في هذا اليوم من العمر ، يي يون فهم بعمق حقيقة ان الحياه ليست سهله ، ولكن لم يخطر في باله ولو لمره واحده انه سوف يموت في مثل هذا العمر ..


هذا الصباح ، ذهب يي يون لتسلق الجبال مع اثنين من اصدقائه ، من بينهما فتاه جميله .. لذلك وبطبيعة الحال كان هذا الحدث رائعا ..


الشباب يميلون لحب الأثاره ، ويي يون لم يكن استثناء ، و بوجود اثنان من الأحذيه و الجبال التي تمت تصفية مساراتها بالفعل من قبل الآخرين هو امر لا معنى له : قامو باختيار جبل اجرد معزول ..


عند وصولهم الى منتصف الطريق على الجبل ، اكتشفو كهف ..


الفاتنه التي اتت معهم اصبحت و بشكل عفوي متحمسه ، لتصر على الدخول .. على اية حال ، لحضة دخولهم حدث امر غير متوقع ..


وجد يي يون كرستاله ارجوانيه مستطيله في الكهف ، بدت وكأنها بطاقة كرستاليه من فلم خيال علمي ، وبمجرد اكتشافه لها و بدافع الفضول لمس الكرستاله الأرجوانيه لتبدأ الجدران بالتفتت و انهار الكهف ! ..


كان من الصعب وصف العواطف التي مرت خلال يي يون عندما رأى عدة اطنان من الصخور تتحطم نحو الأسفل ، اذا كان على المرأ ان يستخدم عباره لوصف ذلك فأنها ستكون .. " فقط عندما يموت احد ، يعلم ماهو الموت " ..


كان لايزال شابا صحيا و حسن المظهر ، و كان لا يزال بكرا ..


كان من المفترض ان يكون له حياه مشرقه وهائله ، لكنها على وشك الأختفاء ..


كان الحزن و اليأس من معرفة ذلك يخنقه ..


لم تحطم الصخور يي يون ولكن بدلا من ذلك اغلقت المخرج ..


ان يدفن على قيد الحياه في مثل هذه المساحه الضيقه في الجبال ، دون طعام ، ماء ، وهواء محدود جعل من الواضح تماما ليي يون ان هذا المكان ربما يكون قبره ..


حدق يي يون ببطئ في جدار الجبل السميك ، تحت اضاءة مصباح هاتفه ، يشبه جدار الصخور السميك وجوه الشياطين ، كان بارد الملمس و تسلل البرد الى يي يون قليلا ...


لم يكن لديه اي فكره اين اختفى شركائه في التسلق ، تجمعو جميعهم عند دخولهم للكهف ولكن بمجرد ان انهار الكهف الأثنان اللذان كان من المفترض ان يكونا محاصرين معه قد اختفيا بشكل غامض ..


كما لو انهما لم يدخلا مع يي يون ، يي يون لا يزال يتذكر بوضوح تلك النصف دقيقه قبل انهيار الكهف ، لقد سمع الفتاه وراءه وهي تقول انها كانت تخشى ان يكون هناك ثعابين في الكهف ..


كيف يمكن لشخصين يتنفسان ان يختفيا فجأه ؟

كيف لكهف كان جيدا ان ينهار هكذا فقط ؟


كان حقا بحالة ميؤوس منها هنا في الكهف ، لم تكن هناك اي اشاره بهاتفه ، وكان مصير صديقيه غير مؤكد .. لم يرد يي يون ان يجلس مكتوف الأيدي اثناء انتظاره الموت ، حتى انه فكر بالحفر كوسيله للخروج ، اذا كان انسدادا صغيرا سيكون هناك بصيص من الأمل من خلال الحفر ..


عندما يواجه شخص الموت ، بأمكانه اظهار دافع قوي للغايه و روح قتاليه ، كل شيئ و حتى اصغر الشظايا من الأمل سيتم اختبارها ..


تصرف يي يون على الفور ، ولكن الحفر بيديه العاريه لن ينفع ، لم يجلب معه اي ادوات مثل الخنجر ولكن في تلك اللحضه كاد يي يون ان يتألق ، لقد تذكر البطاقه الكرستاليه ..


تبدو كمجرفه صغيره ، لذلك .. على الرغم من انها كانت صغيره لم يكن لديها مقبض ، لكن الحفر كان افضل بكثير من اليدين العاريتين ..


التفت برأسه الى الكرستاله الغامضه ، كان يي يون يفكر وبعد دقيقه تذكر ، لقد انهار الكهف في اللحضه التي لمس فيها هذه البطاقه ..


كيف يمكن ان يكون هذا من قبيل الصدفه ؟

و كان الغموض الأكبر ان صديقيه قد اختفيا في الهواء ..


سلسله من الظواهر التي لا يمكن تفسيرها مجتمعه معا ليعمل رأس يي يون مع هذه الأسئله ، هذا هو .. ايمكن ان يكون كل ماحدث اليوم راجعا الى هذه البطاقه الكريستاليه ؟ ..


حدق في البطاقه الكريستاليه الأرجوانيه ، كانت منتفخه قليلا على قطعه مستقره للغايه من الصخور ، بقيت هناك بشكل جيد في حين انبعاث توهج خفيف ..


تردد يي يون للحضه قبل ان يطفئ مصباحه اليدوي في هاتفه ، ادرك حينها انه على الرغم من الظلام الأسود للكهف لايزال بأمكانه رؤية توهج خفيف من البريق الأرجواني الباهت ..


في هذه اللحضه ، فهم ان الكرستاله لم تكن مصنوعه من الجمشت* لأن البلورات لا تتوهج .. مع ذلك في العالم الطبيعي هناك بعض المعادن التي كانت قادره على التوهج بسبب اثار العناصر المشعه ..

[الجمشت : حجر كريم بنفسجي يتمتع بظلال ارجوانيه بنفسجيه ] ..


ولكن في وضعه الحالي يي يون لا يمكن ان يهتم بأمكانيه وجود النشاط الأشعاعي و الذي قد يضر جسده ، و التقط البطاقه الكريستاله الأرجوانيه لدراسة ذلك ، ان كانت سبب الانهيار ، هل يمكن ان تكون تذكره له للبقاء على قيد الحياه ؟ ..


عرف يي يون انه لم يكن هناك امل كبير ، ولكنه على باب الموت لذلك عليه ان يحاول كل شيئ كملجئ اخير ..


كانت البطاقه الكريستاليه باردة الملمس ، مع البروده التي بدأت بالتسارع من خلال الأوعية الدمويه في ذراعه ، وصولا الى قلبه ، البطاقه نفسها كانت ارجوانيه في جميع الأنحاء و اكبر قليلا من يد شخص بالغ ، ولكن لم تكن اكثر سمكا من الكف الواحد .. على احد جوانب البطاقه يبدو ان هناك نقوش غامضه ، بدى انها غير طبيعيه ، كما لو انها منحوته من قبل يد بشريه ..


من الذي نحت هذه ؟ هل يمكن ان تكون هذه النقوش بعض الرموز القديمه ، او لغه غامضه ؟ ..


او يمكن ان تكون من خارج كوكب الأرض ، شيئ من النجوم ؟ ..


مع مثل هذه الأحداث الغريبه ، بدأ دماغ يي يون بالأمتلاء بالأسئله ، كان على يقين من ان انهيار الكهف له علاقه بالبطاقه الكريستاله ، لم يكن هناك زلزال فكيف يمكن للكهف ان ينهار فجأه ؟ ..


مع كون البطاقه الكريستاليه في متناول يده ، ادرك يي يون ان حوافها كانت حاده كالشيفره ، هذا الأمل المشع بداخله فبأمكانه الحفاظ على طاقته عن طريق الحفر بهذه ..


توقف يي يون عن التردد ، ومع البطاقه الكريستاليه في يده مشى نحو الجدار الصخري ذو السمك الغير معروف ..


امسك بحافة البطاقه الكريستاليه بكلتا يديه ، ودفع بها الى الأسفل بكل قوته ، شيئ لايمكن تصوره قد حدث ، تم تقطيع الصخور المتينه و الصخريه مثل التوفو بواسطة البطاقه الكريستاليه ذات الحجم الكف .. يي يون و الذي كان قد استخدم الكثير من القوه على صخره لم تظهر اي مقاومه ، ضرب رأسه بالحائط ..


كان يي يون مندهشا ، هو لا يستطيع ان يفهم كيف كشطت هكذا ، حدق ببطئ في البطاقه الكريستاليه الأرجوانيه في يده ، بعد الصدمه الأوليه عبرت موجه من البهجه ..


كان هذا مشابها الى حد كبير بسيف الضوء من افلام الخيال العلمي ..


في هذه اللحضه لم يكن لديه المزاج لدراسة كيف يمكن لهذه البطاقه ان تكون حاده ، ولكن ركز على حفر طريق له للخروج ..


امسك بالبطاقه بقوه بكلتا يديه و بدأ يي يون بالحفر كالخلد ، قطعت البطاقه الكريستاليه دون مقاومه و يمكنها حتى القطع بسهوله من خلال الجرانيت ..


شعر يي يون بالحماس ، لقد التقط كنزا ! ..


اذا كان بأمكانه الخروج حيا ، هذه البطاقه يمكن ان تغير حياته ، يمكن ان تكون حتى هذه التوكنولوجيا الغريبه جزءا لا يتجزء من داخله ! ..


لم يعرف يي يون كم من الوقت قد حفر ، لم يكن متأكدا مما اذا كان وهما ، ولكن كلما شعر انه قد استنفذ طاقته فأن البطاقه في يديه تنبعث منها بروده وتجدد قوه صغيره من القوى في داخله ، مما يسمح له بمواصلة الحفر دون راحه ..


لم يكن من الممكن معرفة الوقت في الكهف ، ولكن يي يون وبدافع عطشه للبقاء ، استمر في المضي قدما دون راحه ..


كان هاتفه الخلوي بالفعل قد استنفذ بطاريته ، ليفقد احساسه بالوقت .. ثلاثه ايام ؟ خمسه ايام ؟ سبعه ايام ؟ ..


لم يدرك يي يون انه حتى من دون الطعام و الماء ، هو قد نجى بأعجوبه ولم يمت ، كما لو ان البطاقه الكريستاليه قد اطالت حياته ..


اذا كان قد نظر الى الوراء في الطريق الذي حفره ، كان بأمكان يي يون اكتشاف الوقت ولكنه لم يولي اي اهتمام لذلك كما كان المشهد غير واضح بالفعل ..


غير قادر على الرؤيه بوضوح للأمام ، غير قادر على رؤية الصخور ، بأمكانه فقط ان يشعر بالبطاقه الكريستاليه التي تنبعث منها بروده منعشه في يديه ..


كان يفقد حواسه ببطئ ، لكنه ظل يحفر بالمثابره و المثابره ، و اخيرا ، في لحضه معينه ، ادرك بصيصا امام عينيه .. وكأنه رأى ضوءا يمر عبر صدع في التربه ليضيئ وجهه ..


تماما وكأن سطلا من الماء قد رش على شخص فاقد للوعي ، اصبح يي يون مستيقظا فجأه ..


ضوء !


هناك ضوء !


كان يي يون قد قدر بأن الضوء يمكن ان يكون جميلا جدا اكثر من اي وقت مضى ، لم يتمكن من السيطره على دموعه لأن كل الطاقه التي فقدها في السابق غمرت مره اخرى في جسده ، ضغط على اسنانه و حفر بجنون ..


اخيرا !


اعمي يي يون بالأشعه الساطعه التي القيت عليه بينما كان يكافح ليبقي عيناه مفتوحتان ..


لقد كان قادرا على الخروج !


" لقد نجحت ! "


" لقد نجحت ! "


يي يون يريد ان يصرخ بصوت عال دون ان يعاني من الظلام ، او معرفة كيفية تقدير الضوء او معرفة مالموت ، كان امرا من الصعب فهمه بطول الحياه ..


جلس يي يون على الأرض -اخذ نفسا ضخما من الهواء- و نظر الى السماء الزرقاء و السحب البيضاء ، لم يشعر قط ان السماء كانت بهذا الجمال ..


على الرغم من ان جسده كان متعبا للغايه ، جائعا و عطشا ، لم يسترح يي يون لفتره طويله و ضغط على اسنانه ووقف في محاوله للأتصال بصديقيه ..


يي يون قد هرب من الموت لكنه لم يعلم ما حل لصديقيه ..


ولكن .. كان هاتفه خاليا من البطاريه ..


حدق يي يون من حوله بأمل ان يرى علامات الحياه و لكن بمجرد لمحه اصبح يي يون مندهشا ..


كيف ... كيف يمكن ان يكون هذا ؟


تذكر يي يون بوضوح انه في حين تسلقه للجبل ، دفن على قيد الحياه في الكهف ..


ولكن يي يون واقف في مساحه شاسعه ، و على الرغم من ان هناك جبال من حوله فأن المسافه قد تقتل حصانا لركضه اليها .. لم يكن يي يون يعتقد انه قد حفر مثل هذا النفق الطويل ..


كانت تحيط به عدة اكوام صغيره ، وهناك عصا خشبيه تخرج من كل كومه ، على العصي الخشبيه كان هناك كلمات قاسيه من اصل غير معروف مكتوبه باستخدام الفحم ..


ايمكن ان تكون هذه ... مقبره ؟


كان يي يون مندهشا ، كيف يمكن ان يظهر بين الكثير من شواهد القبور ؟! بعد ان نجا من الموت مره ، اصبحت القوه الذهنيه ليي يون الآن اقوى بكثير ، لذلك و على الرغم من انه يواجه وضعا غير منطقي ، لا زال بأمكانه ان يهدئ و يفحص شواهد القبور بعنايه ..


هذه القبور لم تبدو وكانها قد اتت من مقبره حديثه ، ففي المقابر الحديثه في المدن ، كل شواهد القبور مصنوعه من الرخام او الجرانيت ..


ولكن القبور امامه .. حتى قبر ريفي سيكون افضل بكثير من هذا ..


انتظر ...


يي يون اكتشف شيئا فجأه ، خفض رأسه لألقاء نظره ، "النفق" الذي كان قد خرج من للتو لا يزال هناك ، وكان موجودا امام التل ، وعلى جانب التل تم وضع لوح خشبي كقبر ..


على اللوح الخشبي كانت هناك كلمات غريبه ، ولكن لسبب غير معروف كان بأمكان يي يون قراءة كل كلمه ..


كانت تقرأ .. " الأخ الحبيب ، قبر يي يون "


يي ... يي يون .. قبر ؟!


كان يي يون غارقا تماما ، هو دفن و بوضوح على قيد الحياه في كهف على جبل قاحل ، ولكنه الآن حفر في طريقه ليخرج من قبر ، وكان قبره ايضا !! ..


اي نوع من النكت هذه ! ..


ايضا هذه الكلمات لم تكن صينيه او انجليزيه ، فكيف يعرف كل هذه الكلمات الغريبه ؟ ..


يجب ان يكون هذا حلما ..


نعم يجب ان يكون حلما ، هذا الحلم بالتأكيد يشعرك انه حقيقي .. كما لو انه ... حدق يي يون في محيطه ، وشعر بالقشعريره .. انه حقيقي جدا !!


كان يقرص نفسه بجد وكانت النتيجه .. الم

قرصه اخرى و لا تزال تؤلم !


" هذا ليس حلما ؟ " .. " هذا القرف ليس حلما ؟ " ..


شعر يي يون بالضياع ، هل يمكن لشخص ان يخبره بما يحصل ؟ ..

كان يي يون يشتم في قلبه ..


هل كان ميتا بالفعل عندما دفن حيا في الكهف ؟ وعندما حفر بنفسه ، كان كل حفره وهما قبل وفاته ؟ ..


ولكن كلمتي .. " الأخ الحبيب " .. ماذا يعني ذلك ؟ .. فهو لم يملك شقيقه كبرى ، اذا كان شخصا يجب ان يشار اليه ، فهو شخص كان يعيش في مدينه اخرى و لم يكن يتفاعل معه كثيرا ، هو لم يلتقي بأبن عمه كثيرا .. فلماذا نصب شاهد قبر له ؟! ..


اذا كان قبر " يي يون " .. شخصا اخر بنفس الأسم الأول و الأخير كما هو ، فأنه لايزال مستحيلا ، كيف يمكن ان تحدث صدفه من هذا القبيل ؟ بنفس الأسم الأول و الأخير .. " يي يون " ؟ ..


شعر يي يون بالضياع ، في هذه اللحضه نظر بذهول الى فتاه ترتدي قطعة قماش في حين تحمل سله و تمشي نحوه على طول مسار قريه صغيره ..

__________

ترجمة : ندى الصباح

2017/05/26 · 5,881 مشاهدة · 2187 كلمة
applexxxtree
نادي الروايات - 2024