خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.
قراءة ممتعة💞
.
.
.
نادي الروايات~ترجمة: White.Snake
.
.
.
الحلقة 442 الجزء الثانى سلسلة هل يمكنني أن آخذ كل شيء؟ 5
.
.
.
"هذا—"
أين البابا؟
لم يتمكّن كبير الخدم من تقديم إجابة واضحة على سؤال كايل.
"ذلك أمر لا يمكنني الإفصاح عنه."
رغم أن هذا كان الجواب الذي حصل عليه في النهاية، إلا أن كايل ابتسم برضا ظاهر عند طرف شفتيه. ثم واصل الحديث.
"هل يعلم السيّد الشاب جيمون بشأن المرض الرمادي؟"
"……!"
ارتجفت عينَا كبير الخدم عند سماع السؤال.
ومرة أخرى، لم يستطع أن يفتح فاه للإجابة.
عندها، سحب كايل، الذي كان يستند إلى ظهر الكرسي، الهالة المسيطرة التي كانت تملأ الجو.
"انصرف."
أصدر كايل أمر الطرد لكبير الخدم.
بالكاد استطاع العجوز أن يحدق في كايل، وعندما التقت أعينهما، أضاف كايل كلمات أخرى.
"اذهب إلى السيّد الشاب جيمون."
رغم أن نبرة كلام كايل كانت خفيفة لا توحي بأي ثقل، إلا أن كبير الخدم، الذي كان بالكاد يسيطر على جسده المرتجف، انحنى انحناءة عميقة.
ثم سار بحذر نحو الباب وعندما أمسك بمقبضه.
"آه."
من خلف ظهره، وصل إليه صوت كايل.
"يمكن تطهير الفوضى."
أخذ كبير الخدم شهيقًا عميقًا.
طَق. (صوت اغلاق الباب)
غادر كبير الخدم غرفة الطعام ببطء.
"……."
فتح كلوف، الذي كان واقفًا عند النافذة، ينظر إلى كبير الخدم الحقيقي وهو يشق طريقه خارج الجناح الجانبي متجهًا نحو القلعة الرئيسية بين الخدم الآخرين، فمه قائلاً.
"كايل-نيم."
"نعم؟"
"يبدو أن النظام لم ينهَر بالكامل كما كنا نعتقد."
ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتي كايل، وأومأ برأسه برضا.
"صحيح. على الأقل، يبدو أن السيّد الشاب جيمون ما زال يحتفظ ببعض زمام الأمور داخل قلعة موراكا."
الخدم وكبير الخدم لا يزالون يتحركون بناءً على أوامر السيّد الشاب جيمون، مع تجنّب أعين طائفة إله الفوضى.
بل إن كبير الخدم نفسه يحتفظ بولاء تجاه السيد الشاب جيمون.
على الأقل، داخل هذه القلعة، لم يُنتزع كل شيء من السيد الشاب جيمون على يد طائفة إله الفوضى.
"إنه شخص أكثر نفعًا مما كنت أظن."
عند كلمات كايل، ابتسم كلوف سيكا بخفة، وتذكّر الأسئلة التي طرحها كايل قبل قليل.
'لقد سأل عن البابا'
ثم أمر آخر.
'كما أنه أشار إلى المرض الرمادي أيضاً.'
كما توقعت...
كايل-نيم لم يعتبر السيّد الشاب جيمون مجرد حليف.
بدأ الفضول يراود كلوف حيال مجرى الأحداث القادمة.
"كلوف."
في تلك اللحظة، سمع كلوف صوت كايل، فأفاق بسرعة من أفكاره.
وعندما التقت عيناه بنظرات كايل الحادة الموجهة نحوه، شعر بقشعريرة باردة غريبة تسري في كامل انحاء جسده.
ثم تحركت شفتا كايل ببطء.
"توقّف عن التفكير في أشياء غير ضرورية. وابدأ بتناول طعامك أولًا."
لم تعجبه كايل النظرة الغريبة التي مرت في عيني كلوف، لذا ألقى بهذه الجملة وبدأ بالتركيز على طعامه.
"إنه لذيذ!"
"أفضل من الأمس."
"هيهي. لذيذ! كلوف، تناول طعامك أنت أيضًا!"
عند سماع تلك الكلمات، ابتسم كلوف للطفل الذي يبلغ عمره حوالي العشرة أعوام، ثم عاد إلى مقعده وأمسك بالملعقة.
نظرة خاطفة~
انزلق بصره نحو كايل للحظة.
'كما هو متوقع...'
كما هو متوقع، كايل-نيم ليس شخصًا يُستهان به.
في اللحظة التي كاد فيها أن ينسى أن هذا الواقع، وكاد أن يتعامل مع ما يجري على أنه مجرد قصة مسلية... [*سايكو]
أيقظه كايل-نيم من ذلك الوهم واعاده للواقع، مانعًا إياه من التعامل مع العالم وكأنه مجرد تسلية.
'كما توقعت، إنه مختلف.' [*قالها قالها ههههه]
كايل-نيم... إنه شخص مختلف.
"هوهو."
أطلق كلوف ضحكة خافتة، وبدأ في تناول طعامه.
'...هل يخطط هذا المجنون لارتكاب حماقة ما؟'
نظر كايل إلى كلوف بنظرة مرتابة، لكن سرعان ما لاحظ نظرات قائد الفريق سوي خان، الذي كان يراقبهما باهتمام.
(ما الأمر؟)
سأل كايل عن طريق تحريك شفتيه دون صوت، فردّ عليه سوي خان بتنهيدة وقال.
"كُل طعامك."
وعند ذلك، بدأ كايل بالأكل دون أي اعتراض.
وبالفعل، بدا أن جودة الطعام قد تحسنت عن يوم أمس.
ارتسمت ابتسامة رضا على وجه كايل.
***
طق، طق! (صوت طرق منتظم على الباب)
عند سماع الطرق المنتظم، نهض السيد الشاب جيمون من مكانه فجأة.
فُتح الباب بسرعة معتدلة، وعندما دخل كبير الخدم العجوز، لم يستطع السيّد الشاب جيمون إخفاء توتره.
"–"
لكنه لم يستطع قول شيء.
فمن خلال فتحة الباب المفتوح، استطاع أن يلمح أحد الفرسان المقدسين وهو يختلس النظر إلى الداخل.
"أحضرتُ ضيافة وقت الشاي الصباحي."
قال كبير الخدم ذلك بهدوء وهو يغلق الباب خلفه، وبدأ بوضع الضيافة على الطاولة.
دلق، دلق. (صوت خافت للأواني وهي تُرتّب)
لم يكن يصدر الصوت عمدًا، بل كان ذلك نتيجة لحركاته الطبيعية والأنيقة، وبهذه الطريقة ظهرت مائدة الضيافة أمام السيد الشاب جيمون.
"……."
ومع ذلك، لم يجلس السيد الشاب جيمون، بل ظلّ واقفًا يحدّق بكبير الخدم، غير قادر على إخفاء قلقه.
قال كبير الخدم العجوز.
"القلق المفرط لا يجلب فائدة."
عندها لمح السيد الشاب جيمون ورقة وقلمًا موضوعين في أسفل سلة البسكويت.
نظرًا لأن أوراق المكتبة وأدوات الكتابة قد تُفتَّش في أي وقت من قِبل أتباع طائفة إله الفوضى، كان كبير الخدم في كل مرة تُستدعى فيها الحاجة إلى التحدث كتابةً، يجلب ورقة وقلمًا من من مكانٍ ما، ثم يأخذهما معه فورًا ويقوم بالتخلص منهما على الفور.
'أولئك الأوغاد من طائفة إله الفوضى يتظاهرون بإظهار الاحترام لي، لكن مراقبتهم تزداد تشددًا.'
مراقبة وتحكّم تحت ستار الحماية.
لحسن الحظ، لم تكن هناك عيون تراقب داخل هذه الغرفة.
فهذه الغرفة قد طُليت بأقوى التعاويذ الدفاعية السحرية حينما كان الكونت لوب لا يزال على قيد الحياة، خوفًا من أن يُغتال جيمون—الذي كان لا يزال طفلًا آنذاك—على يد قوى أخرى قبل أن يرث قلعة موراكا.
لذا، فإن وضع فارس مقدس أمام الباب كان أقصى ما يمكن لطائفة إله الفوضى فعله لأجل 'الحماية'.
فهم يظنون أنهم قد سيطروا على القلعة بالكامل، لهذا يتصرفون بهذه الطريقة.
وفوق ذلك، فإن السيد الشاب جيمون، بعد أن أدرك نواياهم الحقيقية وتصرفاتهم، بات يتصرف بعنف واستعجال أكبر،
ليخدع أعينهم.
قضمة~
تناول قطعة من البسكويت بصوت مسموع عن عمد، بينما بدأ يكتب على الورقة.
<كيف كانت الأمور؟>
ردّ كبير الخدم كتابةً.
<يعرفون كل شيء عن طائفة إله الفوضى والمرض الرمادي.>
"……!"
توقفت يده التي كانت ترفع قطعة البسكويت.
'يعلم بشأن البابا والمرض الرمادي أيضًا؟!'
ذاك الشخص المسمّى كاسي؟
لم يستطع السيد الشاب جيمون تصديق الأمر.
لأن حتى ملك الشياطين نفسه لم يكن يعلم بذلك بعد.
'هؤلاء أخطر من ملك الشياطين نفسه.'
كان جيمون يندم على أنه تحالف مع طائفة إله الفوضى.
فبعد اختفاء الكونت لوب، غرقت مدينة ديوريل في الفوضى.
وفي تلك الفوضى، تمكّنت تيروسا، إحدى اتباع ملك الشياطين، من التسلل وبدأت تبسط نفوذها شيئًا فشيئًا، محاولة ابتلاع إقليم ديوريل.
وبينما كان جيمون يراقب تحرّكاتها، بدأ يشك أن عمّه، الكونت لوب، قد قُتل على يد أولئك الذين لم يكونوا في صف ملك الشياطين.
وفي ذلك الوقت... ظهرت طائفة إله الفوضى.
قدموا له ملابس الكونت لوب وبعضًا من متعلقاته الشخصية التي كان يحملها عادة، وأخبروه أن ملك الشياطين هو من قتله.
'ما كان يجب أن أتحالف مع أولئك الأوغاد...'
لكنه فعل.
من أجل حماية ديوريل،
من أجل الوقوف في وجه ملك الشياطين،
وإن أردنا التحدث بصراحة...
فكان من أجل الانتقام لعمّه الكونت لوب، الذي كان عائلته الوحيدة له وسط أقاربه الجشعين.
لقد اختار أن يتحالف مع طائفة إله الفوضى.
لأنه رأى فيها قوة قادرة على الإطاحة بملك الشياطين الحالي.
'على ما يبدو، كان عمي على اتصال مع بعض قوى الملك الشياطين السابق.'
لكنه لم يكن يعرف كيف يتواصل معهم، كما لم يرَ جدوى في الاعتماد على قوى مختبئة لم تستطع حتى حماية عمه.
'…المرض الرمادي…….'
ثم، منذ حوالي شهر، لاحظ السيد الشاب جيمون أن عددًا كبيرًا من الفرسان المقدسين قد ظهر فجأة، وبدأوا بالتحرك في أنحاء مختلفة من عالم الشياطين، فشعر بوجود شيء مريب، ومن وقتها بدأ يعرّف على شيء يُدعى المرض الرمادي.
'لا..'
لكي نكون دقيقين، فقد تعمّدت الطائفة أن تُطلعه على هذه المعلومات.
ثم...
'ما رأيك؟'
سأله البابا بنبرة ودودة.
'المرض الرمادي... أليس مرضًا يسهل على الشياطين الذين يستخدمون المانا الرمادية أن يشعروا به؟'
لم يستطع السيّد الشاب جيمون أن يغضب من البابا بسبب ما قاله.
بل لم يكن قادرًا حتى على قول شيء.
'إقليم ديوريل… لن يموت فيها أحد بسبب المرض الرمادي.'
ليس لن يُصابوا، بل لن يموتوا.
'أول أرض ستُنقذها قوى الفوضى... هي إقليم ديوريل.'
قال البابا ذلك، ثم التفت إلى السيد الشاب جيمون وسأله.
'أيها السيد الشاب، أنت لا تفكر في خيانتنا، أليس كذلك؟'
قالها مبتسمًا ابتسامة وديعة.
'في اللحظة التي تخبر فيها ملك الشياطين، لن تكون نهايتك أنت فحسب، بل سيغمر المرض الرمادي إقليم ديوريل بأكمله، ويموت الجميع.'
شعر جيمون وكأن صوته كان بمثابة مطرقة قاضية موجهة لنفسه، التي أمسكت بيد من لا يجب الإمساك بيده، واختارت اختيارًا أحمقًا.
'أيها السيد الشاب، حتى ملك الشياطين لا يستطيع علاج المرض الرمادي.'
شووورر (صوت سكب الشاي)
"آه..."
أيقظ صوت سكب الشاي السيد الشاب جيمون من شروده، ليُدرك فجأة أنه يتصبب عرقًا باردًا، وأن أنفاسه قد بدأت تتسارع.
ناول كبير الخدم، الذي كان معه منذ صغره ووكان بمثابة جدٍّ له، فنجانًا من الشاي الدافئ.
ارتشف جيمون الشاي، وعندما بدأت حرارة الشاي تُدفئ جوفه قليلًا—
<سيدي الشاب.>
أردف كبير الخدم برسالة أخرى.
<الابن الثاني هو الزعيم الحقيقي.>
الابن الثاني؟
ذاك الفتى الساذج الذي كان يبدو أحمقًا؟!
<وكان بين أفراد قبيلة القطط... تنين.>
…!
اتسعت عينا السيد الشاب جيمون حتى احمرّتا من شدة الصدمة.
كاسي.
من يكون ذلك الشخص بحق السماء؟
<يقال إن الابن الثاني أنقذ الكونت لوب.>
لا، بل الابن الثاني...
من يكون ذلك الشخص؟
كيف لشخص مثل ذلك أن يخفي وجوده بهذه البراعة؟ [*خبرة خبرة]
شعر السيد الشاب جيمون بقشعريرة تسري في جسده.
كانت صدمة مختلفة عن تلك التي شعر بها حين واجه بابا طائفة إله الفوضى.
ثم جاءت الرسالة التالية من كبير الخدم.
<تطهير الفوضى. قيل إنه ممكن.>
"آه..."
انفلت من شفتي السيد الشاب جيمون تنهيدة.
وبدون وعي، التقط قطعة من البسكويت ووضعها في فمه وابتلعها على عجل.
شعر أنه يجب أن يفعل شيئًا، أي شيء.
'تطهير الفوضى ممكن؟!'
قال البابا إن قوة الفوضى التي ستنقذ مدينة ديوريل، تُدعى 'التطهير'.
كان يخطط لاستخدام هذا 'التطهير' ليقضي تمامًا على المرض الرمادي المنتشر في ديوريل، ويجعل منها الموقع الأول لبناء معبد إله الفوضى.
شعر بجفاف شديد في حلقه.
فشرب السيد الشاب جيمون الشاي، الذي لا يزال ساخنًا بعض الشيء، كما لو كان ماءً بارداً.
"ها، هاها..."
انطلقت منه ضحكة.
ملك الشياطين وطائفة إله الفوضى...
كان يشعر وكأن رأسه سينفجر من شدة التوتر بسبب هذين الفصيلين.
حتى فكرة الانتقام لعمه الكونت لوب كانت تبدو ترفًا لا طاقة له بها.
وفي خضم ذلك كله، ظهر لاعبون جدد.
'وهم من أنقذوا عمي.'
وكانوا بالفعل على دراية تامة بطائفة إله الفوضى.
بل وتمكنوا من التسلل إلى هنا عبر استغلال قوة ملك الشياطين.
"إياا..."
أعرب السيد الشاب جيمون عن إعجابه وذهوله الخالص.
"مرعبون."
نعم، إنهم مرعبون حقًا.
لا طائفة إله الفوضى، ولا قوى ملك الشياطين، تدرك حتى الآن القوة الحقيقية لكاسي.
هم فقط يحذرون منه، لكنهم لا يدركون أن الخنجر الحقيقي الكامن خلف ظهره ما زال غير مرئي لهم.
"واو، حقًا..."
لم يستطع ان يخرج من فمه سوى عبارات الإعجاب.
ثم كتب كبير الخدم مجددًا.
<هل يجب أن ننقذهم هذه الليلة؟>
على هذا السؤال، أجاب اللورد الشاب جيمون كتابة بينما كان يأكل قطعة بسكويت أخرى بهدوء وثقة.
<عمي لم يختر ملك الشياطين ولا طائفة إله الفوضى، بل اختارهم هم.>
أي أنهم ليسوا من يحتاج إلى الإنقاذ.
<ما الذي كانوا يريدونه؟>
سأله جيمون.
فأجابه كبير الخدم.
<موقع البابا.>
أومأ السيد الشاب جيمون برأسه، ثم توجه إلى مكتبه وأخرج قطعة صغيرة من الرق كانت مخبأة بين أدراج المكتب.
تلقّاها كبير الخدم بوجهٍ صارم.
كانت خريطة لداخل قلعة موراكا.
وكانت أيضًا تتضمن أماكن تمركز طائفة إله الفوضى.
وبعد وقت قصير—
"سأقوم بتبديل أغطية السرير."
دخل بعض الخدم إلى الجناح الجانبي، ومن بينهم امرأة في منتصف العمر، أخرجت الرقّ من جيبها وسلّمته إلى كايل.
ابتسامة عريضة~
نظر كايل إلى الخريطة، ثم قال بنبرة مقتضبة.
"أحسنت العمل."
كانت تلك الكلمات موجهة إلى جيمون، وبالطبع ستقوم المرأة في منتصف العمر بإيصال الرسالة إلى كبير الخدم، الذي سينقلها بدوره إلى جيمون. [*شو ذي اللفة الطويلة ههههه]
واصل كايل حديثه وهو يربّت على الأغطية الجديدة الموضوعة على السرير...
"يبدو أنني سأنام بعمق هذه الليلة، أليس كذلك؟"
وكانت هذه الجملة أيضًا ستُنقل إلى السيد الشاب جيمون، وهي بمثابة أمر ضمني له بالنوم بهدوء هذه الليلة دون التدخل.
***
هذه الليلة.
ستهاجم طائفة إله الفوضى من أجل قتل كايل ورفاقه، وكذلك قوى ملك الشياطين.
قضم، قضم.
كان كايل يحدّق عبر النافذة في السماء المتوهجة بحمرة الغروب، بينما يبتلع قطعة من شريحة اللحم بهدوء.
منذ البارحة، كان يأكل جيدًا، ينام جيدًا، ويعيش حياة صحية تمامًا.
أهكذا تكون حياة العاطلين عن العمل؟
- أيها البشري، لماذا تبدو تعابير وجهك حزينة ومليئة بالحنين هكذا؟
لم يُجب كايل عن سؤال راون، وواصل الاستمتاع بهذه اللحظة من الهدوء والراحة.
لكن، مائدة الطعام لم تكن تنعم بالهدوء نفسه.
"السيد كاسي."
ألقى مدير قسم المشاريع الجديدة نظرة جانبية على الابن الثاني ذو الملامح البلهاء، ثم ثبت عينيه على كلوف سيكا.
في هذا المساء.
ثلاثة من أفراد قوى ملك الشياطين الذين أرسلتهم تيروسا، دعوا إلى تناول العشاء معًا.
وكان السبب واضحًا للجميع تمامًا، ولا يحتاج إلى تفسير.
"ما الحديث الذي دار بينك وبين السيد الشاب جيمون بالأمس، يا ترى؟"
تناول كلوف سيكا قطعة من شريحة اللحم بأناقة، ثم وضع السكين والشوكة جانبًا، ومسح فمه برفق.
كانت كل حركة من حركاته تنضح بالأناقة، وتبدو طبيعية تمامًا، كمن اعتاد عليها طوال حياته.
"اياا."
تنهّد أحد الشياطين بدهشة.
لم يكن مدير المشاريع، ولا الفارس متوسط العمر، بل كان قائد الفيلق الثالث في جيش ملك الشياطين—مول، المعروف بـ اليد خلف الظهر—هو من أطلق تنهيدة الإعجاب تلك، وقال.
"إنه يبدو تمامًا كنبيل حقيقي. مهما نظرت إليه، لا يشبه تاجرًا أبدًا."
وفي اللحظة التي وُجهت فيها نظراته الحادة نحو كلوف—
استحضر كلوف في ذهنه صورة كايل، الذي كان يحدّق بشرود خارج النافذة، وراون، المتخفي في مكان ما.
وكذلك أولئك الموجودين في الطابق العلوي، أون، هونغ، وقائد الفريق سوي خان، الذين كانوا يتناولون طعامهم براحة.
ثم فتح شفتيه وقال.
"كما هو متوقع من الجنرال مول، انت حادًّا في ملاحظاتك."
عندها، ابتسم مول—الذي كان يقلد سلوك الفارس الجديد، روم—ابتسامة أوسع.
"أجل، ثمة شيء مريب فعلًا."
كان في مزاج سيء منذ الأمس.
وما استنتجه بعد مراقبة قلعة موراكا وكاسي خلسة خلال اليومين الماضيين، كان أمرًا واحدًا فقط.
"من أنت حقًّا؟"
سأله مباشرة.
"هل تحاول ضرب مؤخرة رأسي الآن؟"
ساد جو بارد على غرفة الطعام.
تجمّد كل من مدير المشاريع والفارس متوسط العمر في مكانهما، ولم يجرؤا حتى على التنفس بصورة طبيعية.
أما كلوف، فرفع كأس النبيذ الموضوع بجانبه بأناقة، وقال مخاطبًا مول.
"ذات مرة قال لي والدي، الكونت لوب—"
كان صوته راقياً للغاية.
بدا وكأنه لم يتعلم الحديث والتصرف كتاجر، بل كنبيل رفيع المقام نشأ منذ ولادته على يد عائلة نبيلة رفيعة الشأن، وتلقى تعليماً صارماً في الآداب والسلوكيات الأرستقراطية.
عندها فقط، بدأ الآخرون يرونه كما ينبغي—كواحد من سلالة عائلة الكونت لوب، أحد النبلاء الرفيعين.
نظر كلوف إلى مول، وتابع قائلاً.
"إذا مُتُّ، فاعلم أن ذلك من فعل ملك الشياطين."
ارتفعت حاجبا مول قليلًا.
وازدادت ابتسامته اتساعًا حين تابع كلوف حديثه بابتسامة هادئة.
"ولهذا السبب، جررتكم جميعًا إلى هذا المكان، حيث توجد طائفة إله الفوضى. إنه انتقامي الشخصي. أردت أن يموت الجميع، ببساطة."
وفي تلك اللحظة—
"ها، هاها—"
انفجر مول ضاحكًا.
كانت ضحكته غريبة نوعًا ما، لكنها حملت شعورًا بالارتياح نابعًا من أعماقه، وكأن همًّا قد زال عن صدره أخيرًا.
مول، الذي لم يكن يتردّد في طعن الآخرين في ظهرهم، كان يكره أن يُطعَن من الخلف أكثر من الموت نفسه.
وأثناء مشاهدته لضحكة مول المنطلقة، فكّر كايل في نفسه.
'القتال الذي سيحدث الليلة لن يكون مجرد فوضى عارمة، بل سيكون مستنقعًا من الطين'
يا له من مشهد مرضٍ.
تظاهر كايل بالارتباك، مدّعيًا أنه تأثر بهيبة مول، بينما كان يضحك في داخله.
- أيها البشري، لا تبدو خائفًا على الإطلاق!
وعلى إثر كلمات راون، أخذ كايل يتصنّع الخوف أكثر، وانكمش كتفيه، وانحنى برأسه، متصنعًا الخضوع والقلق.
قريبًا، سيحلّ الليل.
.
.
.
نادي الروايات~ترجمة: White.Snake