الفصل المئتان: الكتاب الحقيقي للداو
____________________________________________
[ما إن نطق لين مو بهذين الاسمين، حتى تجمدت ملامحك وأنت تنظر إليه]
[بينما كان لين مو يحدق فيك بنظرات ملؤها الصدق والإخلاص]
[صمتَّ لوقت طويل]
[بعد برهة طويلة، نطقت بصوت واهنٍ يملؤه الإنهاك: "لين مو، لقد جاوزت الحد هذه المرة."]
["يا سيدي، أنا لا أمزح."]
["المشكلة ليست في المزاح، بل في غشك الذي فاق كل تصور!!"]
[لم يفهم لين مو مقصدك فسأل في حيرة: "سيدي، ما هو الغش؟"]
["دعك من ماهية الغش الآن، ففي كل الأحوال، لا أحد يضاهي ما فعلته أنت."]
قلت بنبرة خفيضة وعميقة: "هيا يا لين مو، اشرح لي وفسر، ما الذي يعنيه داو الداو!"
["يا سيدي، لكل شيء في هذا الكون قانون يحكمه، وهذا القانون هو ما يسمى بالداو. أما الداو الخاص بي، فهو فهم وتلخيص جوهر هذه القوانين!"]
ازداد صوتك حدة وقد فقدت رباطة جأشك: "فسر لي، ما هو داو الداو هذا بحق السماء!!"
تجمد لين مو للحظة، ظنًا منه أنه لم يوضح فكرته بما فيه الكفاية.
لذا استمر في الشرح قائلًا: "عندما يُطبّق داو الداو على الصقل، فإنه يعني الانطلاق من الجوهر، فمهما كانت التقنية أو المهارة، يمكنني اكتشاف قانونها الأساسي وجوهرها العميق!"
["ما الذي يعنيه داو الداو بحق الجحيم!!"]
تملكت الحيرة من لين مو تمامًا، فنظر إليك عاجزًا عن الكلام.
قلت وأنت تصِرُّ على أضراسك: "فَسِّر."
عصر لين مو ذهنه بحثًا عن إجابة، وفجأة، لمعت في رأسه فكرة فقال: "يا سيدي، لدي تطبيق عملي لداو الداو!"
أخرج لين مو رقًا من اليشب من حقيبة تخزينه.
"سيدي، هذه هي المهمة التي كلفتني بها سابقًا، لقد طلبت مني دراسة جميع تقنيات جناح الإرسال، ومن ثم ابتكار تقنية جديدة، وقد تمكنت من ابتكارها بفضل داو الداو!"
بعد كل الموارد التي أغدقتها على لين مو، ها أنت ذا ترى أخيرًا ثمرة استثمارك، فانقشع غيم غضبك على الفور وأشرقت نفسك من جديد.
انتشلت الرق من يد لين مو في لهفة، فقد كنت تعلم يقينًا أن هذه التقنية ليست بالشيء الهين.
وبعينين تلمعان ترقبًا، أغرقت وعيك الإلهي في الرق.
بعد لحظات، بدأت ملامح وجهك تتحول تدريجيًا إلى دهشة غامرة.
"رائع... يا له من إبداع!" همست لنفسك في إعجاب شديد وأنت تتفحص محتواه.
وقفت وان تشينغ لوان ويان تشي شيويه إلى جوارك، ترمقان وجهك المتورد وملامحك التي ارتسمت عليها نظرة غريبة، دون أن تفهما سر ما يجري.
بعد مدة ليست بالقصيرة، انتهيت من قراءة كل شيء.
نظرت إلى لين مو بعينين تفيضان حنانًا، وقد أحاطت بك هالة تشع بوهج الأمومة.
"أخبرني يا لين مو، ما اسم هذه التقنيات الصغيرة التي ابتكرتها؟"
"يا سيدي، إنه الكتاب الحقيقي للداو!"
"اسم عظيم، يا له من اسم عظيم!" كلما نظرت إلى لين مو الآن، ازداد في عينيك حيوية وجاذبية وروعة.
كانت تقنية الكتاب الحقيقي للداو خارقة للعادة وتتحدى قوانين السماء.
لم تكن كغيرها من التقنيات العادية التي تحدد بوضوح العالم الذي يمكن الوصول إليه من خلالها، كتقنيات مرحلة تأسيس القاعدة أو تقنيات عالم النواة الذهبية.
لم يكن للكتاب الحقيقي للداو درجة محددة، ولكن يمكن القول بأنه يشمل جميع العوالم دون استثناء.
فبعد أن يصقل المتمرس هذا الكتاب ويصل إلى ذروة عالمه الكبير الحالي، تمكنه التقنية من استيعاب وفهم تقنية العالم الكبير التالي تلقائيًا.
أما تقنية العالم الكبير التي يستوعبها، فتتشكل بناءً على مزيج من عوامل عدة، كموهبة المتمرس، وقوة استيعابه، وسماته الخاصة.
بالنسبة للمتمرس، فإن هذه التقنية هي الأنسب والأكثر كمالًا له.
كان الأمر أشبه بامتلاك تقنية مصممة خصيصًا لكل عالم كبير، مما يسمح للمتمرس بإطلاق العنان لجميع مزاياه وإمكاناته الكامنة إلى أقصى حد ممكن.
إن استخدام مثل هذه التقنية في القتال والنزالات لهو أمر يبعث على نشوة لا تضاهيها نشوة.
كما أن سرعة الصقل بها ستصل إلى أقصى مستوياتها.
ألقيت بضع كلمات تشجيعية على لين مو، ثم هرعت إلى غرفة صقل الأقراص بفارغ الصبر لتبدأ بالتحول إلى صقل الكتاب الحقيقي للداو.
[السنة الثانية والعشرون]
[لقد أتممت تفكيك صقلك وإعادة بنائه من جديد]
[في غضون ثلاث سنوات فقط، لم يعد عالمك في طريق الخلود إلى المرحلة المتأخرة من تأسيس القاعدة فحسب، بل خطوت خطوة هائلة نحو ذروة تأسيس القاعدة]
[أصبحت على ثقة تامة بأنك ستخترق إلى ذروة تأسيس القاعدة في غضون أشهر قليلة]
[حتى مع وجود أساس صقلك السابق، فإن هذه السرعة كانت مذهلة لدرجة تفوق الخيال، ولا شك أن الفضل في ذلك يعود أيضًا إلى قوة الكتاب الحقيقي للداو]
[بعد تحولك إلى صقل الكتاب الحقيقي للداو، اكتسبت فهمًا أعمق وأكثر جوهرية للداو نفسه]
[في أعماق روحك، أصبح النموذج الأولي للداو الخاص بك أكثر صلابة وتماسكًا]
[لقد تقدمت خطوتين إضافيتين على ذلك الدرب المهيب المتلألئ، واقتربت أكثر من البوابة التي تقف في نهايته]
[كانت تلك البوابة تشع ببريق أصفر باهت وقديم، ولم يكن بالإمكان تحديد المادة التي صنعت منها، وبدا وكأنها تخفي خلفها أسرارًا لا يمكن وصفها بالكلمات]
[أتممت دمج مصدري الأرض المتبقيين لديك من العشرة الأوائل]
[أصبحت سيدًا أعظم من المرتبة الخامسة والسبعين، وهي مرتبة لم يسمع بها أحد من قبل]
[تجاوزت قوتك القتالية تمامًا قوة صاقلي ذروة عالم النواة الذهبية]
[لكن الفجوة بين عالم النواة الذهبية وعالم الروح الوليدة كانت شاسعة جدًا، وما زلت عاجزًا عن ردم تلك الهوة]
[بذلك، استنفدت جميع مصادر الأرض من العشرة الأوائل التي كانت بحوزتك، وأصبح لزامًا عليك الآن أن تذهب لجمع المزيد منها، لإتمام إنجازك العظيم بدمج تسعة وتسعين مصدرًا]
[كنت تنوي أن تجعل وان تشينغ لوان تتحول أيضًا إلى صقل الكتاب الحقيقي للداو، لكنها بعد أن اطلعت عليه، أكدت لك بيقين أن إرث الحلم العظيم هو الأنسب لها]
[لم تجبرها على ذلك، ففي أمور الصقل، المرء هو الأدرى بحاله]
[خرجت من غرفة صقل الأقراص، وتوجهت إلى قاعة الطائفة الرئيسية]
[كان تشاو يويه قو يقف في الأسفل بكل احترام]
["هل تم نشر الخبر؟"]
أجاب تشاو يويه قو: "يا سيدة الطائفة، لقد تم الإعلان عن خبر مبادلة تقنيات صقل الخالدين بمصادر الأرض!"
أومأت برأسك، ثم أضفت: "هناك أمر آخر، ستبدأ طائفة رؤى اليقظة بتجنيد التلاميذ ابتداءً من اليوم."
"حسنًا يا سيدة الطائفة، ما هي القيود على العدد والمؤهلات المطلوبة؟"
فكرت للحظة ثم قلت: "عمر العظم أقل من اثني عشر عامًا، وسيتم قبول العشرة الأوائل بناءً على اختبار المؤهلات، بالإضافة إلى..."
عندما رأى تشاو يويه قو أنك توقفت عن الكلام، رفع رأسه قليلًا وسأل: "بالإضافة إلى ماذا، يا سيدة الطائفة؟"
[بدا عليك التفكير العميق]
[بعد فترة طويلة، ابتسمت قائلًا: "بالإضافة إلى ذلك، يجب التحقيق في تجارب التلاميذ الدنيوية جيدًا، وتُعطى الأولوية للفتيان الذين مروا بتجربة فسخ خطوبتهم."]
تجمد تشاو يويه قو في مكانه، ولم يفهم مقصدك: "تجربة فسخ خطوبتهم؟"
"نعم، وإلى جانب من فسخت خطوبتهم، هناك من يتسمون بالحذر الشديد ويميلون إلى الهرب، ومن يتعرضون للسخرية أينما ذهبوا، وأولئك القادمون من القرى والبلدات الصغيرة، كل هؤلاء لهم الأولوية."
أومأت برأسك بارتياح تام، فما دامت هذه السمات متوفرة في المتقدمين، فمن المؤكد أنك ستتمكن من اصطياد جميع العباقرة دفعة واحدة.
على الرغم من أن تشاو يويه قو لم يفهم مقصدك، إلا أنه شعر أن هناك حكمة وراء قرارك هذا.
"حسنًا، يا سيدة الطائفة!"
"اذهب الآن."
[انحنى تشاو يويه قو باحترام وانسحب من القاعة]
[في تلك اللحظة، تجمدت نظراتك فجأة]
[لقد شعرت بتموجات روحية عنيفة داخل سلسلة جبال تشيان مينغ، كان من الواضح أن هناك من يقتتل، وأن مستواهم ليس بالهين]
[حلقت على الفور خارج طائفة رؤى اليقظة، وتحركت ببطء وحذر نحو موقع الحادثة]
[اختبأت عاليًا في السماء، وألقيت نظرة فاحصة على المشهد]
[رأيت أنه على مسافة ليست ببعيدة عن طائفة نصل الأرض، كان هناك اثنان من صاقلين عالم النواة الذهبية يخوضان نزالًا عنيفًا]
[كان أحدهما غريبًا، أما الآخر فكان ليانغ تشو تشيو القادم من الإقليم الشمالي، وهو الذي أخبرك عنه فانغ تسه سابقًا]
____________________________________________
زيوس: لم يتبقى لإنتهاء الرواية سوى عشرين فصلا 🙂