"لماذا أنا ؟ لا. لدىّ موعد و علىّ أن أغادر."

إلتفت دي هين إلى آستر متجاهلاً چو-دي .

"بعد أن تختاري غرفة ، تعالي إلى مكتبي."

"ايه ؟ أجل."

لم يـكن هناكَ جو مناسب للرفض .

أجابت آستر بسرعة بشكل غير متوقع .

عندما نزل دي هين على الدرج بقى فقط چو-دي و آستر في الطابق الثالث .

كان الممر الذي كان صاخباً بسبي إحضار دي هين لخدمه و مرافقيه فارغاً و هادئاً في لحظة .

'ماذا أفعل؟'

لم تستطع أن تدير وجهها نحو چو-دي و نظرت إلى الحائط .

منذ البداية ، لاحظت أن چو-دي لا يحبها كثيراً ، لذلكَ كان من الصعب التعامل معه .

"لي ، أنا بحاجة إلى الذهاب بسرعة."

كانت عيون چو-دي مليئة بعدم الرضا عندما تم القبض عليه و هو يحاول المغادرة .

أحتاجُ لـمقابلة سيباستيان بسرعة حتى أقوم بإغاظته !

تمتم چو-دي في نفسه و عبس و دار حول آستر .

ثم بتعبير غير مسرور نظرَ إلى آستر .

'هل نحنُ في نفس السن؟'

آستر أيضاً لقد كانت أصغر من أقرانها ، لكن چو-دي كان صغير الحجم بشكل خاص .

كان دينيس هو الشخص الوحيد الذي نشأ طويلاً من بين التوأمين .

في الواقع ، كان الإختلاف بين طول چو-دي و آستر قليل جداً .

لم يُـعجم چو-دي هذا الوضع فـقفز و رفع إصبعه في وجه داينا .

"أنتِ!"

"ماذا؟"

"أنا الأطول !"

فتحت آستر عينيها . لم تقل شيئاً لكنها قد تساءلت عن سبب حديثهُ عن الطول ، لذلكَ قامت بإمالة رأسها إلى الجانب .

ثم لنسلط الضوء على عينا آستر المفتوحة . تقدم چو-دي كما لو أنه قد وجدَ شيئاً مثيراً للإهتمام و نظر إلى وجهها .

'إنها تشبه الكلب.'

لقد كان لدى چو-دي كلبٌ حين كان في الخامسة من عمره . الناس لا تعرف ذلكَ ، لكن چو-دي لا يستطيع تجاهل الأشياء اللطيفة .

لذلكَ لم يستطع تجاهل عيون آستر المستديرة .

مشى چو-دي إلى الأمام و تحدث.

"قومي بالإختيار بسرعة ، لدى مكان يجبُ أن أذهبَ إليه."

سرعان ما تبعت آستر چو-دي عندما أخبرها أن تقوم بإتباعه .

تردد صدى صوت أحذية آستر و چو-دي في الردهة الفارغة.

كانت جميع الغرف مفتوحة .

توقفت آستر التي كانت تشاهد الغرف بعيونها بعد أن وصلت للغرفة الثالثة .

كانت غرفة كبيرة بشكل غير عادي بها نافذة .

كان المنظر ظاهراً بالكامل بفضل ان النافذة كانت تأخذ أكثر من نصف جدار .

على وجه الخصوص ، كانت الغرفة مشرقة بما يكفي و تدخلها أشعة الشمس التي تدخل من خلال النافذة .

يبدو أن آستر التي عاشت دائماً في الظلام قد اعادت إنشاء الفضاء الخاص بها .

دخلت آستر إلى الغرفة من دون أن تدرك . لقد كانت تسير من تلقاء نفسها .

"واو . جميلة جداً ."

وقفت بجانب النافذة كما لو كانت ممسوسة ، و نظرت إلى الحديقة المنسقة . كان بإمكانها رؤية الجبل الذي خلف القلعة في لمحة .

لكن في ذلكَ الحين .

تم الإمساك بذراع آستر و تحريك جسدها إلى الوراء .

"هاي . ليس هنا ، إنها قاعدتي السرية ."

أعطى چو-دي القوة لديه و كأنه يقول «ليس كمان تريدين.»

قَبِلت آستر بدون مقاومة.

'لا تكوني جشعة.'

كانت الغـرفة التي عاشت فيها آستر في المعبد عبارة عن عِـلية قذرة في أقصى زاوية في المعبد .

هذا النوع من الغرف لا يُـناسبها ، لقد كانت جشعة جداً .

"نعم ، سأذهب إلى غرفة أخرى."

تحدثت بهدوء ، لكن چو-دي أحدثَ ضوضاء عندما رأى عيون آستر الحزينة.

"إيشش"

لم يكن يقصد چو-دي أن يكون لئيماً أيضاً .

كانت هذه الغرفة مهمة بالفعل بالنسبة لـچو-دي.

هناكَ أنبوب يسهل تسلقه ، لذلكَ غالباً ما كان يستخدم الغرفة ليهرب من المنزل سراً حين يتم منعه من الخروج من المنزل .

لذلكَ لم يكن يستطيع تقديم تنازلات ، لكن .. أضعفته آستر التي كانت تشبه الجرو السعيد و أصبح الآن مكتئبة .

حك چو-دي رأسه و تنهد .

"آهه ، لا أعرف . فقط إستخدميها ."

"هل يـمكنني أن أفعل ذلكَ؟"

دارت عينا آستر في الغرفة عندما كانت قال هذا .

إعتقدَ أنه لن يتباهي ، لكن الإختلاف الواضح في تعبيرات وجهه كفيلاً لأن يلاحظه أي شخص .

"نعم ، سوف أعطيكِ إذناً خاصاً."

هز چو-دي كتفيه لأنه كان فخوراً بنفسه . لأنه كان فخوراً بأنه قد قام بعمل جيد ، رفع أنفه للأعلى .

و مع ذلكَ ، لا يُمكنه تقديم قاعدته السرية مجاناً .

وضع چو-دي يده على خصره و قدم إقتراحاً لآستر .

"دعينا نذهب لمقابلة سيباستيان بدلاً من ذلكَ."

"من هذا ؟"

"أنتِ . ايتها الغبية."

تحدثَ چو-دي وفي نفس الوقت مد إصبعه .

إصبع السبابة الخاص بـچو-دي قد طعن خد آستر .

"....؟"

بعد أن شعرت آستر بالحرج من سلوك چو-دي رفعت إصبعها ووضعته على خدها .

لقد بدى و كأنه لا سئ ، لكنها كانت تتسائل .

"سيدي ، لماذا..."

"هااي!"

إرتعد چو-دي. غطى فم آستر .

"ما الأمر مع سيدي تلكَ ؟ فقط ناديني بـأخي."

أخي ؟؟

لتلخيص الأمر ، أنه أخاها الأكبر بالفعل .. لكنها لم تعتد على قول هذا لأي أحد .

أخي ؟ مجرد التفكير في الأمر جعلها تشعر بالإحراج و شعرت أن فمها قد تم تخديره .

"حاولي."

أزال چو-دي يده من على فمِ آستر . ثم أخبرها أن تقوم بالمحاولة و ظل ينظرُ إليها .

ترددت آستر ، رفع چو-دي صوته .

"ليس لدىّ وقت؟؟"

أدركت آستر أن عِـناد چو-دي لن ينكسر بسهولة.

لم تكن هناكَ سوى طريقة واحدة لتحويل تلكَ النظرة المرهقة عنها .

"..ــخي"

"ـخي؟؟"

"أخي چو-دي."

في النهاية ، بالكاد أصدرت صوتاً خافتاً ثم خفضت رأسها .

شعرت بالخجل من الكلمات الغـير مألوفة التي قالتها لأول مرة ، و أصبح خديها ساخنين .

هزت آستر رأسها لتبرد خديها . كان شعرها المربوط على شكل ذيل حصان يرفرف فوق كتفيها .

"هذا...جيد.."

كان فم چو-دي الذي لم يكن لديه أخت صغرى من قبل مفتوح على مصاريعهُ .

عِـندما أدركَ أنه أصبحَ لديه أخت صغرى ، إرتفعت كتفيه لسببٍ ما .

كان شعور أن يتم مناداته بالأخ الأكبر شعور بأن لديه شئ يجب حمايته .

لقد نشأت لديه غريزة الحماية التي لم يشعر بها من قبل .

بدا و كأنه يعرف قليلاً لماذا يجب سيباستيان أخته الصغرى كثيراً .

"هيا بسرعة."

جرّ چو-دي المتحمس آستر لأسفل الدرج .

لكن بن ، الذي كان بنتظر في الطابق السفلي قام بالقبض على چو-دي .

"هل إنتهيتِ ؟ جلالته ينتظر الآنسة آستر ."

تذمر چو-دي الذي أُخِـذت منه آستر .

"لا يُـمكنني المساعدة في ذلك ، بدلاً من هذا لنتقابل غداً."

ثم قام برفع إصبعه الصغير .

تراجعت آستر للخلف متعجبة مما كان چو-دي يفعله. ثم أنفجر چو-دي .

"ماذا تفعلين ؟"

"ماذا؟"

"لقد مددتُ لكِ إصبع يدي ، يجبُ ان تفعلي المثل."

أشار چو-دي إلى يده كما لو كان محبطاً و تذكر و قال «الم تفعلي هذا من قبل ؟» .

شعرت آستر بالحرج و قامت بنسخ ما قام چو-دي بفعله.

"حسناً .. هكذا؟"

"نعم."

لم يخبرها أحد بذلكَ من قبل .

لم تفعل آستر ذلكَ من قبل و لم يكن لديها أي شخص تقوم بهذا معه .

لقد كان هذا مذهلاً .

إنها ليست مشكلة كبيرة ، لكنها نظرت إلى يدها بهدوء لأنها شعرت أنه لمن المثير للدغدغة ان تلمس يد أحد ما و توعده بشئ .

"لقد ودعتني ،لذلك لنتقابل غداً وداعاً."

لوحَ چو-دي لآستر بيده و نزل من على الدرج و سرعان ما إختفى لأنه لديه شئ ليقوم به .

بينما كانت آستر تتبع بن سارت ممسكة بيدها بإحكام حيث كان دائفاً .

***

في هذا الوقت ، كان دي هين جالساً على الأريكة في مكتبة .

"أما كان يجبُ علىّ أن أتركَ هذان الإثنان معاً بمفردهما؟"

كان يأمل أن يكونا آستر و چو-دي قريبان من بعضهما ، لكنه قد كان قلقاً من ان بقوم چو-دي ببعض الحيل عليها .

بالنظر إلى شخصية چو-دي ، فهو بإمكانه فعل هذا .

فقد دي هين رباطة جأشه و وضع يده على الطاولة التي كانت أمامه .

'أحتاج للعودة إلى هناك.'

بطريقة ما عندما كان دي هين على وشكِ النهوض ، سمع طرقاً .

أمسكَ دي هين وجهه بسرعة و سعل .

جلس ، وذهب توتره .

"تفضل بالدخول."

فُـتحَ الباب و دخلت آستر إلى المكتب .

على الرغم من إنحناءها ، بدى أن إحساسه بوجودها قد يتلاشى في أي لحظة .

"تعالي و إجلسي."

قامت آستر بالسير نحو دي هين كما قال لها .

لكن كلما إقتربت منه إشتمت رائحة ذكية ، لا تستطيع رؤية الموجود على الطاولة لأن جسد دي هين كان يغطيها . لكن الرائحة بالتأكيد كانت ذكية .

'ما هذا.'

كانت آستر تشتم الرائحة و سرعان ما عرفت سبب الرائحة .

تم وضع أنواع مختلفة من البسكويت على الطاولة و كأنها كانت معروضة .

عندما وجدتها آستر ، لمعت عيناها .

ضحك دي هين بشدة من داخله فخوراً بردة فعل آستر الصاخبة .

بمجرد أن سمع أن آستر تُحب البسكويت في غرفة الملابس قام بالتحضير .

لكن آستر لم تحلم أبداً أن البسكويت كان مُعداً من أجلها .

'يبدو ان جلالة الدوق يحب البسكويت كثيراً.'

لا أعتقد أنه يحب التكديس و تناول الطعام في المكتب .

لم تتمكن من لمس أي شئ يُـعجبها ، لذلكَ قامت بالإبتعاد عن البسكويت بسرعة .

'ألن تأكل ؟'

عندما إبتعدت آستر عن البسكويت بسرعة و الءي عرف دي هين أنها تحبه تعجب و رفع حاجبيه .

"اممم .. هل إخترتِ غرفة ؟"

"نعم ، لقد إخترتُ الغرفة الثالثة."

"عمل جيد . سوف أحضر لكِ الأثاث الجديد."

رفعت آستر التي كانت تمسك يدها من الخلف لتجنب إغراء البسكويت رأسها .

"لكن هناكَ سرير و خزانة في الغرفة ؟"

"إنها قديمة جداً . لقد إتصلتُ بالفعل يشخصٍ ما ليحضر الأثاث ، لذلكَ سيحضره في غضون أيام قليلة."

يقول دي هين أن الأثاث قديم جداً ، لكنهم جميعهم لا يضاهون ما كانت تستخدمه آستر في المعبد .

كانت الغرقة غير مرتبة و ديقة حيث كانت تعاني هناكَ من ديق التنفس ، و الخزانة كانت على وشكِ الإنهيار .

لكن كان هذا هو الحال عند دي هين ، لذا اومأت آستر بالموافقة .

كان دي هين يتحدث .

شعرَ ان هناك شيئاً قد تغير ، و قد حسنت آستر ايضاً من موقفها .

كان على الطاولة شيئان ، بجانب البسكويت كان يوجد مجموعة من المستندات .

مد دي هين يده و إلتقطَ أول قطعة من الورق .

دفع إلى آستر الورقة بحركة بطيئة .

"إنها الوثيقة التي تُـفيد بأنني تبنيتكِ."

نظرت آستر وهي عاجزة عن الكلام للحظة إلى الوثائق .

تمت كتابة إسم كل شخص في الجزء السفلي من الورقة حتى يوقعوا ، بالإضافة لوجود بضعة آسطر تثبت محتوى الوثيقة .

تم ختم ختم تريزيا بالفعل بإسم دي هين .

"يُـمكنكِ وضع الحبر على إصبعك و الختم هنا."

شرح بسيط للغاية .

كانت العائلة شيئاً تريده آستر و لم تستطع الحصول عليه أبداً .

كانت إسمها كـيتيمة شيئاً لا يُمكن إزالته من جانب إسمها .

ومع ذلكَ ، كان من الغريب أن تنشأ العلاقات الاسرية بوثيقة واحدة فقط .

تلكَ الورقة الرقيقة يُـمكن ان يتم تمزيقها فقط بالقليل من القوة .

"..سوف أفعل."

إثيرت عدة مشاعر في نفس الوقت ،

وضعت آستر إبهامها ببطء على الحبر .

عندما لامست الحبر ، إنتشر شعور بالرطوبة و البرد في أطراف أصابعها .

إحتفظت آستر بتلكَ البرودة و قامت بالختم عند إسمها .

ثم قد تم نقش علامة حمراء واضحة على اوراق التبني .

يتبع ....

2021/01/31 · 1,112 مشاهدة · 1797 كلمة
نادي الروايات - 2025