شعرت بألم شديد في رأسي...
رائحة الدم تملأ المكان..
يدايّ حمراء تماماً.. مازلت أرتجف...
حاولت النهوض من مكاني...
لقد كانت قدمايّ ضعيفتان كـ غزال حديث الولادة..
تعثرت أكثر من مرة و لكنني استمريت بالتقدم للأمام..
صادفت عدة أجساد مرمية على الأرض و لكنني تجاوزتهم.. لأكون أكثر دقة كنت خائفاً من النظر لوجوههم....
تقدمت و تقدمت..
في النهاية وصلت للباب..
فتحته فملأت رائحة مقرفة أنفي..
رائحة لحم محروق...
رائحة لحم متعفن.....
حاولت تجاهل المنظر أمامي و لكنني لم أستطع...
كانت الاجساد تملأ الغرفة.. أجساد الأطفال..
بعضهم مرمي و حسب..
البعض مات من الجوع..
البعض قد تسمم...
و بعضهم عذبوا حتى الموت...
تذكرت وجوه الأشخاص اللذين فعلوا هذا..
لقد كانوا يضحكون.. يعاملوننا مثل خنازير غينيا...
ثم تذكرت وجوههم المذعورة و الدم يسيل من أعناقهم..
بدأت في الارتجاف ثانيةً.
حاولت تهدئة نفسي.
" إن لم أفعلها.. كنت سأموت... "
" يجب عليَّ أن لا أضعف.. "
" يجب أن أهرب "
وضعت قوتي كلها في قدميّ و استمريت بالتقدم تجاهلت الرائحة و المنظر أمامي..
فتحت باباً آخر أمامي.
كان خلفه درج مضرج بالدماء...
حاولت الصعود و لكني انزلقت بسبب الدماء..
صرخت بألم.
ثم نظرت لقدمي..
" إنها متورمة.. "
قطعت قميصي و لففت قدمي ثم حاولت الوقوف..
اطلقت انيناً مكتوماً من الألم..
مهما حاولت لم أستطع الوقوف.
لذلك قررت أن أزحف..
كان الأمر مؤلماً كثيراً و لكنني لم أملك أي خيارٍ آخر..
أريد الخروج !!..
بعد فترة شعرت و كأنها دامت للأبد وصلت لبابٍ آخر.
دفعت الباب بيديّ الصغيرتين المرتجفتين.
أخيراً استطعت فتح الباب !..
ووووش
ضربت الرياح الباردة وجهي.
استنشقت هذا الهواء النظيف.
رأيت السماء مرة أخرى.
سقطت دموعي كالنهر ، استمرت دموعي في الانهمار.
هذه الأشياء كلها دليل على أني لا أزال حياً ..
حتى على الرغم من حالة جسدي هذه..
أنا لا أزال حياً ، لقد خرجت من ذلك المكان الفظيع.
و فجأة....
سمعت صوتاً فظيعاً كنا نسمعه مرةً كل فترةٍ بالفعل.
" انظروا من هنا~ "
استدرت لأرى أحد المسؤولين عن هذا المكان ، هو الشخص الذي حولني لهذا الحال الفظيع...
أن أكون صبياً بجسد فتاة..
قال لي بصوته المثير للاشمئزاز.
" إنها جميلتي الصغيرة~ تحفتي الفنية~ ، لا تقولي أنك تحاولين الهروب ؟ "
تجمدت في مكاني.
فقدت كل ذرة احساس في داخلي..
أردت الهرب و لكن جسدي لم يطعني.
لقد تعبت من هذه الحياة و بلا وعي فتحت فمي.
" أجل لقد كنت أهرب أيها العا@ر اللعين "
كان صوتي مبحوحاً و لكنه جيد بما فيه الكفاية ليسمعه هذا المجنون..
سلمت أمري و علمت أن مصيري هو الموت .
وقلت .
" أتمنى لو استطعت قتلك أنت على الأقل "
و كما توقعت تمامًا اتجه هذا المجنون نحوي.
وقف أمامي بوجه عبوس مثيرٍ للإشمئزاز.
" للأسف لن أستطيع اللعب معك بعد الآن في هذه الحالة~ "
" أراك في الجحيم يا تحفتي الفنية~ "
أغلقت عينيّ و قد استسلمت تماماً..
سبلاش
شعرت بسائل يتناثر علو وجهي و لكني لم أشعر بألم.
فتحت عينيَّ و ما رأيته لم يتسبب سوى في زيادة حيرتي .
وقف أمامي رجلٌ له عينان تشبهان عينايّ تماماً .
الفرق هو أنه بينما كانت عيوني ميتة تماماً.
كانت عيناه لا تزالان نابضتين بالحياة .
عينان بنيتان محمرتان..
كان يحمل خنجراً في يده ، و الدم يغطيه و لكن كل ما استطعت قوله بعد النظر لتلك العينين.
" جميل.... "
اقترب مني الرجل بهدوء .
وضع يده الكبيرة على عينيّ.
" ◾️◾️◾️◾️◾️ "
شعرت بالعالم يختفي من حولي..
بعد قليل فتحت عينيّ.
كنت على سرير فاخر في جسد فتىً مراهق .
" إذًا كل هذا كان حلماً.... "
" اتسائل لماذا حلمت بالماضي الآن ؟ "
لمست جبهتي و لاحظت جسدي..
لقد كنت غارقاً في عرقي.
ذهبت للحمام و غمرت رأسي في الماء البارد..
سمعت ملك أرواح الرياح يتحدث معي.
< لقد كنت تتلوى في نومك ، هل هو حلم سيء ؟ >
" آه، هل كنت تراقبني ؟ شكراً على اهتمامك لا تقلق انه مجرد حلم.. "
< و لكنك ترتجف >
" لا بأس ، سأكون بخير "
توجهت الى باب غرفتي .
< اين ستذهب ؟ >
" سأبحث عن شيءٍ آكله.. "
اتجهت للمطبخ الثاني بلا وعي حيث أني متأكد من وجود بعض الخدم في المطبخ الأول .
لحظي كان المطبخ فارغاً .
حضرت لنفسي بعض الطعام و بدأت آكل .
بعد بضع دقائق سمعت باب المطبخ يفتح .
ثم.
سقوط
كانت هنالك حبة بطاطا تتدحرج على الأرض .
نظرت لها ثم في وجه الشاب الذي اسقطها .
"امم.. اهلاً بيكروكس ؟ "
" ماذا تفعل هنا بحق الجحيم سيدي الشاب ؟! "
" امم.. آكل ؟ "
وضع يده على رأسه.
" آه يا رأسي "
*****************
لمحة بسيطة عن الماضي و ظهور بيكروكس~
استمتعوا 💖
بالمناسبة هذي العلامات تعني كلام و لكنه غير مفهوم في الوقت الحالي
هذي ◾️◾️◾️
تلميح الفصل القادم :
ڤيان أيلان