خبروني إذا كان في شئ غير مفهوم.
قراءة ممتعة💞
.
.
.
الحلقة 361 الجزء الثانى سلسلة أسوأ تسلية 7
.
.
.
الأسقف سيريسا.
اي نوع من الاشخاص هي؟
'عظيمة'
اجل، كانت شخصًا يليق بها هذا الوصف.
بدت سيريسا التي ترتدي الرداء العادي للكهنة، بسيطة، ومع ذلك أنيقة ومرتبة.
<وُلدت لأبوين موسيقيين متجولين، لكنها فقدتهما في سن مبكرة. لكن رغم كل ذلك، كانت تساعد تاجر آلات موسيقية تعرفه في أداء بعض المهام، و نفس الوقت، كانت تمد يد العون للأطفال المشردين بلا مأوى.>
<كان السبب وراء ذلك هو رغبتها في مشاركة النور مع أولئك الذين لم تصلهم أشعة الشمس وبقوا في الظلال.>
<عندما سمع أسقف إله الشمس بذلك، أُعجب بها ومدّ يده إليها، وهكذا بدأت سيريسا كمتدربة كهنوتية حتى وصلت إلى منصب الأسقف.>
كانت سيريسا الان في مرحلة ما بين منتصف العمر و الشيخوخة.
كان وجهها مليئًا بالتجاعيد والبقع العمرية مقارنة بعمرها الحقيقي.
لكن الهالة التي أحاطت بها كانت تنضح بقدسية غامضة يعجز المرء عن وصفها.
حتى دون أن تبتسم، كان وجهها يشع دفئًا وهدوءًا يُذكّرك بأشعة الشمس الدافئة.
<أثناء ارتقائها لمنصب الأسقف، لم تسلك أي طريق سياسي. و لم تكن تتمتع بقوة قدسية فطرية هائلة، لكنها امتلكت قوة خاصة بها عوضت هذا النقص.>
<كان لديها معرفة واسعة باللاهوت، سواء فيما يخص إله الشمس أو غيره من الأديان.>
<مهما كان منصبها، كانت تحرص دائمًا على تخصيص ما لا يقل عن ثلاثة أيام أسبوعيًا للأعمال الخيرية. و لم تكن تتردد في مد يد العون لأي شخص محتاج، سواء كان من أتباع الكنيسة أم لا.>
<بفضل كل هذه الصفات، حصلت على دعم مطلق من إمبراطورية بريز و أتباع كنيسة إله الشمس، مما مكنها من الوصول إلى منصب الأسقف.>
ربما كان ذلك الشعور بسبب مسار حياتها الذي سلكته.
'لكنها من أتباع إله الفوضى، أليس كذلك؟'
كان هناك العديد من الطلاب بجانب سيريسا، وكانوا يبدون كأنهم من أتباع إله الشمس. ومع ذلك، بدا أن عدد كبير منهم يكنّ لها الاحترام بسبب حياتها ومعرفتها.
"ما الأمر؟"
تحدثت سيريسا إلى كايل الذي استدعاها لكنه ظل صامتًا.
حتى صوتها كان هادئًا و وديعًا.
"إنه لشرف لي أن ألتقي بك."
شعر كايل بنظرات الطلاب الموجهة إليه.
حتى أساتذة الأكاديمية لم يتمكنوا من التعرف عليه.
'أنا فضولي'
ماذا سيحدث لو مددت يدي لمصافحتها في موقف كهذا؟
[صافح مؤمنة إله الفوضى (سيريسا)!]
شعر كايل بالفضول.
في تلك اللحظة—
- أيها البشري، إنه ذلك الفارس المقدس!
شعر كايل بارتعاش طفيف خلفه—
كان ذلك من تشوي هان.
"سيادة الأسقف."
"أوه، السير بولتين."
السير بولتين، الفارس المقدس الأعلى، الذي وقف أمام تشوي هان، أون، وهونغ سابقا.
ظهر فجأة داخل قاعة المحاضرات.
في الحقيقة، كان هناك بالفعل بعض الفرسان المقدسين في هذه القاعة.
"يا إلهي! إنه السير بولتين!"
"لماذا أتى إلى هنا؟"
"مذهل!"
حتى بعد انتهاء المحاضرة، لم يغادر الطلاب، و بدأت همساتهم تزداد.
حتى وصل صوت أحدهم إلى أذن كايل.
"هل جاء بسبب الهجوم الذي حصل قبل أيام؟"
الهجوم الذي شنته منظمة مجهولة على معبد إله الشمس.
حتى الآن، لم تصدر كنيسة إله الشمس أي تصريح رسمي حوله، لكن الشائعات كانت منتشرة في كل مكان.
"لقد جئت لاصطحابك."
نطق السير بولتين بهذه الكلمات بنبرة هادئة.
عندها فقط، ابتسمت سيريسا.
"يا للعجب، لا داعي للقلق بشأن هذه العجوزة."
رغم أنها لم تكن كبيرة جدا في السن لمنصب الأسقف، إلا أنها وصفت نفسها بالعجوزة.
"السير بولتين، هل يمكنك الانتظار قليلًا؟"
"همم."
وجهت سيريسا نظرها نحو الطلاب الذين تجمعوا حولها.
أومأ بولتين برأسه، عند رؤية تلك النظرة المليئة بالرحمة و الحنية.
"مفهوم."
ثم وقف على بعد خطوة واحدة خلف سيريسا.
- أيها البشري، هل ستستطيع مصافحتها؟
بالطبع، هذا أمر مفروغ منه
و لم يكن كايل حذرا من السير بولتين, لأنه يملك راون وتشوي هان بجانبه.
'و أيضًا—'
عادت نظرات سيريسا إلى كايل مجددًا.
هي لم تتجاهل أي طالب، بل كانت تحاول التواصل معهم، ناظرة في أعينهم واحدًا تلو الآخر أثناء الحديث.
كان ذلك رائعًا.
رائعًا للغاية.
"سيادة الأسقف."
تألقت خصلات كايل الشقراء تحت الضوء، وانحنتا عيناه الزرقاوان بلطف.
"هل يمكنني أن أطلب مصافحتك؟"
تردد السير بولتين للحظة.
'إله الفوضى.'
كان الجميع في حالة توتر بسبب أولئك الذين هاجموا معبد إله الشمس قبل مدة، وهم يرددون اسم الفوضى.
و بسبب ذلك الحادث، قرر السير بولتين تخصيص وقته لمرافقة الأسقف في أول نشاط خارجي لها بعد الواقعة، من أجل حمايتها.
و في ظل هذه الظروف، ظهر طالب يطلب مصافحتها.
'يجب أن أمنعه.'
هكذا فكر، لكنه لم يستطع التسرع والوقوف في طريق سيريسا بسهولة.
"إنه لشرف كبير أن ألتقي بشخص أكن له هذا القدر من الاحترام، و أود أن أترك ذكرى صغيرة من هذا اللقاء."
تحدث الطالب بصوت هادئ.
لم يكن يبدو شخصًا سيئًا على الإطلاق.
بولتين.
أحد الأسباب التي جعلته يرتقي إلى منصب الفارس المقدس الأعلى و يصبح بهذه القوة، هو امتلاكه حدسًا فريدًا.
كان يتمتع بقدرة غريبة تُمكّنه من التمييز بوضوح بين الخير و الشر.
'همم.'
لهذا، وجد ما حدث قبل بضعة أيام أمرًا غريبًا للغاية.
'... لم أشعر بأي شر.'
على عكس الكهنة المتخصصين في المعبد، الذين استجابوا فورًا عند اقتراب الشر، فإن إحساسه لم يستشعر أي شر على الإطلاق.
لهذا، اعتقد السير بولتين أن الوضع أكثر خطورة مما يبدو.
"سيادتك."
التقت عينا الأسقف سيريسا بعينيه.
"لا بأس."
ثم نظر الطالب إلى بولتين، و انحنى برأسه بحذر.
'لا يحمل اي سلاح.'
و لا يبدو أنه متمرس في السحر أيضًا.
'همم.'
حتى الأجواء المحيطة به هادئة ومستقرة.
"....؟"
فجأة، شعر بإحساس غريب.
و في تلك اللحظة, تقابلت نظرات بولتين مع أحد الطلاب الذكور.
فتى ذو شعر أحمر.
رغم أنه تجنب نظرات بولتين سريعًا، إلا أن بولتين لم يفوت ذلك الوهج في عيني الطالب و هو يراقبه قبل لحظات.
'لكن، لا يوجد شر.'
لم يكن هناك أي شر في عينيه.
كل ما شعر به كان الحذر تجاهه.
'ما هذا؟'
تساءل بولتين، لكن—.
"شكرًا على المحاضرة الرائعة."
"بل أنا من يجب أن أشكركم على الاستماع. آمل أن يكون وقتكم قد كان ذا معنى."
تصافح الطالب الأشقر و الأسقف سيريسا.
و كانت الأسقف سيريسا هي من أمسكت بيد الطالب أولًا عندما مدها نحوها
حدّق كايل مطولًا في تلك اليد.
- إنها ترتجف.
تجاهل كايل كلام البخيل.
و بدلًا من ذلك، استحضر مهاراته في ذهنه.
[المهارة: رعب الفوضى (غير مفعلة)]
إذا اتبع الطريق الذي يقوده لاستخدام هذه القوة، فسيتمكن من لقاء القديس.
او علي الأقل، سيحصل على وسيلة لإنقاذ تشوي جونغ جون.
كان ذلك هدفه الأساسي.
"سيادة الأسقف، إنه لشرف لي."
تلامست يد كايل مع يد سيريسا. كان مشهدًا مهيبًا في نظر أي شخص يشاهده.
"! "
لكن عيني كايل اتسعتا فجأة.
[تم تحقيق المهمة الفرعية!]
و في اللحظة نفسها، ظهرت أمامه نافذة شفافة.
لكن تلك النافذة—.
'حمراء؟'
شديدة الاحمرار.
بيب-!
كان صوت الإنذار قصيرًا لكنه قوي، و وصل إلى أذن كايل فقط.
و ظهرت المهمة التالية على الفور.
[تحقق من مظهر المكان المقدس في ذكريات مؤمنة الفوضى!]
ماذا؟
[من أجل تقدم المهمة، سيتم تفعيل المهارة مؤقتًا!]
هاه؟
… هل سيتم تفعيل "رعب الفوضى" للحظات؟
[تجربة المهارة!]
لا.
لحظة, هل هو شيء مثل معاينة المهارة مسبقًا؟
لا، لماذا يفعلون هذا الآن بالضبط؟
'اللعنة!'
شعر كايل بقشعريرة تسري في مؤخرة عنقه.
في لحظة.
في تلك الثواني القليلة، خلال المصافحة القصيرة، و بينما كانت نوافذ النظام تظهر بشكل متزامن، أدرك كايل الأمر.
'هذا سيء للغاية.'
لكن لا يمكنه التراجع عن المهمة الآن, فقد طلبت منه رؤية مظهر المكان المقدسة.
'لكن، هل قال رؤية المكان المقدس في ذكريات مؤمنة الفوضى؟'
كيف من المفترض أن يراها؟
لم يكن هناك داعٍ لأن يتساءل كايل طويلًا.
[المهارة: رعب الفوضى (أسطوري)' سيتم تفعيلها.]
[رغم أنها مهارة ذات نطاق واسع، إلا أنها ستُطبق فقط على "سيريسا" هذه المرة، من أجل تقدم المهمة.]
و مع تلك الكلمات—
"كوهك!"
أصدرت الأسقف سيريسا أنينًا غريبًا، و بدأ جسدها يرتجف بقوة.
ووووم—
انبثقت هالة رمادية من جسدها.
- أيها البشري! لماذا تثير الفوضى فجأة؟
حقًا، الوضع خرج عن السيطرة.
"سيادة الأسقف!"
في اللحظة التي اندفع فيها السير بولتين متفاجئًا.
تشنيغ!
وقف تشوي هان في وجهه.
"ماذا!"
رأى بولتين سيفه الكبير الذي اخرجه علي عجل يصد من قبل سكين الصغير.
تمكن تشوي هان من إيقاف سيف بولتين الكبير بسكينه الصغيرة فقط.
"آآآه!"
"سي، سيادة الأسقف!"
"يا إلهي!"
و في المشهد الذي تلى ذلك، نسي بولتين حتى الهجوم.
في اللحظة التي أطلق فيها الطلاب صرخاتهم المرعبة.
سقطت الأسقف سيريسا على ركبتيها.
"آه—"
ثم أصدرت زفرة إعجاب.
كان الضباب الرمادي يحيط بها.
"يا أله الفوضى!"
كان وجهها مليئًا بالفرح بوضوح.
رغم من أنها كانت ترتجف من الخوف في جميع أنحاء جسدها، إلا أن وجهها كان يفيض بأقصى درجات الفرح.
"سي، سيادة الأسقف؟"
شعر بولتين بالحيرة.
و شعر كايل بالحيرة أيضًا.
"آه، هذا الشعور بالخوف، السيطرة، العجز.....!"
و هي على ركبتيها، أمسكَت سيريسا بيد كايل بكلتا يديها. و بدأت دموعها تسيل بغزارة.
كانت دموعها مليئة بالفرح.
"يا إله الفوضى......!"
كانت تنظر إلى الهالة الرمادية المحيطة بكايل.
لكن كايل كان مشتت الذهن و هو يقرا نافذة الشرح الجديدة للمهارة التي ظهرت.
[إذا كان الشخص الذي يستخدم مهارة "رعب الفوضى" من أتباع إله الفوضى، يمكنه التأثير على الهدف و فرض السيطرة عليه بنسبة احتمالية (30%).]
[المهارة حالياً: F (لكن، سيتم تغييرها مؤقتًا إلى A من أجل تقدم المهمة)]
[احتمالية التأثير تتغير بناءً على مستوى مهارة الاستخدام.]
واو.
[عند إدخال الشخص في حالة من الخوف، يمكن قراءة بعض من ذكرياته بمجرد النظر إلي عينيه.]
و دون أن يشعر، نظر كايل إلى عيني سيريسا.
تبادل الشخصان النظرات.
[يتم قراءة الذاكرة.]
[*هذه مجرد معاينة، لذالك سيتم عرض الذكريات المتعلقة بالمهمة فقط.]
... يتم التأكيد على كلمة معاينة بشكل مبالغ فيه.
في اللحظة التي فكر فيها كايل بهذا.
في تلك الحظة الخاطفة.
في الحقيقة، لم تكن سوى ثوانٍ قليلة.
"كويك!"
اهتز جسد كايل كما لو أنه تعرض لصاعقة.
و أصبح وجهه الشاحب في الاصل أكثر شحوبًا.
- أيها البشري!
"كاي، لا، ص، صديقي!"
اقترب تشوي هان من كايل مصدومًا.
و أصبح الوضع من حولهم أكثر فوضوية.
كان هذا متوقعًا.
و في اللحظة التي كان فيها كايل على وشك السقوط إلى الوراء.
"الفوضى ستخلق عالماً جديداً......!"
نهضت سيريسا وهي تحدق في السماء.
وأصبحت الهالة الرمادية التي تحيط بها أقوى.
لكن علي عكسها-
"آه!"
كان كايل يرتجف بعنف، وقد أصبح شحوب وجهه أسوأ.
رفرفة. رفرفة.
أخذت ملابس سيريسا الكهنوتية الواسعة تتطاير بعنف.
وأصبحت القوة التي تحيط بها تزداد.
"!"
قوة هائلة جدا لدرجة أنها جعلت بولتين يشعر بالقشعريرة.
و كانت عيناه لا تزالان علي يد الطالب التي تمسك بها سيريسا.
'آه، لا، هذا-'
في البداية، ظن أن هناك شيئًا قد يحدث للأسقف بسبب هذا الطالب.
لكن-
'ألن يموت هكذا؟'
كان الطالب يبدو كما لو أن حياته تنزع منه بواسطة سيريسا.
و كان قد أغلق عينيه بالفعل، شاحبًا و يرتجف بشدة.
رغم أنه بدا شاحبا و ضعيفا منذ البداية، إلا أنه الآن بدا وكأنه في خطر شديد.
تشينغ!-
وفي تلك اللحظة.
"ما هذا!"
لوّح الطالب الذي كان يعترض طريقه، تشوي هان، بسكينه
ثم تراجع إلى الوراء.
و عندما بدا و كأنه يتجه نحو صديقه، رفع بولتين سيفه علي الفور استعدادًا.
تااانج-.
ألقى تشوي هان بسكينه نحو بولتين.
و في نفس تلك اللحظة، اندفع نحو كايل، مستهدفًا سيريسا التي كانت تمسك به-
'لا سيف لدي!'
"كان من المفترض على تشوي هان أن يستخدم سيفه، لكن بما أنه كان يرتدي الزي المدرسي، فقد تركه وراءه.
ومع ذلك، لم يكن بدون سيف تمامًا.
مد يده إلى جيب الفضاء الذي في صدره.
داخل هذا الجيب كان هناك سيف آخر، لكن ليس سيفًا أعطاه له كايل.
لأنه لم يكن صاحب هذا السيف.
ودون تردد، استلّ تشوي هان السيف ولوّح به بسرعة.
سررر!-
استخدم الطالب "تشوي هان" الذي كان ييعترض طريقه سيفه، تجاه الأسقف سيريسا.
"اه!"
بدلاً من ان تقطع يدها، تمزق طرف ملابسها فقط.
لكن بفضل ذلك، انفصلت يدها عن يد كايل.
"صديقي!"
تفاجأ تشوي هان و دعم كايل.
- أيها البشري! أيها البشري!! هل أُلغي التخفي؟ هل أستخدم الانتقال الآني؟
كان راون في حالة ارتباك شديد.
"لا، لا بأس—"
تمكن كايل بالكاد من قول ذلك.
في تلك اللحظة، اندفعت بعض الذكريات إلى عقله.
وفي الوقت نفسه، ظهرت نافذة رسالة جديدة.
[عندما يقع أحد أتباع إله الفوضى تحت السيطرة الكاملة لـ"رعب الفوضى"، فإنه سيتصرف وفقًا لهدفه النهائي أو مهمته.]
ما هذا؟
تبًا.
ما الذي يجري هنا بحق الجحيم؟
لم يكن لدى كايل حتى القوة للاعتراض، فقد اجتاحته الذكريات.
"سيادة الأسقف!"
توجه بولتين بسرعة نحو الأسقف سيريسا.
رغم أنه كان قلقًا على الطالب، إلا أن الأولوية كانت للأسقف.
وفجأة، بدأت الأسقف تتمايل.
"تبا!"
تفاجأ بولتين و مد يده لدعمها.
لكنه توقف فجأة.
"! "
لانه في اللحظة التي لمس فيها ذلك اللون الرمادي.
'شر.'
كان هذا أول ما خطر بباله.
الأسقف التي كانت تتمايل قبل لحظات وقفت بثبات وحدقت في بولتين.
"هاها...!"
والتقت عيناه بعينيها بينما كانت تضحك بطريقة غريبة.
كانت عيناها رمادية.
رغم أنهما كانتا خضراوين في الأصل.
تلك العينان، التي لطالما ذكرت المرء بأوراق الشجر النضرة، والتي كانت دائمًا تحمل لمحة من الهدوء، قد تغيرتا في لحظة.
ثم لوحت الأسقف سيريسا بيدها.
"! "
بالأحرى، كانت تمسك بسيف تشكل من طاقة رمادية، ثم لوحت به.
موجهة ضربتها نحو قلب بولتين.
كوووونغ!-
دوى صوت قوي.
بالكاد تمكن بولتين من صد الهجوم.
شعر بقشعريرة تسري في ظهره.
الأسقف سيريسا.
لم تكن قد حملت سيفًا من قبل، ولم تتعلم أي نوع من فنون القتال أو الفنون القتالية الجسدية.
ومع ذلك، فإن سيريسا التي أمامه الآن تهاجم بمهارة مذهلة.
'من هذه؟'
من هذه المرأة التي أمامي؟
راودته الشكوك.
و في تلك اللحظة—
"سأقتلك حتمًا!"
بدأ جسد سيريسا يتغير.
برزت عروق رمادية على بشرتها، و بدأ جسدها بأكمله يتحول إلى اللون الرمادي.
طق.طق. طق.
و بالتزامن مع ذلك، بدأ حجمها يزداد.
كانت مهمتها ضمان ألا يصبح معبد إله الشمس عقبة أمام معبد إله الفوضى.
السير بولتين.
أعظم فرسان المعبد كان هو الشخص الذي وجب التخلص منه لتحقيق تلك المهمة.
"همم"
تنهد بولتين دون وعي.
ثم تمتم وكأنه يعض على كلماته غيظًا.
"الشر واضح."
الأسقف سيريسا، بشكلها الحالي.
كان إحساسه كفارس مقدس يخبره بوضوح أنها الشر.
و علاوة على ذلك، خلف كتفها.
"..."
التقت عيناه بعيني الطالب الذي كان يراقبه بحذر بينما يحتضن صديقه.
"هاه..."
تنهد بولتين قبل أن يدير ظهره للطالب.
كان هناك العديد من الطلاب في ذلك الاتجاه، وكانوا يفرون بسرعة عبر الباب الخلفي هاربين من قاعة المحاضرات.
"! "
اتسعت عينا تشوي هان.
بدا أن بولتين وقف في مواجهة سيريسا فقط لكسب الوقت حتى يتمكن الطلاب من الفرار.
ومع ذلك، بدا أيضًا وكأنه يعرض ظهره لكايل وتشوي هان لحمايتهما.
'ما هذا؟'
أثار الأمر حيرة تشوي هان، لكن بالنسبة لبولتين، كان هذا التصرف بديهيًا.
"لا أعرف من تكون، كما أن هوية صديقك مشكوك فيها."
حدق تشوي هان في ظهر بولتين العريض، الذي وقف حاجزًا بينه وبين سيريسا.
لم يكن يبدو أنه تعرف على تشوي هان، أنه هو الشخص الذي اقتحم المعبد في وقت سابق.
وصل صوت بولتين إلى تشوي هان.
"لكن، بما أنك تحمل إرادة الشمس، فمن واجبي حمايتك."
آوه.
في تلك اللحظة، نظر تشوي هان إلى السيف الذي سحبه سابقا.
سيف الشمس.
كان لا يزال بحوزة تشوي هان في الوقت الحالي، قبل تسليمه إلى ألبيرو.
و هذا هو السبب الذي جعل بولتين يقرر حماية تشوي هان و كايل.
.
.
.