### الفصل الأول: الاكتشاف

في الأراضي الخضراء الشاسعة، حيث تتسابق الأنهار الفضية عبر الوديان وتتراقص الأشجار على أنغام الرياح الهادئة، يقع عالم "إيثريا". عالم تتشابك فيه خيوط القدر، محبوكة بسحر قديم وأساطير تنبض بالحياة في كل زاوية. تحت سماء صافية ترسمها لوحة النجوم المتلألئة، يبدأ رحلة ليرين، الشاب الذي كان على وشك أن يغير مصير "إيثريا" إلى الأبد.

ليرين، بشعره البني الذي كان يتطاير مع كل نفحة ريح وعينيه الخضراوتين اللتين تعكسان شغف روحه، كان يعيش حياة بسيطة في إحدى قرى مملكة الإنسان. لكن في قلبه، كان دائمًا يشعر بأن هناك شيئًا أكبر ينتظره.

ذات يوم، أثناء تجواله في الغابة بحثًا عن أعشاب نادرة لمساعدة والده في العلاج، اصطدمت قدم ليرين بشيء صلب مدفون تحت طبقة رقيقة من التراب والأوراقِ. مدفوعًا بالفضول، بدأ في الحفر حتى كشف عن قطعة أثرية تشعّ بنور خفي. كانت ذو شكل معقد كأنما مزيج بين طائر الفينيق والتنين، مرصعة بأحجار كريمة تتلألأ تحت ضوء الشمس.

بالكاد كان يلمس القطعة حتى شعر بطاقة ساحرة تسري في عروقه. السماء أظلمت فجأة، والرياح هبت بعنف، كأن الطبيعة نفسها تترقب ما سيحدث. من تلك اللحظة، علم ليرين أن حياته لن تعود كما كانت أبدًا.

لم يكن يدرك حينها أن القطعة الأثرية التي وجدها ستكون مفتاح الصراع القادم. صراع يهدد سلام "إيثريا" الهش، حيث تتجه أنظار القوى الظلامية القديمة نحوه، طامعة في استعادة ما كان لها.

عائدًا إلى القرية والقطعة الأثرية بيده، بدأ ليرين يشعر بالأسئلة تتزاحم في ذهنه. ما هي تلك القطعة؟ وكيف وصلت إلى هنا؟ وأهم من ذلك كله، ما الذي يعنيه لمصيره ومصير "إيثريا"؟

ما لم يعلمه ليرين هو أن الأيام القادمة ستحمل له الإجابات، برفقة أصدقاء غير متوقعين وأعداء لا يرحمون. فالرحلة التي بدأت بلمسة واحدة، ستقوده في مسارات متشابكة من السحر، الخيانة، والكشف عن القوة الحقيقية التي تكمن في داخله.

وهكذا تُفتح صفحة جديدة في تاريخ "إيثريا"، صفحة يكتبها ليرين

2024/04/19 · 18 مشاهدة · 295 كلمة
O-o
نادي الروايات - 2024