الفصل التاسع.
.
.
.
.
كان مثيرا للاهتمام ومربكا للوسيان. من الواضح أن ساعات الصباح افضل وقت في الحانات.
كانت فتاة شقراء نحيلة تطل من الداخل من باب الحانة. ثم تنهدت وكانت على وشك المغادرة ، لكنها فوجئت بملاحظة أن لوسيان بقف هناك ، في انتظارها للخروج من الطريق.
"يااه! لوسيان! "
لوسيان كان يستعد بالفعل لهذا الوضع. ابتسم واستقبل ، "صباح الخير! ماذا تفعلين هنا؟ "
مسح خدي الفتاة الصغير بالاحمر فجأة ، "أنا ... أنا فقط كنت في طريقي. و سمعت أن هناك شاعرا جديدًا هنا اليوم في الحانة ... هكذا ... على أية حال ، سأذهب ، وداعا لوسيان. "
قبل أن يقول لوسيان وداعا لها ، هرعت الفتاة الصغيرة مع خديها الأحمران. لوسيان خمن أن الشاعر الذي ذكرته يجب أن يكون جذابًا للغاية.
ومع ذلك ، فإنه لا علاقة له مع لوسيان. كان هنا للعمل. دفع بلطف الباب ودخل الحانة.
لم يكن انطباع لوسيان الأول تجاه الحانة جيدًا: جو غامض ، برائحة كحول قوية وطاولات ومقاعد فوضويّة. استغرق الأمر بعض الوقت لتعتاد على البيئة المظلمة.
استيقظ العديد من السكارى بسبب الضوضاء. بسقوا بعض الشتائم وعادوا إلى النوم على الطاولات. كان هناك رجل مدمن كحول في معطف أسود ضيق ، وربما في الثلاثينات من عمره ، كان يجلس على كرسي بار وكان يحتسي نبيذه بلون الاصفر. دون أن يقول أي شيء ، لمّح لوسيان.
لوسيان نظر حوله. قريبا ، وجد قزم يشخر بصوت عال وراء العداد. كان جالسًا على كرسي عالٍ مع رأسه المستدير يميل على الحائط. كان لعابه اللامع يسقط على لحيته الشقراء التي كانت مربوطة و مجدلة.
مع العلم أن القزم لن يستيقظ من تلقاء نفسه ، طرق لوسيان العداد بصوت عالٍ بأصابعه.
بدأ السكارى في الشتم و اللعن. استيقظ القزم العحوز ببطء بعيون شبه نائمة ، "أوه ، لوسيان! أخيرًا ، لقد كبرت الآن! وأخيرا ، أنت تفهم روعة النبيذ! في صحتك! لعملائنا الجدد ... "
"إنه بالفعل الصباح ، عم ... كوهن." كان لوسيان مترددًا في كيفية مناداة صاحب الحانة.
كوهن فرك عينيه ونظر حوله ، "أنا لست في حالة سكر ... اتت لا تكذب علي اليس كذلك؟
. يا لها من ليلة رائعة!"
بعد فترة طويلة ، صحى كوهن أخيرًا. عندما سأل لوسيان عن الوظائف ، ألقى كوهن نظرة مؤلمة قليلاً وقال: "أم ... ليس لدي وضائف جيدة الآن. كل ما حصلت عليه هو بعض الوظائف الغريبة. ال 09:00 صباح الغد ... دعني أرى. ثلاثة فيلي لنقل الأشياء من البقالة إلى منطقة البوابة. ولكن كما تعلم ، عليك أن تعطي واحد فيلي للعصابة هناك في نهاية اليوم. ثم ... كل ما يمكنك الحصول عليه من العمل هو اثنان فيلي ، يكفي فقط لشراء خبز بني قديم.
"شيء آخر ... نعم ، هنا. ستعمل رابطة الموسيقيين على التنظيف اليوم. يمكنك استئجار عربة ومساعدتها في جمع القمامة. يمكنك الحصول على ثمانية فيلي بعد الإيجار. ولكن أيضًا ... ثلاثة فيلي إلى الأوغاد. "
"هناك شيء آخر أيضًا ... لا ، لا أعتقد أنك مؤهل لذلك".
هز لوسيان رأسه ، وكان لديه سبعة فيلي فقط . لم يكن لديه حقا العديد من الخيارات. كان العمل في الجمعية هو الأفضل.
"كوهن ، هل لديك وظائف مع دفع أفضل؟" طلب لوسيان مرة أخرى بفضول.
ضحك كوهن بصوت عال ، "نعم ، بالتأكيد ، يا صغير. ولكن هذه هي للرجال الحقيقين ، لأنها تتطلب القوة والشجاعة ، وليس لصبي صغير. أنت لا تعرف حتى كيف تشرب ".
ثم ، خفض صوته. "لقد رأيت الكثير من الناس يتجهون نحو سلسلة جبال الظلام من البار. كانوا مرتزقة ومغامرين من ذوي الخبرة. لكن ، عدد قليل جدًا منهم عادوا أحياء ". كوهن استمر ، "بالطبع حققوا جميعًا ثروة كبيرة.
"لا تقلل من شأنهم. وكان الكثير منهم فرسان رفيعي المستوى. " جاء صوت لطيف ولكن جذاب من وراء لوسيان ، بدت اللهجة أنيقة ومغرية.
استدار لوسيان وشاهد رجلاً ذو شعر فضي يمشي نحوه من إحدى غرف الحانة. كان يرتدي سروالاً رفيعاً وسترة حمراء مغطاة بطبقة سوداء عالية العنق. بدت تلك الملابس الرسمية عادية بشكل مثير للدهشة ولكن أنيقة عليه. كان يتمتع بميزات راقية للغاية: عيون فضية ، أنف طويل ومستقيم ، شفاه رفيعة ... بدا الرجل كأنه قزم ساحر بشعره الفضي الحريري ، مثل قمر كامل في الليل.
كان يحمل القيثارة في يده ، اختار الرجل كرسي عشوائي وجلس.
"مهلا ، راين! تريد شراب؟" أمسك كوهن بزجاجة.
"شكرا ، ولكني أشرب فقط في الليل." ابتسم. لقد كان السلام سائدًا في القارة منذ ما يقرب من ثلاثمائة عام. هناك فرسان أكثر مما يحتاج الناس. دوقية أورفاريت ، أقرب دوقية إلى سلسلة جبال الظلام ، مليئة بالأساطير والكنوز الغامضة. يأتي العديد من الفرسان الجدد والشرفاء إلى هنا للبحث عن المجد والشرف والثروة ".
وضع القيثارة جانبا واستمر قائلاً: "علاوة على ذلك ، كان بعضهم فرساناً محطمين ، بعضهم أدين ، بعضهم كانوا مسافرين ، بينما كان بعضهم فرسان مظلمين لم تقبلهم الكنيسة".
كان كوهن غير راضٍ قليلاً عن رفض راين. غمغم ، "لوسيان ، هذا راين كارينديا. كفرد ، سافر كثيرا. وقد ابتعد للتو عن سيدات تريا الشغوفات في مملكة سيراكيوز. "
"مملكة سيراكيوز؟" سأل لوسيان.
انفجر كوهن ضحكا. اهتزت لحيته الطويلة مع ضحكه. أجاب بابتسامة غامضة على وجهه المجعد. "نعم ، سيراكيوز. أمة رومانسية عاطفية حيث الحب هو الأولوية القصوى ".
انضم إليهم سكران عندما بدأوا يتحدثون عن سيراكيوز. لقد سخر بصوت عالٍ وسأل بشغف "راين ، السيدات و النساء ... هناك ، هناك في تريا ، هل كن حقًا بهذا الجمال ... و ... ال@#$؟"
ابتسم راين عرضيا وأجاب بنبرة فريدة من نوعها ، "نعم ، كن كذلك. كانت عيونهن مثل نجوم الصباح ، والشعر مثل الحرير ، والشفاه مثل الورود ، والجلد الفاتح مثل الحليب. لا زلت أتذكر العطور التي وضعنها وأنفاسهم الرطبة الدافئة. لقد دعاني عدد قليل من السيدات والدوقات إلى قصرهم السري ... "
في حالة السكير مع الحماس ، "هل ذهبت اذن؟"
كان لوسيان يعرف أن أكثر المواضيع شيوعًا بين الرجال هو النساء. بينما كان يستمع ، كان يفكر أيضًا في تعلمه كيفية القراءة.
أجاب راين ، بنفس الابتسامة ، "أخبرتهم أنني لا أحب الأشياء القذرة التي استخدمها شخص آخر. أحب الحياة الجميلة والنظيفة والصافية ، بغض النظر عن الرجال أو النساء. إنها ألذ الأشياء في العالم. "
(من ناحية بوووم قصفها ومن ناحية اخرى شيت راين لايفرق يبلع الاخضر و اليابس )
"هراء ، راين. لم تكن هناك طريقة تجرأت على التحدث إليها بهذه الطريقة. "
"حسنًا ، إذا كنت قد أجبت بهذا الشكل ، فستكون في السجن الشهير في تريا الآن! تعال ، راين! "
هؤلاء السيدات ، يمكن للعديد منهم التنافس حتى مع الفرسان. اتحداك!"
هز راين كتفيه في مواجهة كوهن وضحك في حالة سكر قليلاً ، "لهذا السبب أنا هنا الآن ، وليس في سيراكيوز".
صفع كوهن العداد بشدة ، كان كوهن يضحك بشدة لدرجة أنه اختنق. لقد استيقظ كل السكارى هناك بسبب الضرب. "مثل هذه القصة الجيدة راين المحبوب!" تحول وجه كوهن إلى اللون الأحمر ، "اهتفوا! للقصة الرائعة! ومشوب مجاني "
كل السكارى كانوا يعلمون. تدافعوا في طريقهم إلى العداد للاستيلاء على مشروب مجاني.
"في صحتك! ل ...راين ، المبتذل! "
"المبتذل!" ضحكوا وصاحوا.
في وقت لاحق ، عندما هدأت الحانة أخيرًا مرة أخرى ، فوجئ كوهن جدًا عندما وجد أن لوسيان كان لا يزال هناك.
"ماذا بعد؟ يا صغير؟" سأل كوهن.
"أم ... نعم. لدي فكرة جديدة. أنا ... أنا أفكر في ... تعلم القراءة. "
"آه؟ القراءة؟" الآن كان كوهن أكثر دهشة ، "هل تحدثت مع راين؟ أنتما حالمان. "
"واااو ... يا له من حلم رائع و مجيد للوسيان الفقير الصغير الشجاع!"
بينما أظهر البعض دعمهم ، "لوسيان ، جيد لك! الأحلام تصنع رجلاً حقيقياً!
ضحك كوهن معهم لفترة من الوقت ثم التفت إلى لوسيان ، "عامين ، لوسيان. سوف يستغرق الأمر عامين على الأقل لتتعلم القراءة. سوف تبدأ من الصفر. هل لديك أي فكرة عن كم من المال والجهد سيكلفك؟ "
نظر لوسيان إلى عينيه ، هز رأسه بثبات ، "أنا أفهم. أخبرني الكثير من الناس أنني أكبر من ان اتعلم. لكن كوهن ، كما قال الناس ، ان تصل متأخرا أفضل من عدم الوصول. إذا لم أحسم رأيي ، فلن تكون هناك بداية ".
كطالب جامعي في عالمه الأصلي ، كان لوسيان واثقًا من أنه ، مع كل المعرفة التي أتقنها من قبل ، سيكون قادرًا على فهم قواعد اللغة والبدء في القراءة قريبًا.
أومأ كوهين برأسه قائلاً "أرى ... أنت كبير السن جدًا لدخول مدرسة الكنيسة ... هذا أمر مؤكد. اذن ... هناك طريقتان: إما أن تصبح متدربًا لمدة عشر سنوات ، أو تدفع مقابل مدرس. لكن ، الطريقة الأولى ... كما تعلم ، تعتمد على ماذا تريد أن تكون متدربا. أنا لا أرى ضرورة للحدادين لتعلم القراءة. لن يدفعوا لك مقابل ذلك. إذا كنت تستطيع تحمل تكلفة مدرس ... فستكون خمسة نارس شهريًا. خمس عملات فضية! والسعر نفسه في المدينة كلها. "
لوسيان لا يريد أن يصبح متدرب. كانت عشر سنوات أطول من اللازم ، ولكن كان عليه أيضًا التأكد من أنه لا أحد سيكتشف أنه كان يحاول تعلم السحر. كونه متدرب يعني أنه كان عليه أن يعيش في مكان سيده. وهذا لن يكون جيدا.
“خمسة نارس. من المحتمل أن يستغرق الأمر نصف عام لتوفير خمس نارس إذا كنت تعمل من يوم إلى آخر وتتناول أرخص نوع من الخبز البني. "
"وكم يمكنك أن تتعلم في غضون شهر؟" أضاف كوهن ، "هل ما زلت مصرا؟"
أجاب لوسيان بحزم ، "نعم ، أنا مصر".
مائة فيلي يساوي نارس واحد. لقد كانت بداية صعبة. ولكن لا يزال ذلك ممكنا.
ترجمة: Mr_3twy
(اعذروني اذا كان هناك اي اخطاء)