خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.
قراءة ممتعة💞
.
.
.
نادي الروايات~ترجمة: White.Snake
.
.
.
الحلقة 468 الجزء الثانى سلسلة إذن، لنبدأ الصفقة 7
.
.
.
كانت المنصة التي نُصبت في الساحة المركزية واسعة، وكأنها مسرحٌ ضخم.
وقف كايل فوقها، يتفحص الساحة بهدوء، ناظرًا حوله ببطء.
'مملوءون بالخوف.'
كان السكان المحليون، إلى جانب الموظفين الذين جاؤوا من قصر ملك الشياطين، وحتى الجنود المنتشرون حول المكان، جميعهم كانت تتجلى في عيونهم مشاعر الخوف، لكن لأسباب مختلفة.
- كايل، على الأقل، لديك الآن الحد الأدنى من الاستعدادات لتطهيرهم.
كما قال سوبر روك بالضبط.
تطهير الفوضى.
ما يتطلبه الأمر لتحقيق ذلك هو منفذ الطقوس، والمكان الذي سيُقام فيه المهرجان.
أو بالأحرى، كل ما يحتاجه الأمر هو مكان يمكن أن تحل فيه فوضى الفرح.
- على الرغم من أنه لا يوجد فرح هنا الآن.
نعم، لا أثر للفرح في هذا المكان.
- لكن على الأقل تم إعداد المكان الذي يمكن أن تحل فيه فوضى الفرح.
وقع نظر كايل على مائدة الطعام الصغيرة التي أُعدت أمام الحشد الكبير من المواطنين.
'لقد تم إعداد ذلك في يوم واحد فقط. إنه أمر مدهش.'
رغم أنها لم تكن فاخرة أو مبالغًا فيها، إلا أنه من الواضح أن مستشار ملك الشياطين قد بذل جهدًا كبيرًا لتجهيز مائدة، يمكن بالكاد تسميتها بوليمة بسيطة.
"......"
أدار كايل رأسه.
لم يكن هناك حاجة للكلام الكثير.
إيماءة~
فور رؤيته هذه الإيماءة، صعد الجنرال مول برفقة بعض رجاله إلى المنصة، وبدأوا بإزالة الأغطية التي كانت تغطي الجثث الموضوعة على النقالات، واحدة تلو الأخرى.
"ههك!"
شهق أحدهم بقوة.
وبدأ من كانوا بالقرب من المنصة يدركون ما كان موجودًا على تلك الأسِرَّة.
وفي الواقع، كان وقع الصدمة أكبر عندما اكتشفوا أن ما كانوا يتوقعونه كان صحيحًا بالفعل.
"ابنتي—!"
صاح أحدهم بألم، لينطلق بعده الصراخ من جميع الجهات.
"عزيزتي!"
"أبي!"
"أمي!"
بدأ العديد من الشياطين يقفون فجأة في حالة من الفوضى.
كانوا جميعًا من عائلات المصابين بالعدوى في المرحلة الثانية، البالغ عددهم 51 شخصًا.
"يا إلهي، أنه حقيقي!" [*شيطان قال يا إلهي؟؟؟]
"هذا... هذا، نحن في ورطة، لقد انتهينا!"
"هذا جنون! كانت الشائعات صحيحة؟!"
أصيب غالبية السكان الذين سمعوا عن المرض فقط من خلال الإشاعات، بالصدمة والذهول عند رؤيتهم للمصابين الفاقدين للوعي، وتملكهم الرعب.
"أووه!"
"اخ—"
وعندما تم رفع الأغطية، انتشرت رائحة التعفن الحادة بسرعة.
كان جزء من أجسادهم، أو في بعض الحالات معظمه، قد تحول إلى اللون الرمادي، وكانت عروقهم منتفخة ومشوّهة بشكل بشع، بينما بدا على بعضهم أن أجسادهم بدأت تتعفن.
"...إذا تحولت أجسامهم إلى اللون الرمادي بالكامل..."
همس أحد الشياطين بشكل لا إرادي، مسترجعًا حديثًا سمعه من شخص في السوق.
"إذا انفجروا، سيُصاب الجميع بالعدوى—"
تحولت ملامحه إلى اللون الأبيض من شدة الخوف.
"ما هذا الهراء الذي تتحدث عنه! انفجار ماذا؟!"
باندفاع، نهض شيطان آخر من مكانه، وعيناه مليئتان بالغضب تجاه الشيطان الذي قال تلك الكلمات.
"لن يحدث ذلك! لا يمكن أن يحدث!"
كانت عينا الرجل، الذي يصرخ بهذه الكلمات بغضب، محمرّتَين من شدة الانفعال، لأن ابنته كانت من بين أولئك الشياطين الواقفين على المنصة.
"آه، لا، ذلك—"
قال الكلمات دون أن يلاحظ، وعندما انتبه إلى رد فعل الآخرين، أصابه الارتباك.
لم يكن لديه ما يقوله لذلك الشيطان، فاكتفى بالنظر حوله، مُطلقًا غضبه المكبوت.
"لا! ابنتي لن تموت!"
لكن ملامح وجهه، وهو ينطق بهذه الكلمات، لم تكن مليئة بالثقة، بل كانت مشبعة بالخوف واليأس.
لقد سمع عن الطريقة التي توفي بها بائع الفواكه، وكان قد تخيل بالفعل كيف ستلقى ابنته حتفها.
لهذا، قضى وقتًا مروعًا بينما كان محبوسًا في منزله.
حتى عندما أراد لقاء ابنته، لم يُسمح له بذلك.
'هناك خطر من العدوى.'
كانت هذه هي الكلمات التي كان يسمعها كلما أراد أن يلتقي بها.
وفي تلك اللحظة—
"يا، أليس من الممكن أن نصاب بالعدوى أيضًا بسبب هؤلاء المصابين؟ لماذا دعونا إلى هنا؟"
ما إن تمتم أحدهم بهذه الكلمات بخفوت، حتى ساد الاضطراب في الأجواء،
وانعكس في عيون الشياطين خوفٌ جديد... خوف مختلف تمامًا.
في الأيام الثلاثة الماضية،
لم يُسمح لهم بمغادرة المدينة، بل وتم احتجازهم في منازلهم كما لو كانوا في سجن.
كما لم يُسمح لهم بالتواصل مع أي شخص خارج المدينة.
لكن بالرغم من ذلك، انتشرت الشائعات، وانتشرت الحقيقة.
انتشر وباء فظيع في المدينة، ولهذا السبب أرسل قصر ملك الشياطين قواته مباشرة لفرض حصار على المدينة.
"هل... هل يمكن أن يكون—"
سرت حالة من الذهول على وجه أحدهم.
"هل يعني أننا جميعًا—"
لم يتمكن من إكمال جملته.
بل لم يستطع أن ينطق بتلك الكلمات، فبدأ يلتفت بسرعة حوله.
كان الجنود المحيطون به متأهبون للغاية، ووجوههم كانت جامدة كالحجارة.
'لا يمكن أن يكون—'
هل يعقل أنهم لا يقتصرون فقط على فرض الحصار على المدينة، بل يخططون لقتلنا جميعًا؟
هل الهدف هو وقف انتشار الوباء في جميع أنحاء عالم الشياطين؟
بدأت هذه الفكرة تتسلل إلى عقله.
"لا تتخيل أمورًا غير ضرورية."
في تلك اللحظة، سمع صوتًا باردًا.
ارتجف الشيطان عندما نظر إلى الشخص الجالس بجانبه.
كان رجلاً يرتدي غطاء رأس.
تصلب جسده دون إرادة، وهو يُحدق في عيني الرجل البارد.
لكن سرعان ما استجمع الشيطان نفسه وقال بتعبير صارم.
"أتقول أمورًا غير ضرورية؟ هذا—"
لكن صوت الرجل طُمس وسط الضجيج.
"لا! لا! ابنتي لن تموت!"
"أبي!"
"لا، يجب أن نذهب لإنقاذ أمي!"
"آآآآآه—!"
ملأت أصوات الصرخات المدوية المكان.
"ألا يجب علينا الهروب؟" [*هيهي ذي أنا لو كنت معهم]
"ما هذا؟! لماذا جاؤوا بنا إلى هنا حيث يوجد هؤلاء المصابون؟!"
ارتفعت الأصوات بشكل متزايد بسبب الخوف والذعر.
كانت الساحة مليئة بالفوضى تمامًا.
"اللعنة!"
وفي تلك اللحظة، قفز الشيطان الذي كان يشك في أنهم سيقتلون جميع السكان بسرعة.
شعر أنه لم يعد يستطيع البقاء هنا أكثر.
"اجلس."
في تلك اللحظة، قال صاحب القلنسوة الجالس بجانبه، 'السيد الشاب جيمون'.
"ماذا؟"
"قريبًا—"
توقف لحظة قبل أن يكمل كلامه.
كان يعلم أن طقوس التطهير ستبدأ قريبًا.
كان يتساءل لماذا لم يبدأ كايل هينيتوس الطقوس على الفور، وظل صامتًا وهو يراقب هذا المشهد.
لكنه، ببساطة، كان قد اتخذ مكانًا له في الساحة... لأنه أراد أن يشهد هذه الطقوس بعينيه. [*في حال ما فهمت ذي الجملة، جيمون يقصد انه الآن او بعدين بيعرف، لذلك التسائل تبعه مو مهم كثير]
'لقد كانت معجزة.'
في قرية التي تقيم فيها جماعة الوسيط، والتي كانت تحت إدارة أوروَرا،
كانت هناك قصة رواها له عجوز يُدعى تيدريك، العمدة السابق للقرية، عن طقوس التطهير التي أجراها السيد كايل هينيتوس.
'كان كما لو-'
قال العجوز بابتسامة حنونة يملؤها الشوق، وكأنه تاه في حلم سعيد، بينما كان يعبر عن شعور غامض في قلبه.
'نعم. كان كما لو كان السلام نفسه.'
أكمل العجوز حديثه وهو يوجه كلماته للسيد الشاب جيمون، الذي كان ذاهب مع كايل إلى تيليا.
'ستشعر بدفء هذا العالم.'
ولكن ما الذي تعنيه تلك الكلمات؟
"ماذا تعني؟ ما الذي سيحدث قريبًا؟ يبدو أنك تعرف ما يجري! أخبرنا!"
نظر جيمون إلى الشيطان الذي بدأ يصرخ عليه بغضب، وكذلك إلى الشياطين الذين كانوا يحدقون به بعيون شرسة.
ثم فتح فمه.
كان يريد أن يقول إن المعجزة ستحدث قريبا.
لكن...
"!"
توقف فجأة.
'ما هذا؟'
في وسط الساحة المليئة بالفوضى، بدأ صوتًا ما يتسلل إلى آذانهم.
شوشوشوش—— (صوت يشبه صوت الامواج او الرياح)
هل هو صوت أمواج البحر؟
شوشوشوش—— (صوت يشبه صوت الامواج او الرياح)
لا، ربما هو صوت الرياح؟
هل هو صوت الرياح القادمة من الغابة؟
'لا، لا يمكن أن يكون هذا.'
لا يوجد بحر أو غابة هنا.
إذن، ما هو هذا الصوت؟
'لقد كانت معجزة.'
فجأة عاد صوت العجوز إلى ذهن السيد الشاب جيمون.
لا شعوريًا، حرك رأسه نحو الاتجاه الذي جاء منه الصوت، نحو الرياح والأمواج.
كما فعل الآخرون نفس الشيء.
شوشوشوش—— (صوت يشبه صوت الامواج او الرياح)
حتى أولئك الذين كانوا يصرخون من شدة الخوف، أو الذين كانوا يرفعون أصواتهم في غضب، وحتى الذين كانوا يرتجفون رعبًا، أغلقوا أفواههم لحظة استماعهم إلى صوت الطبيعة، المنعش وجميل، الذي ملء المكان.
ثم، بدأوا يوجهون رؤوسهم نحو المصدر.
شوشوشوش—— (صوت يشبه صوت الامواج او الرياح)
ثم بدأوا يلاحظون الضباب الرمادي الذي بدأ يتدفق من الرجل صاحب الشعر الأحمر، الجالس على الكرسي المتحرك.
لم يكن هذا الضباب قاتمًا أو داكنًا.
لم يكن يشبه ذاك الرمادي الكئيب الذي لوّث كل شيء بطريقة بشعة.
لم يكن يشبه ما لوّث...
سكان الإقليم.
جيراني.
عائلتي.
أصدقائي.
بل كان ضبابًا رماديًا يتهادى على أجنحة الرياح المنعشة، حاملاً معه عذوبة الأمواج وهمسات نسيم الغابات الرقيق.
بدأ هذا الضباب يلتف حولهم واحدًا تلو الآخر.
"آه."
اتسعت عينا السيد الشاب جيمون فجأة.
'جيمون.'
سمع الصوت.
ذلك الصوت الذي لطالما اشتاق إليه.
'لا حاجة لأن تكون عظيمًا، ولا حاجة لأن تنمو بشكل مثالي. تخلص من ذلك العبء.'
في طفولته.
عندما كان يعاني من ضغوط وراثة قلعة موراكا.
'جيمون، كل ما عليك هو أن تكبر كما أنت بطبيعتك الخاصة.'
كان ذلك الصوت غير مبالي، لكنه كان يحمل في طياته همًّا محبًا تجاه جيمون.
"آه—"
سيدي الكونت—
الكونت لوب—
عمي—
عندما سمع جيمون تلك الكلمات، شعر أخيرًا بالراحة في قلبه. شعر أنه حتى إذا لم يخلف موراكا كما كان متوقعًا، فلن يتخلى عنه الكونت لوب.
تلك اللحظة كانت مليئة بالسلام والراحة والفرح.
لأنه شعر أنه قد أصبح له عائلة حقيقية.
'إذن هذه هي—'
بدأ جيمون يشعر بما يحدث، كان يشعر أن معجزة تتجسد أمامه الآن.
كان بإمكانه أن يلتفت حوله، لكن لم يفعل.
لم يكن يريد أن يفوت هذه اللحظة الثمينة التي أعادت له الذكريات الحية.
كان عليه أن يستمتع بهذه اللحظة قدر الإمكان.
'لكن، جيمون، لقد كبرت كثيرًا.'
قال الكونت لوب، وهو يربت على رأسه قائلاً إنه يمكنه أن يكبر كما يشاء.
بينما كان يستمع إلى صوته، شعر وكأن يده ما زالت تلامس شعره.
منذ أيام عديدة، أو بالأحرى، منذ اختفاء الكونت لوب، لم يشعر جيمون بأي مشاعر كهذه.
كان ذلك شعورًا بالسلام، الفرح، والحماس.
وكان جسده المتعب يشعر بالراحة أيضًا.
لابد أن هذه هي العزاء الذي قدمته له الذكريات.
'لا.'
هذه ليست مجرد مشاعر من الذكريات.
فتح جيمون عينيه ببطء.
"آه."
انفلتت من جيمون شهقة دهشة دون أن يشعر بها.
المكان الذي كان يعجّ بسكان الإقليم، وغارقًا في الفوضى والخوف...
الآن، بات يحيط به الضباب الرمادي كأنه يحتضنه.
ومن خلال ذلك الضباب، بدأت وجوه الشياطين تتجلى.
"خخ—"
"آه، آه—"
بعضهم كان يبتسم أو يبكي، وآخرون كانوا يغلقون أعينهم.
لكنهم جميعًا كانوا سعداء.
اختفى الخوف من على وجوههم.
وبدلاً من ذلك، ظهرت مشاعر لا يمكن وصفها على ملامحهم.
سعادة، ترقّب، فرح، تأثّر.
كانوا منشغلين في الاستمتاع بتلك المشاعر لدرجة أنهم، مثل جيمون، أطلقوا شهقات إعجاب دون أن يدركوا.
شوشوشوش—— (صوت يشبه صوت الامواج او الرياح)
بدأت جسيمات رمادية تخرج من أجسادهم واحدة تلو الأخرى.
كانت جزيئات صغيرة جدًا ولكنها لامعة،
وتوجهت تلك الجسيمات الصغيرة المتألقة نحو الضباب الرمادي.
وكان الضباب الرمادي يلتف حولها، كما لو كان مجرة رمادية متلألئة.
شوشوشوش—— (صوت يشبه صوت الامواج او الرياح)
ثم تحركت تلك المجرة الرمادية.
كانت الرياح التي مرت بهم منذ قليل قد عادت مجددًا، متجهة إلى نفس المكان الذي بدأت منه.
المواطنون.
المسؤولون المبعوثون من قِبل ملك الشياطين.
حتى جنود جيش ملك الشياطين.
جميعهم كانوا ينظرون إلى الضباب الرمادي الدافئ الذي أحاط بهم، بعيون فارغة، وإلى الومضات الرمادية التي خرجت منهم واندمجت مع هذا الضباب.
وهناك، في المكان الذي وصلت إليه تلك المجرة الرمادية...
وقف رجلٌ كان، حتى وقت قريب، جالسًا على كرسي متحرك.
كان وجهه الشاحب وأنفاسه المتقطعة تشير بوضوح إلى أنه حتى الوقوف كان أمرًا صعبًا عليه في هذه اللحظة.
كان الرجل ذو الشعر الأحمر يرتدي ملابس واسعة تشبه زي الكهنة، تغطي جسده بالكامل.
والآن، كان هذا الضباب الرمادي، أو بالأحرى، المجرة الرمادية تحيط به.
شوشوشوش—— (صوت يشبه صوت الامواج او الرياح)
عندما أشار بيده، توجهت جزيئات الضباب الرمادي المشبعة باللون الرمادي نحو 51 مصابًا.
الشياطين الذين كانت أعينهم مغمضة، وأجسادهم تتآكل تدريجيًا بسبب التعفن.
نزلت عليهم درب التبانة الرمادية.
فتح الرجل ذو الشعر الأحمر فمه قائلاً.
"ما خُلق سيزول قريبًا."
اختفت الأشكال المشوهة للشياطين الآن.
كانوا جميعًا محاطين بتلك المجرة الرمادية الجميلة.
"كما ورثناه منذ البدء."
لم يعد هناك أي رائحة كريهة الآن.
فقط رائحة الزهور.
رائحة الطعام اللذيذ الذي كانت تعدّه الأم.
رائحة ملابس الجدة.
رائحة الغابة التي كانوا يشمونها عند الذهاب للعب مع الأب.
كانت كل رائحة يحبها كل واحد منهم تدور حول أنوفهم.
أصبح قلب كل من كان يراقب في المكان ينبض.
لم يكن ذلك خوفًا، بل كان فرحًا وترقبًا.
كان هناك شيء يحدث الآن.
كانت الأحداث التي تجري الآن في الساحة تثير شعورًا بالتوقع في النفوس.
"كما وُلدنا به منذ البداية."
قال كايل بوجه خالٍ من أي تعبير، وبهدوءٍ تام.
في الوقت ذاته—
كان وجه الجنرال مول يعكس حالة من الذهول والتشوش التام وهو يراقب الموقف.
حتى المستشارين الذين جاءوا لمراقبة الوضع، وخدم ملك الشياطين، بل وحتى قائدة الحرس الملكي للفيلق الأول، شيزو، التي كانت تراقب سرًا من سطح المبنى الذي يطل على الساحة.
كان الجميع يراقب فقط.
لم يكن ذلك مشهدًا مبهرًا.
ولا كان مشهدًا ساحقًا.
كان مجرد نسمة ريح وضباب خفيف، ولن يكون غريبًا إن تبدد في أي لحظة.
لكن هذا المشهد الذي تكون من هذين العنصرين بدا مقدسًا وعظيمًا.
في هذا الصمت، كانت العواطف المتوهجة والمتقلبة، التي لا يمكن وصفها، تضطرب في الساحة أكثر من أي وقت مضى.
كانت تلك أيضًا فوضى.
فوضى الفرح.
في خضم هذا، تفوّه كايل بكلماته.
"فلنعد إلى الهيئة الأصلية."
تسللت المجرة الرمادية إلى أجساد المصابين وجسد كايل.
"آه—"
"أوه، أمي—"
"ابنتي، ابنتي!"
قطرة... قطرة...
تساقطت قطرات الرمادي من أجساد المصابين.
كانت أجسادهم المشوهة تعود إلى حالتها الطبيعية.
كان الدفء يحيط بالوجوه التي كانت تحتضر.
لقد كانوا يعودون إلى الحياة.
كانت الصدمة والفرح يتجلى على وجوه الشياطين.
وكانوا يكبحون بصعوبة صيحاتهم التي كانت على وشك الانفجار.
حتى أولئك الذين كانوا ينادون بأسماء عائلاتهم أغلقوا أفواههم في صمت.
قطرة... قطرة...
تساقطت القطرات الرمادية بهدوء، كما لو كانت ندى خفيف.
وبهدوء، تدفقت قطرات الرمادي من أجساد المصابين.
وظل الجميع ينتظرون بصمت حتى انتهاء هذا المشهد الهادئ بأكمله.
ثم، بدأت الأجساد التي كانت في الهواء تعود تدريجيًا إلى الأسرة.
وكانت ملامحهم كما يتذكرها عائلاتهم وأصدقائهم وجيرانهم، نفس الوجوه التي كانوا يعرفونها.
"......"
"......"
لم يجرؤ أحد على فتح فمه.
كان كل شيء يبدو كالحلم.
كانت هذه أول مرة يختبرون فيها شيئًا كهذا في حياتهم.
"هااا..."
في تلك اللحظة، تنفس كايل بعمق.
- كايل، نصف ذراعك الأيسر فقط تم تطهيره. يبدو أن فوضى البابا أشد مما كنت أعتقد.
من الذراعين حتى عظمة الترقوة، فقط أجزاء من جسده الملوث قد تطهرت.
لم يتوقع أن يكون التطهير غير كامل.
بينما كان يستمع إلى كلام سوبر روك، شعر كايل ببعض الأسى، لكنه نطق بالكلمات الأخيرة من طقوس التطهير.
"لا يزال هناك مرحلة أخيرة من هذه الطقوس."
على الرغم من ان وجه كايل ما زال شاحب، وصحيح أنه، في نظر الآخرين، بدا وكأنه يتصبب عرقًا باردًا دون توقف...
إلا ان معدته كانت أقل اضطراباً من قبل قليلاً.
- أعتقد أن الهضم أصبح أسهل بعض الشيء الآن!
بعد أن سمع كلمات الكاهنة الشرهة، شعر كايل بتحسن مقارنة بما كان عليه سابقًا، وأبدى رضاءً داخليًا، ثم ابتسم بلطف وقال بهدوء.
"أرجو أن تستمتعوا بالاحتفال وتبنون ذكريات جميلة."
ومع انتهاء هذه الكلمات، نزل كايل من على المنصة ماشياً على قدميه دون تردد، دون أن يعود إلى كرسيه المتحرك.
بما أن معدته قد تحسّنت قليلاً، اعتقد أنه أصبح في حال أفضل، وأنه أصبح قادرًا على المتابعة.
"همم..."
لكن... ذلك كان مجرّد وهم.
تمايل جسده فجأة.
وشعر بالدوار.
- لم تتم عملية الهضم بالكامل بعد!
قال سوبر روك بشكل عاجل.
شعر كايل وكأن حالته قد تحسنت قليلاً، فبدأ في المشي، لكنه سرعان ما أصابه شعور بعدم الارتياح بسبب الدوار الذي أصابه.
تصلبت ملامح وجهه، وفكر كايل في نفسه.
'بعد عدة مرات أخرى، سيصبح الوضع أفضل.'
لا تزال هناك بذور موجودة، وقد تأكد من موقعها في حلم البابا.
إذا طهّر نفسه من التلوث بالتزامن مع تطهير تلك البذور، سيتحسن وضعه.
'على أي حال، لقد تأكدت، هذه هي الطريقة الأصح.'
بما أنه وجد طريقة لحل عسر الهضم الذي تعاني منه الكاهنة الشرهة، فقد كان راضيًا إلى حد ما.
بينما كان ينزل الدرج، تمايل جسده قليلاً، فمدَّ شخص يده بسرعة ليمسك بذراعه.
قال كايل لمن سانده.
"شكرًا لك."
"......"
كان هذا الشخص هو الجنرال مول، الذي كان ينظر إلى كايل بتعبير لا يستطيع حتى هو نفسه أن يفسّره.
في الوقت ذاته—
"......"
نظر ملك الشياطين إلى كايل للحظة قبل أن يفتح فمه.
"هيا."
"نعم."
نظرت شيزو، قائدة الحرس الملكي للفيلق الأول، إلى ملك الشياطين وهو يلتفت للرحيل، ثم هرعت خلفه بسرعة.
ومع ذلك، انزلقت نظراتها نحو كايل للحظة... قبل أن تصرفها سريعًا.
اختفى كل من ملك الشياطين وشيزو، اللذان كانا يراقبان الطقوس في سرية.
"......"
ابتعد ملك الشياطين مسرعًا عن كايل، وهو ينظر إلى يديه.
كانت يديه ترتجفان قليلًا.
كما لو أنه تذكر شيئًا لم يكن ينبغي له أن يتذكره.
"......"
على وجه ملك الشياطين، بدأ يظهر شعور آخر بدلاً من الملل.
لكن لم يلاحظ أحد ذلك.
وااااااااا—
واااااااااه—
ثم، فجأة، انطلقت هتافات الفرح في الساحة.
وهكذا بدأت حقًا الوليمة، وبدأ المهرجان.
كان هذا هو المكان الذي حلت فيه فوضى الفرح.
.
.
.
نادي الروايات~ترجمة: White.Snake