142 - الكثير من المحاضرات

لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

=====

بعد ذلك القتال, تراجع بروس مرة أخرى وتركني أكمل لوحدي .

وبالطبع…

<المركز ال32!>

الأصابات التي تعرضت لها شديدة للغاية ولم أستطع الأستمرار طويلًا, لولا أن الناس المحيطين بنا تجنبوا بروس لما وصلت إلى المركز الخمسين حتى.

لقد كُسرت عظامي وفقدت اغلب قدرتي على السمع, كيف أستطيع القتال بتلك الحالة؟

عندما وصلت إلى جزيرة البداية, فتحت شاشة العرض وراقبت بروس يكمل الجولة لوحده.

بما أنه لا يستطيع تقبل التعرض للقتل على يد مجرد "مبتدئين" قرر أن يكمل ويفوز بالجولة.

بالطبع لم يستمر لوقت طويل, اطلق العنان لنفسه بمجرد أن قتلوني وأنتهى من الثلاثين المتبقين في خمس دقائق.

أطول من قاتله أستمر لثلاثين ثانية فقط, وكان ذلك عبارة عن حزب مدرعين تعاونوا معًا ضده.

نظرت إلى المشهد المُهيب عبر الشاشة, واقف بين العديد من الجثث وكل شيء تحت عُنقه مصبوغ بالدماء.

لقد حمى رأسه جيدًا ولم يدع قطرة دم تلمس رأسه, أنه قوي للغاية بحق..

لقد أظهر لي كم الخبرة والفنون القتالية مفيدة… رتبته B تمامًا مثل الجميع في تلك الساحة, ولكن لم يقدر أيًا منهم على مجاراته من أي ناحية.

بمجرد أن ومضت الجزيرة وظهر قربي بملابس جديدة تمامًا, جاء ووقف مقابلي, على وشك أن يحاضرني.

"ماذا فهمت من تلك الجولة؟"

أغمضت عيني قليلًا وبدأت أُفكر.

"التركيز على الشكل الكامل لخصمي, وأعطاء أهمية أكثر لحواسي." رددت عليه.

"أصبت!" تحدث بصوت عالي.

"ولكن أدراكك للأمر لا يصلحه, يجب عليك أن تبدأ بتطبيقه ليعتاد جسدك وعقلك عليه.

الخطوة الأولى لأتقان أستخدام جسدك هي أن لا تعامله على أنه مجرد أداة!"

بدأت أُركز على كلامه أكثر من المعتاد, بعد أن رأيت قدراته الحقيقية للتو شعرت بالحاجة إلى التعلم.

كما أنه لم يستخدم أي مانا او فنون مانا هناك… هل فعلها عمدًا لكي يزيد من دافعي؟

"الكثير من الناس وانت من ضمنهم يعاملون الجسد على أنه آداة أو عبد يملكونه, يدربونه عن طريق تدميره ثم شفائه مجددًا, وهذا خطأ!"

شعرت بالدوار, أهذا الرجل جاد؟

لقد جعلني اتدرب لمدة خمس ساعات يوميًا موصلًا جسدي إلى حدوده, حتى أنه جعلني أُصاب بنوبات قلق!

بدات أشرب حبوب قمع القلق فقط بسبب تدريباته! والآن يقول أن ما كان يفعله معي لثلاثة اسابيع امر خاطئ؟

لو أنه ليس قويًا للغاية, لرميته من فوق هذه الجزيرة!

سرعان ما اكمل شرحه.

"الطريقة نفسها ليست خاطئة, أنها بالفعل الطريقة الرئيسية لتحسين الجسد, وهو المسار الذي يجب أن يتبعه جميع المقاتلين الجسديين بشكل عام.

ولكن في شبابي رأيت الجسد بصورة مختلفة, أنه تمامًا مثل نواة المانا, شيء حساس ويجب الأهتمام به بأستمرار, والأستماع إلى طلباته.

الألم على طريق المثال, أنه وسيلة من الجسد لأعلام العقل عن وجود أصابة او نوع من الخطر…

أن كنت تريد فهم الجسد, فيجب أن تكون قادرًا على فهم جميع الطرق التي سيحاول التواصل معك بها!

من التواصلات: المناعية, الهرمونية, العصبية, الخلوية وحتى الجينية! لا اطلب منك تعلم الطب وانما فهم هذه الأشياء!"

بمجرد أن انتهى أخذ نفسًا عميقًا, أستغللت ذلك للتكلم.

"أنا أفهم هذه الأشياء بالفعل.."

"..." لم يستطع أن يرد.

بجدية… ألا يعرف كم أنا متعمق في الطب؟

"فهمها يعني أنك تجاوزت مرحلة كبيرة… ولكن يجب عليك تعلم الرد عليها…" أستجمع نفسه بعد ثواني قصيرة.

ثم القى محاضرة أخرى حول كيفية الأستجابه لتواصلات الجسد, وزياده فهمي لها.

"تمارين المرونة هي أحد الوسائل الأساسية لزيادة فهمك للجسد, ضغط الهالة عبارة عن فلسفة تُنصف كل ما مر به الجسد, والهالة عبارة عن ملخص لما مر به الجسد.

لقد مر شهر تقريبًا مُنذ بدأ تدريباتنا, بأحتساب الساعات التي قضيناها في الواقع الافتراضي مر حوالي ال 39 يوم.

والآن أنت مؤهل رسميًا لوراثة الفن القتالي: {تغليف الهالة}." اعترف بروس بمجهوداتي أخيرًا بعد نصف ساعة من بدء المحاضرة.

39 يومًا, قضيت 9 كاملة منها داخل الواقع الافتراضي, أكثر من 200 ساعة!

وهذا دون أحتساب دروس طرق القتال الأساسية والمعقدة, وطرق القتال بالأسلحة! تلك تقدر ب 60 ساعة اضافية!

وأستهلاك موارد تُقدر بالملايين, وتدمير حالتي النفسية أكثر مما هي عليه بالفعل…

أكاد أبكي, أن كان بروس صادقًا معي فسوف تصبح التدريبات أخف منذ اليوم…

"ساعة ونصف من تدريبات المرونة يوميًا, ثم خمس ساعات داخل هذه اللعبة, أعترف أنها مفيدة أكثر من قتال الدمى بكثير.

وبالطبع, الخمس ساعات تلك ستكون ما يمضي في العالم الحقيقي. مع تأثير بطء الوقت ستقضي 15 ساعة في هذه اللعبة يوميًا, وستجعل نسبة الألم 100%, أتعتقد أنك تستطيع وضعها على 75% دون أن انتبه؟"

أظلمت تعابير وجهي, لا يمكن أن يكون جادًا…

بالفعل التدريب الجسدي سيصبح بسيطًا للغاية, ولكن القتال لمدة 15 ساعة يوميًا؟ بجدية؟

"سوف تقضي ثلاثة من تلك الساعات تقاتلني لوحدي بشكل انفرادي على هذه الجزيرة, ستقسم هذه الساعات الثلاث بحيث تكون بين كل جولة تلعبها تقريبًا."

"...."

"بالنسبة لمعلم مشهور… ألست متفرغًا للغاية؟"

تظاهر بأنه لم يسمعني, نقر على بعض الأزرار في شاشة العرض الخاصة به وأخرج سيفًا عاديًا.

"يبدو أننا نستطيع استخدام خواتم التخزين الخاصة بنا على هذه الجزيرة, أخرج سيفك الأسطوري." ضبط قوته على الرتبة B وبدأ يتحرك بشكل جانبي ببطء.

أغمضت عيني قليلًا لتحليل وضع جسدي, لا يتم ضبط قوة اللاعبين في جزيرة البداية لذا فقد عاد كل شيء إلى ما هو عليه.

لا املك أي مانا, ولكن جسدي قوي مثل الواقع تمامًا.

أخرجت جور الذي أرتعش كثيرًا منذ وقت طويل, خاصة عندما لكمني ذلك المدرع في معدتي.

منذ أن وصلت إلى الخطوة الثانية بدأ يرتعش كثيرًا كلما وقعت في الخطر او استخدمت سلاحًا غيره, كما لو ان وعيه ينمو ببطء.

"هل تتذكر كيف تعمل الهالة؟ الضغط بمثابة منصة, ثم أجبار تجاربك على الخروج والأستناد عليه.

تغليف الهالة لا يختلف كثيرًا عن ذلك, كيف أشرح الأمر…

بما أنك تدرس نظريات المانا, هل تعرف كيف يعمل تغليف المانا؟" سألني.

تغليف المانا… أخراج مجال دائري حول المستخدم, بمجرد أقتراب أي جسم عدواني سترسل المانا أشارات عصبية للدماغ مما ينتج ردة فعل تلقائية.

يمكن أستخدام تغليف المانا بطرق أخرى أيضًا, مثلًا للحصول على رؤية محيطية بنسبة 360 درجة.

أومأت برأسي, انا اعرف تمامًا كيف يمكن أستخدام تغليف المانا, يمكنني حتى أن استخدمه في الجولات العادية أن تدربت لأيام قليلة فقط, أنا واثق من ذلك.

أنا املك أحد أفضل المواهب البشرية في التحكم بالمانا, أمر مثير للسخرية حقًا.

أبتسم بروس عندما رأى ردي.

(ساضع — قبل وبعد كلام بروس لانه طويل.)

—---

"تغليف الهالة يعمل بطريقة شبيهة, تُرسل أشارة إلى العقل لتجعل ردة الفعل والحواس الخمس أفضل. هذه هي الخطوة الأولى.

ثم الخطوة الثانية, وهي أجبار الهالة على المكوث في العضلات, دون امتلاك جسد مرن وفهم شديد له لن يكون من الممكن تنفيذ هذه الخطوة.

مع أتقان هاتين الخطوتين, فإن كل من عقلك وجسدك يصبحان جاهزين للقتال في أي لحظة.

في المعركة السابقة أستطعت تجنب ضربة المدرع وأكتشاف وجود القاتل عن طريق الخطوة الأولى.

أما الخطوة الثانية فقد أستخدمتها ولكن القاتل هرب للأسف في ذلك الوقت, ولكنك رأيت تأثيرها على الارجح."

—---

أومأت برأسي.

—---

"جيد, ثم هناك الخطوة الثالثة والأخيرة, حيث يمكنك أستخدام عناصر الهالة الخاصة بك للتأثير بشكل غامض.

أنت تملك خمسة: الشجرة الميتة, حبل المشنقة, الثلج, المرآة المكسورة والساعة الرملية الفارغة, لأتقانها جميعًا ستحتاج إلى وقت طويل."

—---

أنتهى شرح بروس أخيرًا.

(ملخص لما قال:

1- الخطوة الأولى لتغليف الهالة: تحسين الحواس الخمس.

2- تحسين الجسد.

3. أستخدام عناصر الهالة.)

شعرت بالذهول حقًا..

في اللعبة عندما كتبت عن هذا الفن القتالي, وضعت شرحًا بسيطًا ومختصرًا للغاية:

<فن قتالي يعتمد على الهالة لتحسين الجسد.>

تلك الكلمات فقط تم تفسيرها لتصبح عبارة عن فن قتالي معقد كامل…

ثم رمى بروس القنبلة الأخيرة…

—---

"وهل تعلم ما هو المميز بهذا الفن القتالي؟ أنه خالي من الأختام!

يمكنك أن تبدأ تعلم الخطوة الثالثة مباشرة قبل اتقان الخطوة الاولى والثانية, أو البدء مباشر من أي خطوة أردتها!

في الواقع يمكنك أن تفعل كما فعلت انا في شبابي, تدربت على الخطوات الثلاث في نفس الوقت!"

—---

شعرت بشعور غريب في صدري, مثل هذا الفن القتالي…

"لنبدأ بالفعل!" أشتعلت الرغبة في داخلي.

بهذا الفن… سأصبح شخصية معجزة أخيرًا!

وهناك مهارة معينة سأحصل عليها اُثناء او بعد الحرب…

**

=+=

أنتهت محاضرة بلغت مدتها ساعة ونصف اخيرًا, بالطبع أستمررنا بتبادل ضربات عرضية خلالها.

جلعني أُركز على الشرح المعقد بينما اقاتله في نفس الوقت, ربما لكي يعتاد عقلي على مثل هذه الأمور للمستقبل.

لم اواجه الكثير من المشاكل من هذه الناحية, حيث لم يمارس الكثير من القوة ضدي وأكتفى بالتلويح ببساطة.

أعتدت بالفعل على الدراسة أثناء حمل 500 كيلوغرام, ما نفعله الآن لا شيء…

ولكن بحق.. هذا الفن مُعقد جدًا!

الشرح الأولي جعله يبدو بسيطًا للغاية, مجرد حصر الهالة في العضلات وأرسال اشارات إلى العقل مثل تغليف المانا.

بذكر تغليف المانا, فلا يوجد أدنى شبه بينه وبين تغليف الهالة, المنطق هو نفسه ولكن الطريقة مختلفة كليًا.

أيضًا, الخطوة الأولى من تغليف الهالة لا تحتاج إلى مجال مثل تغليف المانا, بل مجرد تحسين العقل والحواس.

وتلك الزيادة ليست قليلة على الاطلاق….

قررت بنفسي أن نبدأ الخطوة الثانية أولًا بما أنها بدت الأبسط, أستطعت حصر الهالة بعضلاتي في مجرد دقائق ولكني لم احصل على التأثير المطلوب.

"لا يمكنك حصرها في عضلاتك فقط وتوقع أن تصبح أقوى! عليك أن تمتصها!"

"وكيف أفعل ذلك!"

أستمر الصراخ على جزيرة البداية, صرخ علي وصرخت عليه, هكذا تكون أغلب المحاضرات الغبية له.

أنه معلم جيد جدًا بشكل عام, ولكنه لم يشرح تغليف الهالة لأحد قبلًا مما جعله محتارًا قليلًا.

"سوف نستغرق عدة أيام…" تنهد بروس في النهاية.

"اليوم سنقضي سبع ساعات بدلًا من 15, فالننهي هذا القتال لكي تعود إلى اللعبة." أنطلق نحوي بمجرد نطق الكلمة الأولى.

بدأت السيوف تتصادم مع بعضها بأستمرار.

نظرًا إلى أنه جعل قوته متساوية تمامًا معي, لم يكن هناك طاغي واضح في القتال.

ضرباتي اصبحت أسرع وأكثر دقة من السابق, ولكنها كالمعتاد عندما استخدم طاقة الكسل او {نزول الحلم}.

بالكاد كنت استطيع صد ضرباته, وعجزت عن تنفيذ أي هجوم مضاد.

"جيد جدًا, يبدو أنك تعلمت كيف تخلط وصية الكسل مع هجمات عادية." تحدث عرضيًا وهو يهاجم.

لم أستطع الرد عليه مطلقًا, الضغط الذي وقع على عقلي فقط لكي أجاريه كبير جدًا.

أولًا فإن التأثير المنوم عديم الفائدة تمامًا نظرًا لقوة عقله, ولكن تعزيز القوة والسرعة الذي احصل عليه من وصية الكسل ليس هينًا على الاطلاق.

بعد مرور عشر دقائق تقريبًا, تشتت أنتباهي لثانية عندما خدعني بضربة مزيفة, ثم ركل كعب قدمي وجعلني أسقط.

لم اتوقف بعد, أستخدمت <نعمة الرياح> لتعزيز حركتي وقفزت إلى الخلف فورًا لأتفادى طعنه كادت تخترق رأسي, ولكنه أندفع نحوي قبل أن انهض.

صددت ضربه من سيفه بصعوبة, وتدحرجت يمينًا لأبتعد ولكنه استغل ذلك بركل ظهري.

توسعت عيني عندما شعرت بتكسر عظامي, ولكني لم اتوقف و استمررت بالتدحرج حتى ابتعدت أخيرًا.

وعندما نهضت, ركلة جوية من الجانب ضربت ذقني, مما جعل عقلي يرتج وجسدي يفقد السيطرة.

"أنتهى الأمر." تحدث بروس عندما وضع نصله قرب عنقي.

لم يستخدم تغليف الهالة ضدي, فقط جسده.

"هناك الكثير من الأِشياء التي تحتاج إلى تعلمها حول القتال بشكل عام, مثل استغلال محيطك وكيفية التعامل مع الضربات المزيفة, ولكن هذا للمستقبل… أذهب للعب الآن." أختفى سيفه وجلس بجانبي.

تنهدت قليلًا وانتظرت أن يُصلح جسدي نفسه, نحن في جزيرة البداية لذا فإن الأصابات تتجدد على الفور.

بعد ثواني قليلة فقط, نقرت على زر بدء اللعب, وأختفيت مع بروس في الفضاء.

في تلك الليلة, لم ينتصر أي أحد في الجولات التي دخلنا اليها.

قاتلت بروس 13 مرة وخسرت فيها جميعًا طبعًا.

ولعبنا أجمالي 14 جولة, فزت في 8 منها وخسرت في الباقي. لا يزال اتقاني لتغليف الهالة يتطور ببطء.

عندما خرجت من جهاز المحاكاة أخيرًا, شعرت بدوار شديد.

قضيت أكثر من 8 ساعات داخل آلة المحاكاة صباحًا ثم 7 ساعات مع بروس في الليل, من الطبيعي أن اشعر ببعض الدوار, ولكني تعافيت بعد دقائق قليلة.

أفضل بكثير من الأرهاق الذي يأتي مع التدريب الجسدي…

"سأتكفل بأمر حذف سجل اللعب من الآلة, لن ينتشر أي شيء." طمأنني كلامه.

"بالمناسبة, هل أستطيع أستخدام آلة المحاكاة الموجودة في منزلي بدءً من الغد؟" سألته.

أغمض عينيه قليلًا للتفكير, ثم أجابني: "لا بأس, ولكني أليس تنظيف عقلك بالمشي افضل؟"

"لا بأس أستطيع تنظيفه في اوقات أخرى." ودعته سريعًا وذهبت إلى المهجع لأرتاح.

لا اعرف لماذا اودعه حتى… أنا اقضي وقتًا معه أكثر من غرفتي!

أنتهى بي الأمر عائدًا قبل الساعة العاشرة بقليل…

====

الفصل ثقيل للأسف, ولكن هذا ضروري لبناء نظام القوة....

لا تنسوا التعليق.

نقابة المؤلفين في خانة الدعم.

2024/05/01 · 97 مشاهدة · 1923 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024