خبروني إذا كان في شئ غير مفهوم.
قراءة ممتعة💞
.
.
.
الحلقة 371 الجزء الثانى سلسلة سيف واحد 2
.
.
.
"خسرت، لقد خسرت—"
أعلن التلميذ الأول لطائفة الرياح الطاوية عن هزيمته بنفسه.
"……"
"......."
لكن الهتاف لم تأتِ على الفور.
على الرغم من هذه كانت أسرع مباراة تنتهي في التصفيات التي أُقيمت في الساحة الثالثة.
و على الرغم من أن الضوضاء العنيفة والرياح العاتية التي أثارها الهجوم المدمر جعلت الساحة تهتز.
لم يتمكن أحد من التحدث بسهولة.
"الفائز، كيم هاي ايل!"
لكن بمجرد أن أعلن الحكم اسم الفائز—
"وآآآآآه----!"
"ووهآآآ----!"
انفجرت الجماهير بهتافات صاخبة، مفعمة بالإثارة و الحماس.
"واو، هل رأيت؟"
"لا، هل رأيت أنت؟"
"لا! لم أتمكن من رؤيته!"
"بالضبط، لم نتمكن من رؤيته!"
أولئك الذين لم يكونوا مقاتلين لم يروا أي شيء على الإطلاق.
ومع ذلك، لم يستطيعوا كبح حماسهم.
"ما مدى قوته بالضبط؟!"
"هذا جنوني! كما هو متوقع من صاحب الرقم القياسي لأسرع اجتياز لاختبار التأهيل، لا بد أن يكون شخصًا مميزًا للغاية! مذهل!"
التلميذ الأول لطائفة الرياح الطاوية…
رأى الناس بوضوح تقنيته القوية، حيث تجمعت الرياح في قبضتيه على هيئة تنين، ومع هالته الرفيعة وقوته الهائلة، تمكن الجمهور من الإحساس بمدى قوة هذه التقنية.
لكن الفائز كان كيم هاي إيل.
"اجل…"
همس الشيخ بصوت ضعيف ومرتجف.
"الحقيقة هي أن من يمتلك القوة الحقيقية… لا يُرى بالعين المجردة."
متذكرًا ما حدث قبل عشرات السنين، قال الشيخ.
"حتى جلالة الملكة… كانت هكذا أيضاً."
عندما خاضت الملكة الحالية تاماهي نزالًا ضد الملك السابق، في المبارزة التي حسمت اعتلاءها عرش ولية العهد، هزمت الملك دون أن تسقط منها قطرة عرق واحدة.
لم يتمكن العامة من استيعاب ما حدث. لكن هناك أمرًا واحدًا أدركوه يقينًا—
'ليس بالضرورة أن تكون القوة مرئية.'
الملكة تاماهي.
في اللحظة التي تأكد فيها الجميع أن الملكة تاماهي ستصبح الحاكمة المقبلة لمملكة لان، اصبحت كلماتها بصمة خالدة في قلوب أهل المملكة.
"…أخيرًا، وريث حقيقي قد ظهر."
كما قال الشيخ، فقد كان من المستحيل ألا تهتف الجماهير بحماس لكيم هاي، الشخص الذي تمكن من هزيمة التلميذ الأول لطائفة الرياح الطاوية بكل سهولة، و بطريقة لم يتمكن حتى العامة من رؤيتها.
لأن هذه المسابقة لم تكن مجرد اختبار، بل كانت مستقبل مملكة لان.
من الممكن أن يكون الحاكم رحيماً، كما فعلت هيون سونغ في الجولة السابقة.
لكن في النهاية، تأسست مملكة لان على مبدأ أن الأقوى هو من يصبح الملك. لهذا، كان الشيء الوحيد الذي يهتف له شعب المملكة هو القوة.
"من هذا؟ كيم هاي ايل؟"
"هوو… من أين ظهر هذا الشخص؟"
علاوة على ذلك، لم يكن كيم هاي ايل شخصًا معروفًا.
لكن—
"يُقال إنه اجتاز اختبار التأهيل في أقصر وقت؟"
"و قطع حجر الاختبار بضربة واحدة؟ هل هذا صحيح؟"
لم يكن شخصًا مجهولًا تمامًا.
كان شخصًا قد أثبت جدارته بنفسه
نظرة خاطفة—
وعلاوة على ذلك، كان الجميع قد رأى بوضوح...
"……"
فجأة، نهض شبح السيف الذي كان هادئًا طوال الوقت.
"……."
"……."
حدّقت أعين المرشحين الآخرين الذين اجتازوا التصفيات بكيم هاي إيل بنظرات قاتلة.
كان رد فعل المنافسين كافيًا ليجعل المحيطين به يدركون مدى اهمية و قوة كيم هاي آيل.
"وااا--"
تضاءلت الهتافات، عندما انصبت انظار الناس نحو كيم هاي إيل—
"……."
بينما كان التلميذ الأول لطائفة الرياح الطاوية ينظر إلى الاسفل، مخفضًا رأسه بعد اعترافه بالهزيمة.
سقط عليه ظلال شخص ما.
رفع رأسه لينظر—
"لقد كان تنينًا رائعًا."
كانت يد كيم هاي إيل ممدودة أمام عينيه.
"!"
بينما كان التلميذ الأول يحدق بعينين مذهولتين، لم يظهر كيم هاي إيل أي تعبير خاص.
و واصل كلامه بهدوء—
"كما أنه تنين يمكنه أن يصبح أكثر تحررًا.."
تنين الرياح.
الفن القتالي الذي استخدمه التلميذ الأول لطائفة الرياح الطاوية.
"لكن، لماذا قيدته؟"
تحدث كيم هاي إيل بصوت هادئ.
"الطريق مهم، ولكن..."
طائفة الرياح الطاوية.
مكان يقدّر الطريق الروحي، ويسعى أعضاؤه للتدريب المستمر و صقل أنفسهم.
"لكن الرياح ليست شيئًا يمكن تقييده، أليس كذلك؟"
"!"
فور سماعه كلمات كيم هاي إيل الهادئة، شعر التلميذ الأول كما لو أن صاعقة قد اخترقت جسده كله.
"بما أنك تحمل في داخلك رياحًا عاتية بالفعل، فلم لا تحاول تحريرها ولو لمرة واحدة؟"
"آه…"
ودون أن يشعر، خرجت منه زفرة اعجاب، ثم أمسك سريعًا بيد كيم هاي إيل بكلتا يديه.
"أش… أشكرك، أيها المحارب العظيم."
ودون أن يدرك، انحنى برأسه مرة أخرى، بينما كان جسده لا يزال يرتجف بقوة.
لكنه لم يكن انحناءً نابعًا من الهزيمة أو الإحباط، كما أن ارتجافه لم يكن بسبب الخوف.
بل كانت رجفة نابعة من قشعريرة شديدة أثارتها موجة من الإثارة و الإدراك.
"لا داعي للشكر. لقد قلت فقط ما كنت تعرفه بالفعل."
جعلته كلمات كيم هاي إيل ينهض من مكانه، ممسكًا بيديه بإحترام شديد. ثم قال وهو يهز راسه—
"لا، ليس كذلك. فالكلمات لها وقتها المناسب. و قول الكلمات التي يحتاجها الشخص في اللحظة الحاسمة ليس بالأمر السهل."
"هوه…"
زفر كيم هاي إيل برفق، بينما ارتسمت على شفتيه ابتسامة خفيفة .
"يبدو أن لديك بصيرة عميقة."
عند سماع هذه الكلمات الهادئة، خفض التلميذ الأول رأسه مرة أخرى باحترام.
"أشكرك على توجيهك."
"لا شيء يستحق الشكر."
زاد انحناء التلميذ الأول احترامًا, بينما سحب كيم هاي إيل يده بشكل طبيعي.
"لقد كانت مباراة جيدة."
قال التلميذ الأول لطائفة الرياح الطاوية، الذي خسر المعركة، بابتسامة هادئة
فأومأ كيم هاي إيل برأسه قليلًا علي كلماته.
ثم، دون أي تردد، نزل من منصة القتال واتجه نحو غرفة الانتظار.
"أيها الشيطان السماوي! أيها الشيطان السماوي القوي! البشري يقول إنك بارع جدا في التظاهر باللطف، اراد مني إيصال هذه الرسالة إليك!"
ابتسامة ساخرة~
ارتسمت ابتسامة ملتوية على شفتي الشيطان السماوي، لكنها سرعان ما اختفت.
رفع رأسه ونظر إلى حيث كان كايل جالسًا.
و حين التقت أعينهما، ارتجف كايل لا إراديًا.
'هل نظر لي؟'
طلبت من راون نقل هذه الكلمات إلى الشيطان السماوي على أنها مدح، لكن بما أن هذا الشخص لديه بعض الجوانب الملتوية، لم أكن متأكدًا من رد فعله.
في تلك اللحظة، سمع كايل صوت الشيطان السماوي عبر النقل الصوتي الداخلي.
- في الأصل، أنا بارع جدًا في التظاهر. سواء كنت أتصرف وكأنني شخص طيب، أو كأنني شخص عطوف.
هاه.
ضحك كايل بسخرية، غير قادر على تصديق ما يسمعه الآن.
- لكن، بصراحة… كان ذلك ممتعًا نوعًا ما.
بعد قول هذه الكلمات، دخل الشيطان السماوي إلى غرفة الانتظار ليختفي تمامًا عن أنظار الجمهور.
دووونغ!
"بهذا تنتهي مباريات التصفيات لهذا اليوم! يرجى الحفاظ على النظام أثناء مغادرة الساحة!"
مع انتهاء المباريات التمهيدية لهذا اليوم، سمع صوت قرع الطبول مع إعلان الإرشادات التنظيمية.
و بينما بدأ البعض يغادر الساحة، اختار آخرون البقاء ليتبادلوا النقاشات الحماسية حول أحداث المباريات السابقة.
"……."
"همم، أيها القائد؟
النمور السماوية العشرة.
الحرس الخاص الذين لا يتحركون إلا لأجل زعيم التحالف، كانوا هادئين تمامًا دون أي حركة أو كلمة.
ظل القائد تشونغ هو ينظر الي المدخل الذي اختفى فيه كيم هاي إيل لبعض الوقت، ثم حول نظره بعيدًا.
"……."
"……."
نظر إليه أتباعه الاربعة ، في انتظار ما سيقوله.
و بعد لحظة من الصمت، فتح فمه أخيرًا وسأل.
"هل لاحظتم شيئًا؟"
لم يجرؤ أحد منهم على الإجابة.
عندها، نقل تشونغ هو رسالته إليهم عبر النقل الصوتي.
- إنه سيف.
"!"
اتسعت عينا اثنين من أتباعه بصدمة.
- سيف؟ أليس فن القبضة؟
-اعتقدت أنه أسلوب القتال اليدوي!
هز تشونغ هو رأسه نافيًا.
"إنه سيف. لا شك في ذلك. لقد كان أسلوبًا من فنون السيف."
أسلوب من مستوى عالٍ للغاية، حتى تشونغ هو نفسه لم يكن بوسعه تقليده بسهولة.
كيم هاي إيل.
لم يفعل سوى حركة واحدة من الأعلى إلى الأسفل.
مجرد إيماءة واحدة بيده.
لم يكن يحمل أي سلاح، لكن جسده، وقفته، وحتى يده—
كل شيء فيه كان سيفًا بحد ذاته.
"سنعود..."
شعر تشونغ هو بتوتر متزايد.
'الي الزعيمة.'
الشخص الوحيد الذي يدين له بالولاء.
كان عليه أن يذهب إليها فورًا، و يخبرها بذلك.
'كيم هاي إيل'
ذلك الشخص مختلف.
لأول مرة منذ لقائه بالزعيمة، أحس تشونغ هو مجددًا بذلك الشعور العميق و الغريب المسمي ب"العدم".
للمرة الثانية في حياته، شعر بتلك القشعريرة الغريبة.
و في المكان الذي اختفي منه كل افراد النمور العشرة السماوية—
"……."
ظهرت هيون سونغ من طائفة زهرة الثلج القرمزية، التي كانت قد اختفت من ساحة المبارزة سابقا.
بخطوات هادئة، سارت الي المكان الذي كان يقف فيه تشونغ هو.، ثم نظرت في الارجاء.
"...هل كان تحالفنا مجرد قناع لاخفاء قبحهم؟"
"أيتها الموقرة."
ظهرت امرأة من بين الظلال.
وبصوت خافت، تحدثت إلى هيون سونغ.
"...يُقال إن طائفة الظلال قد تلاعبوا بالمشاركين."
سألتها هيون سونغ
"هل تصدقين ذلك؟"
"...انا أُصدق الأدلة، لكن لا يمكنني الجزم بحقيقة تلك الأدلة."
أغمضت هيون سونغ عينيها للحظة.
لقد كان ظهور النمور العشرة السماوية في عاصمة مملكة لان، وانتشارهم في ساحات المبارزة الثلاثة، أمراً غير طبيعي.
ثم فتحت فمها قائلة.
"يجب أن نستعد للنهائيات."
وفي ذات الوقت، ارسلت رسالة عبر النقل الصوتي
- يجب أن نبحث في أمر تحالف الشرفاء.
ثم وجهت نظرها نحو مركز المملكة.
'جلالة الملكة...'
عاصمة مملكة لان.
في هذا المكان، كان رجال الملكة متمركزين في كل زاوية.
'ما الذي تفكر فيه بالضبط؟'
هي تعلم كل شيء، ومع ذلك... لماذا لا تتدخل؟
'ربما...'
موقع وريث العرش.
الملك القادم.
ذلك اللقب المغري و الجذاب...
'قد يكون فخًا.'
رغم سعيها وراء القوة و السلطة، إلا أنها مازالت تدرك انها لا يجب أن تقع في مستنقعها. كانت عيون هيون لا تزال تحمل تركيزًا واضحًا.
***
"ايتها الزعيمة"
كان المستشار العسكري العام لـ "تحالف الشرفاء" متواجدًا خارج المقر الرئيسي، في قصر صغير يقع خارج عاصمة مملكة "لان".
في داخل القصر، كان هناك مبنى رئيسي على شكل حرف "ㄷ"، وفي وسط الحديقة الداخلية، وُجد جناح صغير منفصل.
وقف المستشار العسكري أمام باب ذلك الجناح، وانحنى باحترام قبل أن يتحدث.
"تشيونغ-هو لديه تقرير ليقدمه."
جاءه صوت من الداخل عبر نقل الصوت الداخلي.
- دعه يدخل.
"نعم."
استدار المستشار العسكري ونظر إلى تشيونغ-هو.
"تفضل بالدخول."
"……."
دون أن ينبس ببنت شفة، أومأ تشيونغ هو برأسه قليلًا نحو المستشار العسكري، ثم فتح باب الجناح ودخل بهدوء/
طَق-
عندما انغلق الباب خلفه، تغيرت نظرة المستشار العسكري وهو يحدق في الباب المغلق.
'يا له من شخص لا يطاق.'
كان تشيونغ هو واحدًا من النمور العشرة السماوية.
النخبة المختارين.
هؤلاء العشرة يتحركون فقط من أجل الزعيمة، ولا يطيعون أوامر أي شخص آخر، لذلك، يمكن اعتبارهم وحدة مستقلة داخل تحالف الشرفاء.
أما تشيونغ هو، زعيم هؤلاء العشرة، فقد كان يحافظ على الحد الأدنى من اللباقة، لكنه بطريقة ما، كان دائمًا يُظهر ازدراءً ضمنيًا تجاه المستشار العسكري.
كان ولاؤه الوحيد مكرسًا للزعيمة.
'من حسن الحظ أن الزعيمة تمسك بخيوط تشيونغ هو جيدًا.'
لو لم يكن الأمر كذلك، لكان تشيونغ هو مصدر إزعاج لا يُطاق.
"تسك."
نقر المستشار العسكري بلسانه بضيق، ثم غادر الجناح متجهًا إلى المبنى الرئيسي.
كان لا يزال هناك العديد من الاجتماعات التي عليه حضورها.
"سيدي المستشار."
عند دخوله إلى قاعة الاجتماعات، التفت نحو أحد مساعديه الذي ناداه
.
"لقد وجدت طائفة زهرة الثلج القرمزية دليلا."
ابتسامة خبيثة~
ارتفع طرف شفتي المساعد بابتسامة ماكرة.
"سوف يبدأون بالشك في طائفة الظلال."
كانت جميع الأدلة تشير نحو طائفة الظلال.
"تسك."
لكن ر المستشار العسكري نقر لسانه بغضب، و تحولت ملامح وجهه إلى البرود.
"يبدو أنك تعتبر هيون سونغ حمقاء."
"…ماذا؟"
"الشخص الذي وضع زعيمة الطائفة في ذلك المنصب هي هيون سونغ. ناهيك عن أنها امرأة شديدة الشك، لم يكن يجب أن تُكشف آثارنا تحت أي ظرف!"
عند سماع نبرة صوته الحازمة، انحنى التابع فورًا بعمق و قال.
"نعم! لن يتكرر ذلك أبدًا!"
"جيد. استمر في إرسال التقارير بانتظام"
"حاضر."
ثم حول المستشار العسكري نظره.
كان هناك خريطة لعاصمة مملكة لان على الطاولة، مغطاة بتقارير تتعلق بالعديد من القوى المختلفة.
"…من أجل الهدف الأسمى، لا بد من بعض التضحيات"
ثم أعاد نظره إلى التقارير مجددًا.
في هذه الأثناء، كان تشونغ هو يسير داخل الجناح المنعزل، ثم جثا على ركبتيه أمام الباب في نهاية الممر.
"مولاتي."
درووورر.
انفتح الباب تلقائيًا نحو الجانب.
تم ذلك بالكامل عبر استخدام الطاقة الداخلية.
لكن تشونغ هو لم يُظهر أي دهشة تجاه مقدار الطاقة الهائلة والتحكم الدقيق بها.
"ما الأمر؟"
داخل الغرفة المفتوحة، كانت زعيمة التحالف جالسًة متربعًة، مغمضة العينين.
كانت امرأة في الخمسينيات من عمرها، تدعى هوا إن.
أحد أقوى المحاربين، و التي حملت لقب زعيم تحالف الشرفاء.
"يبدو أننا اكتشفنا فأرًا."
بمجرد أن سمعت هوا إن تلك الكلمات—
"……."
فتحت عينيها, كانت عيناها تبرزان نظرات مقاتلة متمرسة ذات خبرة طويلة.
"فأر؟"
"نعم، مولاتي."
انحنى تشونغ هو أكثر، خافضًا جسده بالكامل. كانت وضعيته أشبه بالسجود.
"يبدو أنه الفأر الذي كنتِ تبحثين عنه."
ساراك-.
نهضت هوا إن من مكانها وسارت نحو تشونغ هو ببطء.
"تشونغ هو."
رفع رأسه.
كانت هوا إن تقف أمامه.
لكنها لم تكن امرأة خمسينية—
بل كانت فتاة في عمر المراهقة.
"نعم، مولاتي."
كانت ملامحها تشبه شخصًا يعرفه "باسوتي".
'سوهي.'
وأيضًا—
'المتجولة.'
كانت هوا إن الشابة تشبه تمامًا سوهي.
ظهرت هوا إن فجأة في أحد الأيام كوريثة سرية لزعيم التحالف السابق.
و كرّست حياتها لتحالف الشرفاء منذ كانت في الثلاثينيات من عمرها.
لم يكن أحد يعرف شكلها عندما كانت شابة.
لكن تشونغ هو رأى حقيقتها، لقد كانت دائمًا شابة هكذا.
سمع تشونغ هو صوتها.
نفس ذلك الصوت الذي سبق وسحق باسوتي.
"كنت أعتقد أن الفأر الصغير في الإمبراطورية الشرقية، لكنه في مملكة لان؟"
"مجرد تخمين، لكن لا يمكنني إلا أن أشعر بالريبة."
لمعت عينا سوهي بنظرة غريبة عند تلك الكلمات.
"من الذي تظنه فأرًا؟"
"كيم هاي ايل."
"هوه."
أطلقت زفرة إعجاب خفيفة، بينما واصل تشونغ هو التحدث بجدية.
"عندما رأيته، شعرت بنفس القشعريرة التي انتابتني عند لقائكِ للمرة الأولى، مولاتي."
"!"
ارتجفت بؤبؤة سوهي للحظة، ثم رسمت ابتسامة.
"هذا يجعل كلماتك موثوقة للغاية."
كان تشونغ هو يتمتع بحدس قوي. وكان مخلصًا لها بشكل أعمى. لهذا السبب سمحت له برؤية حقيقتها، وأبقته إلى جانبها.
"اخرج."
"نعم، مولاتي."
بعد أن صرفت تشونغ هو، تمتمت لنفسها أثناء تواجدها بمفردها في الجناح.
"إذاً، مساعد آنرومان، ذلك الذكاء الاصطناعي، موجود في مملكة لان. وليس أي شخص، بل "كيم هاي ايل-"
آنرومان، صاحب المركز الأول في التصنيف، ومن المقرر أن يصبح ولي عهد الإمبراطورية الشرقية و الذكاء الاصطناعي الذي يساعده.
اثنان يمثلان سُمًّا لهذا العالم الجديد.
كانت سوهي تبحث عن الأكثر خطورة بينهما— أو بالأحرى، الفأر الصغير المزعج، الذكاء الاصطناعي.
"آمل أن يكون هذا هو الفأر الحقيقي هذه المرة."
حتى تتوقف تلك الكائنات الشفافة عن التذمر.
نظرت سوهي إلى الخارج.
كان النهار لا يزال مشرقًا.
"متى ستكون المباراة النهائية؟"
لم تبدأ التصفيات بعد.
لكن بحلول الجولة الرئيسية—
"يبدو أنه يجب علي الذهاب بنفسي"
كيم هاي ايل.
يبدو ان قتله بنفسي هو الحل الأمثل.
***
"يبدو أن من قام بترك آثار توحي بأننا الفاعلون وقتل المشاركين... هم تحالف الشرفاء."
بوجه متجهم، قال باسوتي، زعيم طائفة الظلال.
عند سماع ذلك، تنهد كايل بعمق.
'الموقف هنا معقد نوعًا ما.'
كل ما أراده هو لقاء زوج الملكة.
بالطبع، تأديب ذلك الوغد قليلًا.
لكن لماذا تحدث كل هذه الأمور دفعة واحدة؟ هل علي فقط اقتحام القصر الملكي؟
لكن تشكيلات الحاجز الدفاعي جعلت ذلك صعبًا.
'هممم.'
بينما كان كايل يفكر، سمع صوتًا هادئًا و مسترخيًا.
"لمَ لا نتخلص منهم فحسب؟"
التفت كايل نحو مصدر الصوت.
كان الشيطان السماوي ينظر إليه بابتسامة.
حدق كايل فيه للحظة ثم تمتم بلا مبالاة.
"هل تستمتع بهذا؟"
"اجل، إنه ممتع جدا."
كان الشيطان السماوي يستمتع حقا بهذا العالم الجديد إلى أقصى حد.
"......"
بينما كانت ملامح كايل تزداد انزعاجًا، اقترب منه البيرو و قال.
"عنا نخرج إلى الخارج قليلاً."
"الخروج؟"
بالطبع، كان يقصد الخروج من اللعبة.
ناول البيرو كايل رسالة صغيرة.
<وجدتُ طريقة لربط بوابة القلعة السوداء.>
<كما عثرتُ على دليل يكشف فساد الشركة الشفافة.>
لقد كانت أخبار سارة من روزالين.
لقد حان الوقت للذهاب إلى الخارج، إلى الارض الثالثة، لإنجاز بعض المهام.
.
.
.