الفصل الثالث: القصر الغامض
استيقظ آدم على صوت قلق يملأ الغرفة. عندما فتح عينيه، وجد نفسه محاطًا بالخدم، وعلى رأسهم الأمير ألكسندر الذي كان جالسًا بجواره، ملامحه تنضح بالقلق.
"هل أنتِ بخير؟" سأل ألكسندر بصوت منخفض، لكن نبرته كانت جادة.
جلس آدم ببطء على السرير، ونظر حوله للحظة، يحاول استيعاب ما يحدث. "نعم، أنا بخير..." قال بصوت متردد.
ابتسم ألكسندر قليلاً وقال: "يجب أن تكوني بخير. زفافنا لم يتبقَّ عليه سوى بضعة أسابيع."
تجمد آدم في مكانه، وكأن كلمات ألكسندر أصابته بصاعقة. "زواج؟! ماذا يقول هذا الرجل؟ كيف يمكن أن أتزوجه وأنا رجل مثله؟!" فكر آدم، لكنه تذكر فجأة أنه ليس في جسده الحقيقي. الآن، هو الأميرة فيكتوريا، تلك الفتاة الجميلة التي تبدو محط أنظار الجميع.
بينما كان آدم غارقًا في أفكاره، كان ألكسندر يراقب ملامحه بقلق. "هل هي متعبة؟ لماذا تبدو مرتبكة بهذا الشكل؟" تساءل الأمير في داخله، لكنه لم يقل شيئًا.
وفجأة، قطع تفكيرهما طرق على الباب. دخلت خادمة شابة، وانحنت قليلاً قبل أن تقول: "أميرتي فيكتوريا، العربات قد وصلت لتأخذكِ إلى قصركِ."
نظر آدم إلى الخادمة بذهول. "قصر؟ أي قصر هذا؟" فكر في نفسه، لكنه لم يقل شيئًا.
مد ألكسندر يده، ممسكًا بيد آدم بلطف وقال: "أتمنى لو تبقين هنا فترة أطول."
شعر آدم بالغضب من هذه اللمسة المفاجئة، فانتزع يده بقوة من يد ألكسندر. نظر إليه الأمير بدهشة، ملامحه تحمل صدمة واستغرابًا. "ما الذي فعلته فيكتوريا؟ لماذا تتصرف بهذا الشكل؟"
نهض آدم دون أن يلتفت إلى ألكسندر، وتوجه نحو الخادمة التي كانت تنتظره عند الباب. تبعها دون أن ينبس بكلمة، تاركًا ألكسندر في حيرة وذهول.
---
الوصول إلى القصر
ركب آدم العربة مع الخادمة، وظل صامتًا طوال الطريق، يحاول فهم ما يجري حوله. بعد رحلة طويلة تحت سماء الليل المظلمة، وصلت العربة أخيرًا إلى القصر.
عندما نزل آدم، نظر إلى المبنى الضخم أمامه. القصر كان هائلًا وفخمًا للغاية، مزينًا بتماثيل ذهبية وشرفات واسعة تطل على حدائق ضخمة. "أين كانت هذه القصور في عصري؟" تساءل وهو يتأمل البناء المذهل.
في اللحظة التي دخل فيها القصر، اصطف الخدم عند المدخل، وانحنوا له وهم يقولون بصوت واحد: "حمدًا لله على عودتكِ، أميرتي."
شعر آدم بمزيج من الدهشة والفرح. "لم أعتد أن أُعامل بهذه الطريقة من قبل... الجميع كان يسخر مني في حياتي الماضية." لكن هذا الشعور بالسعادة لم يدم طويلًا، إذ تذكر فجأة كل المعاناة التي عاشها عندما كان في حياته السابقة.
---
اللقاء مع الأختين
بينما كان يخطو داخل القصر، لاحظ فتاتين تتقدمان نحوه. الأولى كانت تبتسم بحماس واندفعت نحوه لتحضنه بحرارة. شعر آدم بالارتباك الشديد ولم يعرف كيف يتصرف.
قالت الفتاة وهي تنظر إليه بعينين مليئتين بالمحبة: "أوه، فيكتوريا! لقد افتقدتكِ كثيرًا!"
قبل أن يتمكن من الرد، لاحظ الفتاة الثانية تقف بعيدًا، تنظر إليه ببرود واحتقار. كانت تحمل تعبيرًا يوحي بعدم الرضا.
نظر آدم إليها بتعجب، متسائلًا في نفسه: "ما بها هذه الفتاة؟ ولماذا تنظر لي بهذه الطريقة؟"
لكن قبل أن يتمكن من قول شيء، تقدمت الفتاة الباردة بخطى ثابتة وقالت بصوت جاف: "أعتقد أنكِ قضيتِ وقتًا ممتعًا في البلاط الملكي."
---
أمبيرا تظهر بشخصيتها الحقيقية
كانت الفتاة الثانية هي أمبيرا، أخت فيكتوريا التي لطالما كانت تكن لها الحسد والضغينة. ملامحها الجميلة لم تستطع إخفاء السخرية التي تحملها كلماتها.
"لا بد أنكِ استمتعتِ بحضور الأمير ألكسندر. أليس كذلك؟" قالت أمبيرا بابتسامة خبيثة.
شعر آدم أن كلماتها تحمل شيئًا أكثر من مجرد سؤال عابر. كان هناك شيء غامض في لهجتها، شيء يلمح إلى كراهية دفينة.
"لقد كان يومًا طويلًا، وأحتاج للراحة." قال آدم محاولًا تجنب النقاش معها، لكنه شعر أن هذا الصراع مع أمبيرا لن ينتهي هنا.
---