رواية قمامه عائلة الكونت

لا تدع القراءة تلهيك عن الصلاة و الذكر

جميع ما يتم ترجمته ينسب الى الكاتب و خياله

لا تحرموا اخوتنا في فلسطين المحتلة و السودان و لبنان و جميع المسلمين من الدعاء

.

.

.

الحلقة 206 الجزء الثاني سلسلة سيد الدرع الفضي . الاسطورة قد عاد 3

.

.

بداية الفصل :

.

' الا توجد طريقة لعدم القاء هذا الخطاب ؟ '

ظلت هذه الأفكار تدور في بال كايل وهو يرى مقر الدوقية يقترب اكثر فأكثر

في الواقع كان ينوي ان يرفض هذا العرض رفضا قاطعا عندما تلقاه لأول مرة

بغض النظر عما اذا كانت هذه احد الأوامر الخبيثة لولي العهد او لا فقد كان سيرفض دون ان يهتم لاي مما يريده

و لكن انظر الى ما حصل !

' سيدي الشاب سمعت ان الانسة ليلي متحمسة جدا للخطاب ! '

و لسبب ما لم يستطع كايل ان يرفض الامر بعد هذه الكلمات التي اوصلها له رون

' ليس هذا فحسب بل سمعت أيضا ان السيد الصغير بايسن و الدوق و الدوقة سعيدون للغاية بهذا الامر وهم ينوون الذهاب الى العاصمة قريبا '

علم كايل في اللحظة التي رأى فيها ابتسامة رون اللطيفة ان هذا العجوز الدموي كان يسخر منه و لكنه لم يستطع ان يتجاهل كلماته حتى مع علمه بهذا

لانه ببساطة كان يعلم انه من المستحيل ان يلفق رون هذه الاخبار حين يتعلق الامر بدوقية هينتوس

و لهذا فإن اخبار رون بهذا له تعني حقا ان جميع شعب دوقية هينتوس يتطلعون لخطابه حقا

' بالطبع جميعهم متحمسون لليلي أيضا '

اجل فليلي هيا الشخصية الرئيسية في هذا الحدث و لكن يبدوا انه بطريقة ما اصبح بمثابة الشخصية الجانبية الجديدة فيه

' اللعنة '

لا اريد ان القي ذلك الخطاب !

و لكن المشكلة ان كايل لا يمكنه الرفض و كان السبب بسيطا . سببا حتى هو اعترف به لنفسه

' انا ابن سيئ '

ابن بكر سيئ و اخ كبير سيئ

حتى عندما امتلك كايل أيام فراغ فقد فضل ان يتجول هنا و هناك بدلا من ان يذهب لزيارة اسرته . لم يحاول ابدا ان يقضي بعض الوقت معهم

و لكن رغم كل هذا فقد ظل كل من في دوقية هينتوس يهتم له و يحبه و يدعمه

بل انهم جميعا تحمسوا لهذا الخطاب و غضو الطرف عن تهميشه لهم

' نعم مهما كان ما اريده . فعلي ان افعل هذا الشيء لسعادتهم '

لن أكون لوردا و سوف اصبح عاطلا عن العمل بمجرد ان اتخلص من الصيادين

سوف اصبح قريبا مجرد ابن بكر تخلى عن لقبه و ظل معزولا في منزل بعيد كل ما يفعله هو الاستلقاء و اللعب

لذا الن يكون من الجيد ان امنحهم بعض الراحة الان حتى لا يصدموا كثيرا في ذلك الوقت ؟

' نعم انه مجرد خطاب لا يوجد شيء خاص به ! '

اين الضرر في القاء بضع كلمات ؟

" هاااه "

و مع ذلك فلم يستطع سوى اخراج تنهدات من فمه بينما يستمر في النظر الى الأطفال في متوسط عمر العشر سنوات مع لوك

في ذلك الوقت سمع صوتا لطيفا

" سيدي الشاب هل انت قلق بشأن الخطاب ؟ "

تقلص كايل لا اراديا

تذكرحينها ان رون هذا العجوز الدموي يجلس معه في نفس العربة أيضا

رون . طوال رحلته التي امتدت من الشاولين الى السهول الوسطى حاول دائما الاعتناء بكايل و مساعدته دائما . كما لو انه يحاول ان يفي بواجبه كخادم له

و هذا ما جعل كايل يشعر بالارتياح

' لان هذا يعني ان الفرصة مازالت موجودة للتحدث معهم عن الحقيقة '

لم يظهر له رون او بيكروكس أي علامات على رغبتهم في الحديث عن هذا الموضوع لذلك فكايل بدوره تظاهر بعدم معرفتهم لهذا أيضا و لم يبادر بالحديث

[ الحديث عن ماضيه ككيم روك سو رون و بيكروكس ادرك كلاهما انه ليس كايل الحقيقي و كلاهما يتظاهر بعدم معرفة هذا رغم انهم يعلمون ان كايل فهم أيضا انهم يعرفون حقيقته ]

' لان وقتي ضيق '

ابيتويو . جاء هذا العالم و وقف امامه بعد السهول الوسطى مباشرة . لذلك فقد كان مشغولا لتحضير الأمور هنا و هناك

اجاب كايل بسرعة بينما يرى ابتسامة رون اللطيفة

" ليس حقا "

و لكن ابتسامته أصبحت اعمق

" اذن . هذه المرة الأولى التي تلقي فيها خطابا امام الطلاب . صحيح ؟ "

جعل هذا السؤال كايل يعود بذكرياته الى الوراء

' المرة الأولى-'

كان ذلك عندما كان لايزال كيم روك سو . في ذلك الوقت انهالت عليه العروض لإلقاء المحاضرات و الخطابات

وعلى وجه الخصوص فقد تلقى العديد من الطلبات لإلقاء المحاضرات في الدورات التدريبية للموظفين الجدد الذي كانوا ينضمون للشركة وقتها

و كان كيم روك سو يحاول رفض هذه العروض دائما كونها كانت ازعاجا إضافيا له و لكن ...

' دخلت ميزانية قسمهم في هذا '

لذلك وافق في النهاية على تقديم هذه المحاضرات لأنها كانت تزيد من ميزانية قسمهم

و حينها تذكر كايل ذلك الوقت

' تلك المحاضرات—'

اييه ؟؟

' انا لم القي أي منها—'

الان عندما يفكر في الامر فقد تلقى عددا كبيرا من الطلبات .

ليس فقط طلبات من شركته او الشركات الأخرى بل حتى النقابات و الحكومة كانت تطلب منه هذا

و هو وافق على القائها جميعا

و لكنه ...

لم ينجح يوما في القاء واحدة منها

و تذكر كايل سبب ذلك على الفور

' لانه دائما ما كان هناك شيئ ما يحصل '

اجل. بمجرد ان احاول القاء واحدة ما كانت المصائب دائما تظهر

اما تحصل كارثة كبيرة تجعله يتخلف او يقع هجوم إرهابي ما في المحاضرة ما يجعله يضطر للذهاب لإجلاء الناس منه ...

' و لكن معظم هذه الحوادث كانت بسبب الوحوش . الوحوش التي تظهر حرفيا من اللامكان اما في نفس مكان المحاضرة او في مكان قريب منها و كانت نفس النتيجة دائما . عليه ان يتخلف عن المحاضرة و يذهب للتعامل معهم '

و الشي الغريب ان هذا دائما يحصل حينما يكون كيم روك سو هو الخطيب

حينها فتح كايل فمه بصدمة و نظر في الفراغ بشرود

" .... اااهه ؟؟ "

" سيدي الشاب ؟؟ "

و كان صوت رون الناعم و اللطيف هو ما جعله يجفل و يخرج من شروده للحظة

" .. اههه ... ااهه .. لم يسبق لي ان القيت خطابا امام الطلاب "

تحدث راون الذي كان هادئا في ذلك الوقت

" بشري . لما وجهك هكذا ؟ "

تجاهل كايل كلمات راون . فهو لم يكن مضطرا لان يسمع كيف كان وجهه لأنه يعلم كيف هو الان بالفعل . لقد كان انعدام الراحة و الشعور بالقلق يسيطر عليه الان بشدة

' مستحيل—'

لا .. على الأرجح لا

' اجل لا يفترض بهذه الأشياء ان تحدث في روان '

و الإرهاب ...؟

لقد هزمت امبراطورية موغرو و لم تعد بالمكان الخطير على روان . من سوف يحاول القيام بهجوم إرهابي على المملكة التي يفترض انها سوف تصبح امبراطورية قريبا ؟

او على الاكاديمية التي تجتمع فيها مختلف المواهب التي سوف تقود مملكة روان مستقبلا ؟

.. و اين سوف يكون بطل الدرع موجودا ؟

' لن يكون هناك حالة مثل هذه '

اجل ولم تعد تلك الوحوش في هذا العالم بعد الان

و لكن مهما حاول كايل ظل القلق يتصاعد بداخله

' اجل . لا يوجد سبب حتى يعاد ذلك السيناريو على هذه الأرض '

مسح كايل أفكاره و حاول التفكير في شيء اخر

' هل سوف ترمي هذا علي و تهرب ؟ '

ولي العهد البيرو كروسمان

انت حقا شخص بغيض

' الا توجد أي طريقة لأدفع هذا الامر الى جلالته ؟ '

مهلا . هل يجب حقا ان اسلم هذا الامر الى ذلك الشخص ؟

سرعان ما تغيرت تعبيرات القلق التي كانت تسكن وجه كايل الى الانزعاج

البيرو كروسمان . ان القى هذا الشخص الخطاب فمن الواضح

' لن يمانع الامر '

سوف يستمتع بإلقاء خطاب عاطفي و صاخب فقط ليستطيع جذب ولو شخص واحد الى قصره و يجعله يعمل

" هاااه "

أصبحت تنهيداته اعمق

و لوك الذي شاهد هذا عض شفتيه قليلا و لكن توقف بسرعة

لوك . لقد سمع ان العالم التالي الذي سيذهبون له يسمى ابيتويو

' ابيتويو ؟ '

' اجل . انه عالم تحكمه التنانين '

لم يجلب كايل سيرة للوك عن تلك المعلومات التي تفيد بانه قد يكون مفتاحا مهما في انقاذ ذلك العالم

' انه عالم خطير لذلك أحاول ان اجمع اكبر قدر من القوة قبل ان اذهب اليه '

تذكر كايل الذي كان يرمقه بنظرات لا مبالية بينما سأله

' هل تريد الذهاب ؟ '

و أجاب لوك بشكل تلقائي على هذا السؤال

' نعم اريد الذهاب ! '

و حينها استطاع رؤية تعبير كايل و هو يتعكر

' هل انت متأكد من انك فكرت في الامر قبل ان تعطي هذا الرد السريع ؟ '

و رد لوك بنفس السرعة حينها

' لطالما كنت مستعدا لأذهب معك في أي وقت ! '

حينها اومأ كايل في تلك الكلمات دون ان يضيف شيئا

و لحظتها اندفع هونغ الذي كان يرى ما يحصل الى كايل

' اريد الذهاب أيضا ! سوف اذهب معك ! لم يتبقى الا القليل و سوف اكمل امتصاص جميع سموم الملوك التسعة ! '

حينها تقدمت اون بشكل خفي و امسكت بأخيها بين ذراعيها و حدقت في كايل بهدوء

و في تلك النظرة تنهد كايل

' سوف افكر في الامر '

و بعد هذه الكلمات طلب كايل من لوك ان يعتني بالأطفال الصغار بينما يكمل حديثه معه جاشان

و بدون ان يحاول الاستفسار اكثر خرج مع الأطفال الصغار بمتوسط عمر العشر سنوات دون ان يستمع لما تبقى من المحادثة التي دارت بينهم .

و بينما كان يخرج تقاطع مع التنانين التي كانت تستعد للدخول . و حينها تواصل بصريا مع التنين القديم ارحابين

' انت—'

حاول ارحابين ان يقول شيئا ما له و لكنه سرعان ما اغلق فمه

و بينما كان لوك يراقب هذا رأى ضحكة تفلت من فم ايرحابين , ثم بعدها قام بالتربيت على كتفه و اخبره بأن طوله و حجم قد ازدادا

تاك تاك

' ولكن لما شكلك مهتز هكذا ؟ هيا اقم كتفيك '

و بمجرد قوله لهذا اختفى هو و السيدة شيريت خلف الباب

" بشري هل تريد فطيرة تفاح ؟ "

" ام بعضا من السكر ! "

" هناك حلويات أيضا ! "

تمكن لوك من الخروج من ذاكرته بعد ان سمع المحادثة الصاخبة و الحماسية التي تدور بين راون و هونغ . و ظهرت عليه ابتسامة باهتتة وهو يراقبهما

و لكن ابتسامته لم تستطع ان تشرق اكثر

لان الأفكارسيئة ظلت عالقة في مؤخرة عقله و تخزه مثل الشوك

' هل تريد الذهاب معي ؟ '

عندما سأله كايل عن ذلك استجاب لوك بسرعة له و بشكل انعكاسي

لانه—

' لأنني كنت دائما آسفا '

لقد كان راون و اون و هونغ جميعهم يواجهون اوقاتا صعبة في تلك المعارك بينما هو كان هنا يعيش براحة تامة رغم انهم الأصغر سنا وهو الأكبر هنا .اضق على ذلك شعوره بالحسد الشديد في كل مرة يستمع فيها الى القصص التي تتحدث عن تشوي هان و رفاقه و هم يقاتلون بجانب كايل

و لهذا كان يرغب دائما في ان يرافقه و انتظر تلك اللحظة على احر من الجمر

و لكن عندما سمع سؤال كايل

رغم انه قد أجاب بحماس عليه الا ان شعور الذي نشأ في قلبه جعل سؤالا يساوره

' هل هناك فائدة ان يذهب شخص مثلي معهم ؟ '

ابيتويو

لقد كان مكانا خطيرا جدا و كلما سمع حديث كايل عنه ادرك اكثر فأكثر عن خطورته

' للقتال في مثل ذلك المكان يتحتم على الجميع ان يقوم بدوره على اكمل وجه '

لذا . هل من المقبول لشخص مثلي ان يشغل مثل هذا المنصب الثمين ؟

لن ينكر لقد سئم من هذا السؤال الذي يصر على الخروج من العدم لينهش عقله و يجعله يفكر بهذه الطريقة

لقد سئم منه لانه أراد ان يثق في نفسه ولو قليلا

ان يستطيع هو أيضا الايمان بنفسه

و مع ذلك ظل هذا السؤال يعود للظهور ليطارده دائما

اجل لم يعد الامر كما كان سابقا . لوك ليس خائفا من الدفاع عن اسرته و اصدقاءه و كان مستعدا للقتال بكل قوته في سبيلهم

و لكن ما كان قلقا منه—

' هل سيكون هناك أي معنى لوجودي في تلك المعارك ؟ '

هل سوف يكون هناك معنى ان القيت بنفسي في تلك المعارك ؟

كان التردد و الخوف الذي يسيطران عليه الان مختلفان عن ما سبق

اجل انه يفهم هذا .

ان تكون زميلا في الحرب يعني ان تعتمد على رفاقك و تعمل معهم على تغطية عيوب بعضكم البعض

و لكنه مازال لا يريد ان يتسبب في أي ضرر لهم

' اريد ان أكون شخصا ناضجا و رائعا '

و لكن يبدوا انه ليس بالأمر السهل

تنهد لوك لا اراديا ثم حاول الابتسام

" لوك اتريد بعضا من السكر ؟ "

" انه لذيذ حقا ! "

لان راون و هونغ كانا ينظران له

حاول لوك مواكبة حماس الطفلين و رسم على وجهه اكثر ابتسامة مشرقة يستطيع صنعها و لم ينتبه لزوج العيون التي تراقبه

كانت اون تراقب مظهر لوك بهدوء ثم فجأة شعرت ان هناك شخصا اخر ينظر الى نفس مكان نظرها حينها التفت

و استطاعت ان ترى كايل يحدق أيضا في مظهر لوك

و هذا جعلها تبتسم قليلا . لقد انتبهت ان لوك كان يمتلك بعض المخاوف الخفية .و لهذا فان معرفتها بحقيقة ان كايل انبته أيضا لهذه المخاوف تنزل الراحة في قلبها

'هاه ؟ '

نظر كايل لبرهة الى اون ليجد انها تبتسم . ومجددا ابتسامتها تلك جعلته يشعر انها تشبه ابتسامة رون

' انها فكرة مرعبة ! '

و سرعان ما مسح كايل تلك الأفكار الفاسدة من رأسه و سارع بالنزل من العربة التي كانت قد توقفت أخيرا

" سيدي شاااب~~~~~! '

و مباشرة رأى شخصا يركض اليه مسرعا بصوت عال

' مهلا من هذا ؟ '

نسي كايل للحظة من هذا الشخص القادم نحوه و لكنه تذكره بسرعة

لقد كان هانز

هذا الشخص الذي كان مرافقا له ذات مرة

" لقد جهزالعشاء العائلي لهذه الليل هاهاهاها ! ! "

اومأ كايل بالكاد برأسه له وعبر ليدخل قصر دوقية هينتوس

" لوك "

" نعم ؟ "

و بالطبع عليه ان يتحدث مع لوك أولا

" في وقت لاحق بعد العشاء احتاج للتحدث معك "

" اييه ؟ . أمم .. هل لي ان اعرف لماذا ؟ "

و أجاب كايل ببساطة

" ارشاد وظيفي "

" .... نعم ؟؟ "

ثم التفت كايل لينظر الى اون التي جفلت . لم يهتم كايل بهذا و استمر في قوله ما يريد

" سوف تأتين انتي أيضا بعد لوك . تحتاجين هذه الاستشارة ايضا "

عليه ان يتأكد من حصوله على محادثة جدية و مثمرة معهم قبل سفره الى ابيتويو

" هيونغ نيم ! "

" اورابوني ! "

اقترب منه اخواه الصغيران وهما غير قادرين على إخفاء فرحتهما برؤيته أخيرا

بايسن و ليلي

تحدث كايل بمجرد ان رأى اخويه الصغيرين

" بايسن "

" نعم ؟ "

" انت سوف تأتي أولا . ليلي انتي التالية "

و قدم كايل الإجابة لوجوههما المستغربة على الفور

" للإرشاد الوظيفي "

" هيونغ نيم ؟ "

" اييه ؟ "

بايسين ليلي اون و لوك

لقد حان الوقت لنقاش مستقبل هؤلاء الأربعة

و لأول مرة و بشكل جدي جدا الان . كان كايل على استعداد للتعامل مع اعمال اسرته

" كايل "

" امي "

اقتربت الدوقة فيولان منه مع ابتسامة لطيفة . ثم تحدثت بمظهر راقي لا تشوبه أي شائبة و شعر مصفف بدقة شديدة

" اعتقد ان اكثر شخص عليه ان يتلقى هذه المحادثة هو انت . و سوف تكون معي . انت محق . الارشاد الوظيفي انه فكرة جيدة . جيدة حقا "

" ولكن ليس الارشاد الوظيفي هو ما يجب عليك الحصول عليه "

".... نعم ؟ "

ما الذي سمعته اذناي الان ؟

كايل غير قادر على تصديق ما تسمعه اذناه الان

و لم تكلف الدوقة فيولان نفسها للشرح كثيرا و تقدمة هامسة في اذن ابنها بصوت منخفض حتى لا يسمعها اطفالها الصغار

" لقد وصلني من ولي العهد ان رأسك كاد ينفجر و كنت على حافة الموت ؟ "

ولي العهد أيها اللعين !

" لقد سلب النوم من عيون ابيك منذ سقط هذا الخبر على مسامعه يا كايل! "

اممم !

تصلب وجه كايل الذي ظل يلعن ولي العهد داخله و نظر في عيون الدوقة فيولان .

وعندها فقط لاحظ ما كان في داخلها

لقد كانت خائفة . خائفة عليه وكانت اعينها ممتلئة بالحزن و بالكاد تخفيها تحت صرامتها هذه

" استشارة مهنية .. لا "

لكن الدوقة ظلت متماسمة بقوة

" كايل . انت تحتاج الحصول على نصائح حياتية اليوم "

استشارة حياتية و ليس استشارة مهنية .

لمس كايل مؤخرة رأسه و اندفع شعور انعدام الراحة في داخله

لانه لسبب ما شعر انه الليلة سوف يكون في مشكلة عويصة جدا بعد هذا العشاء

" هههه"

حينها سمع ضحكة رون الخافتة بجانبه

" لا بأس "

و لم يستطع كايل ان ينطق بحرف اخر بعد ذلك

لأنه بقدر انزعاجه فقد كان يعلم سبب قيام ولي العهد بهذا و لما كان رون يشمت به الان

و لهذا فقد تحدث كايل بصوت خجول جدا للدوقة

" انا حقا بصحة جيدة للغاية "

و بالطبع لم يدخل هذا البيان الى عقل الدوقة ولو بمقدار ذرة و تقلصت اكتاف كايل على اثر ذلك

و مع ذلك فلم تنتظر المصيبة الى بعد العشاء . بل استقبلت كايل قبل ان يبدأ هذا العشاء حتى

" ..... كايل ... انت ...انت ..... "

كان الدوق ديروث يتحدث بصوت عاجز جدا

دوق دوقية هينتوس العظيمة كانت عيونه حمراء الان

وكان من الواضح لكل من رآه انه بكى بشدة

و مع ذلك فقد كان الان يحاول ان يضل هادئا بينما يعض على شفتيه ليسيطر على نفسه

" كايل .. انا افهم قضيتك .. لكن .. هذا الاب ... انا .---'

قوم كايل وضعيته بأدب و خفض رأسه الى الاسفل بينما وضع يديه بدقه على ركبتيه ولم يجد كلمة ليقولها اثناء استماعه لصوت والده المكسور

لقد كان الان يتعامل مع شيء اكثر رعبا حتى من تنانين ابيتويو

.

.

.

يتبع في الحلقة القادمة ....

.

.