بشكل سحري ، اختفت اودري تاركة فراي بمفرده ..
ما قامت به أودري كان بمثابة تحذير و محاولة منها لاخراج فراي من الظلام و جعله مطلعا و لو على القليل من خبايا العالم التي كان يجهلها ..
لكن ما قامت به عاد بتأثير عكسي على فراي الذي لم يعرف كيف يستوعب ما قالته له بالضبط ..
"أغاروث تركني حيا كل هذا الوقت .. لانني مفتاح تحرره من ختمه ، و أودن الاكثر غموضا بين العظماء هو في الحقيقة وحش بنفس مستوى تهديد ملك الشياطين..
ردد فراي ببطء ، بينما جلس فوق الارض الباردة من تحته ..
"أودري .. مالذي يفترض بي فعله بالضبط الآن بعدما اخبرتني بهذا ؟"
ظهور اودري أمام فراي .. و الطريقة التي حدثته بها قد حملت العديد من الدلالات ..
الطريقة التي تكلمت بها ، وتلك المشاعر التي عكستها اعينها .. تلك لم تكن بأشياء يمكن أن يبرزها المرأ لشخص التقاه للتو ..
"بدت على معرفة بي .. معرفة عميقة جدا .."
لمس فراي شفتيه دون وعي .. بينما جلس لثواني طويلة يفكر بما حدث له ..
أغاروث .. اودن ، و هو نفسه بالإضافة لنايملس بدا وكأن هنالك رابط من نوع ما يربط بين هذه الاسماء .. و كأنه مقدر لهم الصدام دوما فيما بينهم .
انا لم اعش حياتي سوى مرتين .. مرة كفراي ستارلايت الذي امثله الآن .. و مرة كمجرد بشري عادي لا يعرف شيئا عن اهوال العالم ...
"إذا.. كيف تعرفني اودري بالضبط ؟ مالذي اجهله عن نفسي ؟ مالذي اكونه بالضبط ؟"
اغمض فراي اعينه بينما بدء نفاذ الصبر يظهر جليا عليه الآن .. لذلك اخرج قناعا اسود معدنيا و وضعه فوق وجهه ..
اجبني ، يا نايملس ."
بمجرد نطقه لاسم ذلك الشخص ..
غرق وعي فراي عميقا داخل الظلام ، و عاد الى مكان راحته المعتاد حول نار المخيم تلك التي تواجدت بالاعماق ..
هناك ، كانت نسخ فراي من فترات مختلفة من حياته حاضرة ، لكن فراي تجاهلها جميعا ، و شق طريقه داخل الفراغ المظلم متجها لاكثر زواياه ظلمة على الاطلاق ..
قوة فراي زادت كثيرا ، و من بعد حصوله على اورا اودري هو استطاع مؤقتا زيادة اتصاله بقوى نايملس ، بات قادرا الآن على تجاوز ذلك الضباب ..
لذلك و من بعد خطوات بسيطة ، توقف فراي عن المشي بينما نظر الى الاسفل بتعبير بارد ناشئ على وجهه ...
هناك امامه جلس الوحش الذي يخشاه عدد كبير جدا من الشياطين ..
كان يجلس فوق كرسي بسيط ، حافي القدمين عاري الصدر .. شعره الابيض الطويل بدا مماثلا تماما لفراي و وجهه كان مخفيا خلف قناعه الاسود ..
ذلك لم يكن سوى نايملس بطبيعة الحال هو كان يتكئ بهدوء على ركبتيه منزلا رأسه للاسفل متجاهلا فراي .
السلاسل الحديدية كانت مرمية بكل مكان من حولهم ما اثبت أن نايملس تحرر منذ وقت طويل .. و بات قادرا على القتال من أجل جسد فراي .. و بات مشابها تماما لنسخ فراي تلك التي جلست حول النار .
لكنه لم يبدي اي رغبة بالقتال ، ولا المحاولة حتى بل ظل جالسا بهدوء ..
إلى متى ستظل ساكنا هكذا ، ترفض ان تبرح مكانك ؟"
عقد فراي حاجبيه ، مستاءا مما كان يراه ببطء ، هو إتكأ على ركبة واحدة جاعلا من نفسه على نفس مستوى البصر مع نايملس الذي لم يكبد نفسه عناء رفع رأسه ..
"هنا .. حاول أخذ جسدي مجددا ، لن اقاومك هذه المرة "
تحدث فراي بصوت عميق ..
انا واثق انه لو كان انت ، فستتمكن من التعامل مع الامر بطريقة ما ...
انت قوي جدا على عكسي ، و ملم بكل خبايا الكون و اسراره .. لن يستطيع احد استغلالك و لا التلاعب بك كما حدث معي ..
"سأسمح لك باخذ هذا الجسد ، و لتفعل به ما تشاء .. انه لك شرط أن تنقد عددا معينا من الأشخاص فحسب و تحافظ عليهم احياء ...
اخرج فراي هذه الكلمات من فمه قبل ان تتشكل ابتسامة متكلفة على وجهه ..
انها صفقة جيدة ، اليس كذلك ؟ واثق بأن تحقيق ذلك ليس بالصعب عليك.."
تحدث فراي بسرعة ، محاولا جر نايملس لفعل شيء ما و الرد عليه ..
لكن المقنع ظل هادئا لفترة طويلة .. قبل ان يرفع رأسه ببطء ناحية فراي ..
في تلك اللحظة ، بدت اعينه البنفسجية المشعة بارزة بشكل واضح ..
هذا هو نايملس ، الملك الذي اتبعه عدد مرعب من الناس ، و صنع لنفسه اسما بالعالم اجمع ...
ذلك المقنع اخرج كلمة واحدة من فمه لا غير ، ردا على فراي .
"لا"
هذا كل ما قاله نايملس قبل ان يسكت مرة أخرى ما اثار غضب فراي .
"لا ؟ مالذي تعنيه بلا ؟!!"
صرخ فراي محاولا مد يده و امساك رأس نايملس لكن قوة غير مرئية قد منعته من ذلك رغم فشله ، الا ان فراي واصل سخطه ..
" منذ البداية ، انت و اتباعك كنتم تحاولون جعلي وعاءا لك ! لهذا السبب وحده جعلتم حياتي جحيما ، ثم عندما اتنازل عليه لك ، انت ترفض ببساطة ؟!"
"إذا اخبرني ، مالذي تريده بالضبط ؟!!"
صرخ فراي بغضب ، محاولا جعل نايملس يتفاعل معه ، و يخرجه من هدوئه المستفز ذاك ..
اجبني !!! نايملس !!!!"
فقط ، مالذي يريده ذلك الرجل المقنع بالضبط ..
و قد جاءت الإجابة حقا ، لكنها صدمت فراي بشدة ..
"انا .. لا أعلم "
هذا ما قاله نايملس ، ما جعل فراي بحيرة أكثر من أي وقت مضى..
مالذي تقوله بحق الجحيم ؟"
لا يعلم ؟ لا يعلم ماذا بالضبط ؟
في تلك اللحظة ، بدأ نايملس يخرج عن هدوئه أخيرا ..
"انا لا أعلم مالذي يحدث لي .. ولا بالهدف من تواجدي هنا ."
رفع نايملس يديه الاثنتين محدقا بكليهما قبل ان يشدهما بقوة ما نتج عن ذلك كان صدمة من الاورا الهائجة التي اعادت للاذهان من يكون نايملس ..
"لم يسبق لي اختبار شيء كهذا .. شيء مثل هذه المشاعر ."
لاول مرة بحياته ، الملك عديم المشاعر قد أصبح يشعر ، و يملك احاسيس بشرية لم تكن ملكا له قط ..
لكن الغريب بالامر لم يكن حقيقة امتلاكه لمشاعر ، بل حقيقة ان المشاعر التي امتلكها قد كانت في الاصل تابعة لفراي ستارلايت ، لا له ..
بمعنى آخر ، اصبح نايملس يختبر نفس ما يختبره فراي بالضبط ..
إذا تألمت .. فأنا أتألم ، إذا حزنت .. فحزنك يمتد الي .. سعادتك ، معاناتك .. كل شيء .."
تحدث نايملس بنبرة ثقيلة ، قبل أن يتنهد بالنهاية ..
"لم أعلم قط ، أن المشاعر يمكن أن تكون مؤلمة هكذا .. و مزعجة بهذا القدر ، انها حقا للعنة ."
الوصف الذي اختاره نايملس للمعاناة التي مر بها فراي بحياته يتلخص بكلمة لعنة ..
"انت كنت هنا .. طوال الوقت بداخلي .. "
فراي ادرك ان نايملس كان حاضرا منذ البداية ، و قد اختبر رفقة فراي كل تلك الاحداث التي خاضها طيلة هذه السنين ..
ما نتج عن ذلك كان شيئا عجيبا نشأ داخل قلب نايملس ..
معاناة فراي كانت تجربة لم يسبق له اختبار مثيلها من قبل .. لكن الامر تحول لشيء اعمق بكثير ..
فامتلاكه لمشاعر الآن ، جعل شيئا آخر ينشأ داخل قلب نايملس .. الذي تذكر كل ما قام به بحياته ، و الطريقة الدموية التي عاش بها حتى الآن ..
نايملس لم يكن بالبطل ، ولا الملك العادل .. بل وحش تسبب بموت اشخاص أكثر مما فعل ملك الشياطين حتى ..
كل ذلك في سبيل ارضاء فضوله و اهدافه ..
"هل لربما .. تشعر بالذنب ؟"
سأل فراي ، بينما سكت نايملس لبرهة قبل أن يجاوب .
"لا اعلم ."
هو لم يستطع وصف ما كان يمر به حاليا ، لكن حالته هذه لم تبدو أبدا مناسبة لذلك المحارب القاسي الذي تخيله فراي ..
في هذه الاثناء .. كان فراي قد استعاد هدوءه ما جعله يحاول فهم الوضع ..
"سابقا قلت انك لا تعلم سبب تواجدك هنا بداخلي .. مالذي عنيته بذلك ؟"
يفترض أن ما يحدث حاليا هو تمهيد لعودة نايملس عن طريق جعل فراي وعاءا له ..
لكن نايملس اظهر جهله للامر برمته ما حير فراي .. الدس أعتقد أن نايملس يكذب عليه ..
لكن المقنع لم يملك سببا للكذب ما خفض من احتمالية ذلك ..
"أنا لا أعلم مالذي يحاول جيرمان القيام به ، أو الوصول اليه بالضبط ..
لأن ذاكرتي الحالية تقتصر على ما يوجد داخل القناع .. لهذا السبب وجودي بحد ذاته ناقص حاليا ."
بسماع ذلك ، تنبه فراي لشيء مهم كان قد تناساه لبعض الوقت ..
و الكلام هناك عن الاحجية التي لم يحلها الى يومه هذا ..
"قطع الذات المفقودة ."
سابقا .. اعطاه النظام مهمة البحث عن ثلاث قطع معينة قدر لها ان تعيد له ذاته ..
القناع .. السلاح ، الدرع ..
من بين الثلاثة ، هو لم يحصل سوى على واحد ..
"هل يعقل .. أن وجودك بحد ذاته ناقص لانني لم احصل على تلك القطع بعد .."
قال فراي ، بينما لم يجب نايملس على الفور ..
بما أن فراي لا يملك سوى القناع .. فذكريات نايملس الحالي تتعلق به بالكامل ..
و عند التفكير بالامر ، الروح المزدوجة قد عادت عندما حصل عليه فراي في لوندور ..
لهذا نايملس لم يكن يعلم مالذي يحاول جيرمان القيام به اطلاقا .. لان معرفته الحالية تقتصر على ما يتواجد بالقناع ولا شيء سواه ..
"بالوقت الحالي .. فقط جيرمان من يعلم الحقيقة كاملة .. حقيقة وجودي ، و وجودك ."
كلمات نايملس هذه اعادت فراي لنقطة الصفر ما جعله يضحك دون وعي منه ..
"هذا مثير للسخرية حقا .. هاها .. نايملس ، أنت في الواقع مثير للشفقة بقدري .."
حتى ذلك الملك العظيم الذي يملك من القوة الكثير .. لا يعرف شيئا ، و هو جاهل بقدر فراي ..
هذا لم يرفع سوى عدد الجهل من واحد لاثنين بنظر فراي ..
على الرغم من أن نايملس لا يزال قويا جدا نظرا لامتلاكه كل معرفة القناع .. إلا أنه الآن مجرد ظل لذاته الحقيقية .
"لا نية لي لاخذ جسدك ، أو خوض غمار هذا العذاب الذي تعيشه .. فلا رغبة لي بالتعمق بهذه المشاعر .."
ما قاله نايملس حمل مغزى ..
فمشاعر فراي تتعمق بداخله كلما زادت رابطته به .. و هذا ما حدث بالضبط عندما سيطر نايملس على جسد فراي ضد زيبار .
في تلك المرة ، بلغ الاتصال اوجه ما جعل نايملس يدرك أن أخذه لجسد فراي .. سيجعله بدون وعي قريبا من فراي .
بدا و كأن شيئا عجيبا سيحدث وقتها ..
فبدل أن يصبح فراي هو نايملس .. بدا و كأن نايملس سيتحول مع الوقت لشيء شبيه بفراي إذا ما استمر ذلك ..
في تلك اللحظات ، انعكست اعين نسخ فراي التي تواجدت بالخلف على نايملس ..
كانت اعيننا تضيء بالبنفسجي القاتم و صل الظلام .
واقفين من خلف فراي .. اعينهم لم تفارق نايملس مطلقا ، بدا و كأنهم يحاولون سحب نايملس بطريقة أو بأخرى ، و هذا ما لم يرد الملك المقنع حدوثه ..
بدا و كأن نايملس قد عانى كثيرا مؤخرا ، ما اثبت أن فراي لم يكن الوحيد الذي كان يقاتل ..
فالملك المقنع قد خاض معركة من نوع آخر معركة وجودية ..
مدركا لكل ذلك ، تنهد فراي مستسلما ..
"هاه .. حياتي مزرية لدرجة أن كيانك يهرب منها ، إنه حقا لامر مثير للضحك .."
قال فراي بينما ضحك بخفة ..
"في البداية اجد نفسي مضطرا لقتال ملك الشياطين .. و الآن يخبرونني ان هنالك عدوا آخر بنفس مستواه قد يظهر بأي لحظة ."
"انت لن تستطيع هزيمة أغاروث ، فمن اجل التعامل معه قوتي وحدها لن تكفي ."
رد نايملس ، بينما عاد لهدوئه .. فذكريات قتاله ضد ملك الشياطين كانت لا تزال موجودة .
"أغاروث مميز لان قوته لا تملك حدودا ، بمعنى آخر حتى لو حاصرته فهو سيصبح أقوى اثناء القتال ، سيتطور بشكل نهائي إلى أن يفوز .. و هذه كانت الطريقة التي خسرت بها ."
بدأ نايملس بالكلام متجاوبا مع فراي على غير المتوقع ، معطيا اياه بعد المعلومات التي كان يجهلها عن ملك الشياطين..
"أغاروث قوته تتمحور حول التطور ، اما انا فأتأقلم ، القدرة التي بداخلك عندما تبلغ اوجها ستجعلك تتأقلم مع ايا كانت الظاهرة التي تواجهها .. و هي مشابهة نوعا ما لما يملكه أغاروث .."
بالماضي البعيد ، و بالمعركة النهائية بين أغاروث و نايملس .. تحولت المعركة لكارثة كاملة .
كان أغاروث اقوى من نايملس في البداية ، لكن نايملس تأقلم بشكل كامل مع كل قدرات أغاروث ما جعل المحارب المقنع يكسب الافضلية و يتجاوز ملك الشياطين من حيث القوة .
لكن أغاروث تطور بعدها و تجاوزه من جديد ..
العملية تكررت عدة مرات .. مرة يتفوق أغاروث ، و مرة نايملس .. تكرر الامر و تكرر .. إلى أن بلغ أغاروث مستوى لم يستطع فيه نايملس مجاراته و انتهت المعركة حينها ..
تلك كانت اللحظة التي اخترع فيها أغاروث ضربة معينة تعتبر الاقوى على الاطلاق و التي لم يستطع نايملس صدها .
بعبارة أخرى ، المعركة حرفيا هي صراع بين قدرة أغاروث الكاسرة لحدود العالم التي تجعله الوحش الذي يبتلع كل شيء .. و بين تأقلم الظلال الخاص بنايملس ..
و الغلبة كانت للأول بطبيعة الحال ..
"لهزيمة أغاروث .. لابد من توفر عامل آخر حاسم بجانب تأقلم الظلال ."
هذا ما قاله نايملس ، بينما لم يجب فراي و ظل ساكتا ..
ذلك الشيء الحاسم الذي تحدث عنه نايملس يتعلق به هو على الارجح .. و لهذا كان جسده هو الوعاء المختار ..
لربما هذا ما يحاول جيرمان بلوغه ..
"ملك الشياطين يمتلك العديد من القدرات .. التي يمكنك الاطلاع عليها لاحقا .. لكن اودن مسألة مختلفة فانا لا اعلم عنه الكثير ."
قال نايملس ، بينما ظهر بعض الفضول عليه عندما تكلم عن العظيم الغامض ..
"لقد كان كيانا تواجد من قبلي بسنين طويلة .. لكن صداه قد بلغني بطبيعة الحال ، و قد سبق و حاورته ذات مرة .. كان ذلك عندما قتلت أحد العظماء ."
قال نايملس بصوت بارد ، بينما جذب اهتمام فراي بالكامل ..
اودن كان مخلوقا لا يستطيع احد بلوغه .. و فقط العظماء من يسمعون صوته .. لكن نايملس هنا استطاع محاورته ..
حدث الامر منذ امد بعيد .. عندما اباد نايملس حيوات لا تعد و لا تحصى فوق سطح احد الكواكب عندما انشغل بتجارب الحياة و الموت الخاصة به .
كرد على ما قام به نايملس .. ظهر عظيم ذلك الكوكب للتصدي له بعدما تجاوز كل الحدود .
حينها ، تقاتل نايملس مع ذلك العظيم بمعركة مدوية سببت من الموت و الدمار الكثير .
نايملس وقتها كان قويا جدا .. و خرج منتصرا بطبيعة الحال ..
لكن و بعد نهاية المعركة ، حدث شيء عجيب ..
"وجدت نفسي يومها اقف داخل عالم ابيض اللون ساطع البياض ، و هو كان موجودا هناك يتخذ هيأة ضبابية لا شكل لها ..
كل ما استطعت رؤيته منه ، كانت اعينه المضيئة تلك.. "
اودن خسر جسده المادي منذ وقت طويل و لن يستطيع التأثير بالعالم المادي اطلاقا حاليا و هذا ما خيب امل أغاروث بالماضي البعيد عندما بحث عنه ..
فهو لن يستطيع قتاله لان اودن لا يستطيع التواجد بالعالم المادي أساسا و كل ما يمكنه القيام به هو ترك همسات متفرقة هنا و هناك من بينها كان لقاءه بنايملس ..
"هو لم يقل الكثير .. فقط تحدث عن مفهوم الحياة و الموت و كيفية التلاعب بهما ."
تحدث عن اسياد الحياة و الموت الذين شكلوا العالم كما يعرفه الناس حاليا ..
و كيف أن ستارا رفيعا يحجب كل المخلوقات عن رؤية الحقيقة المخفية ..
ثم بالنهاية .. قال شيئا غريبا ..
"لونك أصبح باهتا حقا مقارنة بملك الشياطين ."
قال اودن هذه الكلمات .. قبل ان يختفي تماما مرة أخرى ..
"انا اجهل عنه الكثير لكنه بكل تأكيد كيان لا يجب تجاهله ."
"لا احد يعلم شيئا عن قواه .. لكن هنالك إشاعات متفرقة عنه ..
يقال انه لا يموت ..
يقال انه موجود منذ بداية الزمان .. و لا مخلوق اقدم منه ..
و يقال انه هو من انشأ الاورا بحد ذاتها ."
بسماع ذلك ، تعمق عبوس فراي ..
"أيفترض بي قتال شيء كهذا ؟"
ضحك فراي بتكلف ، بينما بقي نايملس هادئا ..
بدا و كأن كلاهما قد حصلا على مصير مشترك .. مصير قاتم حقا ..