#زيكس

هاه؟ ما هذا...

لا ارى سوى السواد..

يدي...

"انه ابننا" صوت امراة دب في الارجاء.

من هذه؟

"اجل لكنه..."صوت خشن بدى وكانه صوت رجل عظيم.

"علينا قتله" الصوت الخشن عاد مجددا.

تقتل من؟

"علينا قتله" "علينا قتله" "علينا قتله" انتشر الصدى في كل مكان.

اخرس!

"علينا قتله"

فجاة ظهر وسط الظلام ظل اسود قادم نحوي

"علينا قتله" الظل قال.

"لااا.. تقتل من" صرخت فيه.

لمعت عيناه بضوء احمر وكرر "علينا قتله"

انه يريد قتل... قتلي.

انه يقترب

"لااااا ابتعد عني" حاولت الهروب ولكني لم استطع التحرك.

الظل يقترب.

انه امامي

"علينا قتله" لا زال يرددها.

"لااااااااا" صرخت.

لقد طعنني في قلبي.. الان انا اموت.

مهلا، اين انا؟

"علينا قتله" قال الظل.

ما ذلك الظل؟

انه قادم

لقد قتلني.

"علينا قتله" ردد مجددا.

لقد قتلني مجددا.

لقد قتلني مجددا.

قتلني مجددا.

قتلن..

*************************
في هذا الوقت كانت المطر يسقط على جسد زيكس المنهار، انفتحت اعين زيكس بينما جسمه ممتلئ بالعرق البارد الممتزج مع ماء المطر.

'انه ذلك الكابوس مجددا' قال زيكس وهو يفكر، ثم نظر الى يديه اللذان يرتجفان 'تبا.. هل يعقل ان روحا شريرة ما تطاردني؟'.

نظر بالارجاء وحاول النهوض، عندها احس بالم الحروق في جسده وتذكر ما حصل له مع فيليس 'الحقير.. سيتطلب الامر يوما او اكثر لكي تشفى هذه الحروق'.

نهض من مكانه ببطئ بينما ملابسه مبللة وملطخة بالطين 'سارد له الدين مهما طال الزمن'.

التفت الى مكان بعيد قليلا 'يبدو ان ذلك هو المنجم'.

ذهب بخطى متباطئة نحو المنجم ولم يصل الا بعد نصف ساعة بسبب بطئه، وعندما وصل رمقه الناس بنظرات ساخرة.

"انظر الى ذلك الفتى.." قال احد المتجهين نحو المنجم ساخرا.

في الواقع كان الكل تقريبا مبللا بسبب المطر بالفعل، ولكن زيكس كان ملطخا بالطين.

لم يسع زيكس الا ان يكمل طريقه بدون اخذ كلام من حوله بعين الاعتبار، كان مدخل المنجم عبارة عن ثغرة في جبل عظيم كانت اشبه الى الكهف، ولم يكن بامكان اي شخص ان يرى مدى عمق المنجم، امام المدخل، كانت توجد عدة حروف غريبة مكتوبة على الارض وعلى الجبل ايضا بحيث تحيط بالمدخل مانعة اي جنس من غير البشر من النفوذ.

امام المدخل كان هنالك عدة رجال يقفون يبدو عليهم انهم اقوياء بينما العديد من الاشخاص يدخلون مباشرة الى المنجم.

اقترب زيكس من المدخل ونظر الى الرجال الاقوياء 'ما وظيفتهم يا ترى' تساءل.

اخذ الخطوة الاولى مقتربا نحو المدخل.

الخطوة الثانية.

الخطوة الثالثة.

بقيت فقط خطوة واحدة ليصبح داخل المنجم.

حاول زيكس اخذ الخطوة الاخيرة كي يدخل المنجم، ولكنه لاقى مقاومة واحس وكأنه هنالك جدار يفصل بينه وبين المنجم.

'ما هذا بحق الجحيم' قال زيكس بداخله، والتفت ليرى عدة اشخاص يدخلون بكل سلاسة وسهولة، ومن ثم حاول اختراق المنجم بالقوة.

*بوووم* فور ما حاول زيكس ان يتسلط على حاجز المدخل حتى اطلق الحاجز موجة صدمته وارسلته محلقا عدة امتار ومن ثم سقط على الارض.

"هاااه ما هذا؟"قال احد الاشخاص.

"لقد نبذه الحاجز... هل يعقل انه شيطان؟" قال الاخر.

"لابد انه متنكر" صرخ احد الرجال امام المدخل.

صرخ حالا رجل كان من ضمن الرجال الذين يبدون اقوياء "ابيدوا الشيطان!"

"اجل ابيدوه" صرخ العديد من الرجال بينما ارتسمت معالم الحقد على وجوههم.

لم يجد زيكس ما يفعله الا ان يهرب.

"سحر الطيران المستوى 4" تمتم وفورا ارتفع في السماء وابتعد من امام الجموع.

حاول البعض اللحاق به ولكن لم يستطع احد من ان يجاريه.

حلق زيكس لمدة قبل ان ينزل على جبل صخري وجلس على قمته.

"لماذا علي المرور من هذا؟" قال زيكس بتعابير حزينة بينما اشتد المطر و انفجر صوت الرعد في كل مكان.

"فقط ما ذنبي؟" قال ونزلت الدمعة وراء الاخرى من عينيه وامتزجت مع المطر.

"لقد ارسلوني هنا لعلي ازيد من قوتي .. وانتهى بي الامر منبوذا حتى هنا" قال ولازالت الدموع تسيل من عينيه.

"هل تعلم؟..." صوت مجهول المصدر هز الارجاء.

نظر زيكس هنا وهناك ولم يجد اي شخص.

اكمل المتحدث كلامه "... عندما يحاول الطفل الصغير ان يمشي لأول مرة.. فانه يسقط! ولكنه يكرر المحاولة مرارا وتكرارا لان تلك هي غريزته، وفي النهاية... يتعلم المشي!
ولكن ماذا لو استسلم منذ اول سقطة؟
حينها لن يتعلم المشي ابدا..."

ظهر ظل امام زيكس وبدا بالوضوح تدريجيا حتى اصبح واضحا.

انه رجل ازرق العينين ذو شعر فضي يرتدي معطف ذئب يبدو في اوج شبابه وعلى عنقه طوق، حتى انك ان رأيته كنت لتقول انه ذئب في هيئة بشر.

قال له زيكس "ولكن ماذا لو كانت ارجل الطفل مقطوعة؟ حينها لن يتعلم المشي مهما حاول"

"لو كانت ارجل الطفل مقطوعة فحينها يجب عليه ان يستعمل اجنحته" اجابه الرجل.

"لكن الطفل لا يملك اجنحة" رد زيكس ولازال الحزن مرتسما على وجهه.

"اجل... لكن انت لديك!" قال الرجل.

'انه يعلم بشان سحر الطيران' قال زيكس بداخله، ثم تحدث "من انت؟"

"انا؟ انا خادم سيده" اجابه الرجل.

"من سيدك؟" ساله زيكس مجددا.

"لا حاجة لك بالمعرفة، عموما.. هل تريد ان تدخل المنجم؟.. منجم الشياطين؟" قال الرجل.


2018/08/18 · 340 مشاهدة · 763 كلمة
zikox
نادي الروايات - 2024