الفصل الرابع عشر بعد المئتين: موهبة فطرية: المباهاة الصادقة
____________________________________________
[لقد فعلت خطوات الفراغ العظيم، وعدت إلى طائفة رؤى اليقظة في غضون أنفاس معدودة]
[منذ انطلاقك إلى قاعة الشمس الحارقة وحتى عودتك، لم يمضِ سوى أقل من نصف يوم]
[لقد كان نصف يومٍ حافلًا بالإنجازات، فقد حققت إنجازًا صغيرًا بتدمير قاعة الشمس الحارقة، الطائفة الأولى في الإقليم الشمالي]
[كما أنك جلبت معك عرقًا روحيًا من الدرجة العليا، والذي سيدعم صقلك بثبات للارتقاء من عالم تحول الروح إلى عالم صقل الفراغ، بعد دمجه في عروق أرض طائفة رؤى اليقظة]
[ولعل أكثر ما يثلج الصدر في رحلة القضاء على قاعة الشمس الحارقة هو استعادتك للروح الإلهية العائدة لجيانغ هواي جين]
[لا تنوي إخبار يي يو يون في الوقت الحالي بأنك قد قبضت على جيانغ هواي جين]
[بل ستُلقي به أولًا في عالم الحلم العظيم الوهمي لتطهيره عدة مرات]
[فإلى جانب تفريغ غضبك، ستستغله أيضًا لكشف أسرار عالم لي هوه المتبقي عن بكرة أبيها]
[فإن كان عالم لي هوه المتبقي يحوي كنوزًا ثمينة كالعروق الروحية من الدرجة القصوى، فلا بد لك من القيام بزيارة عبر مصفوفة الانتقال العابرة للعوالم]
[هبطت برفقة وان تشينغ لوان نحو طائفة رؤى اليقظة]
[وبينما كنتما على وشك الهبوط على قمة الطرف الشرقي، اكتشفت فجأة أن المصفوفة الدفاعية الكبرى للطائفة لم تكن مفعلة]
[انقبض قلبك على الفور، وراودك خاطرٌ مقلق: 'لقد غبت نصف يومٍ فقط، فهل تعرضت الطائفة لهجومٍ مباغت مجددًا؟!']
[ثم ما إن أطلقت وعيك لتتحسس المكان، حتى اكتشفت أن العرق الروحي في عروق أرض الطائفة قد نضب تمامًا]
[كان ذلك هو السبب في عدم قدرة المصفوفة الدفاعية الكبرى على العمل]
[في هذه اللحظة، كان تركيز الطاقة الروحية في طائفة رؤى اليقظة أقل حتى من العروق الروحية من الدرجة الدنيا المنتشرة في سلسلة جبال تشيان مينغ]
[كانت أبواب الطائفة مشرعة على مصراعيها، دون أي حماية، مما جعلها في وضع خطر للغاية]
[بينما كنت تستشعر العرق الروحي الذي جف تمامًا، استعر الغضب في صدرك: 'تبًا! من الفاعل؟! سأسلخ جلده حيًا!!']
[اجتاح وعيك الروحي الجبار أرجاء طائفة رؤى اليقظة بسرعة خاطفة دون أي تحفظ]
[انتشر وعيك الروحي بقوة، حاملاً معه هالة ضغطٍ ساحقة]
[ولكن في اللحظة التالية، تحول غضبك إلى حيرة: 'كيف لا يزال الجميع على قيد الحياة وبكامل حيويتهم؟']
[لقد وجدت أن جميع أفراد الطائفة كانوا حاضرين، ولم تكن هناك أي علامات تدل على خوضهم معركة يائسة حتى الموت]
[وبينما كنت غارقًا في حيرتك، وقع وعيك الروحي على لين مو في قمة اليانغ الأصغر]
[تجمدت ملامحك، فقد ارتقى لين مو من ذروة تأسيس القاعدة إلى المرحلة المبكرة من عالم الروح الوليدة]
[كان من الواضح أن لين مو قد نجح في تحويل النموذج الأولي للداو إلى داو عظيم حقيقي ونقشه في السماء والأرض قبل اختراق عالم النواة الذهبية]
[ولهذا السبب، نال حظوة السماء والأرض، وبعد اختراقه لعالم النواة الذهبية، ارتقى مباشرة إلى المرحلة المبكرة من عالم الروح الوليدة]
['إذًا أنت أيها الصغير من امتص عرقي الروحي الهائل حتى جف تمامًا، حسنًا، لا بأس في ذلك إذن.']
[لكنك لم تفهم سبب ارتقاء لين مو عالمًا كبيرًا واحدًا فقط تحت تأثير حظوة السماء والأرض]
[فأنت تتذكر جيدًا أنك عندما نقشت الداو ونلت حظوة السماء والأرض، وصلت مباشرة إلى المرحلة المبكرة من عالم تحول الروح]
[كان عالم لين مو أقل من عالمك بعالم كبير كامل]
[عقدت حاجبيك وغرقت في التفكير]
[بعد لحظات، أدركت الأمر فجأة: 'يبدو أن موهبة لين مو أقل شأنًا من موهبتي حقًا!']
[أومأت برأسك لنفسك بارتياح، وكلما فكرت في الأمر، بدا منطقيًا أكثر: 'لا بد أن الأمر كذلك!']
[شعر لين مو، الذي كان يعمل على ترسيخ عالمه، بارتعاشة خفيفة عندما اخترقه وعيك الروحي دون أي اكتراث]
[وعلى الفور، استل رمحه الطويل واندفع ليقف أمامك]
[قال لين مو بوقار واحترام: "سيدي، وصديقة سيدي المقربة، لقد عدتما!"]
[عند سماعك للطريقة التي خاطب بها لين مو وان تشينغ لوان، رفعت حاجبك بتساؤل: "همم؟ لديك طريقة مميزة في الكلام يا فتى!"]
[أجاب لين مو بجدية: "سيدي، هل هناك خطأ ما؟"]
[نظرت إليك وان تشينغ لوان بحيرة هي الأخرى: "صديقي العزيز، هل هناك خطأ ما؟"]
[نقلت نظرك بين وان تشينغ لوان ولين مو، ثم طمأنت شفتيك قائلًا: "لا أستطيع أن أجد خطأ في كلامك!"]
["دع عنك هذا الآن، ما قصة عالمك؟" سألت لين مو مباشرة]
[أجاب لين مو على عجل: "سيدي، لقد أتممت نقش الداو، وخضت تجربة التطهير بحظوة السماء والأرض!"]
["أعلم ذلك، سؤالي هو لمَ وصلت إلى المرحلة المبكرة من عالم الروح الوليدة فقط؟ كيف كان أداؤك ضعيفًا إلى هذا الحد؟"]
[رغم المزاح، كنت تدرك تمامًا حجم موهبة لين مو]
[فالوصول إلى المرحلة المبكرة من عالم الروح الوليدة بعد المرور بتطهير السماء والأرض لا يتناسب أبدًا مع مستواه]
[لم يكن هناك سوى احتمال واحد يخطر ببالك، وهو أن العرق الروحي في طائفة رؤى اليقظة لم يتمكن من تزويد لين مو بما يكفي من الطاقة الروحية، مما أدى إلى وصوله لعالم متدنٍ في النهاية]
[ففي النهاية، لقد استنزف لين مو العرق الروحي بالكامل وحوّله إلى عرق أرض عادي، مما يعني أنه كان لا يزال لديه القدرة على الارتقاء أكثر]
[لكن لين مو لم يُظهر أي مشاعر غريبة عند سماعه لسؤالك، بل قال بنبرة صادقة: "سيدي، وصولي إلى المرحلة المبكرة من عالم الروح الوليدة هو أمر طبيعي."]
[عقدت حاجبيك، ثم لمعت عيناك فجأة]
["فهمت، لقد أدركت أن موهبتك لا ترقى لموهبة سيدك، ولذلك فإن عدم وصولك إلى عالم تحول الروح الذي بلغته أنا أمر طبيعي، أليس كذلك؟"]
[أومأت برأسك بارتياح: "يا لك من فتى صالح، لديك إدراك واضح لقدراتك، لا شك أنك ستحقق إنجازات عظيمة في المستقبل!"]
[فكر لين مو للحظة، ثم هز رأسه قائلاً: "ليس كذلك يا سيدي."]
[شعرت بوخزة خفيفة في قلبك، وتسلل إليك شعور سيء]
[لقد أدركت أن لين مو على وشك أن يتباهى بصدق مرة أخرى]
[ترددت طويلًا، لكنك في النهاية استجمعت شجاعتك وسألت: "إذًا ما السبب؟"]
[وكما توقعت، في اللحظة التالية، أطلق لين مو مهارته الفطرية في المباهاة الصادقة]
[نظر إليك وقال بنبرة هادئة: "يا سيدي، ذلك لأنني أرى أن العوالم لا تهمّني."]
["..."]
[ناداه لين مو: "سيدي؟"]
["..."]
[كرر لين مو بقلق: "سيدي؟!"]
["...يا مو."]
[أجاب لين مو: "أنا هنا يا سيدي!"]
["هل يمكنك أن تكون سيدي أنت؟"]
[فزع لين مو وقال: "سيدي، هل... هل فعلت شيئًا خاطئًا؟!"]
["لقد أحسنت صنعًا، خاصة في فن المباهاة!"]
[حك لين مو رأسه بارتباك: "سيدي، أنا لا أفهم قصدك تمامًا..."]
[كان لين مو في تلك اللحظة يتباهى دون وعي، وكانت هيئته طبيعية وتلقائية إلى أبعد حد]
[لقد جسّد بحق معنى أن يخضع لك الآخرون دون أن تتعمد التباهي]
[تمنيت لو استطعت أن تقول له: 'أيها المدرب مو، أريد أن أتعلم هذا']
[لكنك كنت تعلم أن هذه موهبة فطرية لدى لين مو، ومن المستحيل تعلمها]
["دعك من هذا!" كبحت مشاعرك الهائجة، محاولًا جعل نبرتك هادئة قدر الإمكان، "لين مو، بما أن العوالم لا تهمك، فما الذي يهمك إذن؟"]
[أجاب لين مو دون تردد: "أنت أهم شيء بالنسبة لي يا سيدي!"]
["..."]
[صمتت وان تشينغ لوان أيضًا: "..."]
[صمت، صمت طويل ومطبق]
[لقد هزتك كلمات لين مو التي بدت وكأنها صادرة عن شخص ثمل]
[تراجعت نصف خطوة بهدوء، وقلت بنبرة أبوية: "يا مو، هل كانت ضغوطات الصقل قاسية عليك مؤخرًا؟"]
[هز لين مو رأسه: "لا يا سيدي، كان الصقل سهلاً للغاية."]
["إذًا هل تعمقت في ممارسة تقنيات طائفة إفناء الطبيعة؟"]
["لا يا سيدي!"]
["هل أصابك انحراف شيطاني؟"]
["لا يا سيدي!"]
[عقدت حاجبيك وقلت: "ألا تدرك أن كلماتك صادمة بعض الشيء؟"]
[نظر إليك لين مو بجدية وقال: "سيدي، أنا أقول الحقيقة، فبعد أن نقشت الداو، شعرت في قرارة نفسي أن مهمتي هي مساعدتك على الوصول إلى القمة!"]
["ما هذا الهراء؟" لقد باغتتك كلمات لين مو وتحوله المفاجئ في الموضوع]
[ظللت عاقدًا حاجبيك، وسألته بحذر لتتأكد]
["هل تقصد أنك مجرد فتى حظ عادي، وأن ظهورك المقدر لم يكن إلا لمساعدتي على إنجاز أمر صغير يتعلق بهذا العالم بأسره؟"]
[أومأ لين مو برأسه مرارًا وتكرارًا، وبدا متحمسًا للغاية: "كيف عرفت يا سيدي؟ هذا هو بالضبط ما شعرت به عندما نقشت الداو وتواصلت مع السماء والأرض!"]
[تنفست الصعداء سرًا، وشعرت براحة كبيرة: 'إذًا، كل ما في الأمر هو أنني سأنقذ العالم... كنت أظن أنك تنوي خطف صغيرتي وان مني!']