#القصة
نحكى القصة على لسان صاحبها الذي
يقول : عندما كنت صغيرا كنت أخجل كثيرا
من امي ولا احب ان يراها احد فهي كانت
ذات عين واحدة و كان شكلها مرعب كثيرا
بالنسبة لي و لمن حولى . كنت اشمئز
كثيرا من شكلها و كنت اتمنى ان تختفي
ولا تظهر معي في اي مكان .
وعندما كنت فى المدرسة الاعدادية كنت
امنعها دائما من القدوم معي حتى لا
يراها اصدقائي و يسخرون مني . و لكنها
قد اتت فى يوم دون علمي و رأها جميع
اصدقائى تجاهلتها و حاولت الهرب منها
و تظاهرت انها ليست امي و اني لا
اعرفها . فقد كان منظرها مخيف و يدعو
للسخرية كما انها كانت تعمل كخادمة
عند بعض المدرسات و ذلك لكسب المال
لدفع مسئوليات منزلنا .
و عندما رأها اصدقائي ضحكوا منها كثيرا
و قال لي احدهم : ها ها ها امك ذات عين
واحدة . يومها حزنت كثيرا و ذهبت مساءا
إلى البيت مشتعلا غضبا و دخلت على امي
و قلت لها في قسوة : لماذا اتيتي اليوم
الى مدرستي ؟ تعمدتي ان تتسببي فى
احراجي و اهانتي ؟ لماذا لا تموتي و
تختفي من هذا العالم ؟!
يومها بكت امي كثيرا و عندما دخلت إلى
غرفتي كنت لازلت اسمع صوت بكائها و
لكني لم اهتم على الاطلاق كنت قد
كرهتها من زمن و كنت بالفعل اريدها ان
تموت و تختفي حتى ارتاح من منظرها
الذي يسبب لي الإحراج دائما .
فكرت فى العمل حتى استطيع التخلص
منها و الهرب من هذا المنزل الكئيب و أن
اقوم بتأسيس حياة جديدة لنفسي بعيدا
عنها و بالفعل قد حصلت على عمل
بمرتب جيد و في خلال سنة كنت تاركا
المنزل و ذاهبا إلى سنغافورة و بعد فترة
تزوجت و اصبح لدي اولادي و حياتي
الجميلة الهانئة و تركت امي تماما و لم
أسأل عنها ولا يوم و قد نسيتها تماما و
كنت سعيدا كثيرا بحياتي الجديدة الجميلة
و زوجتي الجميلة الهادئة و اولادي .
و ذات يوم رن جرس باب منزلى فقام
اولادى بفتح الباب و إرتعبو كثيرا من منظر
القادم نظرت فذا بها أمى ذات العين
الواحدة و لم أكن قد رأيتها منذ سنوات و
سنوات غضب كثيرا و صحت فيها قائلا : ما
الذي أتى بك الى هنا ؟ اغربي عن هذا
المنزل ولا تأتي اليه يوما أبدا . قد أرعبتى
أطفالي و أيضا أتيتي دون إستأذان .
إذهبي من هنا . بكت أمي و ذهبت في
صمت !
مر أسبوعين ثم إستلمت جوابا من
المدرسة يدعوني إلى القدوم لحفلة لم
الشمل و بالفعل ذهبت الى مدرستي
القديمة و حضرت الحفلة مع زملائي و بعد
انتهاء الحفلة ليلا قادتني قدمي إلى
كوخ صغير مقارب من منزلنا القديم أنا و
أمى ذهبت الى هناك لأستعيد الذكريات
الحزينة في هذا الكوخ فإذا بي أرى أحد
زملائي قادما من بعيد يقول لي أنه قد
بحث عني كثيرا ليعطيني هذا الجواب من
أمي و يقول لي خبرا انها قد ماتت منذ
اسبوع .
تسلمت الجواب و قرات ما فيه فقد أرادت
أمي ان توصل هذة الرسالة إلي قبل
وفاتها و لكنها لم تستطع , كان الجواب
يقول : ” علمت انك قد قدمت إلى
مدرستك القديمة لحفلة لم الشمل و أنا
أريد أن أراك و لكني لم أستطع النهوض
من فراشي . أنا أموت الأن و أريدك ان تعلم
السر الذي أخفيته عنك طوال حياتك حتى
لا تتألم . عندما كنت صغيرا قد حدثت لك
حادثة و فقدت على إسرها إحدى عيناك و
لم أستطع أن أراك تكبر و تنمو بعين واحدة
و لذلك قمت بإعطاء إحدى عيناي إليك و
كنت سعيدة كثيرا لأنى أرى إبنى الجميل
يرى الدنيا من خلال عيني . و كنت فخورة
بذلك كثيرا مع حبي . . أمك . . ”
انا نادم كثيرا يا أمي و لكن بماذا ينفع
الندم الان ؟! سامحينى يا أمي