خبروني إذا كان في شئ غير مفهوم.
قراءة ممتعة💞
.
.
.
الحلقة 381 الجزء الثانى سلسلة لا بد أنه كان غير كاف 6
.
.
.
المملكة الشمالية، لان، إحدى القوى الثلاث الكبرى في نيوورلد، إلى جانب الإمبراطوريتين الشرقية والغربية.
من بين جميع الاماكن المهمة في هذه المملكة، كان هناك مكان واحد فقط يُعتبر الأهم على الإطلاق— المكان المقدس داخل القصر الملكي.
المكان المقدس لمملكة لان.
كان الدخول إليه متاحًا فقط للملكة وعائلتها، أما غيرهم، فلا يُسمح لهم بالوصول إليه إلا بموافقة الملكة.
الملكة الحالية، تاماهي.
او زوجها، الامير هينبا، حامل المرسوم الملكي.
ألقى كايل نظرة خاطفة على الشاشة الشفافة التي أمامه.
[المهارة: رعب الفوضى (غير مفعلة)]
[لتنشيط المهارة، يجب العثور على المكان المقدس لإله الفوضى. - انظر المزيد-]
[المهمة الجانبية 1: (انتزاع قوة الفوضى)]
'ظهر هينبا في ذكريات سيريسا.'
الأسقف سيريسا، التي كانت تُعرف بأنها من أعظم القساوسة في معبد إله الشمس، كانت في الواقع من أتباع إله الفوضى.
التقى بها كايل في أكاديمية العاصمة الإمبراطورية الغربية، حيث حصل من ذكرياتها على تلميح عن المكان المقدس.
'و الامير هينبا يمتلك خريطة تؤدي إلى المكان المقدس.'
كانت سيريسا قد تلقت مهمتها في ذلك المكان، والشخص الذي قادها إليه لم يكن سوى هينبا نفسه.
شـــــــوواااااااا—
سُمع صوت المياه.
أدار كايل رأسه وألقى نظرة على محيطه.
"إذًا، هذه هي تلك البحيرة."
في قلب القصر الملكي لمملكة لان.
كانت هناك بحيرة وفي مركزها تقع جزيرة صغيرة يقيم فيها أقرباء العائلة المالكة.
"هذا مثير للاهتمام."
علّق ألبيرو، وهو يحدّق في البحيرة باهتمام واضح.
شـــــوواااا—
رغم أنها مجرد بحيرة، إلا أن مياهها كانت تتدفق بلا توقف، وكأنها نهرٌ واسعٌ لا يهدأ.
كانت ضخمةً بما يكفي لتُغطّي مساحة تعادل عدة ساحات قتال مجتمعة.
شـــــــووااااااااا—
لم يكن سطح البحيرة هادئًا.
كانت التيارات المائية تتدفق وتتصادم بعنف وتلتف حول بعضها البعض.
و بينما كان كايل يشاهد ذلك، قال مازحًا
"سأموت لو سقطت فيها، أليس كذلك؟"
أجابته الملكة تاماهي بصوت هادئ
"اجل. ستموت."
"....."
همم..
ارتجف كايل للحظة.
و دون أن تلاحظ ذلك، تقدمت تاماهي نحو البحيرة دون تردد.
"بحيرة السكون."
هذا هو اسم المكان المقدس.
"على سطح الماء، الذي يستحيل رؤية ما تحته، تتدفق المياه وفق إرادتها بلا توقف."
"أحيانًا، تتصادم بقوة، وكأنها في صراع مستمر."
"وأحيانًا، تحتضن بعضها البعض، متحدة في انسجام مؤقت."
"لكنها لا تصبح كيانًا واحدًا أبدًا، ولا تتوقف عن الجريان."
تدفقت من شفتيها كلمات تصف بحيرة السكون.
"إنها مثل البحر."
كان سطحها مترامي الأطراف أشبه بالمحيط.
"ولكنها قد تصبح مستنقعًا أيضًا."
فمن ينجرف مع تياراتها، يُسحب إلى الأعماق كما لو أنه وقع في مستنقع لا مهرب منه.
"من يسقط هنا، سينال السكون بفعل المياه التي لا تكفّ عن الصراع في الأعماق."
"السكون".
تمتم ألبيرو بهذه الكلمة، وكأنه يتذوق معناها داخل فمه، ثم قال
"السكون يعني الموت، أليس كذلك؟"
"صحيح."
رغم وجود جزيرة في وسط البحيرة، إلا انه لم يكن هناك أي قارب للوصول إليها.
نظرت الملكة تاماهي سريعًا إلى الحراس الواقفين بعيدا، ثم ألقت نظرة على ألبيرو وكايل، ثم الي التابع الوحيد الذي رافقهم، المعلم شارون, قبل أن تخطو برفق علي البحيرة.
"لكن هناك طريق لتجنب الموت."
تَشلب~
في اللحظة التي لمس فيها حذاؤها سطح البحيرة—
شـــــــوواااااااا—
وسط أصوات تدفق المياه—
تَقطر. تقطر. تقطر.
سُمع صوت قطرات الماء تتساقط برفق.
- هوه…
سمع كايل زفرة إعجابٍ صادرة من الماء اكلة السماء،
فرفع رأسه للأعلى.
وفجأة—
تقطر. تقطر. تقطر.
ظهرت قطرات الماء في الهواء.
تجمعت قطرات الماء في خط متصل، ثم بدأت بالتساقط على سطح البحيرة.
تَقطر. تقطر. تقطر.
وراحت تشكّل مسارًا أمام تاماهي.
لا صراع، ولا احتضان، فقط سكونٌ تام.
صنعت القطرات التي هبطت بهدوء، طريقًا هادئًا وسط المياه الهائجة.
طريقا ضيق يتسع لشخصين يسيران جنبًا إلى جنب فقط.
"تفضلوا."
مدّت تاماهي يدها، فتقدم شارون أولًا، ثم ألبيرو، وأخيرًا كايل.
تَشلب~.
وضع كايل قدمه على المسار الهادئ الوحيد الذي لا يُصدر أي صوت وسط هذه البحيرة الصاخبة.
'همم…'
في تلك اللحظة، شعر بإحساسٍ غريب.
[لقد وصلتَ إلى المنطقة المحظورة.]
ظهر هذا الإشعار في نافذة الحالة الخاصة به.
[في هذه المنطقة (بحيرة السكون، باستثناء الجزيرة)، لا يمكن استخدام أي نوع من السحر أو الهالة.]
[فقط الأشخاص المصرح لهم يمكنهم الدخول.]
"آه…"
عندما قيل لي ان الطيران بالسحر فوق البحيرة للوصول إلى الجزيرة غير ممكن، تسائلت عن السبب.
لكن الآن فهمت ما كان يعنيه.
تَشلب~. تَشلب~.
أثناء السير، شعر كايل وكأنه يمشي على أرضٍ رطبة بعد هطول المطر.
استنشق الهواء النقي وهو يواصل تقدّمه.
'همم؟'
فجأة ، توقف كايل عندما لمح ولي العهد ألبيرو الذي كان يسير أمامه.
'ما هذا؟'
على خاصرة ألبيرو كان هناك سيفٌ معلّق،
و لم يكن ذلك السيف المُغطى بغمده مجرد سيف عادي—
بل كان سيف الشمس، الأثر المقدس لإله الشمس، والذي لا يمكن إلا للبطل استخدامه.
وَهَج~
من خلال فجوة صغيرة في الغمد، انبعث ضوءٌ خافت من ذلك السيف.
'لا، انتظر…'
لم يكن يُصدر الضوء…
بل كان يمتصّه!
بدا أن كل الأضواء المحيطة تتجمع نحوه بشكل غريب.
"أوه."
أطلق كايل زفرة إعجاب.
"ماذا؟"
استدار ألبيرو، متفاعلًا مع صوته، لكنه سرعان ما تجمّد في مكانه.
"... لماذا؟"
لماذا ينظر إليّ بهذه الطريقة؟
ابتسم كايل بخبث، لألبيرو الذي كان غير قادر على التعبير عن أفكاره الان.
"لا شيء."
سأخبره بذلك لاحقًا.
قرر كايل ذلك، ثم أظهر له ابتسامة لطيفة.
"... هاه."
تنهد ألبيرو بعمق ثم ادار رأسه بعيدًا بسرعة.
'ما به الآن؟'
شعر كايل وكأنه تلقى إهانة غير متوقعة، مما جعله يعبس للحظة، لكنه سرعان ما أعاد تعابيره إلى ما كانت عليها.
'الامير هينبا...'
في الجزيرة، ظهرت عدة مباني جميلة.
و كلما اقتربوا، بدأ يتضح وجود مكان انيق لا يتميز بالبهرجة، لكنه ينضح بهالة هادئة ومهيبة.
حتى أصغر نبتة وأبسط زهرة هناك بدت متناغمة تمامًا مع المحيط.
لم يكن هناك ذهب ولا مجوهرات، ومع ذلك—
"آه—"
بلغ التناغم والجمال مستوىً عاليًا لدرجة أن حتى ولي العهد ألبيرو نفسه أعجب بهما.
"جلالتكِ."
خرج الامير هينبا، حامل المرسوم الملكي، للاستقبالهم شخصيًا.
'يُعرف عنه أنه شديد التفاني.'
رغم انتمائه لعائلة نبيلة قوية، إلا أن هينبا، بعد زواجه من الملكة تاماهي، تخلى عن كل سلطاته وانغمس تمامًا في واجباته الملكية و دوره كحامل للمرسوم الملكي، مما جعله محل تقدير الجميع.
'لكنه أيضا تابع لإله الفوضى.'
بل وأكثر من ذلك، كان متعاونًا مع متجولي الألوان الخمسة، ويعمل سرًا على مراقبة الملكة.
"جلالتك، هل هؤلاء هم الأبطال الذين تصدوا لتحالف الشرفاء؟"
لم يكن مظهر الامير هينبا يوحي بأنه رجل مقاتل، بل كان أقرب إلى رجل أدب وحكمة.
على عكس الملكة تاماهي ذات الحضور القوي، كان وجهه شاحبًا قليلًا، يذكّر المرء ببتلات الزهور التي تتمايل مع الرياح.
"نعم."
ابتسمت الملكة برفق وهي تضع قدمها على الأرض.
انحنى المعلم شارون له باحترام و تقدم، ثم تبعه ألبيرو.
ثم، من الخلف حيث كان مخفيًا في الظل، بدأ كايل بالظهور تدريجيًا.
هينبا.
كان علي وجهه ابتسامة دافئة.
ابتسامة رقيقة~
رسم كايل ابتسامة خلابة كأنها لوحة فنية متقنة.
"!؟"
ظهرت تعابير الحيرة على وجه هينبا.
لأن كايل لم يلقِ التحية، ولا حتى ألبيرو.
اثنان من العامة لم يقدما التحية لحامل المرسوم الملكي.
رغم تجمده للحظة، إلا أن هينبا لم يُظهر أي تغيير ملحوظ في تعابيره، بل و حوّل نظره نحو الملكة و قال.
"جلالتك، هلّا قدمتِ لي هؤلاء السادة؟"
كان صوته الذي يوجهه بلطف، أنيقًا وهادئًا.
"هممم..."
عندما همّت الملكة تاماهي بالكلام، ظهر للحظة تردد على وجهها.
كان الاتفاق أن كايل سيتكفل بالباقي بمجرد وصولهم ولقاء الامير هينبا.
'لم أتوقع أن يأتي لاستقبالنا بنفسه.'
لم يكن في حسبانها أن يخرج هينبا بنفسه لاستقبالهم، بل والأكثر من ذلك، أن يفعل ذلك وحده، دون حراس.
لا بد أنه كان مهتمًا بشدة بالشخصين اللذين تمكنا من هزيمة سوهي.
"هذان هما—"
عندما همّت الملكة تاماهي بمتابعة حديثها—
"المرشد."
نطق كايل كلمة واحدة.
"!"
و لأول مرة رأت تاماهي تلك—
"!"
تلك الاضطرابات العميقة التي ارتسمت على وجه الامير هينبا.
كما لو أن مشاعره كانت مضطربة مثل سطح المياه التي هذا المكان المقدس.
ظهرت على وجهه تعابير مشوشة وعنيفة.
"المرشد؟"
عندما كررت الملكة هذه الكلمة بصوت متردد، خطا كايل خطوة إلى الأمام.
"أو ربما ينبغي أن أقول، الناقل؟"
المرشد أو الناقل.
كان ذلك يعني أن هينبا لم يكن مجرد تابع بسيط لإله الفوضى، بل كان يحمل منصبًا رسميا داخل الطائفة.
فتح كايل فمه مجددًا، مخاطبًا هينبا الذي كان في حالة صدمة.
"ليلة البداية."
في تلك اللحظة، تغير تعبير هينبا بالكامل.
ووووو—
انبثقت هالة رمادية من جسده.
"كيف تجرؤ على نطق ذلك الاسم—!"
ليلة البداية.
كان ذلك هو اسم المكان المقدس لطائفة إله الفوضى.
"من تكون؟"
بدأت طاقة رمادية تتجمع في يد هينبا، مكوّنة سلاحًا.
لكن هذه المرة، وعلى عكس الأسقف سيريسا، لم يكن سيفًا—
بل كان رمحًا طويلًا.
"هاه!"
شهق شارون في دهشة، ثم وقف أمام الملكة بسرعة.
الأمير هينبا.
لقد كان معروفًا بأنه لا يجيد القتال مطلقًا!
"أنا؟"
واصل كايل التقدم نحو هينبا.
و تبعه ألبيرو من الخلف كما لو كان يحرسه، لكن كايل لم يُعره أي اهتمام.
لأنه كان ينتظر شيئاً.
[لقد واجهتُ مرشد الفوضي(الأمير هينبا)!]
ظهر إشعار المهمة.
'لن أرتبك هذه المرة.'
قرأ كايل الجملة التي رآها من قبل.
[يتم الان تفعيل "المهارة: رعب الفوضى (أسطوري)".]
كانت هذه نفس الجملة التي ظهرت عندما واجه الاسقف سيريسا.
[*هذه المهارة تؤثر على نطاق واسع، لكن من أجل تقدم المهمة، سيتم تطبيقها فقط على الهدف "هينبا".]
تم فتح المهارة الأسطورية مؤقتًا من أجل تقدم المهمة.
ووووو—وووو—
انبثقت هالة رمادية، مصحوبة بصوت غريب أشبه بالعويل.
"!"
كان الوضع مختلفًا تمامًا عن مواجهة سيريسا.
"ك-كيف تملك هذه القوة—؟"
كان هينبا قادرًا على التعرف على هذه القوة.
[عند استخدام "رعب الفوضى" ضد أحد أتباع إله الفوضى، هناك احتمال بنسبة (30%) لجعل الهدف يقع تحت تأثير الوهم والخضوع.]
[تتغير نسبة النجاح حسب مستوى إتقان المهارة.]
[مستوى المهارة الحالي: F (لكن تم رفعه مؤقتًا إلى A من أجل تقدم المهمة).]
ومع ذلك، لم يقع تحت التأثير فورًا.
[نجح الخصم في مقاومة التأثير!]
فشلت المهارة مرة واحدة.
ونتيجة لذلك—
كوااانغ!-
رأي كايل الرمح الرمادي يتجه نحوه.
وفي وسط دويٍّ هائل—
تراجع كايل خطوة إلى الخلف.
"يا لها من قوة هائلة."
في تلك اللحظة، كان ألبيرو قد وقف بالفعل أمام كايل، متصديًا لذلك الرمح.
لكن—
تصدّع الرمح، محدثًا شروخًا في سلاحه الرئيسي، الرمح الأبيض.
تشقشق!-
"كيف تجرؤ على استخدام هذه القوة العظيمة!"
لوّح هينبا برمحه مرة أخرى.
ووووو—
كانت الهالة الرمادية التي أحاطت به تحمل حقيقة واحدة مؤكدة.
'إنه أقوى مني!'
تمكنت الملكة تاماهي من الشعور بالقوة الحقيقية لهينبا.
وكان هذا متوقعًا من تابع إله الفوضى الذي يواجه متجولي عائلة الألوان الخمسة،
فلا ينبغي له أن يكون ضعيفًا، لأن ذلك سيشكل مشكلة.
'لم يكن المتجولون وحدهم من طمعوا في المملكة!'
أدركت تاماهي أن الجهة التي ارادت حقًا ابتلاع هذه المملكة ليست سوى طائفة إله الفوضى، و كانت ايضا تراقب كل شئ بين المتجولين و نفسها.
"جلالتكِ!"
"احموا الملكة!"
حاول أفراد العائلة الملكية والحراس الاقتراب.
"توقفوا!"
لكن تاماهي أوقفتهم وسحبت سيفها.
"شارون، تراجع!"
"مفهوم!"
عرف شارون أنه لن يكون ذا فائدة في هذه المعركة، فتراجع بسرعة، بينما اندفعت تاماهي إلى حيث كان ألبيرو وهينبا يتقاتلان.
دوم. دوم. دوم!.
نبض قلبها بعنف.
'إنه مخيف!'
كانت تشعر بالخوف في هذه اللحظة.
وووو—وووو—
لم يكن الأمر متعلقًا فقط بقوة رمح هينبا، بل كان شيء ما في تلك الهالة الرمادية يجعل الخوف يتسلل إلى أعماقها.
"همم."
اطلق ألبيرو تنهيدة منخفضة.
فنون الرمح.
الهالة.
القوة.
كان كل شيء لدى هينبا أقوى من مهارات ألبيرو في استخدام الرمح.
'لا استطيع استخدام السحر.'
قرر ألبيرو التحمل لأطول وقت ممكن بدلًا من كشف جميع أوراقه.
حتى سيف الشمس لم يكن ضمن خياراته حاليًا.
حرك رمحه بوجه خالٍ من التعابير.
"سأساعدك!"
في تلك اللحظة، لوّحت الملكة تاماهي بسيفها محاولة التدخل في القتال.
"لا داعي لذلك."
لكن ألبيرو رفض مساعدتها.
"ماذا؟"
اتسعت عينا تاماهي في حيرة.
"يا لغروركم! سأجعل أفواهكم تلك تعترف بكل شيء!"
أصبح هينبا أكثر عنفًا، ولوّح برمحه بقوة أكبر، كما لو أنه فقد أعصابه بالكامل.
'تم القبض على المتجولة سوهي.'
حقيقة أن سوهي قد أُسرت فجأة تعني أن هناك خطأ ما قد حدث في المخطط.
وفوق ذلك، فقد سمع أن الأسقف سيريسا قد سُجنت من قبل معبد إله الشمس.
"هذا الوضع—"
كان الأمر واضحًا الان.
هؤلاء الأشخاص هم السبب!.
ثبتت عينا هينبا عليهما.
ألبيرو وكايل.
المرشد...
الشخص الذي يعرف الطريق إلى المكان المقدس.
وكايل، الذي نطق بذلك اللقب وذكر اسم المكان المقدس.
كان على هينبا الهروب فورًا!، لكنه لم يستطع الفرار لأنه كان عليه معرفة هوية كايل أولًا.
'حتي إنه قلد قوة القديس!.'
لا،
لم يكن هذا مجرد تقليد.
'إنه تماما مثل القديس في بداياته.'
ذلك القديس العبقري الفريد الذي لن يتكرر أبدًا في طائفة إله الفوضى.
فور استيقاظه، تمكن من استخدام قوة الفوضى بمستوى عالٍ.
ومع ذلك، كان هذا الوغد الذي أمامه يستخدمها بنفس المقدار.
'ما هويته بحق الجحيم؟'
لا يوجد سوى قديس واحد في هذا العالم.
إذن...
'من يكون هذا الوغد؟'
هل هو أحد أتباع إله الفوضى؟
هل هو حليف؟
'لا.'
هذا مستحيل.
لا يمكن لحليف أن يستخدم قوة الفوضى ضدهم، أليس كذلك؟
علاوة على ذلك، فهو ليس مجرد تابع عادي. بل المرشد!
'هل يمكن أن يكون—'
هل يمكن أن يكون الإله قد فعل شيئًا ما؟
هل هناك شيء لا أعرفه؟
ما الذي يجري؟
'حقًا، ما الذي يحدث؟'
لم يتمكن هينبا من الفرار، لكنه أيضًا لم يستطع القتال بكل قوته.
لقد غرق في فوضى عارمة.
وفي تلك اللحظة—
"إن هاجمنا معًا الآن، سنتمكن من القبض عليه!"
في تلك اللحظة، و دون أن تفوت الملكة تاماهي تلك الفرصة، تحدثت مجددًا إلى ألبيرو.
"لا أعتقد أن دورنا قد حان بعد."
قال ألبيرو ذلك بينما كان يتراجع للخلف.
"!"
وفي اللحظة التي تساءل فيها هينبا عن سبب هذا التراجع الغريب،
التقت عينا ألبيرو بعيني كايل مرة أخرى.
"!"
عندها فقط، تمكنت الملكة تاماهي من استيعاب معنى "الخوف الحقيقي."
هينبا.
كان الخوف الذي ينبعث منه بدائيًا، يشبه ذلك الخوف الذي يشعر به الطفل حين يخاف من الليل، مما جعل جسدها يرتجف.
'لذلك تمكنت من تجاهله.'
فالإنسان قادر على التغلب على هذا النوع من الخوف بمرور الوقت.
لكن—
'الخوف الحقيقي—'
لا، في الواقع، لم يكن هذا مجرد خوف.
بل، كان شعورًا بالهيمنة المطلقة.
شيئا مجهول يجعلك تشعر بأنك تحتاج إلى إذن حتى تتنفس.
ومع ذلك، كان هناك ايضا خوف بدائي كامن في داخله...
تمامًا مثل الحيوان العاشب الذي يشعر بالخوف من المفترس في البداية، ثم يزداد إدراكه له كلما نضج، ليصبح خوفه أكثر عمقًا ورسوخًا.
هذا… كان نوعًا من الخوف الذي كلما فهمته أكثر، كلما ازددت رغبتك في إنكاره.
لأنه، بمجرد أن تغرق فيه، ستجد نفسك راغبًا في الخضوع طواعية.
"آه."
تجلى أمام تاماهي خوفًا أعظم وهيمنة أقوى، فتراخت قبضتها عن سيفها.
وعلى الجانب الآخر، اكتفى ألبيرو بهز رأسه وعقَد ذراعيه.
"…ه، ما هذا—"
الهالة المهيمنة التي أخضعت المتجولة سوهي...
كانت الآن تركز بالكامل على هينبا.
أما ما شعر به ألبيرو والملكة تاماهي فلم يكن سوى القليل الطاقة الفائضة للهالة.
"ه، هذه ليست الفوضى التي أعرفها—"
صحيح، تلك القوة احتوت على الفوضى أيضًا— لكن! إضافة إلى ذلك، شعر كأنها تحاول السيطرة عليه!
'ما هذا؟'
ازدادت حيرته أكثر، وسرعان ما تحولت تلك الحيرة إلى خوف.
اقترب كايل من هينبا مجددًا، وفعّل مهارته مرة أخرى.
[يتم استخدام المهارة: رعب الفوضى (الأسطورية).]
[عندما يتم ادخال الخصم في حالة من الخوف، ستتمكن من قراءة جزء من ذكرياته عند النظر الي عينيه.]
نجحت المهارة.
فقد كان هينبا غارقًا بالفعل في الخوف.
[المهارة: الهالة المهيمنة (الرتبة: EX. لا يمكن تحديدها)]
كانت مهارة رعب الفوضى من رتبة أسطورية.
لكن الهالة المهيمنة كانت من رتبة غير محددة. لذا، لم يكن من الممكن معرفة مدى رتبتها،
لكنها بالتأكيد لم تكن أقل من المهارة الأسطورية.
وفوق ذلك—
[هذه المهارة قابلة للنمو.]
على الرغم من كونها غير قابلة للتحديد، إلا أنها تمتلك إمكانية التطور.
[يتم قراءة الذكريات.]
[* كنسخة تجريبية، سيتم عرض الذكريات المتعلقة بالمهمة فقط.]
[عندما يقع أحد أتباع الفوضى تحت تأثير رعب الفوضى تمامًا، فإنه يتحرك وفقًا لهدفه النهائي أو مهمته.]
"آآآه---"
أطلق هينبا صرخة ألم مدوية.
وفي نفس اللحظة، بدأ كايل بقراءة ذكرياته.
المرشد.
الشخص الذي يعرف الطريق إلى المكان المقدس، "ليلة البداية".
وبالطبع، لا وجود لخريطة فعلية لهذا المكان.
فهي موجودة فقط داخل ذاكرته.
وكجزء من التقدم، قامت المهمة بإعطاء كايل تلك الذكرى.
[تم الحصول على الخريطة.]
بالطبع، تم عرضها في نافذة الشاشة لتسهيل الأمر، لكن كايل لم يكن بحاجة إليها.
فقد سجل كل شيء في ذهنه بالفعل.
تقطر-
[تم اكتشاف تأثير جانبي للمهارة!]
[التأثير الجانبي: بصق الدم]
[* يمكن تقليل التأثيرات الجانبية من خلال زيادة مستوى الإتقان.]
[مستوى الإتقان الحالي: 0]
[* تحذير: حتى مع زيادة الإتقان، يزداد احتمال حدوث التأثيرات الجانبية وفقًا لمستوى القوة المستخدمة.]
و بما أنني استخدمت القوة مرتين...
شعر كايل بفمه ينفتح لا إراديًا.
"كُهك—!"
بصق الدم بالفعل.
"هاه، هذا يقودني للجنون!."
أطلق ألبيرو تنهيدة و هو يدعم كايل.
"كُهك، كههك!"
ومع استمرار كايل في بصق الدم بلا توقف، تحدث ألبيرو ببرود.
"يبدو أن ذلك الرجل سيتمزق إربًا."
بكل صعوبة، حاول كايل تقويم جسده المرتجف وأجبر نفسه على النظر للأمام.
المرشد.
الشخص الذي يعرف الطريق إلى المكان المقدس...
'تبا…'
كانت المهمة الأخيرة لهينبا بأعتباره المرشد هو الموت في حال تم كشف المعلومات.
- كايل يبدو هذا الانفجار خطيرًا
كما قال سوبر روك، يبدو أن ذلك الانفجار سيكون ضخمٌ و خطير للغاية لسبب ما.
كانت المهمة الأخيرة لهينبا تتكون من جزئين،
٠ الأول، القضاء على نفسه بمجرد كشف المعلومات.
٠ الثاني، قتل من حصل على المعلومات معه أيضًا.
بالطبع، لم يكن كايل على علم بذلك، لكنه خمّن الأمر وهو يراقب الطاقة الرمادية المتصاعدة حول جسد هينبا.
يبدو أنني…
- هل أستخدم قوتي؟
تحدث الكاهنة الشرهة، صاحبة الدرع الغير قابل للكسر، بهدوء.
يبدو أنني سأضطر إلى استخدام الدرع مجددًا، كما حدث مع الأسقف سيريسا.
"الـ… اللعنة، كُهك، اللعنة…"
رغم أن كايل كان يتقيأ الدم بعنف، إلا أنه تمكن في النهاية من قول ما أراد.
.
.
.