1217 - الحلقة 441 الجزء الثانى سلسلة هل يمكنني أن آخذ كل شيء؟ 4

خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.

قراءة ممتعة💞

.

.

.

نادي الروايات~ترجمة: White.Snake

.

.

.

الحلقة 441 الجزء الثانى سلسلة هل يمكنني أن آخذ كل شيء؟ 4

.

.

.

"يسعدني لقاؤك، السيد الشاب جيمون."

انحنى كلوف سيكا بأدب أمام السيد الشاب جيمون.

وكذلك انحنى كايل، بينما أخذ يتفحص المكان بعينيه.

القلعة الرئيسية.

دخل كايل إلى القلعة الرئيسية قرابة وقت العشاء،

اذ لم يتمكنوا من لقاء السيد الشاب جيمون إلا بعد أن تجاوز الوقت ساعة العشاء واقترب من الليل.

بل وكان ذلك داخل غرفة الطعام، بعد أن انتهى الجميع من تناول الطعام.

كان السيد الشاب جيمون جالسًا وحده في مقعد الصدارة، يستقبل كايل وكلوف، دون حتى أن تُرفع الصحون من على الطاولة.

'أيضًا كبيرة الخدم موجودة.'

كبيرة الخدم، هيتيليس.

سواها، لم يكن هناك أحد مرئي.

- أيها الإنسان، أستشعر وجودًا في السقف!

بالطبع، بما أن راون كان برفقته في وضع التخفي، لم يشعر كايل بأي عبء.

'…لا يوجد أي أثر لطائفة إله الفوضى.'

ربما لأن المسافة التي قطعها كايل داخل القلعة لم تكن طويلة، أو بسبب المراقبة المشددة التي منعت التفقد بحرية، لكن حتى هذه اللحظة، لم يُعثر على أي أثر لطائفة إله الفوضى.

لا بد أنهم يختبئون في مكان ما داخل هذه القلعة أو ربما في قلعة موراكا.

"..."

منذ أن نطق بتحية الترحيب، لم ينبس السيد الشاب جيمون ببنت شفة.

واكتفى بالتحديق بثبات في كلوف.

ووسط نظرات جيمون الحادة كأنها تخترق الجسد، حافظ كلوف على ابتسامته الهادئة، وتابع الحديث بأدب.

"أنا أدعى كاسي، وهذا شقيقي–"

"كفى."

قاطع السيد الشاب جيمون حديث كلوف.

وفي غرفة الطعام، التي بدت وكأنها استخدمت من قبل عدة أشخاص، التقط جيمون شوكة وأشار بها إلى كلوف.

"كفى ثرثرة لا طائل منها. سمعت أنك تود شراء المنجم؟"

السيد الشاب جيمون.

هذه أول مرة يرى فيها كايل هذا الرجل.

حين حاول جانب ملك الشياطين السيطرة على إقليم ديوريل بعد اختفاء الكونت لوب،

كان هو من حشد أفراد عائلة الكونت، وشكّل قوة مضادة.

'وهو أيضًا الرجل الذي تحالف مع طائفة إله الفوضى.'

يا ترى، ما نوع الشخص الذي يكونه هذا الشيطان؟

كان لكايل سبب واضح لمرافقته كلوف في هذه الزيارة.

"نعم، سيدي. لدينا نية لشراء المنجم—"

تابع كلوف حديثه بأدب، لكن السيد الشاب جيمون قاطعه مجددًا ولفظ كلماته بفظاظة.

"أنت."

كان يبدو كشخص متهور، بل وحتى مستعجل، لا يعرف حدودًا.

قال وهو يحدّق في كلوف بنظرات مستعلية، وعلامات الانزعاج بادية بين حاجبيه.

"كيف أغريتَ تيروسا؟"

"... عذرًا؟"

"شراء منجم؟ تيروسا، تلك المتعصبة المجنونة، لا يمكن أن ترسل أمثالك لهذا السبب التافه وحده."

امتلأت نبرة جيمون بالسخط والاحتقار والغضب، ثم بدأ يضرب الطبق بالشوكة التي في يده.

طعخ! طعخ! (صوت اصطدام قوي)

وبينما كان يضرب الطبق كأنه سيحطّمه، تابع كلامه.

"أأنا–"

طعخ! (صوت اصطدام قوي)

"تظنون أني أحمق؟"

طعخ! (صوت اصطدام قوي)

"أنتم ببساطة تحاولون سرقة ما هو لي؟ أليس كذلك؟ هاه؟"

طعخ! طعخ! (صوت اصطدام قوي)

هل تدرب هذا الرجل على المبارزة؟

كراك- (صوت تحطم)

فقد تحطم الطبق أخيرًا بفعل ضربات الشوكة.

'هوووه.'

أدرك كايل أن غضب جيمون لم يكن موجّهًا نحو تيروسا وكلوف فقط.

'طائفة إله الفوضى...'

كان هناك غضب نحوهم أيضًا.

لأن عينيه لم تكن تتوجه إلى كلوف فقط، بل كانت تمرّ أحيانًا على كبيرة الخدم أيضًا.

وعندما تلفّظ بكلمة المتعصبة، انتقل نظره من مديرة الخدم إلى كلوف مجددًا.

"..."

أما كبيرة الخدم، هيتيليس، فبقيت واقفة بلا أي تعبير على وجهها.

"هوو—"

أطلق السيد الشاب جيمون زفرة طويلة، وكأنه يحاول تهدئة نفسه.

ثم رمى الشوكة التي في يده.

طَنك! (صوت ارتطام)

تدحرجت الشوكة على الأرض الرخامية، لكنه لم يعرها أي اهتمام.

بل سأل كلوف.

"أنا فقط أريد أن أعرف كيف جعلتَ تيروسا تساعدك؟ ألا تنوي الإجابة؟"

كانت نبرة صوته أكثر هدوءًا من ذي قبل، لكنها لم تستطع إخفاء الإحباط والغضب الظاهر على وجهه.

بدا حقا كرجل سريع الانفعال.

"السيد الشاب جيمون."

ابتسم كلوف بخفة.

"أنا مستعد تمامًا للإجابة عن سؤالكم، سيدي الشاب."

"ها!"

ضحك السيد الشاب جيمون بسخرية، وكأن ما سمعه لا يُصدق، مندهشًا من هدوء كلوف.

لكن كلوف تابع حديثه ببساطة، وبكل رباطة جأش.

"لقد أخبرت الانسة تيروسا أنني الوريث الوحيد للكونت لوب."

"!"

ساد الصمت.

حدّق السيد الشاب جيمون في كلوف بعينين متسعتين، دون أن يتمكن من التفوه بكلمة واحدة.

أما كبيرة الخدم، هيتيليس، فقد حوّلت نظراتها التي كانت شاردة في الهواء نحو كلوف.

"……!"

ثم تجمّدت فجأة.

ذاك الذي يُدعى انه الثاني والواقف بجانب كاسي، كان يحدق بها مباشرة.

وبالطبع، ما إن التقت نظراتهما حتى ارتبك الثاني وخفض رأسه بسرعة.

عندها، نظر كلوف إلى كايل المنحني الرأس، قبل أن يحوّل نظره إلى السيد الشاب جيمون المقابل له.

ابتسامة خبيثة~ [*ذي ابتسامة كايل]

ارتسمت على شفتي كلوف ابتسامة خفيفة.

زاوية فم كايل-نيم، منحني الرأس، قد ارتفعت.

لقد لمح محاولة ابتسامة على شفتيه.

ولإخفاء تلك الابتسامة، انحنى كايل-نيم برأسه.

'كلوف.'

قبل مجيئهم إلى هذا المكان، كان كايل، الذي أوكل كل شيء إلى كلوف، قد أدلى برأي واحد فقط.

'عندما نلتقي بالسيد الشاب جيمون اليوم، ما رأيك ألا نكتفي بفهم وضعه فقط، بل نعمل على زعزعة كل من جانبه وجانب طائفة إله الفوضى؟'

'نزعزع جانب السيد الشاب جيمون أيضًا، آه!'

فهم كلوف على الفور سبب طرح كايل لهذا الرأي.

لقد تذكّر ما قاله راون بعد عودته من لقاء الأورورا في الليلة الماضية.

'كايل-نيم، بفضلكم أدركت أمرًا كنت قد غفلت عنه تمامًا.'

نظر كلوف إلى جيمون، وهو يسترجع كلمات كايل التي نقشها بعمق في قلبه.

"أأنت تقول إنك الوريث الوحيد لعمي؟"

كان السيد الشاب جيمون ابن أخ الكونت لوب.

"نعم."

جاء رد كلوف مختصرًا، دون تردد.

"هل ترغب في رؤية شهادة الميلاد؟"

اقترب كلوف بخطى ثابتة، ووقف إلى جانب السيد الشاب جيمون.

وبمجرد أن اقترب، أصبح كلوف يحدّق في جيمون من الأعلى.

"……."

نظر السيد الشاب جيمون إلى كلوف بنظرات مرتجفة.

وفي تلك اللحظة، اقتربت كبيرة الخدم، هيتيليس، ووقفت إلى جانب جيمون. بدا عليها الارتباك، وكأن رباطة جأشها قد تزعزعت للحظة.

'الوريث الشرعي للكونت لوب؟'

في لحظة، امتلأ عقلها بالفوضى.

إن كان كاسي الذي أمامها هو فعلًا وريث الكونت لوب، وإن كانت تيروسا، وهي من المقربين من ملك الشياطين الحالي، قد قررت دعمه...

'فسوف يخسر السيد الشاب جيمون كليًّا من حيث الشرعية والقوة.'

من المحتمل أن يتراجع دعم عائلة الكونت لوب للسيد الشاب جيمون بشكل حاد.

'…هذا أمر مزعج.'

لكن، لم تكن هيتيليس تهتم حقًا بما سيحدث للسيد الشاب جيمون.

سواء مات أم عاش، لم يكن يعني لها شيئًا.

'المهمة العظمى باتت وشيكة…!'

عمّا قريب، سينتشر المرض الرمادي في كل انحاء عالم الشياطين.

وكانت طائفة إله الفوضى تخطط لأن تكون هي الجهة الوحيدة التي تتصدى له، لتلعب دور البطل المنقذ.

'وبداية ذلك ستكون من إقليم ديوريل…!'

وباعتبار أن هذه مدينة مزدهرة تجاريًا ولوجستيًا، فالشائعات التي تنتشر منها ستصل إلى كافة أنحاء عالم الشياطين بسرعة.

'وهي أيضًا مدينة لم يتمكن ملك الشياطين من إخضاعها بعد.'

ولهذه الأسباب العديدة، كانت طائفة إله الفوضى قد اختارت السيد الشاب جيمون.

'لكن الان يبدو أن الأمور ستتعقّد.'

خاصة وأن تيروسا على ما يبدو قد أرسلت خنجر ملك الشياطين إلى هذا المكان.

'والشخص الذي تم الدفع به لإخفاء ذك الخنجر هو من نسل الكونت لوب؟'

إن كان الأمر كذلك، فذلك يعني أن كاسي الذي هذا أمامهم ليس إلا خنجرًا آخر.

خنجر قادر على قلب موازين القوى في إقليم ديوريل دفعة واحدة.

'فلأهدأ قليلًا.'

استجمعت هيتيليس أنفاسها واستعادت هدوءها.

"هذه شهادة الميلاد."

فتح كلوف شهادة الميلاد ووضعها على الطاولة.

"آه، الطاولة متسخة قليلًا."

بما أن الطاولة كانت متسخة بفعل تحطم الأطباق، لم يستطع وضعها عليها مباشرة.

"من الأفضل أن تُمسكها بنفسك."

ووضع شهادة الميلاد في يد السيد الشاب جيمون مباشرة.

"ها هي، بصمة المانا الخاصة بالكونت لوب محفورة عليها. يمكنكم التحقق من أصالتها كما تشاؤون. السيدة تيروسا قد تأكدت منها بالفعل، وهي التي أرسلتني إلى هذا المكان بناءً على ذلك."

همم

أطلقت هيتيليس همهمة خافتة بعد أن نظرت إلى الختم الموجود على شهادة الميلاد.

لم يكن بإمكانها التأكد ما إن كانت تعود فعلاً للكونت لوب، لكن من المؤكد أنه ختم مانا أصلي وسليم.

"……."

كانت يدا السيد الشاب جيمون، اللتان تمسكان بشهادة الميلاد، ترتجفان بشدة.

وقد اختفى الغضب من وجهه دون أن يُلحظ، بينما راحت حدقتاه تتذبذبان بلا وجهة محددة.

'يا له من أمر..'

أدركت هيتيليس أن السيد الشاب جيمون قد فقد تركيزه بالكامل.

'لا عجب... لقد ظل يدّعي أنه ابن شقيق الكونت لوب، لكن الآن يبدو أنه سيفقد تلك الحجة، فلا بد أن الظلام لفّ بصره.'

فتح السيد الشاب جيمون فمه أخيرًا.

"ه... هذا هراء—"

وبينما كان يتحدث بصوت مرتعش—

ربت~

وضع كلوف يده على كتف جيمون، وبدأ يربّت عليه بلطف، بينما أشار باليد الأخرى إلى ختم المانا، ثم قال بنبرة ودودة.

"ألا تعرف حتى مانا عمّك؟"

"……."

أدار جيمون رأسه ببطء.

ثم رفع رأسه ونظر إلى كلوف المبتسم. [*يعني كلوفي اطول!]

وعيناه، العاجزتان عن التثبّت، اهتزّتا وهو يحدّق في كلوف الذي ظل يبتسم.

'تبًا.'

كادت كبيرة الخدم أن تزفر تنهيدة، لكنها كبحت نفسها.

فالسيد الشاب جيمون، منذ اللحظة التي علم فيها أن تيروسا سترسل شخصًا من طرفها، لم يستطع إخفاء توتره، حتى إنه ركض إلى البابا يطالبه بالتصرف.

كانت قد فكرت أن طبيعته المتهورة والانفعالية تجعل من السهل استغلاله.

لكن أن يفقد أعصابه بهذه السرعة… فهذا بات يشكل عبئًا.

'ومع ذلك، ما زال في صفّنا.'

السيد الشاب جيمون.

إنه مالك هذه القلعة التي تقيم فيها طائفة إله الفوضى.

لا يزال بالإمكان الاستفادة منه.

"السيد كاسي."

نادته كبيرة الخدم هيتيليس بصوت منخفض، أقرب ما يكون إلى التحذير، ودَفعت يد كلوف بعيدًا عن كتف جيمون.

"سيدي."

ثم أمسكت بذراع السيد الشاب جيمون برفق.

كان عليها أن توقظه من شروده الساذج.

لكن—

صفعة!

"لا تلمسيني!"

لكن السيد الشاب جيمون ضرب يدها بعنف، رافعًا صوته.

ثم انتفض واقفًا من مكانه.

"لا يمكنني تصديق هذا، لا أستطيع أن أصدقه!"

قال ذلك وهو يقبض على شهادة الميلاد بقوة كأنه يريد تمزيقها.

"يجب أن أتحقّق من الأمر بنفسي! أنت تقول إنك من دم عمي؟ أنت؟ شخص مثلك؟!"

هزّ كلوف رأسه نافيًا.

"هذا غير مقبول. من الممكن أن تُتلف الوثيقة إن تركناها في حوزتك، أليس كذلك؟"

"...ماذا؟"

انفجر جيمون غاضبًا.

"كيف تجرؤ، من تظنني؟!"

اقترب كلوف منه بخطوات ثابتة.

ثم انتزع شهادة الميلاد من بين يديه.

"إن أردت التحقق، فلتأتِ بنفسك لاحقًا مع خبير."

نظر كلوف إلى جيمون من أعلى دون أن يبتسم.

"……."

لم يستطع جيمون قول شيء.

وظل يحدق في شهادة الميلاد بذهول.

"……."

ثم حوّل كلوف نظره ببطء بعيدًا عنه.

وألقى نظرة مباشرة نحو كبيرة الخدم، هيتيليس.

'همم.'

أدركت هيتيليس من جديد أن هذا الشخص المسمى كاسي ليس بالخصم السهل.

فبينما الثاني كان يرتعد خلفهم برأس مطأطأ، كان الرجل الواقف أمامها يُشيع جوًّا باردا لا يُستهان به.

"كبيرة الخدم، بما أن سموّ السيد الشاب ليس في مزاج يسمح له بالنقاش، فسوف ننسحب نحن الآن."

وضع كلوف شهادة الميلاد في جيبه، وتابع كلامه بهدوء.

"لدينا ما يكفي من الأموال لشراء المنجم، وإن رغبتم في التحقق من أصالة شهادة الميلاد أو التفاوض بشأن صفقة الشراء، يمكنكم زيارتنا في الجناح الجانبي في أي وقت."

وفي تلك اللحظة—

"أنت، أيها—"

فتح السيد الشاب جيمون فمه.

"لماذا كشفتَ لي عن وجودك؟"

توقف لوهلة قبل أن يُكمل حديثه.

"لماذا أفصحتَ عن هويتك؟"

عند سؤاله، حدّق كلوف للحظة في الفراغ.

- أحسنت، كلوف، لقد نقلت كلمات البشري كما ينبغي.

ثم حوّل كلوف نظره من الفراغ إلى السيد الشاب جيمون، وأمعن فيه النظر.

"قال الكونت لوب ذلك بنفسه."

قال هذا مبتسمًا بلطف كعادته.

"قال إن الدم يمكن الوثوق به."

لم يستطع السيد الشاب جيمون إخفاء النظرة المضطربة في عينيه، وكان جسده كله يرتجف.

"تيروسا... لا شك أن جانب ملك الشياطين قد ألحق الأذى بالكونت لوب. وانا لا يمكنني مساعدة أولئك الأشخاص، بصفتي من دمه... أليس كذلك؟"

كانت نظرات كلوف هادئة، خالية من اي انفعال.

"أليس هذا هو السبب الذي يدفعك، أنت أيضًا، لمحاربة جانب ملك الشياطين، أيها السيد الشاب جيمون؟"

"……."

لم ينبس جيمون ببنت شفة.

أشار كلوف إلى كايل بعينيه في إيماءة تدل على الرحيل، ثم اتجه نحو الباب.

ولكن قبل أن يعبر العتبة، ترك جملة أخيرة خلفه.

"سيدي الشاب، آمل أن نتمكن في المرة القادمة من تناول وجبة شهية معًا. بدلًا من هذه المعاملة."

شعرت كبيرة الخدم هيتيليس أن الابتسامة التي رسمها كلوف وهو ينظر إلى السيد الشاب جيمون من علٍ، تنم عن راحة لا تكون إلا لمن انتصر.

انها ابتسامة لا يرسمها إلا المنتصرون.

أما السيد الشاب جيمون، فكان منحنياً برأسه، يقبض على يديه بقوة، وجسده يرتجف بشكل دقيق.

وكأنه يكبت غضبه.

لكن هيتيليس لم ترَ الدموع التي تجمعت في عيني جيمون وهو منحنٍ برأسه. [*هاه؟؟ شكلي ظلمته؟]

تمكّن جيمون من كبح دموعه، لكنه لم يرفع رأسه حتى النهاية.

"حسنًا، إلى اللقاء."

وعلى خلاف دخوله، غادر كلوف ومرافقيه القلعة بخطًى واثقة وهدوء مهيب، كما لو أن المكان ملك لهم، في مشهد يثير الغيظ.

وفور اختفائهم عن الأنظار، فتحت هيتيليس فمها قائلة.

"السيد الشاب جيمون."

رفع جيمون رأسه.

نظرت إليه هيتيليس بعينين باردتين، وأعطته جوابًا.

بل أعطت جوابًا يخدم طائفة إله الفوضى.

"ذلك الشخص سيموت أيضًا."

شهادة الميلاد؟

سواء كانت حقيقية أم لا، إن مات صاحب ذلك الدم، فكل شيء سيمّحي.

"……!"

اتسعت عينا جيمون واهتزّت حدقتاه.

أمسكت هيتيليس يده بقوة، تلك اليد التي تجرّأ أن يبعدها عنها من قبل.

ثم قالت ببطء.

"نحن سنتولى الأمر. أما أنت، فكل ما عليك فعله هو أن تظل ساكن."

عند ذلك، هدأت قليلاً نظرات السيد الشاب جيمون التي كانت مضطربة.

لكنه تجنّب النظر في عينيها.

رسمت هيتيليس ابتسامة على إثر ذلك التصرف.

نعم، هذا هو التصرف الذي يليق به.

"ذاك الـ—"

فتح السيد الشاب جيمون فمه.

"ملك الشياطين هو من قتل عمي، أليس كذلك؟"

"نعم، هذا صحيح."

أجابت هيتيليس بالحقيقة دون أدنى تردد.

"...حسنًا."

ارتخت عضلات جسد السيد الشاب جيمون فجأة، وانهار جالسًا على الكرسي.

عندها فقط، وضعت هيتيليس يدها على كتفه في حركة مواساة حقيقية لأول مرة وقالت.

"ليلة الغد، سيُقتل كل من أرسلته تيروسا من الشياطين، وكاسي ومن معه كذلك. لذا، ارتح جيدًا هذه الليلة، والليلة القادمة، بل في كل الليالي القادمة."

رفع السيد الشاب جيمون نظره إليها.

"ها، هاها—"

انفجر ضاحكًا فجأة.

فبادلته هيتيليس ضحكته بابتسامة عريضة.

فضحكة الدُمى المتحركة غالبًا ما تكون مسلية.

"هاها—"

ولم يتمكن جيمون من التوقف عن الضحك.

حين قدم كاسي شهادة الميلاد له...

كان قد سمع فجأةً صوت طفل صغير.

- جيمون، الكونت لوب لا يزال حيًا، مانا الشهادة دليل على ذلك.

***

في صباح اليوم التالي.

استيقظ كايل بعد ان نام نومًا عميقًا لم ينعم به منذ زمن، وبينما كان ينتظر وجبة الفطور، تذكّر كلمات الكونت لوب التي سمعها من زعيمة جماعة الوسطاء، أورورا.

'جيمون كان أكثر من وثق بي و تبعني بإخلاص. أن تقولوا إن ذاك الطفل قد تحالف مع طائفة إله الفوضى؟ لا أستطيع تصديق ذلك.'

لم يكن الكونت لوب يثق ببعض أفراد عائلته، قائلًا إن جشعهم يجعل تصرفاتهم غير قابلة للتنبؤ.

'لكن جيمون فقد عائلته في صغره، وربّيته بنفسي حتى بلغ سن الرشد. وبفضلي، ورث قلعة موراكا والمنجم... هذا أمر غريب حقًا.'

طق طق. (صوت طرق على الباب)

في تلك اللحظة، وصل الخدم من القلعة الرئيسية لتوصيل وجبة الإفطار.

أُعدّ الطعام في غرفة الطعام في الطابق الثاني، وبعد أن غادر الجميع،

بقي شخص مسنّ واحد فقط...

اقترب ذلك العجوز من كلوف.

"تشرفت بلقائكم."

انحنى برأسه، فسأله كلوف.

"من تكون؟"

"أنا كبير الخدم."

في تلك اللحظة، التقت أعين كلوف وكايل.

عندها قال كلوف.

"إذاً، وصل الحقيقي."

ليس هيتيليس، بل كبير الخدم الحقيقي.

ذلك الحقيقي الذي يدير قلعة موراكا.

أحد أتباع الكونت لوب الذي عيّنه خصيصًا من أجل السيد الشاب جيمون حين كان صغيرًا.

ووفقًا لما سمعوه، فقد أُقصي لاحقًا بسبب طموح جيمون بالاستحواذ على منصب اللورد.

ومع ذلك، يقدم نفسه الان بصفته كبير الخدم، وهذا على الأرجح يعكس إرادة السيد الشاب جيمون.

'كما توقعت.'

لم يخن السيد الشاب جيمون الكونت لوب بعد كل شيء.

نظر كلوف إلى الرجل المسن الذي بدت عليه آثار الزمن، ثم قال بنبرة عادية.

"يبدو أنك نجوت من أعين طائفة إله الفوضى؟"

"!"

اتّسعت عينا كبير الخدم.

طائفة إله الفوضى. حتى جانب ملك الشياطين لا يعرف الكثير عنهم، فكيف يعرفهم هذا الشخص؟

ومع ذلك، لم ينبس كبير الخدم ببنت شفة.

نظر إليه كلوف بنظرة راضية، ثم قال بهدوء.

"هل لديك ما تقوله؟"

كان كبير الخدم الحقيقي، المعروف بأنه شخص شديد الأدب، قد أدرك الآن —وهو يرى هيبة كلوف المهيمنة وكأنه نبيل رفيع الشأن— أن هذه هي طبيعته الأصلية.

"...قال إن تحذروا الليلة."

"يبدو أن طائفة إله الفوضى تنوي قتلنا الليلة إذًا."

"……!"

عجز كبير الخدم عن الرد، فيما حوّل كلوف نظره إلى كايل.

هز كايل رأسه إشارة بالموافقة، ففتح كلوف فاه وتكلم.

"سواء كانت طائفة إله الفوضى أو جانب ملك الشياطين، فنحن على الأرجح لسنا سوى متغيرات مزعجة بالنسبة لهم."

ثم نظر كلوف، الجالس في صدر المائدة، إلى يساره.

فنظر كبير الخدم الحقيقي إلى الاتجاه نفسه.

وهناك، كان يجلس الابن الثاني المعروف بسذاجته.

"بلّغ السيد الشاب جيمون..."

وصل صوت كلوف الهادئ إلى أذن كبير الخدم.

"إن كان يرغب بلقاء الكونت لوب، فليأتِ إلى هذا الشخص الذي أنقذه."

ثم ابتسم كايل لكبير الخدم.

مدّ كتفيه اللذين كان قد انكمش بهما، واتكأ على ظهر الكرسي، محدقًا فيه.

ومن نظرات الابن الثاني، ومن وجهه الهادئ ونظرته الثاقبة... شعر كبير الخدم بشيءٍ ما.

إن كانت نظرة كاسي نظرة نبيل…

فإن هذا الثاني...

لديه نفس تلك النظرة التي رآها من قبل، منذ زمن بعيد، في عيون شخص آخر.

'نعم، هو يشبه ذلك الشخص.'

ملك الشياطين السابق.

نظرة باردة، تخترق كل شيء، لكنها خالية من المشاعر في آنٍ واحد.

لم يكن هناك شخص ساذج أمامه.

بل كان هناك فقط شخص ذو نظرات باردة كالجليد وعميقة إلى أقصى حد.

لم يفعل كايل شيئًا بعد لطائفة إله الفوضى، تلك التي حولت قائد الفريق لي سوهيوك، وتشوي جونغ غون، وربما حتى تشوي جونغ سو إلى ما هم عليه الآن.

كل ما يفعله حتي الآن هو تدوين كل شيء، وانتظار اللحظة المناسبة.

"كبير الخدم."

وجه كايل القليل من الهالة المهيمنة، إلى كبير الخدم، إلى عيني وأذني جيمون المخلصتين.

غمر شعور بالرهبة أرجاء المكان.

ومن مركز ذلك الشعور، أعلن كايل هدفه بصوت واضح.

"أين البابا؟"

عندها، ولأول مرة منذ زمن طويل، ارتسمت على وجه كايل ابتسامة مرتاحة، بينما كان يحدّق في كبير الخدم المرتعش.

.

.

.

نادي الروايات~ترجمة: White.Snake

2025/05/27 · 191 مشاهدة · 2832 كلمة
White.Snake
نادي الروايات - 2025