بالمعركة الأخيرة بكايلد .. بلغت المعركة نقطة حرجة، وتحولت من حرب بين الإمبراطورية والالتراس، الى صراع مرير بين البشر والشياطين.

بعدما خسر كل من فراي و سنو، بدا وكأن الأمل قد غاب نهائيا الآن، لكن وصول أدير وازن الكفة مرة أخرى بشكل مذهل ..

رقم 4 داخل طائفة نايملس، ضد رقم 4 بين الشياطين العليا .. هذه المعركة التي كانت على وشك الحدوث الآن لم تكن الأولى من نوعها، فعلى ما يبدو الاثنان كانا على معرفة ببعضهما البعض مسبقا ..

بينما لم يتواجد أحد داخل المجال المظلم سواهما، تمكن أدير من محاصرة ويسكر و إعطاء الآخرين في الخارج بعد الوقت لتنفس الصعداء ..

لكنه الآن بات مجبرا على قتال الرتبة الرابعة العليا وجها لوجه بعد كل تلك السنين .

"أدير من طائفة نايملس هاه ؟ لاكون صادقا .. لقد حسبتك ميتا لكنك إختبأت جيدا كل هذا الوقت ."

قال ويسكر، بينما بدأ جسده يصدر ضغطا مذهلا من الأورا المظلمة ..

"إرادة أولئك الذين اندثروا بغياهب التاريخ لم تختفي قط يا ويسكر، بل ستعود لتطاردك عندما يحين الوقت "

رد ادير صاحب الأذرع الطويلة، بينما اطلق جسده وهجا ازرق قاتما هو الآخر كرد على ويسكر وذلك الوقت، قد حان ..

"هاها .. يالها من كلمات كبيرة منك يا تابع نايملس، لربما تحسب نفسك قادرا على خداعي، لكنني أستطيع رؤية الحقيقة بوضوح حتى بدون الحاجة لعين الملك "

رفع ويسكر يده، فإذا بسماء الفراغ المظلم تتوهج بالأحمر بينما تشكل عدد مهول من الأجرام السماوية شديدة الاحمرار ..

انتم يا اتباع نايملس لستم سوى أوعية فارغة ضائعة بدون سيدها .. وجودكم بأكمله قائم حول نايملس وبغيابه ... انتم ستموتون ببطء الواحد تلو الآخر ...

ضحك ويسكر، بينما سخر.

"أليس لهذا السبب مات كل أتباعه ما عدا أولئك الأشد قوة ؟ و حتى أنتم تعانون الأمرين الآن للبقاء .. هذا ما اكتشفته بشكل واضح منذ قتالي الأخير ضد جيرمان ..

فلو كان بعزه لما استطعت قتاله من الأساس .. لكن الآن ؟ هو ليس سوى شبح لما كان عليه ذات يوم "

قال الشيطان، قبل أن يشير لأدير .

وما أنت باستثناء يا رقم 4 بطائفة نايملس .. يمكنك ادعاء القوة كما تشاء لكنك ستموت اليوم ..

تزامنا مع كلمات ويسكر هذه، توهجت الأجرام السماوية استعدادا لقصف رجل واحد ..

من جهة أخرى، لم يبقى ادير مكتوف اليدين.

"سنرى بشأن ذلك "

تزامنا مع كلامه، انفجرت الأرض من تحت أقدام ادير بينما تشكل عدد مهول مماثل من الأجرام السماوية زرقاء اللون ..

بين آلاف الأجرام الحمراء بالأعلى، ومثيلتها الزرقاء بالأسفل ..

كانت معركة مروعة على وشك الاندلاع وهو ما كان عندما أطلق الاثنان العنان لترسانتهما الكاملة ..

قذائف الأورا مزقت الفراغ، سواءا من الأعلى أو الأسفل واصطدمت ببعضها البعض بعنف شديد بمشهد مذهل لن يستوعبه بشري ..

قذائف الأورا كانت مثل الأمطار، والصراع مزق الفراغ وفجر المجال المظلم بضغط مهول ..

الاثنان قصفا بعضهما البعض بدون توقف مظهرين تلاعبا مطلقا بالأورا ...

كلاهما كانا متلاعبين بالموجات، وهذا هو اختصاصهما ما جعل المعركة مبهرجة بامتياز..

في البداية، كان الاثنان متعادلين تماما من حيث القوة النارية .. بحيث أنهما امتلكا سيطرة على نفس العدد تقريبا من الأجرام السماوية ..

من حين لآخر، كانت بعض القذائف تمر وتكاد تصيب كليهما ..

مرة تمر بجانب رأس أدير، وتارة أخرى تمر بجانب ويسكر الذي حلق بالسماء ..

مخزون الأورا لدى الاثنين كان مهولا، واستطاعا الاستمرار لوقت طويل جدا ....

لكن كليهما كانا يعرفان أن هذه ما هي سوى البداية ..

ويسكر لم يكن يقاتل بقوته الكاملة ضد فراي وسنو، لذلك يمكن القول أنه لا يزال بأفضل حالاته حاليا ..

العلامة الوحيدة الفارقة كانت حقيقة أنه لم يكن قادرا على استخدام أقوى أسلحة عين الملك بعد الآن بهذه المعركة ...

فقدانه لأقوى أسلحته كان ضربة موجعة له، لكن ذلك لم يغير من حقيقة أن ويسكر لا يزال وحشا مرعبا بقدر مهول من القوى ..

من جهة أخرى، أدير لم يكن بأفضل حالاته إطلاقا ..

ذلك الشيطان اللعين على حق ... فعلى الرغم من أنني وعلى عكس جيرمان بقيت بعيدا عن ساحة المعركة سنين طويلة فقط للحفاظ على قوتي وثبات وعائي إلا أنني تأثرت رغم ذلك .

طائفة نايملس كانوا في الأساس مجموعة من الموتى الذين أعادهم نايملس للحياة بقدراته الغريبة وصنع أوعية لهم ..

لكن تلك الأوعية ومهما بدت مثالية .. قد بدأت تبهت مع مرور الزمن ..

وما يحدث للمهندس جيرمان لهو خير مثال .. فرغم كونه الوعاء المثالي والأشد قوة إلا أنه تأثر كثيرا مع مرور الزمن نظرا لبقائه نشيطا لوقت طويل جدا ...

من جهة أخرى، أدير كان أفضل حالا بكثير .. لكن حتى هو عانى الأمرين بعدما ظهرت شقوق متفرقة على جسده ..

عندما كان نايملس بالجوار .. أوعيتهم كانت تظل مثالية بفضله .. لكن وبعد خسارته ضد أغاروث واندثاره ..

اختفت القوة التي كانت تحافظ عليهم جميعا، وأصبحوا مجرد أشباح لما كانوا عليه ذات يوم ..

وبينما قصف الاثنان بعضهما البعض بعرض مذهل للقوة من الفئة SSS .. كان أدير يضغط على جسده لإعطاء أفضل أداء ممكن ..

فراي" وحامل الضوء ذاك قاما بعمل رائع وتجاوزا توقعاتنا بكثير فمن ظن أنهما سيجبرانه على استخدام عين الملك .. بحالته الحالية تعتبر هذه هي الفرصة الأفضل للتخلص من ويسكر ...

قتل شيطان الرتبة الرابعة الأعلى البغيض ذاك سيكون ضربة قوية للشياطين العليا بأكملها ..

لكن التبادل الحالي قد أثبت لأدير أنه لن يستطيع هزيمة ويسكر، وبدلا من ذلك .. سيكون من الأفضل التركيز على محاصرته لأطول وقت ممكن ..

ادير كان خبيرا بالتلاعب بالموجات، وبنفس الوقت يستطيع القتال كالمغتالين .

التراجع في حال ما شعر بأن حياته بخطر كان أمرا سهلا له و ويسكر بحالته الحالية لن يستطيع إيقافه .

لكن الأولوية القصوى كانت توفير الوقت لمن كانوا بالخارج .. لذلك قرر ادير القتال لأطول وقت ممكن و كبح المقعد الرابع قدر المستطاع .

وسرا لم يستطع سوى التحسر على إفلات فرصة كهذه لقتله .. فرصة قد لا تأتي مرة أخرى ..

هذا أقصى ما أستطيع تقديمه لكم، الباقي متروك لكم يا أبطال البشر .

كانت هذه هي أفكار أدير، بينما اصطدم بويسكر بشكل مباشر داخل مجاله المظلم ..

و بالعودة للخارج ..

ما حدث للتو وظهور أدير قد تركوا أثرا كبيرا على الجميع ..

فذلك الرجل ذو الأذرع الطويلة قد تمكن من إبعاد ويسكر واحتجازه داخل مجال خفي لم يستطع أحد بلوغه بالتالي، المعركة تحولت مرة أخرى لقتال بين الإمبراطورية والالتراس ..

غياب ويسكر جعل جانب الإمبراطورية يتنفس الصعداء أخيرا، لكن القتال كان لا يزال صعبا ..

لقد مات سير آلون ومايكار فاليريون وبفقدان اثنين من الفئة SS+ .. الإمبراطورية فقدت أقوى أسلحتها ..

أضف الى ذلك حالة فراي ستارلايت وسنو ليونهارت الحالية ..

فراي كان مستنزفا بالكامل .. أما سنو ..

فحالته كانت أسوء بكثير بعدما تعرض جسده للتدمير من قبل ويسكر بدا وكأنه سيموت بأي لحظة الآن، وروح الضوء ناضلت بشدة لإبقائه على قيد الحياة ..

...

...

...

-منظور فراي ستارلايت -

" هووووف . ."

أخذت نفسا عميقا .. بينما زحفت فوق الأرض الملطخة بالدماء والقذارة متجاهلا صخب المعركة من حولي ..

عيني لم تركز سوى على سنو .. الذي كان راقدا بمكان قريب مني .

نحن خسرنا بشكل كامل ضد شيطان الرتبة الرابعة الأعلى بالرغم من أننا حاولنا بكل جوارحنا .. إلا أنه وكما كان متوقعا .. كان من المبكر لنا قتال خصم من عيار ويسكر ..

أنا أجهل ما حدث سابقا .. لكن شخصا ما تمكن من إبعاد ويسكر حاليا، ما جعلني أسقط رفقة سنو من السماء ونصطدم بعنف بالأرض من تحتنا ..

الكثير كان على المحك الآن .. وبلحظات مزرية كهذه .. أنا شعرت بالعجز لأول مرة منذ وقت طويل جدا ..

أصدقائي قد يتعرضون للإبادة بأي لحظة .. وأنا أجهل ما حدث لأختي بالجانب الآخر من العالم ..

لقد خسرت ضد ويسكر بشكل كامل، وكنت مثل اللعبة بين يديه طوال الوقت ..

كنت يائسا لدرجة أنني استنجدت بذلك الكيان الذي يتواجد بمكان ما بداخلي .. لكن حتى نايملس لم يجبني .

بدا وكأن تلك الرؤى المروعة التي رأيتها ذات يوم بقدرة النظام قد بدأت تتحول لحقيقة .

بمعركة واحدة .. بدا وكأنني سأفقد كل شيء، وهذا ما كنت مستعدا للموت ما إذا تطلب الأمر لمنع حدوثه ..

الكثير كان على المحك .. وجسدي رفض الاستماع لي ..

لكن وبهذه اللحظات الصعبة، والمريرة ..

وجدت نفسي أركز على سنو الذي رقد بالقرب مني هناك داخل ساحة المعركة ...

ويسكر حاول قتله بشكل جدي .. لدرجة أن وجود سنو نفسه قد اختفى .. وبقيت روح الضوء تحاول إبقائه بهذا العالم بيأس ..

"لا تمت .. سنو . ."

همست بصعوبة، بينما أغلقت عيني بشدة محاولا التلاعب بالأورا بعدما استنزفت نفسي تماما ..

"أنا لا أزال .. بحاجة للقوة .."

القوة أكثر من أي شيء آخر، إذا ما أردت إنقاذ ما أريد إنقاذه ..

من بينهم ..

كان هو الوحيد .. الذي قاتل بجانبي، الوحيد الذي أستطيع منحه ظهري .. هو الوحيد ..

"أنت هو الأخ .. الذي لم أحصل عليه بهذا العالم .. لذلك لن تموت .. لن أسمح لك بذلك "

همست بصعوبة، بينما قاومت الرغبة ببصق الدم المرير الذي كان يتشكل داخل صدري ..

ثم بالنهاية .. استطعت الوصول إليه أخيرا بعدما زحفت طول الطريق بالغا مكانه ..

بتلك اللحظة، سقطت منهارا بينما ضرب وجهي صدره ..

سنو كان بحالة مرعبة .. راقدا هناك على ظهره بينما شحب جسده بشدة، وكاد ضوؤه ينطفئ تماما ..

"أنت لن تموت .. لن تموت .."

قلت بصعوبة، بينما انتشرت أصوات الانفجارات والدمار من حولنا ..

الالتراس كانوا قريبين جدا ..

لكن ذلك لم يهم كثيرا الآن ..

ببطء، مددت يدي واضعا إياها فوق صدره .. ثم مستعملة المرحلة الثالثة من تأقلم الظلال ..

قمت بنقل آخر ما تبقى لي من أورا إليه ..

لم أعلم كم لا زلت أملك بالضبط بداخلي .. لكن ما كان أكيدا .. هو أنني لا أملك سوى القليل الآن ..

حرق تلك الأورا، قد يتسبب بنهاية حياتي نظرا لأن الأورا هي قوة الحياة التي تحافظ على جسدي حاليا من الانهيار .

لكن المحاولة كانت أفضل بكثير لي من أن أسمح له بالموت .

"سنو .. أنا آسف حقا لأنني لم أكن صريحا معك، بشأن الكثير من الأشياء .."

لقد أخفيت عنه الكثير .. الكثير جدا لدرجة أنه قد يكرهني لو سمع الحقيقة الكاملة مني ..

رغم كل ذلك، كان يجب علي أن أخبره من قبل .. عن كل شيء ..

"منذ أن فتحت عيني بهذا العالم .. على أنني فراي ستارلايت، قاتلت وحيدا طوال الوقت، وكنت مقتنعا بأن قوتي لوحدها هي كل ما يهم ."

من أجل الحصول على القوة، كنت مستعدة لفعل أي شيء .

"لكنك أنت من غيرت كل شيء، وفتحت عيني على ما هو أصح .. كنت أنت الوحيد الذي حمل معي هذا العبئ ومشى بهذا الطريق الى جانبي .. سنو، أنا لا أريد القتال وحيدا بعد الآن ."

بعينين إحمرت، بعدما حوصرت بشكل كامل وأصبحت عاجزا عن تحقيق أي شيء ..

كان وهج الأورا البنفسجية ذاك الذي حاولت نقله إليه هو الشيء الوحيد الذي استطعت القيام به من أجله ..

"أنا لا أعلم كيف أنجح بدونك يا سنو .. لذلك لا تمت .. أنا أترجاك ."

قلت بصعوبة، بينما شعرت بصدري يتمزق الى قطع بعدما نقلت آخر قطرات الأورا الخاصة به إليه ..

سنو بحالته الدموية تلك كان لا يزال فاقدا لوعيه، غارقا بالظلمات .

أنا مددت يدي له، محاولا بلوغه .

لكن في النهاية، ما هي سوى لحظات قليلة كانت قبل أن أغرق بالظلام أنا الآخر .. بعدما تبخرت آخر قطرات الأورا الخاصة بي ..

وهكذا، وسط ساحة المعركة الدموية التي اشتعلت بين الإمبراطورية والالتراس ..

استلقيت بجانب سنو .. بينما أغمض كلانا أعينه عن العالم ..

لقد خسر كلانا بشكل مزري .. وبين موت أحدنا ونجاة الآخر ..

لربما كان الموت معا أفضل بكثير، فذلك الظلام الموحش والبارد .. قد كان مألوفا ..

...

بمنتصف ساحة المعركة، رقد كل من فراي وسنو بلا حول ولا قوة .. مثل جثث هامدة غادرتها الحياة .

أبطال الأرض، فراي فارسها الأسود، وسنو فارسها الأبيض .

المقاتلان الوحيدان اللذان استطاعا مقارعة تلك الوحوش التي جاءت من الأعلى .. سقوطهما يعني النهاية .. لذلك لم يكن يجب السماح لهما بالموت بأي ثمن .

لكن .. لا يوجد بشري كان قادرا على إنقاذهما حاليا ..

فأصدقاؤهم كانوا محاصرين تماما بمعارك حياة وموت .

وبينما انسكبت الدماء، ومات الرجال الواحد تلو الآخر .. رقد كل من فراي وسنو بعيدا عن الأنظار..

بلحظات الموت والدم تلك ..

تحول كل شيء للرمادي .. وأصبح الموت أقرب من أي وقت مضى ... الى أن تم الكشف عن لون آخر غير الرمادي بشكل عجيب .

وسط لوحة الموت الرمادية تلك، نزل لون آخر من السماء .. على شكل فراشة حمراء اللون .. طارت ببطء وهدوء بينما توهجت بخفة ..

لا أحد رآها، ولا أحد عرف من أين جاءت ..

لكن الفراشة شقت طريقها ناحية فرد معين .. متجاهلة كل شيء سواه ..

ثم بالنهاية .. استقرت الفراشة فوق صدر فراي بهدوء و روية .. وكأنها وجدت ظالتها أخيرا .

ثم بشكل سحري .. نشرت الفراشة رذاذا أحمر قرمزيا .. إلتف من حول فراي، ثم سنو مع بعضهم محيطا إياهم داخل نسيج من الأورا الحمراء القاتمة .. التي نشرت دفئا غريبا داخل قلوبهما..

بتلك اللحظات القليلة والحاسمة .. همس صوت إمرأة قديم ..

"لن أكرر خطئي السابق .. هذه المرة، أنا سأختار كلاكما "

وهكذا التف الضوء حول فراي وسنو .. منيرا طريقا جديدا لهما .

2025/11/07 · 238 مشاهدة · 2104 كلمة
Song
نادي الروايات - 2025