حول ساحة المعركة الشاسعة، غطى تشكيل الاورا المرعب ذاك كل شيء..
المسافة طويلة، شعرت ملايين الارواح يصدى تلك الاورا البنفسجية العظيمة..
تلاعب نايملس بالفضاء والمكان يتيح له الانتقال آنيا بأي مكان داخل هذا العالم الشاسع ما لم يعترضه شيء.. ما لو كان نايملس حاضراً، لما عانى ولو للحظة لنقل كل جنود الإمبراطورية و إنقاذهم.. لكن الوضع كان مختلفاً بشدة لفراي..
هذا الأخير بالكاد استطاع الحفاظ على التشكيل، و عملية النقل كانت بطيئة جداً لدرجة أن الجميع اضطر للدفاع عنه ريتما ينتهي من انقاذ كل ما يمكن انقاذه..
مقاتلوا الإمبراطورية اختفوا الواحد تلوا الاخر، ونقلهم فراي آنيا جميعا داخل طائفة الظلال..
بتلك اللحظات المعدودة و المحمومة، فراي شعر بعقله و كيانه نفسه بتمزق من الضغط، و كأن سكيناً عملاقاً قد غرز داخل عقله و نهش لحمه دون توقف..
لكنه قاوم حتى النهاية..
بينما كان ينقد الجميع، فراي لم يعرف لماذا يحاول حتى.. فحياة أولئك الجنود لم تعن الكثير له و إذا ما ماتوا اجمعين فهو لم يكن ليتأثر و لو قليلاً بموتهم..
لكن عميقاً بداخل فراي، هو كان مقتنعاً أن هذه الحرب ليست حربه وحده ليخوضها... بل هي حرب البشر كافة..
إذا ما ترك كل جنود ومقاتلي الإمبراطورية يموتون بذلك المكان، فمن سيبقى ليقاتل؟ و من سيعيش بالضبط في نهاية هذه الحرب الطويلة..
رغم انه حياتهم لم تعن شيئاً له، الا ان فراي اختار انقاذهم، لانهم كانوا لا يزالون يملكون شيئاً لتقديمه على الاقل..
وهكذا، استمر الضوء البنفسجي بابتلاع الناس الواحد تلوا الاخر بينما إستبسل سنو و الاخرون بحماية فراي من كل الالتراس الذين حاولوا بلوغه..
من بينهم، حاول ميرغو الاختراق لكن سرعانما صده سنو بسهولة..
"ميرغو.. افتح اعينك و انظر الى الحقيقة" قال سنو، ملوحاً بالفيرميثور..
موجة الضوء ابتلعت ميرغو تماماً و ارسلته طائراً ليصطدم بعشرات الجلاميد الصخرية..
لكن ورغم ضربة سنو القوية.. ميرغو وقف من جديد..
لقد كان صلباً حقاً، ما جعل سنو يوقن أن نصف الشيطان ذاك لم يكن طبيعياً..
"أحقاً ذاك الوحش هو من تريد ان تتبع؟ ثم ماذا ستكسب من ذلك؟ الحرية؟ النصر؟" سأل سنو، بينما اجاب سؤاله بنفسه.
"لا.. انت لن تكسب شيئاً سوى المرارة و المعاناة فتلك الوحوش لا تهتم سوى بانفسها".
قال سنو، بينما وجه بصره للقتال بين ويسكر وادير..
تلك المعركة بلغت نقطة حاسمة، فويسكر بدأ يخرج كل ما لديه في سبيل فعل شيء ما حيال فراي، و كان من الواضح ان ادير سيخسر بأي لحظة الآن..
"فالتسرع" يا فراي.. فلا نملك الكثير من الوقت بين ايدينا"..
واقفاً امام صديقه، رفع سنو درعه العظيم من جديد أمامه حامياً فراي بكل ما لديه..
امام ذلك المشهد، التزم ميرغو الصمت... و لم يسعه سوى أن يبدي انبهاره مرة أخرى بالمستوى الذي ابرزه فراي ستارلايت بالتحكم في قانون الفضاء..
لقد كان مستوى آخر تماماً لم يحلم ميرغو الخبير ببلوغه قط..
بقوة كهذه.. لربما... إذا ما سيطر فراي ستارلايت على هذه القوة و بلغ امكانياته الكاملة.. لربما سيكون لديهم امل هناك بين الوحوش..
لاول مرة، تم زرع الشك داخل صدر ميرغو..
لقد جاء ويسكر بنفسه، و قاتلهم... لكن إذا ما نجح فراي بما كان يقوم به فهذا سيعني نجاة الإمبراطورية من شيطان الرتبة الرابعة و ذلك كان شيئاً لم يتوقعه ميرغو قط..
"فراي ستارلايت.. فقط ماذا تكون بالضبط؟"..
سأل ميرغو هذا السؤال متذكراً كل ما رآه من ذلك الشاب.. منذ اليوم الذي قاتله فيه، وصولاً لهذه اللحظة بالذات..
بهذه الاثناء، كان فراي قد انتهى من نقل معظم جنود الإمبراطورية و لم يتبقى سوى القليل من الاقوياء الذين بقوا من حوله يحمونه..
بهذه اللحظة بالذات، كان الجميع موقناً ان فراي هو املهم الوحيد..
ثم عندما اوشك فراي على الانتهاء، فإذا بانفجار هادر يمزق الفراغ يعصف بهم من مكان قريب..
لقد كانت ساحة المعركة بين ويسكر وادير...
من داخل مدى الانفجار الهائل، خرج ويسكر بسرعة هائلة محلقاً تجاه فراي و الآخرين ما دب الرعب بقلوبهم جميعاً.. فعلى ما يبدو محارب طائفة الظلال قد سقط..
عندما تجمد الجميع خوفاً، كان هنالك شخص واحد اندفع بدون تردد ناحية الشيطان..
"لا تتوقف!! انقذ الجميع!" صاح سنو بينما اندفع ناحية ويسكر محاولاً ايقافه وسط وهج من الضوء..
"أنت لست نداً لي يا سنو!!"
بووووم!!! اصطدم كل من ويسكر و سنو بشكل عنيف..
شعاع من الضوء و آخر من الظلام.. لكن كان جلياً ان الظلام اقوى بكثير و بلكمة واحدة، حطم ويسكر درع سنو الذهبي مرة أخرى..
"فالتمت بشكل نهائي هذه المرة" مد ويسكر يده بوجه سنو مستعداً لمحوه من الوجود..
لكن وفي اللحظة الاخيرة، ضربت يد اخرى ذراع ويسكر بعيداً بينما وضع نفسه بين الشيطان و سنو..
لقد كان ادير..
لقد فقد محارب طائفة الظلال كل اذرعه و لم تتبقى له سوى ذراع واحدة، كما تم محو نصف وجهه..
لكن لا يزال واقفاً يرفض السقوط..
"اخبرتك يا ويسكر.. انت لن تفوز الليلة!!"..
صرخ ادير، لاكما ويسكر بيده الوحيدة، لكن تلك اليد سخرت قدراً مهولاً من الاورا..
ضربته اجبرت ويسكر على التراجع قليلاً قبل ان يصطدم الاثنان...
"يا لعنادك.. انتم حقاً ترفضون الموت يا اتباع نايملس، حتى النهاية. "
قال ويسكر، متلاعباً باورا الظلام..
"
إذا كان الموت هو ما تشتهيه، فسأقدمه لك كما تريد!! بوووووم !!!
تصادم الاثنان بعنف، و مع كل ضربة و تبادل، كان جسد ادير يتحطم أكثر..
"لن اسقط.. سأظل واقفاً الى ان ينتهي سيدي.. حتى لو عنى ذلك القتال للابد"...
بكل وضوح، رقم 4 داخل طائفة نايملس كان مستعداً للموت في سبيل توفير الوقت لفراي ستارلايت..
فراي رأى ذلك بوضوح.. و كان يعلم ان ولاء ذلك المحارب العظيم لم يكن موجهاً له هو.. بل للنايملس.
لكنه لم يستطع سوى أن يتساءل عميقاً داخل قلبه، كيف استطاع ذلك الوحش الحصول على اتباع بهذا الولاء المطلق..
اتباع رغم قوتهم العظيمة مستعدون لإلقاء حياتهم جانباً في سبيله، و بدون تردد..
كان هذا مستوى مرعباً من الولاء، ولاء جعل فراي يدرك أكثر مدى عظمة اسم نايملس الذي حمله بداخله..
مرتدياً قناعه و واقفاً وسط عمود التشكيل البنفسجي.. تنهد فراي..
"لا يزال لدي الكثير لأتعلمه.. إذا ما اردت بلوغ ذلك المستوى .."
"الطريق لا يزال طويلاً.. لكن الآن كل ما يهم هو النجاة لضمان خوض ذلك الطريق"
بشكل سحري.. إختفى المقربون من فراي..
اختفى سنو، و اصدقاؤه من فصل النخبة بالإضافة للاقوياء مثل فينيكس و غيره..
اختفوا جميعاً، الا ان ظل فراي فقط، و ادير الذي قاتل ويسكر حتى النهاية المريرة..
كانوا محاطين بالالتراس.. لكنهم لم يستطيعوا فعل شيء في هذه اللحظة، ففراي يستطيع الانتقال بعيداً بسهولة الآن..
في تلك اللحظة، شعر ادير بالارتياح..
نصف جسده تحطم، و لم يعد يقوى على فعل أي شيء أمام المقعد الرابع بعد الآن.. لكنه نجح على الاقل بحماية سيده..
لقد اتم مهمته الممنوحة له على اكمل وجه..
"أترك الباقي لك.. جيرمان."
قال ادير، بينما اغمض عينه الوحيدة المتبقية..
بآخر لحظاته، تذكر ادير اليوم الذي جاءه جيرمان و أوكله بمهمته الوحيدة..
مهمة اقتضت منه الاختباء و الحفاظ على قوته لاطول وقت ممكن داخل محكمة الظلال التي بناها بنفسه فقط من أجل معركة واحدة..
و قد خاضها أخيراً..
كل تلك السنين من أجل قتال واحد.. لقد كان الامر مثيراً للسخرية.. لكن ادير لم ينزعج قط من ذلك..
لقد نفذ مهمته و انقذ سيده، و مرر تقنيته لوريث رآه مناسباً..
الموت الآن لن يكون بالأمر السيء اطلاقاً، و لن يلومه احد..
ويسكر اوشك على قتله، و حانت النهاية..
لكنها و بشكل عجيب لم تأتي قط.. ما جعل ادير يفتح عينه مندهشاً..
و ما رآه، كان ذلك الضوء البنفسجي الذي لفه و صد ويسكر بعيداً عنه..
برؤية ذلك، استدار ادير على الفور للخلف.. ليجد فراي يمد يده نحوه بينما إشع جسده بضوء بنفسجي عظيم..
"انت لن تموت.. يا محارب طائفة الظلال."
قال فراي مخفياً وجهه تحت قناع نايملس الاسود..
في تلك اللحظة، هو بدا مشابهاً جداً له..
"لقد سئمت من الوقوف مكتوف اليدين بينما يموت حلفائي من اجلي.."
فراي كان موقناً ان هذا ما حدث لليورا ايضاً.. قديسة الفجر التي تركوها خلفهم..
لقد فقدوها هي التي كانت في الفئة SSS..
و الآن اوشك ادير على الموت ايضاً.. مقاتل عظيم مثله سيكون دعماً كبيراً لهم بهذه الحرب..
فراي لم يكن ليسمح له بالموت.. لذلك مد تشكيل الفضاء الخاص به ليشمله هو ايضاً..
"أنت ستأتي معي، مهما كلف الامر" قال فراي، بينما جعل ادير يختفي هو الآخر منقذاً اياه..
و لم يبقى سواه داخل ساحة المعركة..
فراي نزف كثيراً من تحت القناع بعدما بلغ الضغط عليه اشده.. لكنه قاوم حتى النهاية..
اورا تلك الفراشة القرمزية كانت الشيء الوحيد الذي جعله قادراً على إستعمال هذا القدر من قوة نايملس.. لذلك أراد فراي استغلالها على اكمل وجه..
ويسكر كان لا يزال هناك، و قد ظهر على الفور امام فراي ماداً يده الشيطانية ناحيته..
لكن و قبل أن يلمسه.. فعل فراي التشكيل مرة أخرى مبعداً اياه بموجة الاورا البنفسجية..
كانت هذه قوة نايملس، لذلك استطاع مقاومة ويسكر و دفعه بعيداً بينما اختفى جسده ببطء..
"ويسكر.. لا، إيغون.. لا مزيد من المؤامرات من خلف الظلال.. انا أراك هذه المرة، انت امامي، و انت هو عدوي"..
قال فراي، مقاومة موجة الغثيان التي اصابته بينما حدق بويسكر و وهج بنفسجي يتطاير من عينيه..
"من الآن فصاعداً.. هذه حرب بين البشر و الشياطين.. بيني، و بينك.. و بنهايتها أحدنا سيسقط ميتاً" قال فراي، قبل أن يختفي تماماً..
"سواء أنا.. أو نايملس.. أنت ستموت فوق هذه الأرض.. الأرض نفسها التي قمت بالتلاعب فوقها لسنين طويلة.. و احتقرت اهلها."
"كن متيقناً من ذلك.. فوق هذه الارض، و تحت انظار ملكك القذر.. أنت ستموت هنا"
منهياً كلامه.. إختفى فراي تماماً..
تاركاً جيوش الالتراس، و ويسكر الذي حلق ببطء و هدوء في السماء..
بنهاية المعركة بين الإمبراطورية و الالتراس..
انتصر الالتراس مخرجين مقاتلي الإمبراطورية من ارضهم.. لكنهم فشلوا بإبادتهم ما عنى ان الحرب لم تنتهي بعد..
شيطان الرتبة الرابعة الاعلى فشل بإنهاء الامر، ما كان مفاجأة حقيقية.
لكن رغم الفشل، ويسكر لم يبدو منزعجاً كثيراً..
"اتباع نايملس.. جيرمان، لقد قام بعمل جيد حقاً" قال ويسكر، محدقاً بشظايا وعاء ادير المتناثرة بكل مكان..
"لقد نال مني هذه المرة."
شيطان الرتبة الرابعة الاعلى كان موقناً من وجود ابطال البشر القدماء مختبئين.. لكنه لم يتوقع ان يكون احد اعمدة طائفة نايملس حاضراً..
لقد كانوا معروفين بالفعل.. نظراً لقوتهم الهائلة.. رقم 1 و الوعاء المثالي الذي صنعه نايملس.. جيرمان..
رقم 2، سيد الفنون القتالية ألكسندر رايباك..
رقم 3، الكوكب فولغور..
و رقم 4.. ادير...
ما عدا جيرمان.. الآخرون كانوا مختفيين لوقت طويل، لكن ويسكر كان شبه متأكد من انه لم يكونوا بالارض..
فإذا بأدير يفاجئه من العدم..
اضف الى ذلك تجاوز كل من فراي و سنو لتوقعاته.. فقوتهم زادت بشكل مهول حقاً..
ويسكر لم يكن الوحيد الذي قام بنثر القطع بشكل صحيح.. و ازرق العينين لا يزال خصماً مرعباً..
"حسناً.. هذا ليس سيئاً تماماً" قال ويسكر بينما نزل الى الأرض ببطء.. اثناء ذلك اختفت هيأته الشيطانية ببطء بينما تشكل على هيأة شاب معين و مألوف.. إيغون فاليريون..
"لا يزال هذا ضمن نطاق المتوقع." قال ويسكر على هيأة إيغون بينما استدار ناحية قوات الالتراس..
من الآن فصاعداً، ستتحول هذه الى حرب مباشرة بين البشر و الشياطين و اتباعهم..
بحرب كهذه، جيرمان لا يستطيع فعل الكثير نظراً لضعف وعائه و هذه كانت افضلية كبيرة لويسكر..
فحالياً.. كان هنالك وحش آخر قادم تجاههم..
بينما مزق جسده الفضاء و طار بسرعة مهولة قادماً للارض.. مرتدياً درع كاتارينا العظيم.. كان زيبار قادماً للارض..
و هذه المرة، هو جاء بجسده الرئيسي، و ليس مجرد نسخة..
اثنان من الشياطين العليا اصبحت حاضرة فوق كوكب الأرض الآن بمسابقة هي الاولى بالتاريخ.. ما كاد ان المعارك القادمة ستكون أكثر قسوة بكثير..
...
بالجانب الآخر من العالم.. داخل أرض الكابوس الشرقية..
كانت طائفة الظلال العملاقة و على غير العادة تتمتع بصخب و حركة غير معهودة..
تلك الطائفة التي ظلت فارغة لوقت طويل قد استقبلت أخيراً البشر من جديد..
بفضل فراي، تمكن الآلاف من الهرب و تجنب الاسوء، لكن بالمقابل مات عدد كبير جداً منهم بكايلد..
عدد الناجين كان بالكاد يبلغ 4 آلاف شخص.. و كان هذا هو عدد الأشخاص الذين نجوا حتى النهاية..
من بين 150 الف مقاتل شارك بالحرب من جانب الإمبراطورية..
مات 146 الفا بهذه الحرب التي شنت على الالتراس..
الإمبراطورية دخلت الحرب ب 100 الف مقاتل في البداية، ثم تبعهم 50 الفا لاحقاً بقيادة إيغون..
من تصور ان اعدادهم ستتناقص لهذا الحد..
كل هذا بدون ذكر الارواح التي فقدت نتيجة مجزرة الكنيسة..
الحرب في بضعة أشهر تسببت بموت الملايين.. و كان المزيد مهددين بفقدان حياتهم قريباً..
فراي كان آخر من انتقل الى طائفة الظلال، و فور قيامه بذلك فقد الوعي فوراً بعدما استنزف نفسه..
هناك بطائفة الظلال، عم الصمت و اليأس..
الإمبراطورية خسرت الكثير، و كان الوضع هناك داخل اسوارها مجهولاً بعدما هاجمت الشياطين هناك ايضاً..
لكن معركة مدمرة قد حدثت هناك بكل تأكيد بعدما نهض الابطال القدامى من جديد..
كانت هذه مرحلة انتقالية.. بين حقبة و أخرى عاشها البشر الآن..
طلاب النخبة التفوا جميعاً حول فراي ستارلايت، بينما انتشروا داخل جدران الطائفة..
بذلك المكان، كانت مجموعة معينة من الأشخاص بالانتظار.. محاربون بشر قاتلوا من الظلال طوال الوقت، و عرفوا ذات يوم بالقراء..
كلهم كانوا هناك بانتظار فراي المغمى عليه..
و بينما كان راقداً لا يعلم ما يحدث من حوله.. حلقت فراشة قرمزية جميلة من حوله بصمت..
سنو كان الوحيد الذي استطاع رؤيتها بوضوح على عكس الآخرين.. و لم يمانع تواجدها قرب فراي فهو يعلم من كانت بالفعل.. و شعر بالسعادة مرة أخرى لرؤية لمحة منها مرة أخرى متأكداً من انها لا تزال على قيد الحياة..
و برؤيتها تتشبث بفراي.. بدأ عقل سنو يربط الخيوط أخيراً.. لكن ذلك لم يزده سوى حيرة..
هل يعقل أن فراي هو الشخص الذي كانت تبحث عنه أودري؟
تساءل سنو، غير قادر على معرفة كيف يكون ذلك ممكناً..
ثم في تلك اللحظة، هو ايقن أنه لا يزال يجهل الكثير عن فراي الذي لم يخبره الكثير عن نفسه.. و كيف يملك كل تلك القوة و المعرفة..
كان الكثير مجهولاً.. و إذا ما أراد البشر مواصلة المضي قدماً.. لا بد لهم من كشف المجهول..
فالحرب القادمة ستكون أعنف بكثير أكثر من أي وقت مضى..