رواية السفر بين العوالم

بسم ﷲ الرحمان الرحيم

الحمد للّه رب العالمين و الصلاة و السلام على النبي الأمين.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

كانت قاعة كبيرة ذات أعمدة ضخمة ذهبية ، فرشت بالأحمر و الأسود و كان الناس يتناولون الطعام و يجلسون على كراسي ذهبية و فضية ، متناولين اللحوم و كل أنواع الطعام ، كان من الواضح أنها حفلة للطبقة الغنية ..

كان جان يجلس على كرسي حديدي ضخم و هو مكبل بالأصفاد الحديدية الضخمة ، داخل قفص معدني أسود ..

" فشل للمرة الثانية .. لا فائدة من رفض أوامر الدوق أو قتله ، ذلك الفارس لا أستطيع هزيمته " كما فكر جان تقدم الدوق نحوه ..

عندما سقطت أنظار جان على الدوق تدفق بعض الذكريات و المشاعر لقلب جان و فكر " هذا الدوق قد اشتراني و أعطاني مكان للسكن و طعاما .. أنا سعيد أنني أخدمه يجب أن ... " فجاة قاطع جان نفسه " ها ؟ ما الذي كنت أفكر فيه للتو هل حقا كنت أشعر بمشاعر الخضوع لهذا السمين الوقح .. هل هذه مشاعر بوربار الحقيقية في ذلك الوقت ؟ لكن لمذا لم أشعر بها سوى الآن هذه مرتي الثالثة في هذا المشهد .. " فكر جان في شيء ثم للحظة شعر و كأن البرد يتسرب لعموده الفقري " هل .. هل يمكن أنني كلما فشلت في تجاوز المشاهد سأندمج مع المشهد و أنسى أنه إختبار ؟ هل هذا ما قصده كاكو بأنني قد أعلق هنا للأبد و يموت جسدي في الواقع ؟ .. هذا مرعب " ..

مشى شخص ، كبير الكرش ، قصير القامة ، مفخم الملابس ، خبيث المظهر ، كريه الرائحة ، حقير الهالة .. ثم توقف عند جان قائلا " أيها البربري مضت ثلاثة سنوات منذ اشتريتك و حتى الآن قاتلت في 999 قتالا دون أي خسارة و أصبحت ملك حلبة الكولوسيوم .. غدا قتالك الأخير إذا فزت فيه فستحصل على حريتك ، لكنني لا أريد ذلك غدا أنا آمرك بأن تخسر و تستمر في القتال من أجل جعلي أكسب المزيد من المال " ..

تنهد جان و قال " أمرك سيدي .. " ..

ابتسم الدوق البشع بأسنانه القذرة و قال " أحسنت .. " ..

كتم جان غضبه و إرادته في قتل هذا الوغد أمامه ..

سوو ووش !!

تغير المشهد أمام جان ..

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

بالعودة إلى العشيرة ..

كان الشيخ الأول جالسا على كرسي أمام بحيرة صغيرة ..

فجأة ظهر شخص أمامه يخفيه ظل الشجرة .. " الشيخ الأول لقد عدت من مهمتي .. "

رفع الشيخ الأول رأسه قائلا " أحسنت أيتها الشيخة الثالثة عشر .. إذا هل قامت عشيرة الجبل الأسود بأي حركات مشبوهة ؟ "

تقدم ذلك الشخص تحت أشعت الشمس فتلاشى الظلام المحيط به .. كانت امرأة بلباس عريض أزرق داكن ، تخفي وجهها بعجار أزرق و تضع مئزرا بنيا ينتهي بقلنسوة فوق رأسها .. من كل جسدها لم تظهر سوى عيونها الزرقاء الداكنة .. تحمل في يدها بومة بيضاء ..

توقفت على بعد خطوتين من الشيخ ثم قالت " ليس هناك أي تحركات مشبوهة يا سيدي ، عشيرة الجبل الأسود لا تتخطى حدودها المرصوص عليها في معاهدة الصلح ، كما أن أعداد الأسياد المنتشرين حول أراضيها لم تتغير ، لم أستطع أن أجد أي شيء قد يثبت أن لهم علاقة مع عشيرة الوحش النائم .. هذا التقرير المطول الذي أعددته أيها الشيخ الأول " .. كما.قالت ذلك أعطت ورقة ملفوفة بإحكام إلى الشيخ الأول ..

" همم .. أحسنت عملا يبدو أننا قد بالغنا في التفكير " أجابها الشيخ الأول بعد أن أمسك الورقة و خبأها في جيبه ..

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

في عالم الفراغ العظيم ..

كان كاكو يشاهد ما يحدث في عالم الإختبار الذي وضعه بوربار ..

بالإضافة إليه كانت فيني مبتسمة و تقول " هذا الطفل الصغير الوسيم ، على الرغم من أنها أول مرة إلا أنه فهم الأمر بسرعة " ..

" ما الذي أنت سعيدة بشأنه يا أختي .. ؟ ، هل تظنين أن هذا الطفل جيد بما يكفيي حقا لكي يحصل على مهارة بوربار ؟ .." كان فينو يتحدث بعجرفة و نظر إلى بوربار قائلا : " ما الذي تخطط له يا ملك البرابرة الساقط ؟ هل حقا تراه جديرا بأن يحمل مهارتك ؟ " ..

" هو هو هو هو .. يا لك من شخص متسرع أيها العنقاء الثاقب ، كل ما أردته هو أن أضعه في مواقف تكشف عن شخصيته .. المشهد الثالث لن يكون بتلك السهولة ، المشكلة الوحيدة التي تقبقني هو رد فعلك يا كاكو ، هل ءتتدخل إذا قسوت قليلا على هذا الفتى ؟ " ..

سكت كاكو لبرهة ثم قال " كل ما كان اختبارك أصعب كلما زادت الفوائد التي سيحصل عليها ، لا داعي للقلق سيدي لا يمكن أن يفشل أمام أحد الهائمين .. هل تظن نفسك حقا جيدا بما يكفي لتجعله يهزم ؟ .. يا لك من مغرور أيها الهائم الصغير " ..

سكت بوربار و فكر مع نفسه " كاكو غاضب بالفعل ، هذه مشكلة لكنه لا يستطيع التدخل في الإختبار فهذه شروط إمبراطور العدم شخصيا ، هذه فرصتي إذا قتلت الوريث فسأصبح الوريث التالي " ..

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

داخل الإختبار ..

كان جان ساقطا على الأرض بإصابات بالغة ..

أمامه كانت جثة الدوق ريتشارد و المئات من الفرسان ..

" المشهد الثالث !! .. يبدو أن كل ما أستطيع فعله هو المشاهدة " .. لاحظ جان الموقف حوله ثم قال " مات ذلك الدوق القذر .. ها ؟ لمذا أشعر بالحزن على موته .. يبدو أنني لا زلت تحت تأثير مشاعر بوربار الحقيقية .. يجب أن لا أفقد بصيرتي و إلا سأفقد القدرة على التفريق بين الإختبار و الحقيقة و سأبقى هنا للأبد .. "

فجأة سقط رأس معروف أمام جان ..

كان رأس الفارس ذو الوجه الأنثوي الذي قاببه سابقا ..

بعده ظهر جسد ضخم بارتفاع أربعة أمتار .. كان جسده أحمر بالكامل و شعره طويلا شديد السواد ، يحمل تنينا أزرق فوق رأسه و رمحا مصبوغا بالدماء في يده اليمنى .. عندما رأى جان عبس و قال " أيها المحارب الصغير يبدو أنك في سن الخامسة عشر .. من المخزي رؤيتك عبدا عند البشر .. لكن لا يزال أمامك بضعة سنوات ليسمح لك بالعودة للعشيرة .. هو هو هو هو حتى ذلك الوقت احرص على أن تصبح أقوى .. تذكر اسمي المحارب العظيم غوراغو " ثم لوح بيده و خرج حجر الطاقة من رأس جان أمسكه الشخص الغريب بيده ثم باا ااف .. حطمه ..

سووو ووش !!

تغير المشهد مجددا ..

كان جان يقف مع تسعة برابرة آخرين .. الواحد فيهم بطول ثلاثة أمتار ..

فجأة مشى شخص ضخم تجاوز الأربعة أمتار ، كان ضخم الجسد و مدرعا بالكامل بدروع حمراء مزخرفة لامعة يحمل في يده اليسرى فأسا ضخما .. له بشرة حمراء قليلا و شعر طويل أبيض .. نظر و عبس قائلا " هؤلاء الأطفال الذين أرسلناهم منذ خمسة عشر سنة قد عاد منهم فقط عشرة ؟ .. "

خلفه كان يقف غوراغو مبتسما و قال " هذه شروط عشيرتنا أيها الزعيم .. كل سنة نرسل جميع الأطفال ذوو سن الثالثة من أجل التجول في العالم ثم يعودون عندما يبلوغون ثمانية عشر سنة ، أتذكر أن هذه الدفعة قد كان بها خمسون طفلا يبدوا أن بقية الأربعين ماتوا "

" همف .. ليس لنا حاجة بالضعفاء ، عشيرة برابرة اللهب تحمل دماء نقية لدب البركان العظيم ، إن لم تتمكن من حمل شرف العشيرة من الأفضل أن تموت " .. زمجر زعيم العشيرة ثم التفت و قال " يمنع عليهم دخول القرية قبل أن يأتوني برأس تنين قرميزي " انحنى الجميع ..

سوو ووش !!

تغير المشهد ..

كان جان مصابا مجددا و المنطقة من حوله مدمرة و محترقة بالكامل .. رفع نظره ليرا تنينا ضخما مقطوع الجناح و ممزقا و مصابا من كل أنحاء جسده متألمًا بشدة و يصرخ .. " لقد كنت أبحث عن هذا التنين من عشرة أيام لن أسمح له بالهرب .. " عبس جان و حمل الفأس بجانبه بعدها حاول الوقوف بصعوبة و ركض نحو التنين ..

زمجر التنين و تدفقت رائحة الكبريت من أنفاسه و بعدها ..

زئير هائل مدوي ارتعدت له الأرض متبوع بتسونامي من اللهب الحارق ..

تدفق اللهب مثل الفيضان و بخر البحيرات و جعل كل شيء يختفي .. الأشجار و الصخور الضخمة و حتى الأراضي صلبة تحولت إلى صحراء متشققة مقفرة خالية من الحياة ..

مات جان مجددا ..

صور الشخصيات ، وحتى الأماكن ، و الأسلحة تجدونها بجودة عالية و مع التعريف في بروفايلي على الأنستغرام .

《 سيد_أعجم 》

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إلاه إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .