"لنذهب"
تسرعت بالدخول قبل يوتو خائفة من أنها إذا وقفت أكثر سوف تفر هاربة
مشت تتخبط في خطواتها لعمق الكهف الضخم
كان سقف الكهف عاليًا لا يستطيع الإنسان الوصول له
على جوانب الكهف شعلات نارية تضيء المكان المخيف أسفل منها وقف العشرات من الوحوش ذوي طول مشابه للبشر يعملون تحت حكم سيدهم واشي العملاق
نظرت هارو للشياطين المتعطشة لدمها ولحمها خافت من الرغبة المرتعشة بعيونهم
لكن الوحوش فقط تجمدت على جوانب الكهف تراقب يوتو و المقيدة، فجميع تلك الوحوش تهاب الحجر الأصفر فهو مرتبط مع سيدهم لا معهم
قد قتل الكثير منهم سابقا كل من خالف عقده مع واشي بعدم أذية القرية فأصبحت كل الشياطين الصغيرة تبتعد عند رؤيته ولم يتجرأ أحدهم على الاقتراب من القرية
ظهر العملاق المكتسي بالشعر البني أمام هارو من فقدت القدرة على الكلام
رأت عدد لا يحصى من الوحوش منذ خروجها من القصر ولكن هذا كان الاسوأ و الأبشع
أحست بيد دافئة تمسح اسفل ظهرها وهي تسير مرتعشة
لمسات أخذت خوفها بعيدًا من حجرها الاصفر
التفتت يسارًا لمن أعطاها الشجاعة و ابتسم لها
" لا تقلقي هارو لن تتأذى بوجودي هنا"
"…"
"انتِ تمتلكين رين ايضا"
ابتسمت لذكر اسمه، هي نست وجوده وأنه أخبرها ان تضع ثقتها به
اسرعت بالمشي لتقف أمام الوحش الضخم من راقب كل تحركاتها
أكل هارو يعني حصوله على قوة لن تسمح له بالموت على يد الأحجار و سوف يصبح أقوى من باقي الشياطين
رفعت عيناها بإتجاه الشيء الضخم الذي يرغب بأكلها لا توجد ذرة خوف بداخلها، لم تعلم هل أصبحت شجاعة أم ثقتها بأحجارها ضخمة
شعور بالتقزز تملكها من شكل واشي هزم شعور الخوف بداخلها
من سبب مقتل اخ و اب يوتو، من سبب له كل تلك الآلام في طفولته، من جعل الحجر خاصتها يعاني لسبع سنوات يقف أمامها الآن مع ابتسامة شريرة تظهر أنيابه
عينها اليسرى قد لمعت بلون قرمزي مما جعل الوحش أكثر سعادة لرؤيتها
"شكرا لك على جعلي آكلك يا فتاة الأحجار"
صوته بدا مقزز أكثر حتى من مظهره
"اعتقد انك ستصاب بعسر هضم لسنوات بعد أكلي"
سخرت والخوف داخلها تلاشى
"بالطبع لن يكون الاعتياد على قوتك سهلًا"
لم يسمح لها بإضافة حرف اخر، يده العملاقة امتدت تعتصر هارو ترفعها عاليا
من وضعها بهذا الموقف كان خائفًا أكثر منها
رؤية هارو بالوضع ذاته الذي كان به قبل سنوات جعله غاضبا و حزينا
هو غاضب من عجزه وحزين لأنه سبب تحملها لهذا الخوف فهي فتاة قبل كل شيء
لم يكن الجزء الأيسر من قلبه فقط ما توجع كان كامل قلبه الذي احب مساعدتها، ابتسامتها وصوتها.
حاول تهدئة غضبه يثق بكلامهما هارو و رين، فإذا غضب الآن سيزداد الوضع سوءًا
فغضب الحجر الأصفر نادر لأنه خطير.
"هل أعطيك خيارات؟"
سأل الوحش من يمسكها بين مخالبه
"لا، لتاكلني فقط هذا بدأ يصبح مزعجًا"
سخرت تغضب الوحش، أراد أن تبكي متوسلة لحياتها
ما الرائع في أكل شخص بدون ملامح؟
"لن آكلك"
من البرود تحولت تعابيرها لصدمة وبالمثل لمن يقف بالاسفل يحجز غضبه "ماذا؟" مذهولة خرجت من كلاهما
"سأقطع قدميك لكي لا تتمكني من الهرب ثم سأعذبك لعدة أيام
سوف أقتلع أظافرك و عينيك حيث يصبح لون شعرك الأسود أبيض اللون، عندها سأخرج قلبك وآكله"
احساس الشجاعة الذي تمسكت به طويلا اختفى يحل محله خوفًا
فسماع هذا الكلام من وحش بشع سيجعل أي شخص يرتعد خوفا
امسك بقدميها يقلبها رأسا على عقب هي شدت تنورتها المدرسية السوداء لأعلى
كل يد للوحش قبضت على قدم لهارو يبعدهما عن بعض
'هل لن أستطيع المشي مجددا…رين ارجوك'
صوت طلبها للمساعدة حط مسامع كلا أحجارها
رفع يوتو رأسه ينظر لهارو غير مصدق ما سمعه داخل عقله للتو
فعكس رين تلك كانت مرته الاولى للتخاطر معها
'أغلقي عينيك'
هارو سمعت صوت حجرها الأحمر داخل عقلها ما دب الراحة في قلبها من جديد
نفذت ما طلب منها تحت أنظار من لم يفهم
فهو لا يستطيع سماع صوت رين، قدرة التخاطر خاصة بهارو مع أحجارها لا يمكن لباقي الأحجار التواصل معًا
نسيم هادئ مر من جانب يوتو يطير خصلات شعره الصفراء
"أمسكها"
أدرك انه لم يكن نسيم بل رين كان يركض بدون ان تصدر خطواته صوت حتى
انتشرت الدماء في لمح البصر بسبب من قفز عاليا وقطع تلك الذراع البنية البشعة المليئة بالشعر
هارو من اغمضت عينيها سابقًا وجدت نفسها تطفو على بساط من رياح صفراء صنعها يوتو سابقًا للإمساك بها
تلك لم تكن خيانة فهو يتأكد من سلامة فريسة سيده
"كيف تجرؤ"
عينا الوحش الحمراء أصبحت ذهبية مثل خاصة التنانين
قبل أن يجد رين فرصة لتطأ قدماه الأرض رُكل بواسطة يد الوحش السليمة تقذفه في الهواء تفصله عن سيفه الناري المصنوع من دمائه
ظهره ارتطم بجدار الكهف شعر أن دما سوف يخرج من فمه او أن عظامه تهشمت
واشي العملاق أصبح هائجًا بدا كحيوان في الغابة لا يمتلك عقلًا
فالشياطين تمتلك عقل وهي تفتخر بقدرتها على التخطيط و الفهم بشكل أفضل من البشر حتى، ليس جميعها.. واشي كان من تلك الفصائل التي تتمتع بتخطيط وعقل مدهشان
من تفاخر دائما بذكائه فقد عقله واخد يضرب الأرض بيده السليمة
من هبطت أرضا بعيدا عن كلا يوتو و رين وقعت غير قادرة على الحراك ضربات الوحش بالأرض سببت شبه زلزال هز الكهف
"هارو تعالي الى هنا"
صرخ من لم يستطع فعل أي شيء فمن يهاجم الان هو سيده، و تقدمه يعني الخيانه
"لا استطيع الوقوف فماذا عن السير"
لحسن حظها أن لكماته العشوائية لم تصبها بعد فإذا حدث كانت عظامها ستتهشم في طرفة عين
" ازحفي"
لم تستمع له لرؤيتها رين محاصر بسلاسل حديده قيدته بالحائط
"رين ما هذا!"
صبت كامل تركيزها على المحتجز تحاول فهم كيف اصبح هكذا
رين محتجز و تقدم يوتو يعني موته
اخدت نفس عميقا تنظم افكارها المبعثرة
وضعت بموقف حيث لن يتمكن أحد من مساعدتها تحتاج لمساعدة نفسها و انقاد حجارها
"يوتو لا تقترب من هنا"
حذرت من بدأ الاقتراب منها
نظرت لسيف رين المشتعل أرضا وادركت ماتريد فعله
ابعدت الخوف عن قلبها وحددت هدفها عندها فقط تمكنت الوقوف من جديد رغم ضربات الوحش الذي فقد عقله بسبب قطع يده
أسرعت تتهرب من لكماته لتلتقط السيف بين يديها
"اللعنه!!!"
شتمت بصوت عالي حين أحرق السيف كلتا يداها
فهو كقطعة حديد ساخنة
"هارو القي بالسيف أرضا في الحال"
رين من كان يكافح لتحرير نفسه من القيود حوله صرخ
فالسيف بين يداها مسموم والحروق ستسمح لسم بدخول يدها
"اصمت رين"
قالت من خلال أنفاسها الغير منتظمة
تحاول التأقلم من الألم ولكن فقط يزداد حدة
"يوتو أخبرني ما نقطة ضعف الشياطين!"
"هارو اخبرتك ان تلقي السيف فهو مسموم!"
لم تلقى أي اهتمام لما يصرخ به المقيد بالخلف
كل ماتريده الآن هو إنقاذ كليهما
"هارو"
همس يوتو بصوته المتألم حين سماعه لما قال رين
"يوتو اخبرني هذا ليس وقت المماطلة و المشاعر أشعر بأنني سأفقد يداي!"
"الشياطين تمتلك سبعة قلوب أصيبِ أحدهم بسيف رين المسموم وستتوقف باقي قلوبه"
حالما حطت كلماته في اذنها هي اسرعت
لم تعلم كيف تمكنت من تجاوز لكمات الوحش، ولا كيف قفزت عاليا حتى غرست السيف في قلب الشيطان
هدأ الوحش الهائج و السلاسل الحديده اختفت
من لم تدرك كيف حلقت عاليا وجدت نفسها تسقط
أغلقت عينيها تنتظر الألم القادم
'حسنا لن يكون مؤلما كما تؤلمني يداي الان'
لم تتهشم عظامها أو ينزف دماغها
فتحت عينيها ببطئ لتجد نفسها بين ذراعي حجرها الأحمر
لم تره منذ الصباح فقط ولكنها شعرت بها كعدة أيام طويلة
تذكرت كل مشاعر الخوف و البؤس التي تملكتها
ومقابل الوحش الذي اشتعل كامله بالنيران احاطت رقبة من شعرت معه بالأمان بيداها المحترقة واسندت راسها على صدره تعيد بناء طاقتها
"هل انتِ بخير؟"
سأل كلاهما من يحملها و الآخر الذي اقترب منها مسرعا
"يجب عليّ سؤالك انت"
قصدت يوتو الذي يفترض أنه تخلص من الترابط اخيرا
"انا..-"
قبل اكمال كلماته أمسك بصدره وجثى على ركبتيه
شعر بدمائه تغلي وان نيران رين قد اشعلت جسده لا جسد سيده
ارتعب هارو من سقوطه المفاجئ وقفزت من أحضان رين تضع يدها المتألم على كتف يوتو
"ماذا حصل"
سألت بملامحها المرتعبة
"هذا..-"
قبل أن يكمل حديثه فقد الوعي
هرع رين ليحمل فاقد الوعي على ظهره تحت نظرات القلقه
هو يعلم أن هذا بسبب نهاية الترابط لكنه لم يخبر هارو
اضحكه شكلها القلق
بدأ السير للخروج من الكهف
نظرت هارو حولها وصنعت ابتسامة صغيرة
دخلت خائفة و خرجت مطمئنه بوجوده بجانبها
"ماذا حصل للشياطين الصغيرة"
"أحرقتهم جميعًا"
"ياه انت رائع"
"انتِ الرائعة هارو"
توردت وجنتاها وأسرعت للتقدم عدة خطوات
"هو بخير، شعر ببعض الألم لكسر الترابط سيستيقظ بعد ساعات"
أطلقت هارو تنهيدة طويلة عند سماعها كلمات الطبيب
شعرت بالراحة أنه اخيرا تمكن من التغلب على تعاسة دامت لسنوات
"هل انتِ بخير حقا"
سأل رين بذات التعبير الباردة المعتادة
"انا..-"
شعرت بالقليل من الدوار
"انا لا اعتقد اني بخير"
أكملت جملتها قبل أن يعم الظلام
لم تتمكن من الرؤية لعدة لحظات
'اه انا افقد الوعي'
سخرت من نفسها قبل أن تقع فاقدة الوعي جانب من فقد وعيه سابقا