرض التي ولد بها ..

استهلك عقده الشيطاني حتى آخر قطرة ، و سخر كل قدراته و مهاراته .. لكن في النهاية ، الهزيمة كانت حتمية ..

محاربوا الإمبراطورية لم ينجحوا بهزيمته فحسب ، بل استطاعوا اسره ايضا بعدما بترت يده التي تحمل السيف من قبل السير الون فاليريون الذي باغثه بهجوم شديد السرعة لم تنفع هيأة الشبح ضده ..

اسر غافيد لیندمان كان الضربة الثانية منذ سقوط V و معنويات جنود الإمبراطورية قد بلغت عنان السماء كانت كارثة حقيقية للالتراس ..

بوقت وجيز ، تمكن جنود الإمبراطورية من دفع الالتراس كثيرا ، و المعركة انتقلت بشكل مفاجئ لداخل العاصمة كايلد نفسها . "

هذا لم يكن مخططا له ، و لم يرغب قادة الإمبراطورية بجر المواطنين الذي سكنوا تلك المدينة الى القتال ..

لكن حرارة الحرب ، والحقد الدفين لجنود الإمبراطورية تجاه الالتراس قد حال دون ذلك بعدما هرب جنود الألتراس الى داخل المدينة ، سرعانما لحق بهم مقاتلوا الإمبراطورية على الفور و بدأت مجزرة مرعبة هناك ..

الدماء سفكت بشوارع كايلد ، و تم ذبح كل الالتراس الذين اعترضوا الطريق ..

من بعيد ، ايغون فاليريون القائد الاعلى ظل صامتا ...

ابتسامته المرعبة تلك لم تفارق وجهه قط هو كان القائد الاعلى ، و يستطيع ايقاف الجنود بأي وقت ..

الإمبراطورية فازت ، و هذا كان واضحا .. لم يكن هناك من حاجة لكل تلك الدماء التي سفكت لكن الامير لم يقل شيئا ، وسمح لجنود الإمبراطورية بعث الدمار والخراب داخل جدران الالتراس ..

كانت مجزرة كاملة ، الالتراس ذبحوا خارج مدينتهم ، و بداخلها ..

بداخل الشوارع ، و بداخل البيوت حتى ..

وسط كل ذلك ، تقدم سنو ليونهارت بخطوات ثقيلة ، و قد كان معظم طلاب النخبة موجودين بالقرب منه تشكيلهم هذا كان موجودا بطلب من فراي الذي اصر على وضع رفاقه بالقرب منه ..

بفضل ذلك ، جميعهم شاهدوا ما كان يحدث بوجوه اظلمت تعابيرها ..

"هذه لم تعد معركة بعد الآن ."

" قالت سيرس مونلایت بينما حدقت بمستنقع الدم الذي نشأ فوق الأرض الآن ، و لطخ احذيتها البيضاء باللون الاحمر ..

"انها مجزرة .. "

مذبحة كايلد ..

مع كل ثانية تمر .. كان العشرات يتم ذبحهم ..

بينما كان سنو و الاخرون لا يزالون يتقدمون ببطء ، مشاهدين باعينهم ما كان يحدث ..

جاء شخص مألوف فجأة من بين كل تلك الفوضى لقد كان فراي ..

هذا الأخير عاد لصفوفهم ، وبطبيعة الحال لم يكن من المرجح أن يحدث له أي شيء نظرا لمستوى قوته لكن الاعين توجهت نحو ما كان يحمله بين يديه ..

"فراي .. مالذي تفعله ؟ " سأل سنو .. بينما اشار للشخص الذي كان فراي يحمله لماذا جلبته معك ؟"

ردة فعله كانت منطقية ، فالشخص الذي جلبه فراي معه لم يكن سوى .. بطل الالتراس الذي خسر بشكل مزري و كان الآن غارقا بدمائه فراي حدق به للحظة ، قبل أن يعود لسنو ..

"لقد تعمدت ان لا اقتله بهجومي الأخير و انقذت حياته للآن . "

" و لماذا قد تفعل شيئا كهذا ؟"

..

قال سنو ، بينما بدا البقية معارضين لترك ذلك الوحش حيا .

ذلك الوحش هو الاقوى بجانب الالتراس .. يستطيع نسخ الاخرين .. إذا ما تركناه فقد يتحول لوحش اسوء بكثير . "

قالت الساحرة سيلينا .. بينما تنهد فراي .

انا على دراية بما يقدر عليه ، و لهذا السبب بالضبط قررت تجنيب حياته .. لان قوته هذه قد تكون مفيدة ذات يوم . "

قال فراي ، بينما رمی ۷ امامهم ارضا .

هناك ، ظهر V بحالة مزرية و دموية .. لكن اللافت للنظر كان خطوط الاورا البنفسجية التي زحفت داخل جسده مثل الافاعي .

"لقد نشرت الاورا الخاصة بي داخل جسده ، و اغلقت كل مسارات نقل الاورا خاصته .. هو لن يستطيع القيام بأي شيء مادمت موجودا لذلك اود ان يتم أسره الآن . "

قال فراي يقينا ، بينما استدار ناحية دايمن فاليريون اود منك تولي هذا يا دايمن . "

هذا الاخير عبس للحظة من طلب فراي المفاجئ ، لكنه فهم لما اختاره هو ..

دايمن كان من العائلة الملكية و له وزن بداخلها الحفاظ على سجين واحد لن يكون مستحيلا عليه رغم ان اسم ٧ ثقيل جدا ليطالب به ..

"لا اعلم ما تحاول القيام به بالضبط يا ستارلايت لكن لا بأس .. أترك الامر لي .. "

"أشكرك"

قال فراي شاكرا باختصار .. بينما تم سحب V من امامه فراي قرر الحفاظ على حياة بعدما رأى المدى الحقيقي للقدرة التي يحملها ذلك الشاب الذي كان بنفس عمره ..

البشر كانوا اضعف بكثير من الشياطين و فراي رأى أن موهبة عظيمة كهذه لا يجب التفريط بها و سيكون عليه الآن التفكير بطريقة لجعل ٧ مواليا له ، أو حليفا على الاقل ..

ذلك سيكون صعبا .. لكن الوقت لم يكن مناسبا لیفکر به ..

الاولوية الآن كانت للمعركة القائمة .. أو بالاحرى ، المجزرة .

كايلد سقطت ، و الإمبراطورية سيطرت على ما يقارب %90 منها بوقت قياسي من بعد سقوط V و غافید لیندمان و أثناء ذلك ، تكشفت واحدة من اكثر المجازر سوداوية منذ بداية الحرب ..

المشهد كان مريعا ، لدرجة انهم و لوهلة جنود الإمبراطورية بدوا مشابهين تماما للالتراس ، تحديدا الدم الادنى الذي عاشوا حياتهم بشكل مظلم و غير اخلاقي ..

"هذا هو معدن البشر الحقيقي. "

قال فراي ، بينما تمسك بالدارك سيستر بواسطة قبضة باليريون ..

هو حافظ على معظم قوته و لم يستنزف منها أي شيء اثناء قتال V .

لذلك يمكن القول انه كان حاليا بافضل حالاته من أجل الانقضاض على ايا كان ما سيظهر امامه .

و فراي كان شبه واثق بأن هذا ما سيحدث ..

"اكره هذه الاجواء .. نحن بالظلام تماما ."

قال سنو ، بينما تقدم الى جانب فراي ، و اقترب كلاهما ببطء من الخلف ناحية كايلد .

سنو كان يشارك فراي نفس الشعور .. مدركين أن متغيرا حاسما قد يظهر بأي لحظة ..

لكن كيف ؟ و من أين ؟

هذا ما كانوا يجهلونه ..

الالتراس تم ذبحهم ، و الحرب قد انتهت .. ظاهريا على الاقل .

اثناء المذبحة و سفك الدماء .. و كل الامور المؤسفة التي حدثت .

الجنود بدؤوا يحتفلون بالفعل .. بالفوز .

الإمبراطورية فازت على الالتراس .

الكيان الفاسد الذي بقي شوكة بحلقهم لمئات السنين قد سقط أخيرا .. و هذا كان سببا كافيا لتعم الاحتفالات .

الحرب كانت متعبة .. و قاسية .

منذ بدايتها ، فقد جانب الإمبراطورية ملايين الارواح .

معظمها كانت بسبب الكنيسة .. لكن الضغط الاكبر قد جاء من الالتراس الذين اهلكوا الجنود و خيرة المقاتلين ..

نهاية الحرب كانت مدعاة للفخر ، و الاحتفال ..

فهي قد كتبت نهاية لكفاح طويل استمر لمئات السنين .

و هكذا ... احتفل الجنود ، و هللوا منتصرين .

كل ذلك ، حدث تحت انظار الامير ايغون فاليريون الذي شغر مكانا عاليا نسبيا راقب منه مجريات الحرب بدقة .

ايغون بدا راضيا ، فكل شيء سار حسب الخطة .. و القطع جميعها قد كانت بمكانها .

و بينما كان الامير يراقب من بعيد .. نزل شعاعان من الضوء فجأة امامه .

الاول كان السير آلون ، اما الثاني فمايكار فاليريون .

الجد ، الاب ، و الابن .

جميعهم كانوا حاضرين هناك بقيادة الإمبراطورية التي حققت اليوم أحد أكبر الانتصارات .

"بوركت جهودكما ، و شكرا على ما قدمتماه من أجل الإمبراطورية "

شكر ايغون جده و والده بابتسامة ..

مايكار التزم الصمت و لم يقل الكثير بما ان عقله كان بمكان آخر تماما .

اما السير آلون ، فقد اومأ و الرضى بادي على عينيه تلك .

"لقد قمت بعمل رائع لهذا الجيش ، انت يا فتى من تستحق الشكر هنا .. لا نحن "

قال سير آلون ، بينما وضع يده على كتف ايغون..

"ما أريتني إياه كان كافيا ، أستطيع الآن الانسحاب من هذه المعمعة و انا اعلم ، ان الإمبراطورية قد حصلت على إمبراطور قادر و مؤهل ليقودها لسنين طويلة ."

محدقا بالسماء ، و الراحة بادية عليه اكمل السير آلون .

"لسنين طويلة افضل مما قمت به انا ، و افضل بكثير مما قام به مايكار. "

بذلك المكان ، و بتلك اللحظة .. مرر السير آلون اللقب رسميا لايغون .

و أصبح رسميا .. إمبراطورا لا اميرا .

كرد ، ايغون اومأ مبتسماً .

"ما قمت به للتو .. يا سير آلون فاليريون ، سيغير من تاريخ هذه الإمبراطورية الى الابد. "

قال ايغون ، بينما أبعد يد السير آلون ببطء.

"لقد قضيت سنينا طويلة ، ادرس بها البشر و اتمعن بكل صغيرة و كبيرة .. و خلال فترة دراستي هذه اكتشفت الكثير من الامور المثيرة للاهتمام "

"البشر حقا .. حقا ، مميزون ، و مختلفون ."

"البشر تحف فنية .. تستحق أن يتم قيادتها بعناية ، و من قبل شخص يفهم قيمتهم "

حديث ايغون كان غريبا نوعا ما ، و لم يفهم السير آلون ولا مايكار فاليريون ما كان يقوله بالضبط .

لكن ايغون كان معروفا لغرابته و طرقه الملتوية .. لذلك لم يكن الامر مفاجئا كثيرا ان يسمعاه يتحدث بهذه الطريقة ، على الرغم من انه لم يكن من المناسب فعلها امامهم .

فايغون لطالما اخفى وجهه الحقيقي ظاهريا على الاقل هذه كانت المرة الاولى التي يخرج فيها للعلن ، لكن لما لا ؟

فقد فازوا ، ولا بأس بفعلها اليوم على الاقل .

هذا ما فكر به سير آلون .

لكن ايغون استمر بالكلام ، و كلامه كان يصبح اغرب و اغرب مع كل كلمة يقولها .

"لقد حدث لي شيء مثير مؤخرا ، مثير للإهتمام ، و مثير للشفقة بأن واحد "

مستديرا ناحية كل من السير آلون و مايكار .. سأل ايغون سؤالا .. سؤال كان له وقع و صدى كبير .

"اخبراني ، مالذي تراه اعينكما عندما تنظران إلي ؟"

و كرد على السؤال المفاجئ ، و الغير مفهوم.

ابدى سير آلون عدم فهمه .

"مالذي تتحدث عنه بالضبط ؟"

اراد سير الون من حفيده ان يشرح ، لكن ايغون لم ينوي فعل ذلك .

"فالتجرب فحسب . "

اكد مرة أخرى ، بينما اقترب بخطوات بطيئة نحوه و وقف قريبا جدا منهم .

"مالذي ترونه ، عندما تنظرون الي ؟"

كان نفس السؤال .. لكن هذه المرة .

شعر كل من السير آلون و مايكار بثقل خلفهم .

ثقل غريب ، و وزن عجيب ..

وزن جعلهما يجيبونه .

السير آلون كان اول من تكلم .

"ارى فيك الإمبراطور القادم لهذه الارض . "

اما مايكار فاليريون ، فكان له إجابة مختلفة .

"ابن من صلبي .. لا أكثر و لا اقل . "

جاءت الإجابات من افواه الإمبراطور السابق و الذي قبله .. و كانت مختلفة جدا .

لكنها ارضت ايغون .

"مذهل .. هذا الكم من الاختلاف بين اصحاب الدم نفسه "

قال ايغون ضاحكا ، مشيرا للاختلاف الشديد بين سير آلون و ابنه مايكار .

ايغون كان يحمل قيمة كبيرة لاحدهم ، و اخرى معدومة للأخر بالمقابل .

و هذا اثبت كم كان البشر مختلفين فيما بينهم ، حتى عندما يكونون من دم واحد .

"هذا الاختلاف هو ما يجعل البشر مثيرين للإهتمام "

أومأ ايغون مرة أخرى ، موافقا على استنتاجه.

و في تلك اللحظات المعدودة التي وقف بها ثلاثتهم بالقمة .. بينما هلل الجنود من تحتهم..

شعر كل من السير آلون و مايكار بشيء غريب..

لوهلة .. أصبح صوت الهتاف ابعد و ابعد .

بينما كانت ابتسامة ايغون تتوسع شيئا فشيئا لتتحول لشيء آخر تماما .

شيء لسبب ما .. دب الرعب في قلوب الثنائي .

بخضم كل ذلك .. و كل الحرارة الناتجة عن الحرب التي جرت قبل قليل ..

جاءت اللحظة .. التي غيرت كل شيء .

نقطة التحول .. التي لن ينساها بشري ، و لن تغيب عن الاذهان و لو لثانية مستقبلا .

ايغون فاليريون ، رفع يده ببطء و بالثانية الموالية .

سمع ثلاثتهم انفجارا غريبا .

انفجار جاء بجانب مايكار ، الذي استدار ببطء محاولا معرفة ما سمعه بالضبط .

و عندما فعل ، هو لم يرى سوى الاحمر .. بينما سقط سير آلون ارضا ببطء و حفرة عملاقة قد ظهرت من العدم على صدره .

حفرة من هجوم خاطف لم يستطع لا هو ولا أبيه رؤيته .

هجوم جعل الإمبراطور الحديدي ، سير آلون فاليريون ، الذي عاش لوقت طويل جدا .. يموت على الفور دون مقدمات .

كل شيء حدث بسرعة ، و مايكار واقفا هناك مرتديا درعه .. درع الصنافير قد وقف لوقت طويل يحدق مصدوما .

امام سير آلون الميت .. كان ايغون لا يزال يرفع يده ، و نفس الابتسامة بادية عليه .

في تلك الثواني المعدودة ، زوبعة من الافكار انتابت مايكار ، غير قادر على إدراك ما حدث للتو.

في تلك اللحظة ، استدار ايغون ناحيته .

و بنظرة واحدة ، علم مايكار ان ما حدث للتو كان من صنع ذلك الشاب امامه ..

ايغون تقدم خطوة نحو مايكار ، فتراجع هذا الأخير خطوة أخرى ..

"مالامر يا أبي ؟ لماذا تبدو متفاجئا ؟" قال ايغون مقتربا .

بينما بدأ البرق يتوهج حول جسد مايكار ..

"ألم تكن تكره جدي ؟ أنت تفعل أليس كذلك ؟ فلابُد انك اردته ميتا و لو لمرة على الاقل .. فالتعترف .. يا أبي "

مع كل كلمة يقولها ايغون ، كان وقع كلماته يختلف .. و نبرته نفسها تغيرت تدريجيا .

من دون سابق انذار ، أعينه الذهبية ، قد تحولت للاحمر ..

لون احمر دب الرعب بنفس مايكار .

و لم يكن له سوى مهاجمة ابنه مرعوبا ، طاعنا رمح الصنافير نحوه باقصى قوته ناحيته .

هجوم من النار و البرق ، هجوم كاسح و مدمر .

لكنه توقف امام وجه ايغون تماما .

في تلك اللحظة ، تحول وجه مايكار الى قبر ، و اظلم تماما مدركا حجم الكارثة .

"لماذا تنظر الي هكذا ، يا أبي ؟"

قال ايغون ، بينما تشققت جبهته بشكل مرعب ، و انبثقت عين ثالثة أطلقت وهجا مرعبا ، جعل روح مايكار تكاد تخرج من جسده..

"اخبرني ، مالذي تراه بالضبط عندما تنظر الي ، يا ابي!!!"

صرخ ايغون ، و صوته ذاك لم يعد نفسه بعد الآن .. بل صوتا آخر تماما ..

صوت حلو .. و قذر بأن واحد .

انبثقت زوج من الايادي المظلمة التي امسكت برأس مايكار .. و الواقف امامه قد تضخم و تضخم الى أن بلغ طوله ما يتجاوز المترين بكثير..

امامه ، مايكار كان ضئيلا جدا .

عالقاً بين يدي الوحش ، و وجها لوجه مع ذلك الكيان القذر و المرعب .

مايكار لم يستطع فعل أي شيء .

"ابي اوه يا ابي .. النظرة على وجهك لا تقدر بثمن . "

في تلك اللحظات المعدودة ، جابت عقل مايكار العديد من الذكريات و اللقطات لماضي بعيد اخفاه دوما .

ماضي لكيان جاءه ذات يوم ، و علمه بعض الاشياء الغريبة .. و جعله يتمكن من الاحتفاظ بجثة رجل كان مهووسا به .

مايكار ادرك بتلك اللحظة ، أن ذلك الكيان كان امامه طوال الوقت بجانبه ..

لقد كان ابنه .

في تلك اللحظة ، ضحك ويسكر بصوت عالي بينما بدأت السماء من فوقه تتحول للأحمر ..

"يالها من متعة . "

تزامنا مع كلماته .. انفجر الدم من اعين و فم و انف مايكار .. و تحول كل شيء بناظره للاحمر امام تلك العين الثالثة التي حدقت بروحه ..

و بثواني معدودة .. افلت ويكسر مايكار اخيرا ، ليسقط هذا الأخير ميتا ..

واقفاً هناك بالقمة ، هو انهى للتو حياة اثنين من مقاتلي الفئة SS+ بثواني معدودة .. وسط اصوات التهليل و الاحتفالات للجنود الذين لم يكونوا يعلمون شيئاً .

لهم ، كان هو ايغون .

لكن الآن ، لم يعد ايغون بعد الآن .

بل تحول لشيء آخر تماما .

"هلا بدأنا إذا ؟"

بسط ويسكر يديه هناك بالقمة ، بهيأته المظلمة و المرعبة .. بينما رفع رأسه نحو السماء مبتسما و مرحباً .

هناك .. انقض عليه فراي ستارلايت بالدارك سيستر ، و بجانبه سنو ليونهارت بهيأته المدرعة ، The Anointed war State ..

كلاهما انقضا عليه و نظرة مرعبة تعلوا كلاهما ..

بعدما اكتشفا حقيقة هزت كيانهما .

فعدوهما ، كان خلفهما طوال الوقت .

في تلك اللحظة بالذات .. بدأت المعركة الحقيقية أخيرا ، و كتب لحرب الظلمات ان تدخل فصلاً أكثر ظلمة بكثير .. أكثر من أي وقت مضى .

2025/11/05 · 206 مشاهدة · 2827 كلمة
Song
نادي الروايات - 2025