رواية ماذا حدث لأخي

" ساتا "

ونظر إليه

" أتذكر متي غادرت ُ؟"

'ما هذا السؤال الغريب '

" بالطبع....الرابع عشر من فبراير للسنة الخمس مئة بعد الألف في الساعة الرابعة عصرا "

" لكن ..لما تسأل ؟"

إبتسم باين

" إذا من ذلك التاريخ حتي اليوم أخبرني بالاحداث التي تظن انها أثارت ضجة في كافة القارة الشمالية "

توسع بؤبؤ ساتا 'كلها ' الأحداث التي حصلت في الخمس سنوات

الماضية في مملكتنا وباقي ممالك وإمبراطوريات القارة الشمالية

" ماذا ؟ هل هل هذا صعب يا صاحب الذاكرة الألفية "

كشر ساتا لهذا اللقب

' لماذا ؟ يذكرني بتلك اللعنه '

'الذاكرة الألفية واليد المستكشفة '

بتلك الألقاب الغريبة التي من مسمي باين أعطت ساتا شعورا

با لإشمئزاز

" هيه ..هل انت ابله ألم آمرك بعدم دعوتي بذلك الاسم الغريب "

غضب ساتا

وأشار باين لنفسه

" إذا ماذا عن نعتك لي بمجنون الورق أو العجوز المنحرف هاه؟.."

" أو حتي عدم إحترامك لي "

" لو كنتُ شخصا آخر لقطعت لسانك الطويل واريتك قدرات هذا العجوز المنحرف "

مجنون الورق

إسم أطلقه ساتا علي باين بسبب عشقه الشديد لتشكيل الورق

حتي أصبح مجنونا به لدرجة صنعه أشكال شخصيات منه وأحيانا يريها لساتا الذي

يقابله بتشجيع رهيب

' لو كنتَ مولعا بالعمل كما الورق لأصبحت اغني انسان علي وجه الارض ..لذا لما لا تترك عبثك اللعين هنا وهناك وتبخترك في الشوارع وتعمل '

العجوز المنحرف

لأنه في الوقت القليل الذي عملا فيه مع بعضهما في وظيفة حمل الأمتعة من إحدى السفن التجارية ونقلها

وبعد يوم عمل شاق وطويل كانا في طريقهما للمنزل

وبالعادة العمل الشاق لا يصلح للناس الكسالي

لذا كان باين يمشي كرجل عجوز يعاني من إلتهاب في المفاصل ويمسك بظهره لايزال ساتا يذكر ما قاله حينها

' ياري ياري...آه ياظهري العزيز آه '

' هي ساتا ألا يؤلمك ظهرك '

نظر إليه ساتا وهو يحاول إلا يضحك بقدر المستطاع

' هه ..لا هو يؤلمني وبشدة ..لكن لا بأس بالتحمل '

' ايه ؟ ولما تتحمل لما لاتصرخ بأعلي صوتك أن هذا مؤلم وشاق علي طفل مثلك هاه لما لاتتمرد وتسلك الطريق السهل هاه؟ '

' ولما لا تفعل ذلك انت هاه؟'

نظر إليه ساتا بشك

ضحك باين بخجل ولايزال يمشي كالعجوز

' لقد فعلت وانتهي بي الأمر بكسر في الساق وعدم قدرة علي الكلام لإسبوع واعين متورمة '

' أجل لقد ضُربتَ حتي النخاع من تلك العصابة التي حاولتَ سرقة ما سرقوه '

تمايل باين هنا وهناك واتجه لساتا

' يا صديقي انا متعب لما لاتحملني سأكون شاكرا لك جدا '

تقدم لساتا وهو يمد يديه

' مستحيل '

ابتعد ساتا عنه واقترب باين أكثر

' هيا انا لست ثقيلا ...سوف ارد لك الجميل '

حينها ظهر جسم أمام باين وعانقه علي الفور

' هه شكرا شكرا لك سأدفع لك بكل تأكيد '

ضمه أكثر

' هي ساتا انت دافئ بشكل غريب وناعم ؟! '

تصنم باين وصرخ

'........ هي متي كان لديك .....'

قاطعته صفعة ويليها صرخة

' كييييييييا'

تراجع باين عدة خطوات في صدمة

كانت هناك إمرأة مع وجه غاضب وعيون تطلق الشرار ووجه احمر كالدم

' تدفع.. وهل تراني رخيصة أيها العجوز المنحرف؟هه؟'

صرخت في غضب ونظرت لباب المحل الذي خرجت منه

'جااااااكككك'

خرج جسم ضخم من المحل وتوجه نحوها

' اليزا ماذا هناك ؟ '

نظرت بشرر نحو باين وأشارت إليه

' هذا ...هذا العجوز المنحرف حاول لمسي وقال انه سيدفع لي '

' ماذا '

ونظر نحو باين بشك

' أوليس هذا بجيد لكي لقد كنتِ بحاجة للمال وها قد اتت فرصتكي للعمل '

ركلت الفتاة قدمه

' ايها المعتوه لقد حاول الاعتداء علي '

نظر هذه المرة لباين بغضب وتقدم بخطوات ثقيلة '

' هل حاولت لمسها أيها اللعين ؟ هاه أجب '

وصرخ في نهاية كلامه

تراجع باين أكثر مع ظهره المقوس وشعره الرمادي وملابسه البالية في هذا الليل ومع إضاءة المصابيح الزيتية القليلة في الشارع

بالتأكيد يبدو كعجوز بأس منحرف يتحرش بالنساء الضعيفات

' هي ساتا ؟ أين أنت تعال وانقذني ؟ '

حاول النظر لما وراء الرجل الضخم ليري أين ذهب ساتا

وفي تلك اللحظة ظهرت قبضة موجه الي وجهه '

هل تتوهم أيها العجوز خذ هذه

'هه!!!!' ماذا ...ماذا حصل للتو ؟'

لكمت يده الهواء واختفي العجوز من أمامه كل ما رأه هو جسم اسود أختطفه بسرعة البرق

إختفي باين والشخص الذي يحمله في الظلام

...*...*

' ههه' وفي النهاية انت حملتني

كان ساتا يحمل باين بالمقلوب رأسه كان يتدلي علي ظهر ساتا وقدمه علي ذراعه يمسكها ساتا لكي لا يقع

' اوتش ..'

لمس مكان الصفعة

' يا لها من إمرأة قوية '

أحس بعد مدة بصمت الآخر

' هي لما فعلت بي هذا ..هاه لم لم تقل لي أنني عانقت فتاة '

ازدات خطوات ساتا بدون الرد

' هي ..رأسي سينفجر إحملني بالمعدول '

انزله ساتا ووقف علي قدميه

'هي ما بك

ساتا كان يخفض رأسه وشعره يغطي عيناه واهتز كتفاه

'هي هل انت تبكي ؟ '

صُدم ساتا ولكن ما فاجأه

' هههههههههههههههه'

رفع ساتا رأسه وانفجر بالضحك كما لم يفعل من قبل

' هيا..ما بك ؟ ' تذمر باين

' هههه ..انت ...عجوز ههههه..منحرف .،ههه'

إيه

' اذا انت تسخر مني '

'

' عجوز منحرف هههه باين العجوز المنحرف '

أصبح يرددها كطفل تعلم النطق للتو

' هي توقف عن الضحك وأحملني ..أسرع '

هداء ساتا قليلا ثم حمله ووضع باين علي ظهره ورأسه للأعلي هذه المرة

' وما لبث أن انفجر بالضحك مرة أخري

' ههههه ههه..غممممم..ام '

سد باين فمه بيديه

' هي يكفي ضحكا علي ولتنسي ما حصل اليوم '

أدار ساتا نظرته نحو باين الذي يتكئ ذقنه علي ذراعه وكان الآخر شعره يغطي عينيه وينظر للأمام

بصمت

وكانت زوايا فمه ترتعش

هل يحاول كبت ضحكه

حينها انفجر الآخر بالضحك

' هيهيهيههههههه'

واذال يده من علي فم ساتا الذي شرح في الضحك هو الآخر

هههههههه

ههههههه

ضحكا حينها الاثنان حتي نسيا ألم الظهر

وشغلهما بدلا من ذلك ألم المعدة من كثرة الضحك

*....*......

تلك الذكري جعلت ساتا يبدأ بالضحك تلقائيا

"هي لماذا تضحك ؟ هل ذكري العجوز المنحرف لاتزال تضحكك حتي اليوم ؟"

انفجر ساتا أكثر بالضحك

...*......*.......