نزلنا من العربة و كان الأطفال بقربي.
" هل أنتم جاهزون~؟ يمكنكم فعل ما تشاؤون~ "
أومأ الأطفال و نظر لي هيونغ و تنهد.
" أشعر بالأسى على النبلاء بالداخل "
بدأت بالضحك و اتجهنا نحو المدخل .
شاهدنا الخادم و انحنى لنا و ثم أعلن .
" ولي العهد البيرو كروسمان و السيد الشاب كايل هينيتوس و السيد الشاب هونغ هينيتوس و السيد الشاب راون هينيتوس و السيدة الشابة أون هينيتوس ، قد وصلوا !! "
توجهت أنظار الجميع نحونا .
مشيت بقرب البيرو بلا تردد ، لا تهمني أفكار هؤلاء النبلاء كل ما يفكرون فيه هو السلطة..
هذا مزعج..
منذ البداية كان العالم فاسداً...
لا يهم أين كنت.. دائماً سيكون العالم حولي فاسداً...
من أخدع...؟
أنا نفسي فاسد..
مجرد شخص يسيطر على الآخرين لمصلحته..
مشاعر..؟
سعادة..؟
هل أستحق شيئًا كهذا ؟...
لقد تعذبت كثيرا....
و لكن..
لكي أهرب من عذابي فقد آذيت الآخرين أيضاً..
لا أستطيع نسيان بعض الذكريات مهما حاولت..
عارضة فولاذية تسقط من فوق المبنى..
كنت أمشي مع تلك الفتاة التي لا أتذكرها جيداً..
على الرغم من عدم تذكري لها و لكنني أتذكر ما حدث بالضبط..
كنا نسير معاً..
شعرت بأحدهم فوق المبنى المجاور..
لاحظته و هو يدفع العارضة الفولاذية..
و لكنني فقط سحبتها لمكاني و ابتعدت..
مازلت أذكر وجهها المشوه و المغطى بالدماء..
كلماتها القاسية التي اخترقتني..
" أنتِ لست انسانة حتى.. أنت مجرد وحش... وحش يحاول الحصول على ما يريد و سيدفع غيره للجحيم بسهولة... اتمنى... اتمنى انت عيشي طويلاً و تتعذبي ببطء... اغرقي في جحيم الوحدة الذي تخشينه.. آريا.."
[البنت تتحدث لآريا على أنه فتاة لأن آريا في جسد بنت و ما قدر يرجع ولد و قرر بكمل حياته كبنت ^التفاصيل لاحقاً^]
دفعت هذه الأفكار و قررت التركيز في الحفلة..
وصلنا الى المنصة و التي كانت أعلى من باقي النبلاء .
بدأ البيرو يتحدث.
" مرحباً بكم جميعاً أشعر بالفرح كونكم لبيتم دعوتي ، و كما يعرف أغلبكم أن هذا الحفل له غرضٌ آخر... "
أشار نحو الأطفال و الذين تقدموا للأمام.
" لقد قام صديقي العزيز كايل بتبني ثلاثة أطفال ، هم الآن رسمياً من النبلاء "
تحولت ابتسامته لابتسامة باردة.
" و بالطبع كايل مثل أخي الصغير و أطفاله هم أبناء أخي ، لا أعتقد أنني أحتاج للشرح أكثر "
و قررت القيام بواجبي كوالد لهؤلاء الصغار.
اطلقت جزءاً بسيطاً من هالتي .
" هؤلاء الصغار هم أطفالي و لن أتسامح مع أي شخصٍ يفكر في إيذائهم و اتمنى أن نتمتع جميعاً بعلاقة جيدة مثل العادة "
لم يستطع النبلاء سوى النظر للاسفل بغضب.
الجميع يعلم..
قوتي لوحدي تكاد تساوي قوة العائلة المالكة.
طبعاً هذا فقط سوء فهم ، قوتي أكبر بكثير..
أخفيت هالتي و قلت للصغار .
" هيا يا صغار استمتعوا بالحفلة ، أون اعتني بإخوتك "
احنت أون رأسها.
" حاضر أبي ، اعتمد عليّ "
ذهب الأطفال و بدأ النبلاء يحيونهم و يقدمون أطفالهم..
و كالعادة فقط شعرت بالقرف..
ياله من عالم مقرف..
وجوههم المبتسمة المليئة بالدوافع الخفية..
شعرت بيد على كتفي.
لقد كنا انا و البيرو الآن في إحدى الشرفات.
" كايل.. أنت لا تبدو بخير ، هل تفكر في شيءٍ ما..؟ "
ابتسمت له..
" أنا.. بخير... أعتقد ذلك "
ظهرت نظرة قلقة على وجهه..
" كايل.. مالأمر؟ أنت لا تخفي عني شيئًا في العادة "
بدأت بالضحك قليلاً.
" الأمر بسيط لدرجة خجلي من التحدث عنه.. "
الحقيقة أنني بدأت أكره العالم و الحياة..
كيف أقول لك ذلك ؟
لن أسمح لأي شيءٍ بازعاجك.. و حتى أنا..
" كايل أخبرني الآن.. "
لا استطيع... أنا أرغب بذلك..
و لكن هل ستفهم....
لا...
الأمر الجيد أنك لن تفهمني..
تنهدت و ثم بدأت الحديث.
كلما استمررت.. يصيح وجهي مظلماً أكثر..
" أنا فقط... بدأت أكره هذا العالم... بدون أي مبالغة.. لن يستطيع أي أحد الوقوف في وجهي.. و مع ذلك لست سعيداً... لديّ العديد من الأشخاص حولي.. و لكن لا أحد يعرف عني كل شيءٍ... مهما فعلت مازلت لا أجد فائدة من الحياة.. أشعر و كأنني مجرد شخص عديم الفائدة... هذا متعـ- "
صفعة
" هاه....؟ "
ما قاطعني كانت صفعة البيرو..
واو لقد صفعني....
يبدو غاضباً...
" مالذي تعنيه ؟ هاه ؟ لا فائدة من الحياة ؟! منذ متى كنت ضعيفاً هكذا ؟ أنت شخصٌ مجنون لا يجب عليه الشعور هكذا ! عش كما تريد ! أفعل ما تريد ! و كلما شعرت أن حياتك بلا فائدة فقط تعال اليّ.. كايل منذ البداية و أنت تتصرف لوحدك... "
أمسك كتفاي..
" اعتمد عليّ قليلاً.. و لا تتجرأ حتى على التفكير في تركي وحيدا... لا أعلم ما بك و لكنني سأتفهم كل شيء أخبرني فقط.. "
هذا...
في هذا العالم كله البيرو هو الشخص الوحيد الذي يشبهني..
نحن فقط..
كنا مظلومين.. ربما لهذا كنت أساعده..
و في النهاية نحن فقط أحببنا بعضنا..
اليوم ليس مناسباً لأتحدث عن شيءٍ مثل الماضي أو أفكاري عن العالم..
و لكن...
و مثل أي شخصٍ متعب..
لم أحتمل الأمر..
هذا الأمير أمامي هو أقرب شخص لي...
أنا سأفعل أي شيٍ و كل شيءٍ لأجله و لكن..
هو أيضاً سيفعل ذلك...
بدأت الدموع تخرج مع عينيّ رغماً عني..
و لكنني كنت أبتسم...
لقد انفجرت جميع مشاعري دفعة واحدة..
و قلت بدون أن أشعر..
" أنا أتذكر حياتي السابقة "
لا اعلم لماذا أخبرته حتى...
و لكنني فقط متعب..
و دموعي لا تتوقف..
تقدم البيرو نحوي و عانقني..
هذا دافئ...
ثم سمعت صوته المريح..
" لا أعلم ماذا تتذكر... يمكنك اخباري او لا.. افعل ما تشاء.. أنا سأبقى بجانبك دائماً.. "
أبعد نفسه قليلا و مسح دموعي..
" في النهاية حياتك قد تكون بلا فائدة بالنسبة لك و لكن.. انها ثمينة جداً لي... "
ابتسم لي.
" في النهاية حتى إذا كنت تجد نفسك بلا فائدة ، فأنا قد أحببت عديم الفائدة الذي يقف أمامي الآن "
بدأت عيناي في الاهتزاز بعنف..
لم أتوقع أن يعترف حقاً..
دفنت رأسي في صدره.
" هاهاها.. إذًا هذا جيد... لأن عديم الفائدة كان يحبك أيضاً... "
رفع رأسي نحوه و سألني بوجه مرتبك..
" حقاً؟ هل أنت متأكد ؟ أنا لا احلم صحيح ؟ "
بدأت بالضحك ثانية .
" حسناً أنت بالتأكيد لا تحلم ، و الآن هل تريد أن تسمع ؟ عن حياتي السابقة.. "
ابتسم لي البيرو و قبلني على خدي .
" هيا اخبرني "
" في البداية العالم كان مختلفاً ، انه لا يشبه هذا العالم. السحر و الهالة و التنانين و باقي المخلوقات الأخرى كلها مجرد خيال هناك ، هنالك شيءٌ واحد فقط يحدد تميز الشخص و قوته ، و من يمتلكه كان يعتبر من نخبة البشرية "
" و ما هو ذلك الشيء ؟ "
" ستستغرق الحكاية طويلاً... سأعود معك للقصر البوم و اخبرك "
" حسناً لا بأس هيا بنا نعود للداخل "
أمسك بيدي و عدنا للحفلة .
و ما رأيته كان شيئا ممتعاً حقاً...
لقد كان أبناء النبلاء الحمقى يحاولون الفوز على اطفالي في الجدال ؟!
هاهاهاهاهاها~
" سيكون شيئاً ممتعاً "
" سيكون شيئاً ممتعاً "
قلنا أنا و البيرو في نفس الوقت و اتجهنا لموقع الأطفال.
#########{############
ما اعرف كيف اصنف الفصل.. حزين أو سعيد ؟
المهم~
اتمنى اعجبكم الفصل💖
تلميح الفصل القادم :
غش