1180 - الحلقة 404 الجزء الثانى سلسلة كيف تجرؤ على ضرب مؤخرة رؤوسنا؟ 7

خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.

قراءة ممتعة💞

.

.

.

الحلقة 404 الجزء الثانى سلسلة كيف تجرؤ على ضرب مؤخرة رؤوسنا؟ 7

.

.

.

كان الغبار موجود في كل مكان.

إنها فقط مسألة إن كان يُرى بالعين أم لا.

'هاه.'

شعر كايل بقشعريرة تسري في جسده.

ذلك المسحوق اللامع بلونه البلاتيني، الذي ظهر أمام عينيه—لا، بل ذلك الغبار...

'لو كان السيد ارحابين قد جعل من اغتيال الأشخاص هدفًا له، لكان الأفضل بلا منازع.'

ذلك الغبار كان خفيًا...

لا، بل لم يكن بحاجة حتى لأن يكون خفيًا.

يكفي فقط أن يوجد.

إرحابين.

هو فقط يُفضل القتال علنًا، يهوى سحق خصومه حتى يتحولوا إلى غبار ومسحوق أمام أعين الجميع.

لكن إن قرر أن يكون خفيًا—

شعر كايل وكأنه بدأ يدرك الجانب الحقيقي لقوة ارحابين.

'في الواقع، لهذا السبب جلبتُ السيد إرحابين'

تشوي هان، روزالين، الشيطان السماوي، وحتى راون—

جميعهم يمتلكون قوى تجعلهم يتألقون ببراعة لا محدودة إن أرادوا ذلك.

أما إرحابين... فبإمكانه فعل العكس تمامًا.

كما لو أنه موجود وغير موجود في الوقت ذاته.

أياً كان الخيار الذي سيختاره، فهو قادر على كليهما.

'الآن!'

حين مرّ المتجول تشوا بجوار كايل، الذي كان محمولًا على ظهر إرحابين،

طرق كايل كتف إرحابين مرتين.

عندها، أثار إرحابين الغبار بهدوء تام، دون أن يصدر صوتًا.

تماما في هذه اللحظة—

توك.

مع الطرق الثانية على الكتف،

وقع ظهر المتجول تشوا أمام ناظري كايل.

تحديدًا، وقعت عيناه على يدي تشوا الفارغتين...

"!"

توقف تشوا فجأة، متجمدًا في مكانه.

فما إن شعر بموجة قوة قادمة من خلفه، حتى استدار برأسه على الفور.

ضوء بلاتيني ساطع.

ما رآه كان مسحوقًا صغيرًا.

ذلك الغبار الذي كان يطفو في الهواء كان صغيرًا جدًا بحيث يصعب تمييزه بالعين المجردة، لكن في اللحظة التي التفت فيها—

ازداد عددها في لمح البصر، حتى شكّلت مجرةً صغيرة.

'هممم!'

تفاجأ إرحابين.

فرغم أنه لم يُظهر بعد خصائصه الحقيقية بالكامل، إلا أن المتجول تشوا تمكن من استشعارها واستدار نحوه.

'يا للعجب'

هؤلاء المتجولون أقوياء حقًا.

شعر إرحابين بقشعريرة تسري في عموده الفقري.

"!"

حتي المتجولة ريون—

من خلف كتف تشوا، استدارت بدقة نحو الغبار البلاتيني.

هذان المتجولان أقوياء بما يكفي لاكتشاف هجوم إرحابين المباغت.

لولا ظهور زعيم قبيلة النمور، غاشان، في تلك اللحظة وتشتيته لانتباههم،

لكان من الصعب على إرحابين إطلاق غباره سِرًا أمام هذين الاثنين.

'لكن الهجوم المباغت قد بدأ بالفعل.'

كان الغبار البلاتيني قد اجتاح تشوا.

ولكن—

'سيصدّه، بلا شك.'

هذان المتجولان، سيتمكنان بطريقة ما من صد أو تفادي هذا الهجوم المباغت الذي شنه إرحابين بكل سهولة.

لو لم...

'لو لم يكن كايل هينيتوس موجودًا، بالطبع.'

صرخ المتجول تشوا.

"أيها الوغد—!"

لكن كلماته لم تكتمل.

"!"

اتسعت عيناه فجأة.

ففي اللحظة التي غمره فيها الغبار البلاتيني—

'ما هذا—!'

شعر بقوة هائلة.

قوة ضخمة اندفعت نحوه كموجات متلاطمة.

قوة راحت تخنقه وتضغط على جسده من كل الجهات.

قوة جعلت جسد المتجول تشوا يتجمد دون إرادة منه.

"……!"

في تلك اللحظة، لم يَخطر في باله أي شيء.

كل ما كان بوسعه فعله... هو الشعور.

كما لو أن—

'السيد—'

المتجول الأول...

عندما التقيت بذلك الذي يملك خاصية تفرد من مستوي الألوان الخمسة...

وأيضًا—

'… إله!'

عندما التقيتُ الإله...

ذلك الحضور الطاغي.

أمام تلك القوة، لم يكن الإنسان الفاني، الذي لا يُعد إلهًا، سوى كائنٍ لا قيمة له.

إحساس العجز الذي اجتاحه في ذلك الحين، والشعور بالهزيمة الذي جعله يُخفض رأسه أمام الإله...

كل تلك الأمور عادت لتطفو امامه، ومعها تذكّر اللحظة الأولى التي شعر فيها بالخوف.

نعم—

الخوف.

الخوف الكامن في عمق غريزته الوجودية اجتاح المتجول تشوا بالكامل.

عادت كل ذكرياته المرتبطة بالرعب والخوف لتطفو إلى السطح، لتغمره وتدفعه نحو هاوية الفوضى.

'آه.'

في تلك اللحظة، استعاد تشوا وعيه.

"تشوا!"

سمع صرخة شقيقته، ريون.

"اللعنة!"

تراجع تشوا بسرعة إلى الوراء، وأطلق تفرده.

فووووش—

اندلعت ألسنة اللهب.

نيران مخيفة بدت وكأنها ستحرق كل شيء.

"آغغ!"

لكن— ثمن تلك اللحظة التي سقط فيها في الفوضى المليئة بالرعب والخوف، كان باهظاً.

لم تمر سوى ثوانٍ معدودة...

ومع ذلك، رأى تشوا الغبار الذي التصق بذراعه، حتى قبل أن يلمح نيران تفرده.

غبار بلاتيني جميلٌ إلى درجة لا تليق بوصفه بمجرد غبار.

ذلك الغبار، المصحوب بطاقةٍ الهائلة اندفعت نحوه كأمواج عاتية—

بوووم!

بدأ بالانفجار.

بووم! كواانغ! بااام!

ثمن لحظة الغفلة...

كان منشغلًا بقبيلة الوحوش البشرية،

ووضع خصمًا خلفه.

وتجاهل ذلك الخصم.

ورغم أنه اكتشف الهجوم المباغت، إلا أن الرعب جمّده للحظة واحدة فقط.

فجوة صغيرة... لم تتعدَّ عشر ثوانٍ.

"آاااه!"

وكان على تشوا أن يتجرع الألم نتيجة لذلك.

"تشو!"

صرخت ريون، وقد تشوهت ملامح وجهها وهي ترى الانفجار الذي هزّ ذراع شقيقها.

'تبًا!'

لقد غفلت.

وترددت للحظة.

هي أيضًا، مثل تشوا، انكمشت للحظة بفعل تلك القوة الهائلة.

لكنها استعادت وعيها بسرعة أكبر من شقيقها.

لأن تلك الطاقة لم تستهدفها هي،

بل تصرفت وكأنها تستهدفها ثم وجهت هجومها مباشرة نحو ذراع تشوا.

كواااانغ!

وقع انفجار آخر.

لكن هذه المرة، لم يكن مصدره ذراع تشوا.

"أيها الوغد!"

في المكان الذي اختفى فيه الدخان المنبعث من الانفجار مع الرياح المحملة بشظايا الجليد المتكسر،

وقف إرحابين متراجعًا برشاقة إلى الوراء.

كانت المتجولة ريون تحدق في الحارس الفارس بنظرات قاتلة.

"هوهو."

أما الحارس الفارس فضحك وهو يمد يده.

كانت يده تتجه بدقة نحو تشوا.

"لا!!"

اتجهت أنظار ريون إلى تشوا.

موجة أخرى من الغبار البلاتيني كانت تتقدم نحوه، كما لو أنها تستعد لابتلاعه بالكامل.

'لااا!'

لا يمكن ذلك.

لا يمكن أبدًا السماح بأن يُمس تشوا.

ولدا في اليوم ذاته، وفي الساعة ذاتها.

وماتا أيضًا في اليوم ذاته، لكن بفارق ثوانٍ فقط.

'سأموت قبل أختي، أليس كذلك؟'

فكر في ذلك وهو يبتسم.

بالطبع كان عليه أن يموت أولاً، فقد مات بالفعل وهو يحمي ريون.

ولهذا، بقيت ريون على قيد الحياة بعده، حتي إن كان ذلك للحظاتٍ معدودة.

وبعد موتهما عرفا أنهما من اصحاب الحياة الواحدة.

ومنذ ذلك الحين، عاشا معًا لفترة طويلة جدًا.

وعندما قررت ريون أن تصبح متجولة، أقسمت على شيء واحد

'أنا من سيموت أولًا.'

إذا كان الموت حتميًا، فسأموت قبل تشوا، مهما حصل.

لكن الآن—

يتعرض أخوها للهجوم.

بينما هي... سليمة.

كان الجميع يقول إنها دومًا هادئة وباردة، إلا أنها تُظهر ضعفها فقط أمام أخيها و دومًا ما يقال بأنها تنساق خلفه أينما ذهب.

والآن، اشتعلت نيران عارمة بقوة داخل قلبها.

غضب تجاه العدو.

غضب تجاه نفسها لأنها غفلت.

غضبٌ لأنها لم تستطع حماية شقيقها المصاب.

جمعت كل هذا الغضب...

وأطلقت قوتها.

فششششش—

موجة من الغبار البلاتيني انطلقت.

وبرودة هائلة وقاسية غمرتها من الأعلى.

وفي لحظةٍ خاطفة، حُبست ذرات الغبار البلاتيني داخل الجليد.

مثلما لو كانت تشاهد تمثالًا منحوتًا بإتقان، كان الغبار البلاتيني المتلألئ داخل موجة الجليد جميلًا للغاية.

"آغغ!"

صدر أنينٌ من تشوا.

فحركت ريون يدها تلقائيًا.

فالخطوة التالية كانت محددة سلفًا.

فششش—

غطى الجليد ذراع تشوا الممزقة بسبب الانفجار في لحظة واحدة.

"أوغغ..."

وعندما خفّ أنينه قليلًا...

تحركت يد ريون من جديد.

كانت غاضبة،

لكن هذه المرة... لم تكن غافلة.

كووواااااانغ!

رمحٌ جليديٌّ ضخم انطلق نحو الأمام.

وحاجز بلاتيني يتصدى له.

تشققق—

لكن الرمح اخترق ذلك الحاجز.

ورأت ريون الحارس الفارس يهرب بسرعة من خلف الحاجز المتصدع.

وعلى ظهره، كان الخادم متدلّيًا، كما لو أنه فقد وعيه تمامًا.

"دعينا نطارده، ريون!"

لكن ريون لم تُبدِ أي ردة فعل تجاه صوت المتجول تشوا.

كان تشوا يحاول اللحاق بإرحابين، بينما كان يمسك بذراعه الممزقة التي لم يتبقَ منها شيء يُذكر.

رغبة تشوا الغاضبة في ملاحقة خصمه فاقت ألمه،

لكنه...

"……."

هو أيضًا، توقف عن الكلام في النهاية.

ورفع رأسه نحو السماء.

"ها!"

السماء التي لم تكن تُرى جيدًا بسبب الأشجار العالية.

كانت تظهر قليلًا من بين أوراق الأشجار.

غغغغغ—

بدأ لون السماء يتحوّل إلى الأحمر القاتم.

لا، بل غطّت السماء بغيومٌ حمراء داكنة.

ومن تلك الغيوم—

كززز، كزززز!

بدأت تتساقط صواعق من نيرانٍ حمراء وبريقٍ ذهبي ساطع نحو الأسفل.

قالت المتجولة ريون.

"لقد تعرضنا لهجوم."

كواااانغ! بوم! كوااااااااانغ!

عشرات الصواعق والحرائق نزلت فجأة.

تحولت الغابة إلى رماد.

وبسبب الانفجارات والغبار، بالكاد كان يمكن رؤية أي شيء في المنطقة.

فشششش—

لكن سرعان ما هدأت تلك الانفجارات مع هبّة ريح خفيفة.

المتجول تشوا، الذي كان في مركز الجهة التي تساقطت فيها الهجمات، تحدث.

"...ريون."

كان لا بد للانفجارات أن تتوقف.

النار.

الصواعق.

الأشجار.

العشب.

كانت كل الهجمات التي تتجه نحو تشوا وريون...

كل الكائنات الحية التي كانت حولهما...

كلها تجمدت.

"……."

تجمّد كل شيء حول المتجولة ريون.

النيران والصواعق، كلها تم احتواؤها بالكامل.

حركت يدها بخفة.

تشققق—

تشقق الجليد.

وتحطّم كل ما كان مغطى بالجليد.

مثل الغبار البلاتيني.

تحول كل شيء إلى مسحوق وسقط على الأرض.

"……."

لم تقل المتجولة ريون شيئًا.

أما تشوا، فاكتفى بالتحديق فيها، ثم لم يستطع كبح غضبه أكثر، وركل الأرض.

"اللعنة! تبًا!"

لم يستطع تشوا كبح غضبه،

بينما كانت ريون تحدق بصمت في الاتجاه الذي هرب فيه الحارس الفارس.

كان قد اختفى منذ وقتٍ طويل.

طبعا، فهو شخص لم يحتج سوى للحظة واحدة لينسف ذراع تشو، لذا حتماً كان يكفيه مجرد لحظة للهروب أيضًا.

"ريون! علينا مطاردة ذلك الوغد الحارس فورًا!"

"تعرضنا لكمين..."

"ريون!"

ارتفع صوت تشوا،

وحينها فقط، نظرت ريون إليه وقالت...

"لقد تعرّضنا لكمين."

في اللحظة التي التقت فيها عيناه بعينيها الشفافتين الخاليتين من المشاعر، تجمّد تشوا في مكانه.

لقد أدرك على الفور أن ريون كانت غاضبة... غاضبة للغاية،

إلى درجة أنها فقدت أعصابها بالكامل.

بلع-

ابتلع تشوا ريقه دون أن يدري.

حتى ألم ذراعه نُسي لوهلة.

فـعندما تقلب ريون عيناها بهذا الشكل...

حتى من هم من مستوي الألوان الخمسة من عائلة الدم الشفاف لن يتمكنوا من إيقافها بسهولة.

وفي تلك اللحظة، همست ريون بصوت خافت.

"بدءًا من عشيرة الوحوش، كل شيء كان فخًا."

"آه!"

عند كلماتها تلك، استطاع تشو أخيرًا استحضار ذكرى قبيلة الوحوش.

نظرت ريون حولها.

كانوا قد اختفوا تمامًا، دون أن يتركوا خلفهم أي أثر.

'قد يظن أي احد أنهم فرّوا عندما رأوا القتال...'

لكن اختفاؤهم كان خفيًا للغاية ليكون كذلك.

ظهروا فجأة، واختفوا فجأة.

كان من الاصح اعتبار أن كل ذلك كان مُخططًا له مسبقًا.

'وفوق ذلك، ما إن هرب الحارس الفارس، حتى انهالت علينا الهجمات السحرية فجأة...'

وفوق كل ذلك، من السماء التي انطلقت منها تلك الهجمات السحرية، كانت تُستشعر خاصية "التفرد".

رغم كونها ناقصة وكأنها صُنعت للتو، إلا أن قوتها بدت على الأقل بمستوى البنفسجي.

ومع ذلك، لم تكن تلك القوى بكامل طاقتها.

استمرت لثوانٍ معدودة فقط.

قوة تكفي فقط لإيقاف المتجولين الاثنين مؤقتًا.

"ها، هاها–

ضحكت المتجولة ريون وهي ترفع بصرها نحو السماء المكشوفة بعدما تجمّد وتفتّت وذاب كل شيء على الأرض.

كان تشوا يراقبها، لكنه تجمّد مجددًا عندما عادت لتنظر إليه. [*ههههه شكله مسكين، ظلمناه]

"تشو."

اقتربت ريـون منه وأمسكت بذراعه.

"هل أنت بخير؟"

أجاب تشوا بثبات

"ذراع واحدة ليست بالأمر المهم."

وكان صادقًا تمامًا.

لطالما توقّع تشوا أن يأتي يوم يتعرّض فيه للإصابة.

وكل ما عليه فعله هو أن يطلب من العائلة صناعة بديل عن الذراع.

وأشار إلى أسفل كتفه.

"أعتقد أنه يجب قطعها من تحت الكتف."

"……"

نظرت ريـون إلى ذراعه دون أن تقول شيئًا.

ثم فتحت فمها وقالت.

"أحسست بذلك، أليس كذلك؟"

نظر تشوا مباشرة في عيني ريون.

كانت عيناها لا تزالان شفافتين وخاليتين من المشاعر،لكن في داخلهما… كان هناك غضب هائل.

'يا إلهي..'

لقد انقلبت عينا ريون.

أدرك تشو ذلك، لكن للأسف… هو أيضًا كان غاضبًا جدًا.

"أجل، أحسست به. وأنتِ أيضًا، أليس كذلك؟"

"نعم."

تابعت ريون بنبرة باردة.

"الطاقة الوحيدة القادرة على تطويقنا هكذا، والتي تحمل ذلك الشعور بالرعب والخوف الممزوج بالفوضى...لا يمكن أن تكون إلا من مصدر واحد."

نظرت بعيدًا نحو أعماق الغابة الكثيفة.

"إله الفوضى."

ذلك الفارس الحارس...

اتضح في النهاية أنه تابع لإله الفوضى.

كان ينبغي أن تشك أكثر،

لكن ثمن تهاونها… كان ذراع أخيها.

كان غضب ريون شديدًا لدرجة أنه على وشك أن يدفعها إلى الجنون.

ومع ذلك، كان صوتها هادئًا.

"في النهاية، خاننا إله الفوضى."

أما تشوا، فقد أطلق غضبه دون اي تردد.

"كيف تجرؤ على ضرب مؤخرة رؤوسنا؟"

إله الفوضى... ذلك الإله القديم.

حتى لو كان إلهًا،

فلن يغفر له تشوا على خيانته لعائلة دم الألوان الخمسة.

أن يطعننا في الظهر هكذا؟

هذا لا يُغتفر أبدًا.

قالت ريـون بنبرة هادئة.

"لا خيار أمامنا."

بما أن الأمر وصل إلى هذه المرحلة، فلم يعد هناك حيلة تُجدي.

فمع تأكّيد خيانة إله الفوضى، ماذا عساهم أن يفعلوا أكثر؟

تقطّب جبين تشوا عند رؤية ردة فعل ريـون، ورفع صوته قائلًا

"لا خيار؟ أي لا خيار هذا! لنُبِدْهُ! لقد وجدنا الآن طريقة لإبادة الإله القديم!"

ربتت ريـون على ظهر شقيقها.

"اهدأ. بالنسبة لتلك المسألة، دعنا ننتظر قرار العائلة أولاً."

"يعني سنصمت؟"

"لا."

ابتسمت ريـون ابتسامة لطيفة.

لا خيار أمامهم، يعني لم يعد هناك حلٌ فعلي.

"حقًا، لا توجد حيلة أخرى. لا بأس، لا مفرّ من ذلك."

لقد اتخذت قرارها.

"سندمرهم واحدًا تلو الآخر، وسنُري جماعة إله الفوضى مدى شناعة خيارهم."

"ريون!"

أشرق وجه تشوا.

وقرّرت ريـون ما عليها فعله لاحقًا

"لنبدأ بإبادة المكان المقدّس."

ثم أضافت.

"وسنقتل ذلك الوغد الذي جعلك بهذا الحال أيضًا."

مدخل المكان المقدّس؟

الدخول بحذر؟

لا حاجة لأي من ذلك.

طالما يعرفون موقع التقريبي للمكان المقدّس...

"لا تجهد نفسك يا تشوا، سأهتم بالأمر بنفسي."

قرّرت ريـون تدمير المنطقة المحيطة بالمكان المقدّس... بل المكان المقدّسة نفسه أيضًا.

سسس–

بدأ صقيع يدور حولها مع ازدياد غضبها.

برودة قادرة على تجميد كل شيء في لحظة، في أي وقت.

"كخخ! هذا غير مسموح. أنا أيضًا غاضب للغاية.يجب أن يدفعوا ثمن ذراعي"

حتى المتجول تشوا، كان غاضبًا.

كيف يجرؤ أولئك على مهاجمته والتسبب له بالإصابة؟

سيقتلهم لا محالة.

جماعة إله الفوضى...

باتت نهايتهم وشيكة الآن.

***

"إنها هنا."

عند كلمات كايـل التي تشير إلى العلامة، أوقف ارحابين سحر التسريع وقلّل من سرعته.

وتقدّم بخطى ثابتة داخل الكهف، وسرعان ما رأى رفاقه.

"هل وصلتم؟"

ألبيرو، روزالين، الشيطان اسماوي، وحتى غاشان.

كانوا جميعًا مختبئين بمهارة داخل الكهف.

'هممم؟'

شعر ارحابين بنظرات رفاقه الغريبة نحوه...

"هاها!"

ثم سمع صوت كايـل من خلفه.

"من الجيد رؤية الجميع!"

صوتٍ مليء بالحيوية والحماس.

كان كايـل لا يزال على ظهر ارحابين، ويُلوّح بقدميه في الهواء.

ولوّح بيده بخفة وهو يُلقي التحية.

"آه."

حينها أدرك ارحابين أنه في استعجال حمل كايـل على ظهره طوال الطريق.

رجل سليم ومعافى كهذا، كان بإمكانه القدوم وحده بكل سهولة.

"حسنًا، هيا بنا إلى ليلة البداية، لنشاهد جماعة إله الفوضى وهم يتقاتلون مع المتجولين!"

كان كايـل في قمة السعادة.

"ههه."

أخيرًا، أولئك الذين تسبّبوا له بالصداع، وجعلوه يبصق الدم، وأفقدوه وعيه...

سيتقاتلون فيما بينهم.

كيف لا يكون متحمّسًا لذلك؟

'وأيضًا، المكان المقدّس'

وحتى تشوي جونغ غون.

الحل لإنقاذ الجميع هو ببساطة جمع كل شيء بينما الأعداء منشغلون في قتالهم الداخلي.

"هيهي."

كان كايـل في غاية البهجة.

"كايـل."

في تلك اللحظة، ناداه ارحابن بصوت خافت.

"نعم!"

أجاب كايـل بحماس.

"انزل."

"آه– حـاضر."

نزل كايـل بسرعة من على ظهر التّنّين القديم.

وحينها فقط أدرك كايل أنه كان محمولًا على ظهر رفيقه الأكبر سنًا طوال الوقت.

.

.

.

2025/04/09 · 291 مشاهدة · 2297 كلمة
White.Snake
نادي الروايات - 2025