في الأول من أكتوبر يوم مولد إبني كنا نستعد للإحتفال بالذكرى العاشرة له.

فجأة!!

سقطت على الأرض ، لم يكن أحد مستعدا لذلك كانت للتو بكامل نشاطها.

حملناها بسرعة نحو المستشفى لإنقاذها . و الحمد لله أننا قد وصلنا في الوقت المناسب.

كان يمكنك أن ترا الخوف في أعين الجميع إلا أنني حافضت على هدوئي ، و الرتديت لباس العمل و انتظرت نتائج التحاليل لمعرفة الوضع و التصرف ، لإنقادها سأبذل كل جهدي .

بعد مدة.

كانت النتائج محطمة ، يمكنك أن ترى نظرات الأطباء يائسة كان مرض السرطان قد انتشر في 60% من قلبها . لم يكن هناك وقت لنضيعه.

صرخت بكل قوتي.

"فالتدخلو المريضة لغرفة العمليات!"

كان لا يزال هناك أمل مادمنا نستطيع استبدال قلبها بسرعة سوف تنجو.

عند سماع الممرضين لكلامي تحركو بسرعة و لم يعارضني أحد ، رغم أن الأمل ضعيف لكن لا أحد أرادها أن تموت ، الجميع تمسك بخيط الأمل الضئيل.

لم تواجهنا مشاكل في إجاد القلب المناسب وشرعنا في العملية بسرعة.

أثناء العملية

كانت العملية تمر بشكل مثالي و بدت إبتسامة عريضة ترسم على شفتي. وبدأت أتطلع نحو المستقبل المشرق.

إلى أن أتت الصرخة التي سحبتني من أحلامي.

"دقات قلب المريضة مضطربة! سننفد المريضة علينا التصرف بسرعة!" صرخت ممرضة بصوت مرتفع.

"بسرعة إجلبو ..." توقفت في منتصف الحديث بعد سماعي لذلك الصوت.

"ديييييد"

ثم قال أحد الممرضين بصوت خافت يتخلله حزن كبير. "فقدنا المريضة"

" كانت زينب زميلة رائعة من المحزن أننا فقدناها هكذا" قالت أحد الممرضات.

أصيبت قدماي بالخدر فجلست على أحد الكراسي ، لم أستطع البكاء و لا الصراخ بالنسبة لي كان الزمن قد توقف. لقد فقدت زوجتي أمام عيني.

ما فائدة كوني طبيب إن لم أستطع حماية عائلتي . ثم خرجت من حالة الجمود التي كنت فيها و انهمرت دموعي مفرجة عن الحزن الذي في قلبي.

" سليمان عليك أن تجد طريقة لكي تخبر أيمن فقد لا يتحمل حقيقة مفارقته لأمه في هذا العمر" ربت أحد أصدقائي على كتفي و تحدث معي.

لم تمر علي صدمة فقدان زوجتي حتى تذكرت إبني. "مسكين" كانت تلك الكلمة هي ما فكرت به عند تذكري له ، كيف لا وهو قد فقد أمه في هذا العمر.

بعد ذلك غيرت ملابسي . ودعت أصدقائي و عدت إلى منزلي وحيدا.

فتحت الباب فوجدت أبي مع إبني جالسان حول الطاولة التي تتوسطها كعكة عيد الميلاد وحيدان و بقية الكراسي فارغة.

لم أستطع النظر في عيني إبني فحنيت رأسي وقلت بنبرة هادئة.

"إذهب إلى النوم فقد تأخر الوقت"

ثم نزلت علي كلمات من إبني كانت كالصاعقة

"لا ! لن أنام حتى أطفأ الشموع مع أمي" جعلت نبرته البريئة قلبي يرتجف. مرت لحظة صمت مريرة قبل أن ينقذ أبي الموقف.

ربت على رأس إبني و قال "لابد أن أمك مشغولة الآن و لن تعود إلى المنزل حتى الغد لذلك عليك بالنوم حتى تستقبله غدا بصحة جيدة" بدت مظاهر الخضوع على أيمن و صعد للطابق العلوي لينام. و بعد أن اختفت أصوات خطواته.

قال لي أبي: "سليمان ما الذي حدث لزينب لماذا لم تعد معك"

تنهدت ثم قلت: "لقد ماتت ..." فور أن خرجت تلك الكلمات من فمي حتى حل صمت رهيب و ظهرت على وجه أبي ملامح الصدمة و عدم التصديق.

ثم انبعث صوت رقيق مكسرا ذلك الصمت.

"أمي ... لن تعود" ار تعد جسمي بينما أرى مصدر الصوت لقد كان أيمن و الدموع تنهمر من عينيه "لقد كذبت علي ... هي لن تعود ! هي لن تعود أبدا !" ثم ذهب مهرولا نحو غرفته لم أستطع إقافه أو تهدأته كان ذلك في نظري عديم الفائدة.

بعد ذلك بقليل ربت أبي على كتفي و قال : "عليك الحديث معه و إصلاح العلاقة بينكما" ثم غادر.

فاشل!فاشل! كان ذلك كل مايجول في ذهني حينها.

ثم أغلق سليمان مذكراته.

مرت تلك الليلة السوداء و حل الصباح لكنها لازالت ساكنة في قلوب كل من حضر الفاجعة.

مر ذللك اليوم دون أن يتحدث الأب مع ابنه الذي كان في غرفته أغلب الوقت. كان سليمان حزينا فكل محاولاته ليبدأ حديث مع ابنه واجهت الفشل. كانت ليلة سوداء أخرى تمر بها هذه العائلة التي ماتت مبكرا.

دخل سلمان المنزل في وقت متأخر وكان سكرانا. فذهب لغرفته وجمع كل الكتب التي تواجدت بها ثم حملها على دفعات لحديقته الخلفية وكون كومة كبيرة من الكتب ثم أفرغ عليها كمية كبيرة من الوقود و أحرق كل تلك الكتب انتقاما منها لأنها بالنسبة له لم تفده في حياته كلها لقد ضيع وقته كله بالدراسة و في المقابل خانته معارفه التي كان واثقا منها عندما كان يحتاجها لإنقاذ زوجته. تشكلت نار كبيرة التهمت الكتب و أحرقتها .

و سط لهب اليأس الذي أشعله سليمان رآ هذا الأخير خيال زينب فشعر بسعادة غامرة فاندفع نحوه دون تفكير فالتهم اللهيب سليمان فأُحرق الأخير بينما لم لم تفارق الإبتسامة وجهه.

-----------------------------------------

هذه أول رواية لي

إذا كان هنا خطأ أكتبو في التعليقات

2021/05/16 · 91 مشاهدة · 759 كلمة
Samikiouach
نادي الروايات - 2024