خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.
قراءة ممتعة💞
.
.
.
نادي الروايات~ترجمة: White.Snake
.
.
.
الحلقة 443 الجزء الثانى سلسلة هل يمكنني أن آخذ كل شيء؟ 6
.
.
.
لكن الليل لم يَحلّ بعد، فما زال هناك بعض الوقت.
قال الجنرال مول بنبرة لا مبالية.
"أجل، لقد كان الأمر مريبًا."
ثم بإهمال أنزل الشوكة على الطاولة بنقرة خفيفة، وأسند ظهره إلى ظهر الكرسي.
لم تبقَ أي سمة من سمات الفارس المستجدّ في ملامحه.
بل بدا كمرتزق خفيف الظل، خالٍ من الهموم.
"حتى لو كانت إحدى فرق طائفة إله الفوضى قد أُرسلت إلى هنا، فإن التحصينات حول القلعة محكمة بدرجة مبالغ فيها."
كان مول قد تحرك لتفقّد قلعة موراكا، وخلال تفقده توصّل إلى بعض الاستنتاجات.
لم يجد أثرًا لكهنة طائفة إله الفوضى.
والقوات كانت منتشرة في جميع أنحاء القلعة، من المبنى الرئيسي إلى الأجنحة الجانبية. ومن ظهر منهم، لم يكونوا سوى مقاتلين من المستوى المتوسط.
ومع ذلك، فإن النظرات التي لاحقته كانت مليئة باليقظة، وتحمل مستوى عاليًا من المهارة.
بل إن بعضها يوحي بأنهم قد يكونون من الفرسان المقدّسين ذوي المستوى الرفيع في الطائفة.
"كانوا يراقبونني أنا، أكثر من مراقبتهم لكم."
لهذا السبب لم يجرؤ مول على التحرك بلا حساب.
مع أنه كان قادرًا على التسلل في أي وقت، والتفتيش كل أرجاء القلعة، إلا أنه شعر بأن فعل ذلك، سيقوده فورًا إلى مواجهة مباشرة.
'حدس.'
لقد شعر أن في داخل هذه القلعة، يوجد خصوم لا يمكنه التعامل معهم بمفرده.
تحرك مول بناءً على حدسه، الذي صقله عبر سنوات طويلة من التجربة.
"كنت أعلم أن طائفة إله الفوضى قد طعنت عائلات الصيادين في الظهر لكن لم يخطر ببالي أبدًا أنهم سيطعنوننا نحن أيضًا."
أن تجرؤ وتطعنوا، جلالة ملك الشياطين، في الظهر؟
رغم أن مول كان يبتسم، لكنه لم يُخفِ الغضب المتأجج في صدره.
بل على العكس، ركّز نظراته الحادة مباشرة نحو كاسي.
"لكن، يبدو أنكم أنتم من خطط لطعني في الظهر، أليس كذلك؟"
ثم ارتسمت على شفتيه ابتسامة ساخرة واضحة.
"قصة المرض الرماد الرمادي... لقد تعمدتم ذكرها، أليس كذلك؟"
في هذا الموقف، حيث لم يكن بإمكانه التراجع خطوة، كلما فكّر أكثر، كلما شعر مول بإحساس غريب بالريبة.
ذلك الثاني المنكمش والمرتجف من الخوف... هل من المعقول أنه هو من بادر بسرد قصة مرعبة لغريب يراه لأول مرة؟
'هذا غير منطقي.'
تصرفات الشخص تحكمها دوافع منطقية وثوابت داخلية.
لكن إن كان كاسي، الأخ الأكبر، هو من أمر شقيقه الأصغر بالتصرف على هذا النحو، وطالبه بأن يتجاوز طبيعته الخجولة ليروي القصة ويقدم الطُعم لمول...
'فذلك يبدو منطقيًا أكثر.'
شبكة عنكبوت.
شعر وكأنه علق في شبكة عنكبوت نُسجت مسبقًا، تدفعه نحو اتجاه محدد، كما لو كان مجرد دمية.
"أنت من رتّب هذه اللوحة، أليس كذلك؟"
كل شيء بدأ منذ لحظة ظهور هذا الرجل، كاسي، أمام تيروسا.
شرب كلوف سيكا رشفة هادئة من كأس النبيذ بصمت، دون أن ينبس بكلمة.
راقبه مول، وواصل حديثه— أو بالأحرى، بدأ في تنظيم أفكاره بوضوح أكثر.
"صحيح، إن علم بأن الكونت لوب قُتل بأيدينا، فلا شك أنه شعر بالغضب. ومن الطبيعي أن يرغب بالانتقام."
هممم...
أطلق مدير قسم المشاريع الجديدة همهمة خافتة.
فما قاله مول قبل لحظات كان بمثابة اعتراف ضمني بأن مقتل الكونت لوب كان من تدبير قوى ملك الشياطين.
"سيدي مول–"
"ماذا؟ هل قلت شيئًا لا ينبغي قوله؟"
قال مول ذلك بابتسامة ساخرة، مشيرًا برأسه نحو كلوف.
"أمام شخص بدأ بالفعل في تنفيذ مخططه بناءً على قناعته بأننا المسؤولون، فإن إنكارنا للامر لن يؤدي إلا إلى جعلنا مثيرين للشفقة والسخرية."
ثم قال مول بكل برود.
"نعم، نحن من قتل الكونت لوب، لأنه كان يعرقل طريقنا برفضه دعم جلالة ملك الشياطين. كما أن ثروته كانت تزعجنا وتثير الطمع وتغري العيون." [*شوي من وقاحته واحتل العالم]
أغمض مدير قسم المشاريع الجديدة عينيه بإحكام للحظة، ثم فتحهما وهو يتفقد ردود فعل كلوف بعناية.
لكن، لا كلوف ولا مول أظهرا أي اضطراب. كلاهما كان غاية في الهدوء.
'كيف يمكن لهما أن يكونا بهذا البرود؟'
راود مدير قسم المشاريع الجديدة هذا السؤال،
لكن مول لم يتفاجأ، وتعامل مع رد فعل كلوف وكأنه أمر طبيعي.
فمول يعلم جيدًا أن الشخص الذي دبّر كل هذا لن يُظهر مشاعره بهذه السهولة.
"إن كان الأمر يتعلق بالكونت لوب، رجل بتلك الحنكة، فليس من المستبعد أنه اتخذ احتياطات لما بعد موته، خاصة إذا وضعنا في الحسبان حرصه الشديد على إخفاء وريثه الوحيد."
لقد اقتنع مول.
اقتنع أن كاسي، بعد أن أدرك أن مقتل الكونت كان بدبير من قوى ملك الشياطين، قرر أن ينتقم بطريقته الخاصة.
"ولكن هناك أمر يثير الريبة."
بل في الواقع، كل شيء يبدو مريبًا.
ثم قال مول بنبرة هادئة.
"كيف علم الكونت لوب بشأن طائفة إله الفوضى؟ لا، بل..."
نظر مول إلى تعابير كلوف سيكا، وصحّح كلامه.
"كيف علمت أنت بشأن طائفة إله الفوضى؟ بل وحتى بخصوص المرض الرمادي؟"
كيف لشخص عادي أن يعرف أمورًا تُدار في غاية السريّة، إلى درجة أن حتى قوى كبرى مثل ملك الشياطين لم تنتبه لها بعد؟
"أنت... لا، من الذي يقف خلفك؟"
رغم أن مول كان يعرف الجواب مسبقًا، إلا أنه طرح السؤال.
'أورورا.'
لقد كان الكونت لوب موضع شك، ليس فقط لأنه لم يكن يدعم الملك الحالي، بل لأنه يُعتقد أنه كان يقدّم العون لأورورا، سليلة ملك الشياطين السابق.
وبناءً على هذا الاعتقاد الشبه مؤكد، تم تعجيل نهايته.
أورورا...
إن كانت هي، فلا غرابة في أن تكون قد علمت بشأن المرض الرمادي الذي تفشّى في عالم الشياطين دون علم الملك، بل ومن المحتمل أيضًا أن تكون قد حصلت على معلومات حول طائفة إله الفوضى.
فقد وصلت مؤخرًا إلى قلعة ملك الشياطين تقارير عن فرع سري للطائفة يُعرف بـ"الظل"، ولم يكن من المستبعد أن أورورا كانت على علم بوجوده مسبقًا.
عندها وجّه مول أمرًا مباشرًا إلى كلوف.
"أجب."
سسس~~ (صوت هبوب رياح خفيفة)
هبت نسمة خفيفة من الرياح حوله.
ريح غريبة وغامضة، ذات طابع مشؤوم.
- شَمٍّ شَمٍّ!
كايل، الذي كان يتظاهر بالخوف والارتباك ويتابع الأجواء بصمت، شعر بتفاعل صوت الرياح.
- الرائحة الإلهية تزداد! ترى، لأي إله هذه المرة؟
في اللحظة التي شعر فيها كايل بأن اللصة بدأت تستشيط حماسةً.
فتح كلوف سيكا فمه وتكلم.
وكان مول قد عقد العزم على قتله فورًا، إن لم تكن الكلمة التي ستخرج من فمه هي "أورورا".
ولكن كلوف نطق بكلمة واحدة.
"الصيادون."
...!
تجمّد مول في مكانه لبرهة، عاجزًا عن أي رد فعل.
أيها البشري، رغم أنك تخفض رأسك، إلا انه مازال يمكن رؤيتك وانت تبتسم كالمخادعين، كن حذرًا!
وسرعان ما أخفى كايل تلك الابتسامة التي ارتسمت على شفتيه دون قصد.
تشوي جونغ غون.
أحد أسلاف تشوي هان.
من اجل الإمساك به، لا شك أن الصيادين من عائلة دم الألوان الخمسة، وعلى رأسهم المتجولين الثلاثة المعروفين باسم الأباطرة الثلاثة، سيتبعونه إلى عالم الشياطين.
والسبب؟
لأن تشوي جونغ غون يحمل معلومات حول "الصاعد"—الهدف الذي يحلم أولئك الصيادون من عائلة دم الألوان الخمسة.
'لا شك أنهم موجودين الآن في عالم الشياطين.'
كيف يمكن التعامل معهم؟
كيف يمكن منْعهم من العثور على تشوي جونغ غون؟
'الجواب هو طائفة إله الفوضى وملك الشياطين.'
فقد سبق أن تظاهر كايل بأنه متجول من عائلة دم الألوان الخمسة أمام طائفة إله الفوضى.
والآن، حان الوقت ليُخبر قوى ملك الشياطين، التي تُعد القوة الحاكمة في عالم الشياطين، بشأن هؤلاء المتجولين.
عندها، سيتعامل ملك الشياطين نفسه مع المتجولين.
'حينها، لن يكون لدي المتجولين وقت للبحث عن تشوي جونغ غون.'
لأنهم سيبقون مشغولين بالهرب من قوات ملك الشياطين حتى يغادروا هذا العالم.
"...الصيادون، تقول؟"
"نعم. أتى أولئك الذين يُدعون بالصيادين إليّ وقدّموا لي معلومات وأدلة عن مقتل والدي، الكونت لوب، وكذلك بشأن ملك الشياطين. بل وأخبروني أيضًا عن طائفة إله الفوضى وأعمالها."
لم يرفع مول عينيه عن كلوف، الذي كان يتحدث بهدوء تام.
"بل إنهم ضمنوا لي أن أكون وريثًا للكونت لوب، وأتولى إدارة الإقليم من بعده."
الانتقام، والسلطة.
الصيادون منحوا كاسي كليهما.
وكان هذا دافعًا مقنعًا أكثر من مجرد صفقة شراء منجم، في نظر الجنرال مول.
"وكل ما أرادوه مني كان شيئًا واحدًا فقط."
قال كلوف ذلك بابتسامة هادئة مرسومة على وجهه.
"نفّذ انتقامك كما تشاء، لكن استعن بطائفة إله الفوضى في ذلك."
ثم رفع كتفيه بلا مبالاة.
"هل لديّ سبب لأرفض عرضًا كهذا؟"
وما إن أنهى كلماته، حتى عاد ليرتشف من كأس النبيذ بهدوء.
مدير قسم المشاريع الجديدة والفارس في منتصف العمر، رغم أنهما كانا يحدّقان في كلوف بنظرات حادة، إلا أنهما لم يتحركا قيد أنملة.
"هاه!"
كانت هالة مول تنذر بالخطر.
"لا أحد هنا يمكن الوثوق به."
رغم انه ألقى كلماته بنبرة خفيفة، إلا أن عينيه كانت تغوصان في الظلمة شيئًا فشيئًا.
مول، الذي يُلقب بـ 'اليد من خلف الظهر' لبراعته في طعن الآخرين من الخلف—بالنسبة له، كانت الخيانة نوعًا من التسلية.
ولكن، في هذه اللحظة...
'الجميع يحاول خيانتي... لا، بل خيانة جلالة ملك الشياطين نفسه؟'
كان يعلم منذ البداية أن طائفة إله الفوضى وهؤلاء الصيادين لا يُعتمد عليهم.
لقد تحالف معهم فقط لمواجهة العالم السماوي والعالم الإلهي.
ولكن، كيف يجرؤون؟
'ينوون طعننا في ظهورنا... وفي هذا العالم تحديدًا، عالم الشياطين؟'
انتقلت نظراته إلى كلوف.
"هل ترغب بالموت؟"
فأجابه كلوف بهدوء.
"إنها رؤية قصيرة النظر منكم."
توقف مدير قسم المشاريع الجديدة والفارس في منتصف العمر للحظة عند سماع هذا الرد، ونظرا إلى مول بحذر، بينما ظل مول هادئًا.
"صحيح. السبب في أنك تبصق الحقيقة بهذا الشكل هو لأنك لا تريد أن تموت"
ثم صرّح مول بالإجابة التي توصّل إليها بنفسه.
"يبدو أن طائفة إله الفوضى قررت القضاء علينا جميعًا، أنتم ونحن معًا."
"نعم."
أجاب كلوف مبتسمًا.
"لذا، أعتقد أن الجنرال مول ينبغي أن يحمينا قليلًا."
"ولِمَ أفعل؟"
عند هذا السؤال، نظر كلوف إلى جانبه.
فتبع مول نظره، ليجد الابن الثاني الابله واقفًا هناك بتردد وقد نهض لتوه.
سويش~ (صوت حركة خفيفة)
أخرج كايل لفافة من الرق من بين طيات ثيابه، ووضعها على المائدة.
- أيها البشري، تمثيلك مذهل بحق!
رمق مول الرق بصمت، ثم أومأ للفارس في منتصف العمر، فتقدّم الفارس والتقط الرق وقدّمه لمول.
شَرَرَرَق— (صوت فتح الرق)
فتح مول الرقّ دون تردد.
"……!"
ثم لم يستطع إخفاء دهشته وهو يرى أمامه خريطة قلعة موراكا، وقد وُضعت عليها علامات توضح مكان وجود البابا.
"كنتَ تتساءل عمّا دار بيني وبين السيد الشاب جيمون، أليس كذلك؟"
رنّ صوت كلوف الهادئ في أذن مول.
"السيد الشاب جيمون، وكل من يعيش في هذه القلعة، هم في صفّنا."
"...صفّنا؟"
"نعم، أنتم ونحن، جميعنا في صفٍّ واحد."
في ملامح كلوف، تذكّر مول أولئك النبلاء في قلعة ملك الشياطين،
أولئك الذين يسيّرون السياسة العليا، والذين يبدّلون مواقفهم وفقًا للأولويات، متجاوزين الرغبة في الانتقام أو الطمع بالسلطة.
"أليس علينا أن نحيا معًا؟"
أعلن كلوف استعداده للتعاون في سبيل النجاة.
لكن مول لم يستطع إلا أن يشخر ساخراً من كلامه.
"وفي النهاية، أنا من سيُجبر على القتال وحدي ضد طائفة إله الفوضى، التي تضم حتى البابا في صفوفها. وفور إن أرسل هذه المعلومات من إقليم ديوريل إلى قصر ملك الشياطين، ستندلع الحرب بين الطائفة وبين ملك الشياطين."
"..."
"وحينها، ستحصل أنت على كل ما تريده."
"أفذلك ما لا يروق لك؟"
عند سؤال كلوف المبتسم، هزّ مول رأسه نافيًا.
"لا."
في هذه اللحظة، وسط هذه الفوضى، توصّل مول إلى أفضل خيار ممكن يمكن اتخاذه.
"حان الوقت لأن تتحرك جهتنا."
ثم التفت إلى مدير قسم المشاريع الجديدة، الساحر وأمره.
"أخبر تيروسا أن ترسل جميع القوات إلى هذا الموقع، بأقصى سرعة، قبل حلول منتصف الليل."
"...نعم!"
في الوقت الحالي، كانت مدينة ديوريل قد جمعت عددًا كبيرًا من قوات الحراسة، بما أنها على وشك اختيار اللورد الجديد.
"وأرسل طلب دعم إلى قصر ملك الشياطين. وقل للفيلق الثالث أن ينفّذوا الانتقال الفوري إلى هنا." [*الحين فهمت ليش قلعة موراكا راح تندثر الليلة]
رغم أن الانتقال الفوري بهذا الحجم يتطلب جهدًا هائلًا وتكاليف باهظة، إلا أن مول، قائد الفيلق الثالث، كان قد حسم أمره.
وبما أنه أدخل حتى قصر ملك الشياطين في الأمر، لم يعد هناك مجال للتراجع.
وضع مول الخريطة على الطاولة، وقال مخاطبًا كلوف.
"لو كانوا يخططون لضربنا، فسيكون ذلك في هذه الليلة."
وحينها، سأقتلهم.
"إن كانوا ينون طعننا من الخلف، فعلينا أن نطعنهم من الخلف أولًا."
ابتسم مول لِكلوف بثقة.
"ابقَ هادئًا وانتظر. سأبقيك حيًا هذه الليلة."
أما بعد هذه الليلة؟ فلا أحد يعلم.
ارتسمت ابتسامة دامية على شفتي مول،
عندها قال كلوف، بابتسامته التي لم تفارقه.
"هل تنوي استهداف البابا؟"
"..."
اختفت الابتسامة من على شفتي مول.
"حضرتُ 'اليد من خلف الظهر' لا يقاتل لمجرد النجاة من الأعداء، أليس كذلك؟"
قال كلوف بنبرة جازمة.
"إن كنتَ أنت، فبلا شك ستستهدف مؤخرة رؤوس أعدائك...حتمًا."
هاه!
أطلق مول شهقة إعجاب.
"هذا الوغد، حقًا—"
وفي النهاية، اعترف.
"أنت تعرفني جيدًا، أليس كذلك؟"
الفيالق الثمانية لملك الشياطين—
ومن بينها، كان مول قائد الفيلق الثالث.
وفي هذا الوضع، لم يكن ينوي الاكتفاء بالدفاع فقط.
بل كان ينوي إسقاط طائفة إله الفوضى، التي تجرأت على محاولة الطعن من الخلف.
المرض الرمادي.
إن كان هذا صحيحًا، فعليه القضاء على طائفة إله الفوضى من الجذور، وأفضل وسيلة لتحقيق ذلك، هي استهداف البابا، قائدهم الأعلى.
لحظة تسلمه خريطة تحدد موقع البابا، أصبحت الخطوة التالية بديهية بالنسبة إلى مول.
انحنى كلوف قليلًا نحو مول، الذي كان يبتسم.
"إذن، أستودعك الأمر."
"همم."
أومأ مول برأسه بخفة، متقبلًا الطلب برحابة.
- أيها البشري، أيها البشري، ما الذي يجري هنا؟ كيف تشابكت كل هذه الأمور بهذا الشكل؟!
قال راون بنبرة مدهوشة وهو يحدّث كايل.
- لقد تشابكت الأمور بطريقة عجيبة فعلًا! لكن أليس هذا في صالحنا نحن؟
اجل.
هذه الليلة.
طائفة إله الفوضى لا تعلم بعد أن خصومهم قد علموا بأمر المرض الرمادي، ولا تعلم أنهم قد تحالفوا مع السيد الشاب جيمون أيضًا.
لذلك، ستهاجم وهي تجهل تمامًا قوّة الطرف الآخر الحقيقية.
أما جبهة ملك الشياطين، فبرغم أن قواتها حُشدت بسرعة وبشكل غير كافٍ، إلا أنها ستحاول إسقاط القلعة بكل ما تملك.
'العثور على تشوي جونغ-سو، إيجاد طريقة لعلاج قائد الفريق، وإيقاف المرض الرمادي...'
ثم بعد ذلك، نكتفي بمشاهدة قتال قوات ملك الشياطين وطائفة إله الفوضى، ونهرب بهدوء.
'سهلٌ جدًا.'
مقارنة بما مرّ به حتى الآن، كانت أحداث هذه الليلة تبدو في غاية السهولة.
- لكن أيها البشري، إذا خرجت القوات من قلعة اللورد، ألا يعني ذلك أنه لن يبقى أحد لحمايتها؟
قال راون بابتسامة مشرقة.
- حينها سيكون من السهل علينا التسلل لاحقًا وسرقة الخزنة السرية!
كما هو متوقَّع من راون هذا الصغير، إنه ذكي فعلًا.
يليق به لقب التنين العظيم.
***
ثم حلّ الليل.
كان السكون يخيّم على قلعة موراكا أكثر من أي وقت مضى.
سكونٌ غريبٌ، يخلو حتى من أصغر الأصوات.
لكن في أعماق قلعة موراكا...
"سنضع ثقتنا بكم."
"نعم، يا قداسة البابا."
نهض الفارس المقدّس الأعلى، مستعدًا لتنفيذ أمر اغتيال العدو.
وفي الوقت ذاته—
"سيدي الجنرال مول، وردتنا أنباء بأن القوات ستدخل الغابة قريبًا."
كان مول يرتدي درعه الحربي لأول مرة منذ زمن طويل، قابضًا على سلاحه.
وأثناء قيامه بتمارين إحماء خفيفة، حرّك رقبته يمنة ويسرة، وقال بنبرة عابرة.
"بمجرّد أن تبدأ القوات الهجوم على قلعة موراكا، سأتوجّه مباشرة نحو البابا."
من أجل اغتيال البابا، شُحذت أنصال خناجر ملك الشياطين.
وأخيرًا—
"أيها البشري! لم أرك ترتدي هذا الزي منذ مدة!"
كان كايل يرتدي ملابس سوداء رديء الصنع للتسلل، واقترب من النافذة برفقة الاطفال الذي يبلغ متوسط اعمارهم العشر اعوام.
"رافقتكم السلامة."
ودّعهم كلوف.
"لقد مر وقت طويل."
وجّه كايل بصره نحو مصدر صوت الذي سمعه بجانبه.
كان قائد الفريق سوي خان يبتسم بهدوء.
"أجل، بالفعل. لقد مر وقت طويل."
التحرّك مع القائد للبحث عن تشوي جونغ سو، كان أمرًا لم يحدث منذ زمن بعيد.
ثم—
خشخشة. (صوت حركة خفيفة)
"تشوي هان، الأجواء غريبة، أليس كذلك؟"
قال الشيطان السماوي ذلك وهو ينظر باتجاه قلعة موراكا، فهزّ تشوي هان رأسه بهدوء.
.
.
.
نادي الروايات~ترجمة: White.Snake