---

الفصل الخامس - لقاء في الظلام

بعدما وصل آدم إلى غرفته، ألقى بجسده على السرير مرهقًا، مشوش الفكر. أسئلة كثيرة تلاحقه كالأشباح: لماذا أنا هنا؟ كيف أعود إلى زمني؟ ولماذا أشعر أنني محاصر في هذا المكان؟.

حاول النوم، لكن عقله كان يغلي بالأفكار. ومع الوقت، انغلق وعيه، وسقط في نوم عميق، لكنه لم يكن نومًا عاديًا.

وجد نفسه فجأة في عالم غريب.

ظلام قاتل يحيط به من كل جانب. بدا وكأنه يقف في فراغ لا نهاية له، وهدوء مخيف يلف المكان. حاول أن يتحرك، لكن قدميه بدتا مثبتتين في الأرض. وفجأة، لاحظ شبحًا بعيدًا يظهر من وسط الظلام.

كانت الأميرة فيكتوريا.

ملامحها بدت شاحبة، وعيناها مليئتان بالحزن والألم. كانت تقف بعيدة، صوتها خافت وبعيد كأنه يأتي من أعماق الزمن:

"آدم... أنت هنا لأنك الوحيد القادر على تغيير ما لا يمكن تغييره. لقد ظلموني، ألقوا عليّ اتهامات زائفة بالخيانة... قالوا إنني خنت ألكسندر مع أحد الأمراء. اتفقوا على موتي، لكنني لم أمت بالكامل. روحي عالقة هنا، في هذا الزمن، لأنني قُتلت مظلومة. لقد جئتَ أنت لتصلح هذا الخراب، لتحميني وتكشف الحقيقة."

حاول آدم أن يتكلم، لكن الكلمات خانته. أخيرًا، قال بصوت مرتجف:

"لماذا أنا؟ لماذا اخترتِني أنا من بين الجميع؟"

اقتربت فيكتوريا بخطوات بطيئة، وقالت:

"لأنك مني، آدم... أنت من نسلي. دماؤنا واحدة، والمصير اختارك لتكون أملنا الأخير. كاميرتك تلك، التي اشتريتها من السوق السوداء، لم تكن كاميرا عادية. إنها بوابة بين الأزمنة. أنت لم تصل هنا بالصدفة، بل لأنني احتجت إليك."

اتسعت عينا آدم بدهشة، وتذكر الكاميرا التي اشتراها. كيف جذبته بتصميمها الغريب؟ كيف شعر بشيء غريب عندما التقط أول صورة بها؟ قال لها:

"ولكن... لماذا؟ وكيف حدث كل هذا؟"

ردت الأميرة بنبرة حازمة:

"ليس الآن وقت الأسئلة. ما عليك أن تعرفه هو أنك إذا لم تفعل ما سأطلبه منك، فستبقى عالقًا في هذا الزمن إلى الأبد. الزمن الذي أتيت منه توقف. لن يحدث أي تغيير في حياتك هناك، لكن هنا... هنا أنت الأمل الوحيد لتغيير مصيري."

سألها بصوت مضطرب:

"وماذا تريدين مني أن أفعل؟"

ردت وهي تقترب أكثر، وعيناها مليئتان بالدموع:

"أريدك أن تكشف للعالم أنني لم أخن ألكسندر. أن تمنع زوجة أبي من قتل أخي روميو. لقد كان أخي عزيزًا عليّ، ولم أتحمل فكرة أن يموت مظلومًا مثلي. عليك أن تفضح الحقيقة: أن أختي أمبيرة هي من دست لي التهم، وأنها أرادت تدميري لأخذ ألكسندر. عليك أن تحمي العرش من الفساد."

وقف آدم مذهولاً، لكن قبل أن يجيبها، بدأت الأميرة تتلاشى ببطء. صوتها استمر يتردد في الظلام:

"عندما تصلح الماضي، ستعود إلى زمنك. لكن إن فشلت... فستبقى هنا للأبد."

استيقظ آدم فجأة، عرقه يتصبب، وقلبه يخفق بعنف. جلس على السرير، يحاول استيعاب ما حدث. كل شيء بدا حقيقيًا جدًا.

همس لنفسه:

"ماذا الآن؟ هل أكون أنا فعلاً من سيغير هذا المصير؟"

---

2025/02/03 · 11 مشاهدة · 435 كلمة
نادي الروايات - 2025