### الفصل الثاني: الرفقاء الأوائل

عاد ليرين إلى قريته، القطعة الأثرية مخبأة بعناية تحت قماشه. وعلى الرغم من أن القرية كانت قد غطت في سكون الليل، إلا أن داخله كان يعج بعاصفة من الأفكار والأسئلة. قرر أن يخفي القطعة في مكان آمن حتى يتمكن من فهم معانيها وأصولها بشكل أفضل، دون علم أحد بوجودها.

في صباح اليوم التالي، استيقظ ليرين على صوت قرع على باب منزله. كانت زيلفا، الفتاة التي تعيش في البيت المجاور وأقرب أصدقائه في القرية. زيلفا، بشعرها الأسود كالليل وعينيها الذكيتين، كانت تشترك مع ليرين في شغف الاكتشاف وحب القصص القديمة. "خرجت للتو وأردت أن أتأكد من أنك بخير،" قالت بنبرة مليئة بالقلق.

شعر ليرين برغبة شديدة في مشاركة سره مع زيلفا، ولكنه كان يعلم أن ذلك قد يعرضها للخطر. قرر بدلاً من ذلك دعوتها للانضمام إليه في رحلة إلى الغابة، بحجة البحث عن المزيد من الأعشاب النادرة. وعلى الرغم من عدم قناعتها بالقصة، إلا أن زيلفا وافقت بحماس.

خلال رحلتهم في الغابة، انضم إليهما كيران، صياد شاب من القرية يتمتع بمهارات قتالية ممتازة وسرعة استثنائية. كان كيران قد لاحظ تصرف ليرين الغريب منذ الأمس وقرر اتباعه ليعرف سبب تصرفه بهذه الطريقة.

ما بدأ كبحث عن أعشاب، تحول سريعًا إلى مغامرة غير متوقعة عندما اكتشف الثلاثي مدخلاً مخفيًا في أحد جوانب الغابة، قادهم إلى كهف مليء بالنقوش القديمة التي تصور معارك بين الأبطال الأسطوريين والوحوش.

بينما كانوا يتجولون في الكهف، هاجمتهم مجموعة من الكائنات الغريبة، لكن بفضل شجاعتهم وتعاونهم، تمكنوا من هزيمتها. كانت هذه اللحظة نقطة تحول في رحلتهم، حيث شعروا بروابط الصداقة تتعمق بينهم، وأصبح لديهم إيمان راسخ بأنهم على وشك الخوض في مغامرة كبرى.

بعد عودتهم إلى الضوء الطبيعي، قرر ليرين أخيرًا مشاركة سر القطعة الأثرية مع زيلفا وكيران، مدركًا أنه قد يحتاج إلى كل الدعم الذي يمكنه الحصول عليه. وقف الثلاثي معًا، متعاهدين على مواجهة ما قد يأتي في طريقهم وحماية "إيثريا" مهما كلفهم الأمر.

وهكذا، مع قلوب مليئة بالأمل والشجاعة، استعدوا لخوض معارك

2024/04/19 · 6 مشاهدة · 310 كلمة
O-o
نادي الروايات - 2024