"أنه صباح سئ لأنني كنتُ نائماً ووقعتُ من على الفِراش."

"أبي ، إشرب الماء أولاً."

بعد چو-دي و دينيس ، رحبت آستر به بطريقة ملائمة .

"مرحباً ، ايها الدوق الأكبر."

عندما جلس الجميع ، تم وضع الأطباق الساخنة على الطاولة .

الحساء ، الخبز ، الجلاش ، السلطة و الدجاج و الخ .. كانت الكثير من الأنواع المختلفة لتناسب الذوق .

'كم عدد الأنواع هنا.'

إتسعت عينا آستر عندما رأت تلكَ الأطباق الرائعة التي بدت و كأنها سوف تكسر المائدة .

بدا كل الطعام فاتح للشهية .

حتى في حفل المعبد ، لا أعتقد أنهم سيحصلون على هذه الكمية من الطعام . لقد تفاجئت أن كل هذا كان وجبة واحدة .

على وجه الخصوص ، كان لحم الدجاج سميكاً و لامعاً .

سقط لعاب آستر عندما رأت الدجاج يوضع أمامها .

"دعونا نأكل."

"شكراً عى الطعام . سآكل جيداً..."

بعد أن تحدثَ دي هين و أذنَ لهم بالأكل أخذَ چو-دي الدجاجة .

مزق إحدى سيقان الدجاج ، لقد كان لها إثنان فقط .

'هـل يُـمكنني فعلُ ذلكَ ؟'

كانت آستر التي كانت دائماً واعية مندهشة من المنظر .

لم تجرؤ ابداً على إختيار مثل تلكَ الأجزاء الجيدة . بالطبع لم توزع حِصص كتلكَ على آستر من قبل .

إختار چو-دي فقط الأجزاء اللذيذة من كل صنف و اخرجه امامه .

بعد أن ملأ طبقه ، نظر إلى آستر التي لم تمس طعامها حتى .

"لماذا تفعلين هذا؟"

ثم أخذ أحد أفخاذ الدجاج الباقية ووضعها في صحن آستر .

"يـُمكنكِ الحصول على واحدة ايضاً ، إنني أحب أفخاذ الدجاج."

شعرت آستر بالحرج عندما رأته يضع فخذ الدجاجة في صحنها .

"أنا بخير . لقد تبقت واحدة فقط."

إن كانت أفخاذ الدجاج ثمينة ، فلقد إعتقدت أنها متروكة لدي هين بالتأكيد .

لكن دي هين لم يكن مهتماً باللحوم على الإطلاق ، ولا دينيس .

كانا يستمتعان بإفطار خفيف مع سلطة و خبز .

إنفجر چو-دي ضاحكاً بعد كلام آستر .

"ماذا ؟ هاهاها . أنتِ مضحكة جداً . ما الخطأ أن هناكَ واحدة فقط متبقية ؟ إن كنتُ بحاجة إلى المزيد من الطعام ، يُـمكنني إخبار الطباخ . هناكَ الكثير من الطعام ."

"آه."

عضت آستر شفتها بلطف .

أدركت آستر حقيقة أنها تنتمي إلى عائلة الدوق الأكبر .

بالتفكير في الأمر ، حتى لو إشترى العشرات من الفساتين فـسيعيش بدون أي مشاكل ، فماذا يكون الحديث عن الطعام ؟

كان من الجيد أن تأكل أفخاذ الدجاج بقدر ما تشاء .

'لا داعي للقلق بشأن الجوع.'

بدأ لعاب آستر يسيل .

كانت المرة الأولى التي تجرب فيها أفخاذ الدجاج ، و لقد كانت أفخاذ الدجاج مليئة بالكثير من اللحم .

"شـكراً على الطعام."

إقتربت آستر قليلاً وأخذت الشوكة التي كانت بجانب الطبق .

لكن ، كانت هناكَ أنواع كثيرة جداً من الشوكات .

لقد كان حجمها مختلفاً و لقد كانو يبدون جميعاً متشابهين ، لم تكن تعرف بماذا تأكل .

قامت بإلتقاط شوكة صغيرة تقريباً و أمسكت بسكين .

كانت ستقطع اللحم من ساق الدجاج لكنها لم تقطع لحماً أبداً من قبل ، لذلكَ لم ينجح الأمر كما أرادت .

عندما قامت آستر بالضغط على الشوكة بقوة سقطت الشوكة منها .

أصبح مفرش المائدة الأبيض ملئ بالبهارات .

"أنا آسفة . لا أعرف كيف أستخدمها ..."

حاولت آستر تنظيف المكان بسرعة لكن العلامة تكبر كلما مسحت بيدها .

أصبح وجهُ آستر شاحباً جداً عندما لم تستطع إصلاحه .

في هذه اللحظة ، تذكرت السوط على الفور من المعبد .

بالطبع ، لقد إعتقدت أنها سوف تكون في مشكلة ، لكن ردود الفعل كانت مختلفة تماماً عما تخيلت آستر .

"أبي ، فالـنغير مفرش المائدة .. هذا كثير جداً."

"سيكون ذلكَ جيداً."

أعطى دي هين تعليمات لخادمه الشخصي على الفور .

عندما لم يقم أحدٌ بلومها ، لقد كانت آستر متوترة بالأحرى .

"ألستَ غاضباً ؟"

"ولماذا سأكون كذلك؟"

مسح دي هين فمه و سأل بوجه متعحب .

"لن تستخدم مفرش المائدة الباهظ الثمن هذا بسببي."

"بالتأكيد انا لن اؤنبكِ بسبب مفرش مائدة."

بعدما تحدث دي هين لاحظ أن عيون آستر كانت مكتئبة و نظرت إلى الأسفل .

"يـكبر الأطفال و هم يرتكبون الأخطاء . ستتعملين كل شئ ببطء ، لذا من الأفضل أن يكون لديكِ بعض الصبر . ما عليكِ فعله الآن هو الأكل و الإستراحة جيداً . هل تفهمين ؟"

"...نعم."

ضغطت آستر على يدها و اومأت برأسها .

حتى عندما كانت ترتكب الأخطاء الصغيرة ، لم يتم مسامحتها في العالم التي كانت تعيش فيه آستر من قبل .

لقد كان الأمر دائماً هكذا . عندما كانت تخطئ كان عليها أن تُـعاقب عدة مرات .

لكن هذا المكان كان مختلفاً .

لم يتم لومها على الأخطاء الصغيرة التي إرتكبتها . لم يتم حبسها بشكل إنفرادي ولا معاقبتها .

بل بالعكس ، كانت آستر في حيرة من أمرها عندما قِيل لها أنه لا حاجة لها للإعتذار .

على الرغم من انها كانت ممتنة للكلمات التي خرجت ، إلا أنها قد كانت غير مرتاحة بسبب الذي مرت به للتو .

'هل علىّ عدم الأكل فقط حتى لا ارتكب اي اخطاء؟'

لم تستطع آستر تحريك يدها مرة أخرى خوفاً من إرتكاب خطأ آخر .

كان بإمكانها سماع سعال دينيس في اذنها عندما كانت متصلبة ولا تأكل .

'هاه؟'

كان دينيس ، الذي كان جالساً في الجهة المقابلة ، يضع الطعام في طبقه . أنه اللحم الذي لم يعر له إهتماماً من قبل حتى أصبح طبقه كـمثل طبق آستر .

حرك دينيس يده ببطء ، كان يحمل شوكة و سكين من الحجم الثاني ، و بدأ في تقطيع اللحم ببطء .

قبل أن يعرف ذلك ، لاحظت آستر سلوك دينيس . و عرفت نواياه .

'هو يخبرني أن أقوم بتقليده .'

بفضل ذلكَ ، تعلمت كيف تستخدم الأدوات التي كانت بأحجام مختلفة و أشكال متشابهة . تعلمت كيف تتناول الطعام .

كانت آستر سريعة التعلم في كل شئ ، وخلال جميع تلكَ السنوات التي قضتها كانت قادرة على تعلم القليل من أداب تناول الطعام .

لم تكن تعرف إن كان دينيس الذي بدى غير مبالٍ لها نوى فعلَ ذلكَ أم أنه كان يتناول وجبته فحسب .

مرّ وقتُ الإفطار بهدوء .

دي هين ، الذي كان مشغولاً بالعمل .. نهض أولاً بعد أن تناول الإفطار مسرعاً . بعد فترة من الوقت توقف دينيس عن تناول الطعام و صعد قائلاً أن الوقت قد حان للقراءة .

أكلت آستر عِدة أطباق آخرى ثم وضعت الشوكة بجانب الطبق .

منذ فترة طويلة ، لقد أكلت بقدر ما أرادت بدون الإهتمام بأي شئ لذا كانت سعيدة جداً .

"أتريدين المزيد؟"

عض چو-دي على الخبر الباچيت و هو يسألها .

نقرت آستر على بطنها و هزت رأسها .

"لقد أكلتُ الكثير."

"آشش ، أنا آكل بقدر ما يأكل الطيور لذا لل يزداد وزني ."

مثل الطيور ...؟؟

إلتفت آستر إلى طبقها محرجة .

كان ذلكَ بعد أن تناولت حوالي أربع أطباق . لقد أكلت ما يكفي من الطعام الذي كان كفيلاً بجعلها تتقيئ لأنها لم تكن مقيدة بعدد من الطعام لذا كانت تجرب الطعام اللذيذ .

لم تستطع معرفة كيفية تناول الطعام اللذيذ هنا .

ضرب چو-دي يده تاركاً آستر المحرجة خلفه .

"صحيح ، هل تذكرين ما وعدتني به بالأمس؟"

"السيد سيباستيان؟"

"نعم ، دعينا نلتقي في الساعة الثانية بعد الظهر ."

اومأت آستر قائلة «حسناً»

***

'لماذا لا يمر الوقت بسرعة ؟'

جلست آستر على السرير و نظرت إلى الساعة .

لقد كان الأمرُ على هذا النحو منذ أن تناولت الإفطار .

كان من المحبط أن عقرب الساعة كان بالكاد يتحرك ، لقد أرادت أن تحركه بيدها بشدة . حدقت في الساعة كما لو كان هناكَ قتال .

بعد ذلكَ ، نهضت من على السرير في حوالي الساعة 1:20 ، أي قبل الموعد ب 40 دقيقة .

إنتظرت لمدة 30 دقيقة بينما كانت تسير حول الغرفة .

"حسناً."

بمجرد أن أصبحت الساعة 1:30 امسكت آستر حقيبتها .

لقد كان الموعد في الساعة الثانية ، لكن بدى لها أنها يُمكنها الخروج قبل الموعد بنصف ساعة و الإنتظار .

'اتسائل إن كان هذا جيداً.'

لقد كانت آستر لطيفة جداً في عينا دوروثي .

لا يبدو أنها كانت تعرف ذلك ، لكن تعبير آستر المتحمس بدى ظاهراً جداً .

"سوف أنزل الآن."

"سيدتي ، هل ترغبين في الحصول على بعض البسكويت قبل أن تغادري؟"

أستدارت آستر التي كانت تركد نحو الباب بسرعة .

"هـل يُمكنني ذلك؟"

"نعم ، لن يلومكِ أحدٌ على ذلكَ."

وضعت دوروثي البسكويت في سلة نزهة مُعدة لآستر .

نزلت آستر و هي تحمل سلتها إلى الطابق الأول .

لم يكن چو-دي موجوداً هناكَ بعد .

وقفت آستر عند الباب وهي تعتقد أن الوقت لم يحن بعد .

"آنسة آستر ، يُمكنكِ الجلوس و الإنتظار دون وقوف ."

"لا ، أنا أريد الوقوف فقط."

حتى لو لم تتظاهر ، لقد كانت مشاعر آستر ظاهرة .

لقد كانت متحمسة لأنها لم تقم بعمل وعد مع أى شخص من قبل .

بـمجرد أن هناكَ شخص ينتظرها ، جعلها تشعر أنها مميزة .

لقد كانت الساعة 2:00 تقريباً .

عندما وصلت الساعة الثانية تماماً على ساعة الحائط الكبيرة في غرفة المعيشة ، رن جرس الكتدرائية بصوت عالي لإعلان ان الساعة الآن 2:00 .

إمتلأت عيون آستر بالترقب .

إعتقدت أن چو-دي الذي كان في الخارج سـيفتح الباب قريباً و يدخل ، لكن بعد 5 أو 30 دقيقة لم يأتِ چو-دي .

مع مرور الوقت ، أصبحَ لون بشرة آستر شاحباً .

'لماذا لم يأتِ؟'

كانت آستر التي لم يكن لديها أصدقاء ، أول مرة لها تحدد موعداً مع شخص و تنتظره .

كما هو متوقع ، لقد كانت خيبة الأمل كبيرة .

'ألا تعتقد أن السيد چو-دي قادم ، صحيح؟'

'أعتقد ذلك . إنها نزوة ، يحدث هذا كل يوم ...'

تحدثَ الخادم و دوروثي بإتصال العين .

ذهبت دوروثي لأنها إعتقدت أنها لا يجبُ أن تجعل آستر تنتظر أكثر من ذلك .

"آنستي ، ألا تؤلمكِ ساقكِ ؟ ماذا عن الصعود إلى غرفتكِ و الإنتظار ؟"

"نعم."

ضحكت آستر بشكل ضبابي عندما إعتقدت أن چو-دي لن يأتي لسببٍ ما .

لقد كانت إبتسامة مغطاة بالظلام .

بعد مجيئي إلى هنا ، شعرتُ بإرتياح شديد لدرجة أنني قد تركت حذري .

لقد قلتِ أنكِ لن تثقي بالناس ، لكنكِ كنتِ سعيدة بالتحدث معهم أولاً . لقد أحببتُ التحدث معه لقد بدى الأمر سهلاً .

'أنتِ تعلمين أن رفع توقعاتكِ تؤذيك.'

نظرت عينا آستر إلى السلة التي كانت تحملها بثبات .

تحركت آستر ببطء لتعود إلى الغرفة .

و لكن ، في الوقت المناسب .. رن جرس الباب .

عندما فتحَ الخادم الباب ، ظهر أحد مرافقي چو-دي .

"سيدة آستر ، قال لي سيد چو-دي أن أقوم بتوصل هذا."

كم من الوقت كان يركض . لقد كان شعره مليئاً بالعرق .

ما قدمه المرافق ، كانت ملاحظة مجعدة قليلاً .

[لقد تأخرتُ لأن شئ ما قد حدث .. إذهبِ إلى حديقة هاربيل قبلي .]

لقد كانت خربشة قاسية للغاية لدرجة أنه بدى أنه كتبها على عجل .

أنه محتوى لا يُمكن قول أنه يحتوي على الإخلاص ، لكن لقد كانت تعبيرات آستر مرتاحة .

يـُمكنها الإنتظار لفترة أطول .

لا أحب التأخير من جانب واحد ، لكنني قررتُ أن أتفهمَ الأمر .

على الأقل لم يتم التخلي عنها .

"شكراً على الرسالة ."

إنحنت آستر للسائق و إلتفتت للتحدث مع دوروثي .

"أين حديقة هاربيل؟"

"عليكِ الصعود إلى التل غرب القلعة ، لكن من الصعب شرح ذلكَ بالكلمات ، سأرشدكِ."

كان الطريق خارج القلعة غريباً و غير مألوف بالنسبة لآستر .

رأتهُ عندما كانت داخل العربة ، لكن في الواقع كان المشي مختلفاً . لقد إعتقدت أنها من الممكن أن تضيع بدون وجود دوروثي .

يتبع ...

2021/02/21 · 1,033 مشاهدة · 1838 كلمة
نادي الروايات - 2025