بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل (2)

في فناء القصر الإمبراطوري، وتحديدا في جهة البستان، كانت جميع أنواع الأزهار والورود موضوعة ومرتبة بأناقة، لو جاء أحد المتدربين العاديين من أحد الطوائف الصغيرة، فلربما يموت من شدة الدهشة، سيجد هنا أنواعا مختلفة من الأعشاب المختلفة والثمينة، وحتى الأسطورية بالنسبة للطوائف الصغيرة، زهرة اللوتس الناري، وردة العنقاء ذو التسع ألوان...إلخ.

"أيها الأمير منصور ، توقف ... رجاءاً"

" هل الأمير عمره 9 أشهر حقا؟؟؟"

" من كان يتوقع بأن الأمير سيكون بهذا المستوى من العبقرية"

" حقاً!! من يستطيع الكلام والتحرك بحرية وعمره سنتان يسمى عبقريا، ومن يستطيع فعل ذلك بعمر الثمانية عشر شهرا، فهو عبقري بين العباقرة، وسيتم أخذه للكلية الخاصة التابعة للحرس الإمبراطوري "

كان الأمير منصور يمشي بين تلك الأعشاب يلهو ويلعب، صحيح أن الأمير يستطيع التكلم والمشي بحرية، لكنه مازال صغيرا يحب اللعب كما الأطفال في سنه.

دخلت رئيسة الخدم آني للحديقة ونادت ألأمير منصور" سيدي الأمير، الإمبراطور والإمبراطورة يودان مقابلتك "

جرى الأمير منصور، بابتسامة سعيدة على وجهه مع رئيسة الخدم آني، للقاء والده.

كانت رئيسة الخدم آني، تعتبر المربية الثانية للأمير منصور، فهي من تعتني به وترافقه للأكل والاستحمام وما إلى ذلك.

************************************************************

دخلت رئيسة الخدم بالأمير منصور على الإمبراطور والإمبراطورة، وهما يحتسيان شاي الورد الذهبي، مستمتعان بالحديث.

أبصر الأمير منصور والديه وهما جالسان على كرسي مصنوع من اليشم الخالص، تحت شجرة كبيرة مستظلان بظلها.

"بابا، ماما" هرع الأمير منصور إلى حضن والديه بسرعة كبيرة.

ابتسمت الإمبراطورة سارة وهي تنظر منصور " منصور، ما بك مستعجل هكذا؟؟ "

قبل أن يصل الأمير منصور إلى الإمبراطورة، تعثرت قدماه الصغيرة واصطدم بحافة المنضدة، وأسقط إبريق شاي الورد الذهبي.

" آه، اميري الصغير هل أنت بخير" اقتربت رئيسة الخدم من الأمير بسرعة، وهي تفحص جسده بسرعة خوفا عليه من أن يكون قد أصيب.

نظر الإمبراطور بعبوس على وجهه إلى الأمير منصور " منصور انتبه على خطواتك، ألا تعلم كم ثمن إبريق الشاي هذا؟؟"

"صراخ،، بكاء بكاء، أنا... أنا... آسففف" وكأن الأمير الصغير كان ينتظر شرارة لينفجر وبدأ بالبكاء.

" ألا تعلم أن شاي الورد الذهبي هذا غالٍ جدا، حتى لو كنت أنا الإمبراطور فهناك كمية محددة منه في السنة، لو لم تكن ابني لربما عاقبتك بالحبس ل10 سنين"

" اهدئ يا عزيزي، إن منصور مجرد طفل صغير، ليس من اللائق أن ترفع صوتك عليه هكذا" تكلمت الإمبراطورة بهدوء شديد، ثم لفتت وجهها نحو رئيسة الخدم آني، وأمرتها بالخروج.

" صغيري منصور، لا تخف ، هيا اهدئ، كن رجلا لا تبكِ فأنت هو أمير هذه البلاد، ولا يليق لك البكاء من شيء صغيرٍ كهذا"

" لكن.... لكن..(شهيق) أبي غاضب مني !!" استمر منصور بالبكاء

" هيا هو ليس غاضب منك، كان يمزح فقط، أليس كذلك يا كريم" تكلمت الإمبراطورة بأريحية بعد خروج رئيسة الخدم، وأخذت تحاول تهدئة منصور.

" نعم صحيح يا منصور، أنا كنت أمزح فقط" ابتسم الإمبراطور ابتسامة غاضبة.

" أنت قلت بأن من يضيع شاي الورد الذهبي سيحبس 10 سنين شهيق.شهيق.. "

" هيا لا تكن صعبا الإرضاء هكذا تعال إلى أمك "

جرى الأمير منصور نحو والدته واختبأ خلفها وهو يختلس النظر نحو أبيه.

ابتسمت الإمبراطورة وقالت " لم تختبئ خلفي وأنت ممسك بملابسي بشدة هكذا؟؟ "

" أحب ماما، لا أريد أن أكون بعيد عنها "

قطب الإمبراطور كريم حواجبه ونظر إلى منصور بغضب " ألا تحب والدك أيضا؟ "

أخفض منصور رأسه وهو يرتجف.

عبست الإمبراطورة في وجه الإمبراطور " لا تخفه، إنه مجرد طفل صغير "

"حسنا!! لندخل في الموضوع المهم، منصور" نادى الإمبراطور ابنه منصور بنبرة حازمة.

خرج منصور من خلف أمه الإمبراطورة ووقف باستقامة شديدة وكأنه جندي أمام جنراله.

" ابني منصور، أنت مختلف عن باقي الأطفال، أنت عبقري بين العباقرة، ما رأيك بأن تبدأ بأخذ دروس في أساسيات التاريخ وأساسيات التدريب، ودروس أيضا في سلوك الأمراء".

" أنا لا أريد ذلك! انا أريد أن ألعب"

ابتسم الإمبراطور ابتسامة مجبرة وقال " أنت ابن لأقوى إمبراطور في هذا العالم!! يجب أن تكون أميرا لائقا"

أومأت الإمبراطورة برأسها وقالت " هذا الأمر صحيح يا منصور، حتى وإن كنت لا تريد ذلك فيجب عليك فعلها، أمك تشجعك! "

" حسنا!! سأفعلها من أجلك يا أمي " ظهرت ابتسامة مشرقة على وجه منصور عندما سمع أن أمه ستشجعه

" هيا اذهب يا صغيري وأكمل لعبك، غدا ستبدأ بالدراسة حسنا "

"حسنا ، حسنا ، آني تعالي إلى هنا ، سنذهب لنلعب في فناء القصر " وافق الأمير منصور ، وانطلق بسرعة ليكمل لعبه.

بعد ذهاب منصور، نظر الإمبراطور إلى الإمبراطورة ،وقال: " لم أكن أتوقع أنه سيكون بهذه العبقرية حقا!!"

هزت الإمبراطورة رأسها وقالت " ماذا ستفعل هل تكمل الخطة أم ستوقفها "

رد الإمبراطور " لا استطيع إيقاف خطة كنت أنوي تطبيقها من سنين طويلة، لا بد أن ننفذها "

نظرت الإمبراطورة إلى الجهة التي ذهب إليها منصور وقالت " لكنه ابننا... ابننا الوحيد منذ عشرات السنين، وهو عبقري لهذه الدرجة "

" كل هذا أمر هين إن نجحت الخطة فستبقى الأمور على مجاريها وسنصبح الفائزين، وإن لم تنجح فلا مشكلة بذلك، كل ما في الأمر أنه ستطول المدة التي سنقوم فيها بالسيطرة على هذا العالم،، وحينها يمكننا البحث عن أفضل الأطباء في هذا العالم لمعالجة حالتنا، وإنجاب أطفال، لاتنسي نحن سنصبح أقوى أمة في العالم بأسره.

"تنهد" أصدرت الإمبراطورة تنهيدة عميييييقة، ورفعت رأسها للنظر إلى السماء.

"ستكون هناك بحار من الدماء، وستتدمر الأمم الصغيرة، وربما قد تنجر الطوائف أيضا في هذه المعركة، يجب أن نتأكد من الأمور جاهزة تماما" استمرت الإمبراطورة قائلة " لكني أخاف يا كريم!!"

"مم تخافين يا سارة ؟"

" لم يكن هناك تواصل بيننا وبين باقي العوالم في الظاهر لمدة مئات السنين، وقد اختفت مصفوفات النقل القديمة ولا أحد يعلم مواقعها، حتى لو علم الناس مواقعها فإنهم لا يعلمون كيفية تشغيلها، ألا تظن بأن هناك أشخاص من باقي العوالم هنا "

" قد يكون ما تقولينه صحيحا، لكنه ليس صحيحا في نفس الوقت، نحن لا نستطيع الإنتقال إلا عبر هذه المصفوفات، لكن تكلفة فتح مصفوفة واحدة قد تأخذ ثروة الأمة بأكملها حاليا، لذلك نحن سنحاول أن نسيطر على العالم "

" تقصد هذا العالم!!"

"هههههههههه، لا تدققي في الأمر كثيرا، فلقد استمر الناس في هذا العالم طوال مئات السنين في الاعتقاد بأن هذه الأرض، هي العالم بأكمله، ونحن أيضا بدأنا نعتاد بتسميتها بهذا الاسم بعد كل تلك الفترة"

" القليل فقط من يعلم بأن هذا مجرد عالم من عدة مئات من العوالم الأخرى "

" هذا لا يضر، سواء علموا بذلك أم لم يعلموا، أكثر العوالم هي عوالم أدنى منا مرتبة، لكن هناك عوالم بمثل قوة عالمنا تقريبا، لكن كما ذكرت سابقا، تكلفة المصفوفة الواحدة لا تقدر بثمن، ولذا ليس على الخوف منهم في الوقت الحاضر "

" حسنا، دعك من هذا، أنا متأكدة بأن الأمم الصغير والمتوسطة ستأتي، وحتى الطوائف المتوسطة أيضا ستأتي، لكن هل أنت متأكد من أن باقي الأمم والطوائف العظمى ستأتي أيضا؟"

" لست متأكدا من ذلك، لكني متأكد بأنهم سيحاولون تنفيذ خطة ما أيام الاحتفال، مع أني متأكد بنسبة 70% عن ماهية خطتهم !!"

" إذا ما رأيك ، هل تقوم بإعدام الجواسيس الذين في القصر أم ستتركهم ؟"

" دعهم، هم يظنون بأنا لا نعلم بأنهم أرسلوا جواسيس بمستوى 7 عالم السيد، أنا حتى لم أكن أعلم عندما كنت في مستوى 8 عالم السيد، لقد خبأوا جذورهم في القصر الإمبراطوري من فترة طويلة جدا " مع ذلك " ليسوا هم الوحيدين الذين فعلوا ذلك " ظهرت ابتسامة كبيرة على وجه الإمبراطور.

بقيت ثلاث أشهر فقط على الاحتفال، قام الإمبراطور من كرسيه ونادى مساعده: " اذهب واجمع الوزراء"، انطلق المساعد مسرعا لينذر بالاجتماع.

***************************

" سأقوم بالإشراف شخصيا على مناطق الاحتفال والخطط المتعلقة بها " كان الإمبراطور جالسا على كرسي فخم مصنوع من خامة نفسية، مساند الكرسي كانت منحوتة بشكل أسد الرعد الشيطاني، إضافة إلى هالة الكرامة التي تصدر من الإمبراطور، كان الجو مضغوطا لأقصى حد.

لم يجرؤ أحد من الوزراء على الاعتراض، فمن يريد أن يفقد رأسه؟؟ ، معروف أن الإمبراطور إذا أصدر أمرا فأمره مطلق، ناهيك عن الفرق بين مستويات التدريب خاصتهم فغالبية الوزراء والقادة مستوياتهم لا تتعدى المستوى 5 من عالم السيد وأقواهم في مستوى 7 من عالم السيد.

" اذهبوا واستمروا في العمل، بعد شهرين من الآن ابدأوا باستقبال الوفود، لا أريد أن يحصل أي خلل في هذا الاحتفال العظيم " لوح الإمبراطور بيده مشيرا لهم بالانصراف.

".... هل حقا يشرف بنفسه على الاحتفال "

"... لا بد أنه يهتم بهذا الاحتفال كثيرا "

استمرت الوزراء والقادة بالهمس فيما بينهم بعد خروجهم من قاعة الإمبراطور.

ومن ناحية أخرى على كرسي العرش " ثلاثة أشهر أخرى وسيتحقق حلمي "

===========================================

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رأيكم في الفصل يسعدني

المؤلف/ King-of-emperors

في أمان الله

2018/11/20 · 519 مشاهدة · 1363 كلمة
نادي الروايات - 2024